العمال السوريون يتخوفون من ترحيلهم وبلدية في جنوب لبنان تقرر إخلاء مخيم للاجئين

مواطن سوري لـ {الشرق الأوسط}: قالوا لي أنت داعشي.. تنام بيننا وتنتظر الفرصة لقتلنا

جانب من مظاهرة نظمها ذوو العسكريين المخطوفين قبل أيام لمطالبة الحكومة بالعمل على إطلاقهم (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة نظمها ذوو العسكريين المخطوفين قبل أيام لمطالبة الحكومة بالعمل على إطلاقهم (أ.ف.ب)
TT

العمال السوريون يتخوفون من ترحيلهم وبلدية في جنوب لبنان تقرر إخلاء مخيم للاجئين

جانب من مظاهرة نظمها ذوو العسكريين المخطوفين قبل أيام لمطالبة الحكومة بالعمل على إطلاقهم (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة نظمها ذوو العسكريين المخطوفين قبل أيام لمطالبة الحكومة بالعمل على إطلاقهم (أ.ف.ب)

لم يكن صباح العامل السوري خالد (32 عاما)، الأحد الماضي، يشبه أي صباح آخر. خرج لينتظر رزقه، كالعادة، في منطقة طريق المطار في ضاحية بيروت الجنوبية، قبل أن يصل شبان مجهولون من أبناء المنطقة، وينهالوا عليه بالضرب، بسبب إعدام تنظيم «داعش» أحد العسكريين اللبنانيين المخطوفين لديه.
والاعتداء على خالد، كان واحدا من عشرات الحالات في منطقة الضاحية، التي ثار شبانها وسكانها ضد العمال السوريين، بعد إعلان «داعش» ذبح الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج. لوحق العمال في مواقع انتظار رزقهم، تحت الجسور وفي منطقة طريق المطار، وأظهرت صور كثيرة تناقلها اللبنانيون في مواقع التواصل الاجتماعي، الاعتداء على العمال.
وارتفعت وتيرة الخوف عند العمال السوريين، من قرارات رسمية تؤدي إلى ترحيلهم من لبنان، بعدما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن بلدية برج الشمالي في قضاء صور أمهلت السوريين القاطنين في منطقة الشواكير شرق مدينة صور، مهلة 48 ساعة لإخلاء خيمهم تحت طائلة المسؤولية، علما أن مخيم النازحين السوريين يضم نحو 200 خيمة.
وأكد رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب «إن القرار الذي اتخذته البلدية هو للحفاظ على العمال السوريين بالإضافة إلى الحفاظ على أمننا في المنطقة، خصوصا أن خيم اللاجئين السوريين هي على أرض تابعة عقاريا لبلديتنا، وعلى كل رب عمل يعمل لديه هؤلاء عليه أن يؤمن له مسكنا عنده». وأشار ديب إلى أنه «ضد التعرض لأي نازح سوري، لكن الخطوة المتخذة تأتي ضد أي شخص يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، خصوصا أننا لا نعلم من يدخل ويخرج من هذا المجمع».
لكن الدعوات لحماية السوريين، لم تلقَ آذانا صاغية عند شبان غاضبين. وتصاعد الدعوات في لبنان لترحيل اللاجئين السوريين، أول من أمس، وتضاعفت الاعتداءات عليهم، على خلفية إعدام تنظيم «داعش» الجندي اللبناني المختطف عباس مدلج. وخرجت قضية النازحين والعمال السوريين في لبنان من طابعها الإنساني، وبات النظر لها لا يخرج عن الإطار الأمني والسياسي وسط مخاوف من تطور الأمور أكثر وزيادة تعقيداتها.
ويقول خالد لـ«الشرق الأوسط» إنه «تعرض للضرب من قبل شبان في منطقة طريق المطار بالقرب من مكان سكنه، بعدما وجهوا عبارات مسيئة»، مشيرا إلى أنهم صرخوا في وجهه: «داعشي، تأكل وتشرب وتسكن بيننا، وستقتلنا عندما تسنح لك الفرصة».
تلك الحادثة، كانت الأولى التي يتعرض لها خالد. يقول: «إنها المرة الأولى التي أتعرض بها للضرب على خلفيات سياسية»، مشيرا إلى أن جيرانه «يعاملونه والعائلة بإنسانية ولطف لأنهم يعرفون أنه ليس لدي أي ارتباطات أو توجهات سياسية». وإذ ينفي أي ارتباطات له بـ«داعش»، ويؤكد أنه كان ضحية «حفلة الجنون في المنطقة بعد ذبح الجندي»، يشدد على أنه يرفض «داعش» وحكمها وإرهابها «لأن هدفها الأول والأخير نشر رايتها في سوريا وغيرها من الدول، بدليل تصرفاتها المسيئة لنا نحن السنة قبل أي شخص آخر».
