البنك الدولي يتوقع تراجع نمو اقتصاد تركيا للعام الثاني على التوالي

بسبب استمرار الضغوط المالية وتراجع الليرة

توقع البنك الدولي استمرار تراجع نمو الاقتصاد التركي خلال العام الحالي تأثراً بالضغوط المالية وتراجع الليرة (رويترز)
توقع البنك الدولي استمرار تراجع نمو الاقتصاد التركي خلال العام الحالي تأثراً بالضغوط المالية وتراجع الليرة (رويترز)
TT

البنك الدولي يتوقع تراجع نمو اقتصاد تركيا للعام الثاني على التوالي

توقع البنك الدولي استمرار تراجع نمو الاقتصاد التركي خلال العام الحالي تأثراً بالضغوط المالية وتراجع الليرة (رويترز)
توقع البنك الدولي استمرار تراجع نمو الاقتصاد التركي خلال العام الحالي تأثراً بالضغوط المالية وتراجع الليرة (رويترز)

توقع البنك الدولي استمرار تراجع نمو الاقتصاد التركي، خلال العام الحالي (2019)، تأثراً بالضغوط المالية وتراجع الليرة. وذكر البنك في تقرير حول «الآفاق الاقتصادية العالمية: اشتداد التوترات وضعف الاستثمار»، أنه من المتوقع أن ينخفض معدل النمو الاقتصادي في تركيا ليسجل «سالب 2.6 في المائة».
ولفت التقرير إلى تأثر النمو في تركيا بالضغوط المالية التي وقعت في وقت سابق، إذ شهد اقتصادها ركوداً في أعقاب الضغوط المالية التي شهدها السوق عام 2018، فضلاً عن الضغوط التي شهدتها العملة، التي خسرت 30 في المائة من قيمتها العام الماضي، وواصلت أداءها السيئ خلال العام الحالي بتراجع بلغ نحو 15 في المائة.
ودخل الاقتصاد التركي في ركود للمرة الأولى منذ عام 2009، إثر تسجيل انكماش لفصلين متتاليين نهاية 2018، وذلك بعد أن شهدت البلاد اضطرابات على مدى أشهر جراء تدهور سعر صرف الليرة وتوتر العلاقات مع واشنطن.
وواصل الاقتصاد التركي انكماشه خلال الربع الأول من العام الحالي، ليستمر في مسار الركود. وانكمش الاقتصاد بنسبة 2.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام، تماشياً مع التوقعات، لتؤكد البيانات الرسمية استمرار الركود بعد أزمة الليرة التركية التي بدأت منذ أغسطس (آب) الماضي، حسب ما أظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد المقارنة الفصلية، استطاع الاقتصاد التركي أن ينمو في الربع الأول بـ1.3 في المائة مقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي. واستعادت الليرة التركية بعض خسائرها، الأسبوع الماضي، على خلفية مساعي أنقرة لتخفيف التوتر بسبب صفقة صواريخ «إس - 400» الروسية، وملف بعض المعتقلين الأميركيين بتهم دعم الإرهاب.
وارتفعت الليرة التركية في تعاملات الثلاثاء الماضي إلى 5.72 ليرة مقابل الدولار، ثم عاودت خسائرها تدريجياً لتصل إلى حدود 5.78 ليرة للدولار في تعاملات أمس الخميس، في ظل عطلة طويلة بمناسبة عيد الفطر تمتد حتى 13 يونيو (حزيران) الحالي.
وكان صعود الليرة التركية جاء عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس رجب طيب إردوغان، مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، تم بعده مباشرة إطلاق سراح أحد الأميركيين من أصل تركي كان يمضي عقوبة بالسجن لاتهامه بدعم الإرهاب والارتباط بحركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي تنسب لها السلطات تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات رسمية، الاثنين الماضي، أن التضخم في تركيا انخفض إلى نحو 18.8 في المائة مقابل 19.5 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي. وجاء الانخفاض دون توقعات المحللين، الذين أشاروا إلى 19.1 في المائة، وتسبب انزلاق التضخم إلى مستوى دون المتوقع في حالة من القلق لدى المستثمرين، الذين قالوا إن البنك المركزي التركي ربما يخفض أسعار الفائدة الرئيسية التي تقف حالياً عند حدود 24 في المائة في وقت مبكر عن المتوقع.
وأرجعت هيئة الإحصاء التركية تراجع التضخم في مايو (أيار) إلى انخفاض أسعار السلع المنزلية، التي تراجعت بنسبة 1.58 في المائة، وهبوط أسعار الأغذية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 1.18 في المائة.
وقال وزير المالية التركي برات البيراق، إن تراجع التضخم مستمر، وإن الحكومة تأمل في بلوغ المستوى المستهدف للتضخم بنهاية العام الحالي، وهو 15.9 في المائة، فيما يتوقع الخبراء أن يبلغ التضخم 16 في المائة.
في الوقت ذاته، كشفت بيانات رسمية عن تضاعف ودائع الذهب في البنوك، خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت ودائع الذهب في تركيا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، نحو 8.5 مليار دولار. ويأتي الارتفاع في حجم الودائع بسبب زيادة الطلب على الذهب في العالم، وارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية.
وأشارت بيانات هيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا إلى ارتفاع ودائع الذهب بنسبة 109.2 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.
وفي وقت سابق، قال مجلس الذهب العالمي إن تركيا كانت من بين كبار مشتري الذهب في العالم لتعزيز احتياطياتها منه في 2018، وإن البنك المركزي التركي أضاف إلى احتياطياته 51.5 طن من الذهب العام الماضي. واعتبر المجلس أن ذلك يمثل ثاني أكبر زيادة من مشتريات الذهب للعام الثاني على التوالي منذ 2017.
وسجل إجمالي مشتريات الذهب، التي اشترتها البنوك المركزية حول العالم خلال 2018، ثاني أعلى مستوى منذ قرار الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، إنهاء ربط الدولار بالسبائك في 1971.
وبلغ صافي مشتريات البنوك المركزية 651.5 طن في 2018، بزيادة 74 في المائة عن العام السابق، عندما تم شراء 375 طناً. وقدر مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية تمتلك الآن نحو 34 ألف طن من الذهب.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.