قصة غاريث بيل مع ريـال مدريد تتحول فجأة إلى كابوس

جناح «الفريق الملكي» يفتقر إلى حب الجماهير... ورئيس النادي ومدربه يرغبان في التخلص منه

مشاركات بيل المحدودة مع ريـال منذ وصول زيدان ترجمت العلاقة بين الطرفين
مشاركات بيل المحدودة مع ريـال منذ وصول زيدان ترجمت العلاقة بين الطرفين
TT

قصة غاريث بيل مع ريـال مدريد تتحول فجأة إلى كابوس

مشاركات بيل المحدودة مع ريـال منذ وصول زيدان ترجمت العلاقة بين الطرفين
مشاركات بيل المحدودة مع ريـال منذ وصول زيدان ترجمت العلاقة بين الطرفين

خلال إعداده فيلمه الوثائقي «حالة اللعب»، والذي يرمي لإلقاء نظرة متفحصة على الأوضاع الحالية لكرة القدم وجرى بثه عبر قناة «بي تي سبورت» الأسبوع الماضي، التقى معد البرنامج مايكل كالفين بغاريث بيل. وأثناء حديثهما، قال كالفين لجناح ريـال مدريد أن لاعب الغولف الشهير الآيرلندي روري ماكلروي الذي قضى كالفين وقتاً طويلاً في صحبته عندما رافقه في إحدى البطولات الأوروبية، أخبره أنه لدى وصول الرياضي إلى مستوى معين يصبح عاجزاً عن الاحتفاظ بالبهجة التي كان يشعر بها عندما كان طفلاً صغيراً. وسأل كالفين، بيل: «هل شعرت بذلك؟»
وأجاب اللاعب بثقة: «نعم، بنسبة 100 في المائة. لقد عبر عن الأمر بدقة تامة». وأضاف: «عندما تكون صبياً صغيراً، لا تشغل بالك حينها أي أفكار أو هواجس، وإنما تلعب فحسب برفقة أصدقائك وتضحك. أما عندما تنتقل إلى مستوى النخبة، تتعرض لشتى أنواع الضغوط والتوقعات. وتجد هناك من يتحدث عنك بسلبية طوال الوقت. حينها تفقد شعور الطفولة. وأصدقك القول إن هذا الأمر ينطبق على الجزء الأكبر من الألعاب الرياضية».
ربما ينطبق هذا على معظم الألعاب الرياضية بالفعل، لكنه لا ينطبق بالضرورة على معظم الرياضيين، وإن كان بيل على وجه التحديد اضطر لتحمل نصيب أكبر بكثير مما يستحق من التعليقات والضغوط السلبية خلال الشهور الأخيرة. ومع هذا، يفترض المرء أنه لو أنه أثناء لعب بيل عندما كان صغيراً مع أصدقائه وتبادله الضحكات معهم، همس إليه شخص ما في أذنه أنه قبل بلوغه الـ30 سيكون قد شارك في الفوز بأربع بطولات لدوري أبطال أوروبا مع ريـال مدريد وما زالت هناك ثلاث سنوات متبقية في عقده مع النادي الملكي تبلغ قيمتها نحو 35 مليون جنيه إسترليني، فإنه ربما كان ليفقد عقله من الفرحة.
الآن، وأثناء معايشته هذا الحلم المثير، يبدو أنه تحول بطريقة ما إلى أقرب ما يكون إلى كابوس. اليوم، يفتقر بيل إلى حب جماهير النادي وغير مرغوب فيه من جانب المدرب ورئيس النادي. وبذلك يقف اللاعب في مواجهة مستقبل غامض الملامح. وبالنظر إلى كونه واحداً من أفضل لاعبي العالم، كان من المفترض أن يكون باستطاعة بيل الاختيار بحرية بين عدد كبير من الأندية الأخرى، لكن لا يبدو أن هناك إقبالاً شديداً من جانب أطراف أخرى على ضمه إليها.
ورغم كل إمكاناته ونجاحاته، فإن تاريخه الطويل من الإصابات وأجره الضخم للغاية يجعلان منه مخاطرة باهظة التكلفة أمام أندية الصفوة، في وقت تتوفر خيارات أصغر سناً وأقل تكلفة. وبذلك يتضح أن بيل يقبع داخل سجن مطلي بالذهب، لكنه يبقى سجناً.
ورغم غرابة الوضع الذي يواجهه بيل اليوم، فإنه ليس أول من يعانيه. من بين من يشبهونه في هذه المحنة أليكسيس سانشيز الذي يلقى احتفاءً كبيراً داخل بلاده، لكنه مكروه من جانب الكثير من مشجعي مانشستر يونايتد. تجدر الإشارة إلى أن دور العرض السينمائية في تشيلي تعرض الآن فيلما بعنوان ««مي أميغو أليكسيس»، ويحكي قصة الصبي تيتو الذي يلتقي بمثله الأعلى ونجم منتخب بلاده أليكسيس سانشيز ويبني معه صداقة. ويشير ملخص قصة الفيلم إلى أن: «الصداقة غير المتوقعة بين الطفل والأيقونة تحمل معها دروساً للطرفين. من جانبه، يكتشف تيتو مساره الحقيقي في الحياة، بينما يعاود أليكسيس التواصل مع قصص من طفولته جعلته يتذكر السبب الذي دفعه لعشق كرة القدم من الأساس».
إلا أن المفارقة الكبرى وراء هذا الفيلم الدافئ أنه يتم عرضه في دور العرض في وقت يعاني بطله في الواقع من محنة طويلة مع ناديه مانشستر يونايتد. اللافت أن سانشيز الذي يتمتع بمواهب لا يمكن لأحد إنكارها يبدو وكأنه فقد فجأة سحره الكروي ويقترب اليوم من الفترة التي يفترض أنها ذروة التألق في مسيرته ليجد نفسه في حالة من التيه الغريب ولا يبدي أي من الأندية القليلة التي باستطاعتها سداد أجره اهتمامها بضمه إليها. لقد أصبح في مأزق حقيقي.
وينقلنا ذلك إلى مسعود أوزيل والذي أثناء مباراة نهائي بطولة دوري أوروبا والتي انتهت بهزيمة نادي آرسنال أمام تشيلسي، بدا وحيداً ومعزولا وخرج من الملعب ليحل محله لاعب آخر لم يسبق لأحد أن سمع باسمه. وبعد ذلك، تلقى أكثر من نصيبه العادل من الانتقادات والتقريع عن أدائه الواهن داخل الملعب. في الواقع، تراجعت أسهم أوزيل لدرجة أنه لدى انطلاق صافرة نهاية المباراة ظهرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي إحصائية تشير إلى أن اللاعب الألماني ساهم في ثلاث مساعدات في إحراز أهداف على امتداد 2420 دقيقة لعبها طوال الموسم الماضي، مقارنة بأربع مساعدات في أهداف حققها سانشيز في نصف هذا الوقت تقريباً.
وبالنظر إلى أجره الضخم البالغ 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، يبدو أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين أوزيل من جهة وبيل وسانشيز من جهة أخرى، واللذين تشارك معهما داخل غرفة تغيير الملابس في ريـال مدريد وآرسنال على الترتيب. وفيما بينهم، مثل اللاعبون الثلاثة أوطانهم 291 مرة، وقدموا أداءً متميزاً في أغلب المرات. وبصورة إجمالية، حصد اللاعبون الثلاثة مجموعة كبيرة من البطولات تتمثل في بطولة كأس عالم وبطولتي كوبا أميركا وبطولة كأس العالم للأندية وأربع بطولات دوري أبطال أوروبا وثلاث بطولات إسبانية وبطولة دوري أرجنتينية وبطولتي دوري تشيلي وخمس بطولات كأس الاتحاد الإنجليزي وبطولتي كأس الملك الإسبانية وبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
وبصورة إجمالية، يبلغ مجمل الأجر الأسبوعي للاعبين الثلاثة قرابة 1.3 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ سيتعين على أنديتهم الحالية دفعه على مدار إجمالي ثماني سنوات إذا ما قرر الثلاثة اتخاذ الخيار النووي ومحاكاة ما فعله المدافع الهولندي وينستون بوغارد الذي اشتهر برفضه الرحيل عن تشيلسي رغم رغبة النادي الواضحة في التخلص منه. وبدلاً من الإذعان والموافقة على تقليص أجره والانتقال لناد آخر، اختار اللاعب الهولندي أن يكمل تعاقده مع النادي الذي بلغت مدته أربع سنوات بقيمة 40 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً. وعلق اللاعب بصراحة يحسد عليها قائلاً: «قد أكون واحداً من أسوأ الصفقات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنني لا آبه لذلك».
ورغم أن أجورهم تفوق هذا الرقم كثيراً، لكن يميل المرء للاعتقاد بأن الكبرياء الشخصي سيحول دون إقدام أمثال بيل وأوزيل وسانشيز على اتخاذ مثل هذا الموقف المتصلب حالياً. فإنه في الوقت الراهن خلال فترة ما بين موسمين، يبدو أن حديث مكلروي عن فقدان بهجة الطفولة منطبقاً بدقة على اللاعبين الثلاثة. واليوم، يقف اللاعبون المنبوذون الثلاثة في مواجهة قرارات مفصلية يتعين عليهم اتخاذها لرسم ملامح مستقبلهم.


