{الناتو} يطلق تحالفا دوليا ضد «داعش» ويعول على دول المنطقة

أوباما يتوعد زعماء الإرهاب بمصير أبو الزبير

قادة دول حلف شمال الأطلسي ينظرون إلى عروض تحليق جوي في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في نيوبورت بويلز أمس (رويترز)
قادة دول حلف شمال الأطلسي ينظرون إلى عروض تحليق جوي في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في نيوبورت بويلز أمس (رويترز)
TT

{الناتو} يطلق تحالفا دوليا ضد «داعش» ويعول على دول المنطقة

قادة دول حلف شمال الأطلسي ينظرون إلى عروض تحليق جوي في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في نيوبورت بويلز أمس (رويترز)
قادة دول حلف شمال الأطلسي ينظرون إلى عروض تحليق جوي في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في نيوبورت بويلز أمس (رويترز)

تشكلت نواة لتحالف دولي جديد مكلف مواجهة تنظيم «داعش»، في بلدة نيوبورت البريطانية حيث اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس. وتقود الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحالفا يضم 10 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ستكون مهمته «تفكيك وتدمير داعش»، بحسب الأميركيين.
وتعد هذه الدول العشر، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك وبولندا وكندا وأستراليا، نواة للتحالف الدولي، إلا أن الولايات المتحدة تعول على مشاركة دول المنطقة.
ومن المقرر أن يتوجه وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هيغل إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة للعمل على تشكيل هذا التحالف. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بمواجهة {داعش} و«القضاء» عليه وعلى غيره من التنظيمات الإرهابية. وأشار أوباما إلى مقتل زعيم حركة «الشباب» المتطرفة في الصومال أحمد عبدي جودان المعروف بـ«أبو الزبير» بضربة أميركية، متوعدا زعماء كافة الجماعة المتطرفة بمصير مماثل. وأضاف أنه يتطلع إلى «الشركاء في المنطقة وخاصة الدول ذات الغالبية السنية» لمواجهة «داعش» الذي أكد أنه «سينتهي».
من جهته, شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على مواجهة «داعش»، قائلا إن «تهديداتهم تزيد من عزيمتنا».
وكشفت الولايات المتحدة وبريطانيا استراتيجية من 5 نقاط لمواجهة «داعش», أولها العمل مع حكومة عراقية جديدة لصد التنظيم.
وشددت مصادر في «الناتو» على أن أي عمل لدحر «داعش» يتطلب تشكيل حكومة عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي.
وتركز الولايات المتحدة على الحكومة العراقية المقبلة والتحالفات الإقليمية من أجل بناء التحالف الدولي ضد «داعش».
من جهة أخرى, التقى أوباما أمس بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة «الناتو» للتنسيق في مواجهة «داعش».



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.