تمنيت لو عاد بي الزمن إلى الوراء لأشهد على بناء الأهرامات

رحلة مع هبة طوجي

في مصر
في مصر
TT

تمنيت لو عاد بي الزمن إلى الوراء لأشهد على بناء الأهرامات

في مصر
في مصر

رغم أصولها اللبنانية، فإن الفنانة هبة طوجي عاشت معظم سنوات شهرتها ونجوميتها في فرنسا. وخلال عرض مسرحيتها الأخيرة «أحدب نوتردام»، صالت وجالت في مختلف قارات العالم. رحلاتها الغنائية أخذتها إلى أماكن لم تكن تتوقع زيارتها، مثل دول بجنوب شرقي آسيا. لهذا كان بديهياً أن يصبح السفر جزءاً من حياتها.
في حوارها مع «الشرق الأوسط»، تحدثت هبة عن عشقها لمصر، وزيارتها الأولى لأهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع، وركوب الجمل، وقصة زيارة دولة تونس، وحبها لدولة تايوان التي زارتها خلال عرض مسرحيتها... تقول:
- زيارتي الأولى لمصر كانت زيارة تاريخية بحق، فقد كنت متشوقة لزيارتها منذ فترة طويلة. فهي تتمتع بتاريخ غني وحضارة عريقة، لكن انشغالي الدائم حال دون زيارتي لها إلى أن تحقق هذا الحلم في العام الماضي. كان طبيعي أن أحرص على عيش كل ما حلمت به من زيارة منطقة الأهرامات إلى ركوب الجمال، رغم أني كدت أسقط منه عدة مرات، وتخوفت من نظراته بشده. لا أخفيك أنني انبهرت بالأهرامات، ووقفت أمامها طويلاً وأنا أتساءل: كيف بناها المصريون القدامى منذ آلاف السنوات بهذه الطريقة العبقرية. تمنيت لو عاد بي الزمن إلى الوراء لأعيش في ذاك الزمن، وأشهد على بنائها بأم عيني. حتى صوري هناك، أعتبرها من أجمل الصور التي التقطت لي.
- رحلتي إلى تونس أيضاً كانت من أجمل السفريات التي قمت بها في الفترة الأخيرة، رغم أنها كانت بداعي العمل. فقد دُعيت من قبل مهرجان قرطاج الغنائي، لكني استغللت الفرصة للتجول في عدد من المدن، منها «الحمامات» التي خطفت قلبي. فهي مدينة عريقة شعرت فيها بالراحة والسكينة، وأحببت فيها أيضاً المدينة القديمة التي تضم عدداً من المتاجر، بالإضافة إلى الآثار الرومانية. كانت أول زيارة لي لتونس، لكنها لن تكون الأخيرة، فأنا أنوي العودة إليها لاستكشاف باقي المدن.
- أوروبا لها عُشق خاص. فرغم أنني أعيش بشكل دائم في فرنسا بسبب أعمالي المسرحية والغنائية، فإن هناك دولاً سحرتني، مثل بريطانيا (وتحديداً لندن) وروسيا (خصوصاً مدينتي موسكو وسانت بطرسبرغ).
- أكبر درس تعلمته كان في رحلة قمت بها إلى تايوان، وقت عرض مسرحية «أحدب نوتردام». ليس للأمر علاقة بالتجول والسياحة، بل له علاقة بالشعب التايواني الذي استوقفني كثيراً تذوقه للفن، فقد ظل طوال العرض ساكتاً لا تسمع له صوتاً إلى أن انتهينا من العرض، حينها فقط صفق بحرارة شديدة؛ الأمر الذي أكد لي أن هذا الشعب يقدر الفن والعمل الجماعي.
- أنا أعشق السفر، وأستمتع بكل تفاصيله وبكل ثانية ودقيقة منه، لكني أعاني دائماً من النسيان. فأحياناً أسافر في الأسبوع الواحد 3 أو 4 مرات، ولأماكن مختلفة، لأتفاجأ لدى وصولي أني نسيت كثيراً من أدواتي الخاصة، وهو أمر يزعجني لدرجة كبيرة. فالمفروض أني أكون الآن قد تعودت على السفر، وأتقنت حزم حقيبتي بطريقة ذكية، لكني للأسف لم أتوصل إلى هذه النتيجة بعد.
- أنا فضولية، لهذا أحب أن أجرب أنواع المطاعم كافة. لا أكتفي بتلك التي أعرفها وأحبها، أو تلك التي تقدم أكلات لبنانية أو فرنسية، بل أحرص أن أجرب أطباقاً جديدة. فمثلاً، خلال وجودي بمصر قررت أن أجرب الأكلات المصرية كافة، وما إن لمس أصدقائي من المصريين هذه الرغبة بداخلي حتى أصر كل واحد منهم على دعوتي لكي أتذوق طعم الكشري الذي يتم إعداده في المناطق الشعبية بالقاهرة. الشيء نفسه حدث عندما زرت دول شرق آسيا، فقد أحببت أن أتذوق كل أطباقهم الشعبية. ربما لم أحب بعضها، لكني شعرت أنه من واجبي أن أتعرف عليها قبل أن أحكم عليها.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».