مقالات ذات صلة

العنصرية ضد «فيني» تحرم شاباً من دخول الملاعب

رياضة عالمية لطالما عانى فينيسيوس من الإهانات العنصرية في الملاعب الإسبانية (رويترز)

العنصرية ضد «فيني» تحرم شاباً من دخول الملاعب

قال ريال مدريد إن الشاب القاصر الذي وجه إهانات عنصرية لفينيسيوس خلال مباراة رايو فايكانو الموسم الماضي، حُرم من دخول الملاعب لمدة عام.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية حافلة نادي ريال مدريد كما بدت خلال الحادث المروري (الشرق الأوسط)

حافلة ريال مدريد تتعرض لحادث بعد الهزيمة أمام ليفربول

تعرضت حافلة فريق ريال مدريد الإسباني لحادث على الطريق «إم 40» وذلك بعد يوم واحد من خسارة الفريق أمام ليفربول الإنجليزي بهدفين لصفر، بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كامافينغا سيغيب عن الملاعب نحو 3 أسابيع (أ.ب)

«ذات الرأسين» تُغيّب كامافينغا 3 أسابيع عن الريال

انضم لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا إلى قائمة الإصابات الطويلة لريال مدريد الإسباني، جراء تعرضه لإصابة في فخذه خلال خسارة فريقه أمام ليفربول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي (ا.ف.ب)

أنشيلوتي الأكثر ظهوراً في «دوري الأبطال» متجاوزاً فيرغسون

حطَّم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، الرقم القياسي للمدرب الأسطورة أليكس فيرغسون، وأصبح المدرب الأكثر ظهوراً في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنهى مبابي المباراة بتسديدة واحدة فقط على المرمى (رويترز)

مبابي الحزين... الصبر هو الدواء الذي سيعيده للواجهة

فاز ليفربول الإنجليزي على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، يوم الأربعاء، تاركاً للوس بلانكوس، وكيليان مبابي على وجه الخصوص، كثيراً من الحسرة والأسى.

The Athletic (ليفربول)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.