لجأ خالد من دير الزور إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية، ويسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) مع خمس عائلات في بيت واحد، بلغ عدد أفرادهم 15 شخصا، بينهم طفلة ولدت حديثا وانضمت إلى العائلة أول من أمس.
ويعد خالد أن «المواطنين باتوا يتعاملون مع أي تجمع سوري على أساس أنه بؤرة أمنية، قد ينجم عنها مخاطر في أي لحظة، وهذا الأمر أصبح واضحا من خلال المداهمات التي تحصل بناء على معلومات يكون مصدرها في الغالب مواطنين عاديين»، ويتابع: «السكان يحمّلون اليوم كل النازحين مسؤولية ما حصل في عرسال مؤخرا، وهم لا يميّزون بين نازح ومسلح». ويعرب عن تخوفه من انعكاسات الأزمة في سوريا على حياته وحياة عائلته، إذ «لا يوجد مكان آخر للجوء إليه في حال أقدم اللبنانيون على ترحيل السوريين من لبنان»، ويضيف: «يبدو أن الموت حليفنا وأصبحنا بشرا من دون أرض، لا سوريا تحمينا وليس مرحبا بنا في لبنان»، متسائلا: «ماذا سأفعل وأين سأذهب إذا صدر قرار بترحيلنا من لبنان؟».
ويعمل خالد، منذ وصوله إلى لبنان، في البناء وأعمال أخرى لا تتطلب شهادات علمية، لأنه لا يجيد القراءة والكتابة. وبازدياد عدد النازحين السوريين باتت فرص العمل في الورش والأراضي قليلة جدا بالنسبة إليه، علما أن مردوده اليومي لا يتجاوز في أفضل حالاته 15 دولارا أميركيا.
وعلى الرغم من ذلك، يبرر خالد غضب اللبنانيين، «لأنهم يتحملون أعباء الأزمة السورية باحتضانهم النازحين، والتي باتت فوق قدرة اللبنانيين على التحمّل». ويقول: «قد تكون هناك خلايا إرهابية تتخفى تحت اسم (لاجئين)، ومن الصعب التمييز بين اللاجئ الحقيقي والإرهابي، لكن إذا أجبرنا على مغادرة لبنان، فهذا حقهم، ونفضل الموت في بلدنا على الموت هنا». ويضيف: «نحن لم نأتِ لنُهان، ولنتعرض للضرب، بل نعمل ونأكل ونستأجر البيوت ولا نطلب مساعدة من أحد، كما أننا مع ملاحقة الإرهابيين لأننا لا نريد أن يلحق بنا الإرهاب من سوريا إلى لبنان»، عادا ما جرى «اعتداء غير مبرر عليّ، قد يشكل خطرا على الجميع لأن الغضب يعرضنا للخطر».



مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
TT

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب بجروح بالغة في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، الخميس، قد جرى إجلاؤه إلى الأردن للخضوع لمزيد من العلاج.

وقالت إسرائيل إنها ضربت عدداً من الأهداف المرتبطة بجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، تضمنت مطار صنعاء الدولي، وقالت وسائل إعلام الحوثيين إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، مرفق بصورة ظهر فيها جالساً في طائرة، وينظر إلى الرجل المصاب فيما يبدو: «يتعين وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان. #ليسوا هدفاً».

وكان تيدروس في المطار ينتظر المغادرة حين وقع القصف الجوي الذي أدى إلى إصابة الرجل الذي يعمل في خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الرجل أصيب بجروح خطيرة.

وأضاف تيدروس أنه وموظف الأمم المتحدة موجودان الآن في الأردن. وتابع أن الرجل خضع لجراحة ناجحة قبل إجلائه للحصول على مزيد من العلاج. وكان تيدروس في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك، وتقييم الوضع الإنساني.