عصائر رمضان سبب رئيسي في زيادة الوزن خلال الشهر الفضيل

حلول صحية لتجنب أضرارها

عصائر رمضان سبب رئيسي في زيادة الوزن خلال الشهر الفضيل
TT

عصائر رمضان سبب رئيسي في زيادة الوزن خلال الشهر الفضيل

عصائر رمضان سبب رئيسي في زيادة الوزن خلال الشهر الفضيل

تشكل عصائر رمضان مصدراً غنياً جداً بالوحدات الحرارية مما يجعلها سبباً رئيساً لزيادة الوزن خلال الشهر الفضيل، خصوصاً أنّ حاجة الجسم إلى السوائل تتضاعف مع ساعات الصوم الطويلة، إلا أنّه لا بد من توفر بعض الحلول الصحية لتجنب هذا الأمر.
تشير هند عبود اختصاصية التغذية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أنّ كل كوب من الجلاب أو شراب قمر الدين يحتوي أقله على 150 إلى 160 وحدة حرارية، وعند إضافة المكسرّات النيّئة إليه تزيد الكمية حكماً، فرغم غناها بالدهون غير المشبعة المفيدة للصحة، إلا أنّها حتماً تزيد الوزن إلى حد كبير، خصوصاً إذا لم يتم تناولها بكمية محددة، فكل كمية صغيرة من الصنوبر تحتوي نحو 190 وحدة حرارية، وكل ملعقتي طعام من الزبيب تحتوي 60 وحدة حرارية، وكل حبتي جوز تحتوي 45 وحدة حرارية.
ورغم أنّ عبود تنصح الصائم بتناول السوائل التي لا تحتوي السكر بكمية لتر ونصف إلى لترين على الأقل بين فترة الإفطار والسحور، وتناول الفاكهة بدلاً من العصير، فإنها تتفهم أنّ هناك استثناءات في شهر رمضان، شرط عدم تخطي الكمية الكوب الواحد، نظراً لاحتوائه هذه النسبة العالية من السكر، ويجب دوماً تحديدها حسب كمية الوحدات الحرارية المسموحة. وتشير عبود إلى أنّ منظمة الصحة الأميركية التي كانت دوماً تشير إلى عدم تناول الملح والدهون الحيوانية، تحذر في الآونة الأخيرة بجديّة من تناول كمية عالية من السكريات، نظراً إلى تداعياتها الصحية السلبية ودورها في زيادة إمكانية الإصابة بأمراض القلب والسكري، ومعدل الاستهلاك المسموح به حسب المنظمة هو 6 ملاعق صغيرة خلال اليوم للمرأة، و9 ملاعق صغيرة خلال اليوم للرجل، والمقصود هنا كل المأكولات التي تحتوي السكر.
وعما إذا ما كان هناك بدائل لعصائر رمضان، تجيب عبود: «يمكن اعتبار العصائر الطبيعية هي بدائل أفضل لأنّها تحتوي الفركتوز ولا تحتاج إلى سكر إضافي، حيث إنه وعلى سبيل المثال كل كوب من عصير الليمون يحتوي على 120 إلى 130 وحدة حرارية، إضافة إلى المشروبات التي تتضمن مُحلياً اصطناعياً، من دون الإفراط به أيضاً». وتلفت إلى طريقة صحية يمكن اعتمادها، هي إضافة نكهات معينة إلى المياه مثل النعناع والحامض والفراولة من خلال وضعها في إبريق داخل إبريق، مما يسمح بمنح المياه العادية نكهة ذات مذاق مميز، كما تلفت إلى أنّه يمكن تناول الليموناضة من دون إضافة السكر، شرط عدم تناولها قبل الطعام، لأنّها قد تؤذي المعدة نظراً لاحتوائها على الأسيد. وتشدد عبود على ضرورة البدء بالشوربة والسوائل الدافئة في بداية الإفطار.
وعن الوقت المثالي لتناول هذا النوع من العصائر تجيب عبود أنه من الأنسب تناولها بعد الإفطار، بحيث تكون هناك إمكانية لشرب المياه من بعدها، كونها تسبب العطش، الأمر الذي يجعلها خياراً سيئاً في حال تناولها على السحور، وهنا تشير إلى ضرورة عدم تناول السوائل الغنية بالكافيين على السحور أيضاً لأنها مدرّة للبول وستسبب العطش نهاراً.
وتنفي عبود ضرورة الاستغناء الكلي عن عصائر رمضان لأنّه يجب على المرء ألا يحرم نفسه، خصوصاً في هذا النوع من المناسبات، ولكن الحذر من الكمية هو الأمر اللازم ليس أكثر.
وختاماً، تشير اختصاصية التغذية هند عبود إلى أنّ العصائر ليست فقط المسبب الأول لزيادة الوزن في رمضان، بل هناك أيضاً تنوع الأطعمة والحلويات والأطباق الدسمة الموجودة على المائدة الرمضانية، والتي يجب الانتباه وتحديد كميتها، وتناول ما هو صحي منها.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
TT

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)

حافظ السعوديون على مظاهر عيد الفطر السعيد التي كانت سائدة في الماضي، كما حرص المقيمون في البلاد من المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية وفق عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، أو مشاركة السكان في احتفالاتهم بهذه المناسبة السنوية، علماً بأن السعودية تحتضن مقيمين من نحو 100 جنسية مختلفة.
ويستعد السكان لهذه المناسبة قبل أيام من حلول عيد الفطر، من خلال تجهيز «زكاة الفطر»، وهي شعيرة يستحب استخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، ويتم ذلك بشرائها مباشرة من محال بيع المواد الغذائية أو الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الأسواق أو على الطرقات ويفترشون الأرض أمام أكياس معبئة من الحبوب من قوت البلد بمقياس الصاع النبوي، والذي كان لا يتعدى القمح والزبيب، ولكن في العصر الحالي دخل الأرز كقوت وحيد لاستخراج الزكاة.
وفي كل عام يتكرر المشهد السائد ذاته منذ عقود في الاحتفال بعيد الفطر السعيد ومع حلوله اليوم في السعودية تستعيد ذاكرة السكان، وخصوصاً من كبار السن ذكريات عن هذه الفرائحية السنوية أيام زمان، وفق استعدادات ومتطلبات خاصة وبعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

السعوديون يحرصون على الإفطار الجماعي يوم العيد (أرشيفية - واس)

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بُعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي، وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.
ويحرص السكان على المشاركة في احتفالية العيد التي تبدأ بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة بعد أن يؤدي سكان الحي صلاة العيد في المسجد يتوجه السكان إلى المكان المخصص للإفطار، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية، كما تقيم إمارات المناطق والمحافظات إفطاراً في مقراتها في ساعة مبكرة من الصباح يشارك بها السكان من مواطنين ومقيمين.

الأطفال أكثر فرحاً بحلول العيد (أرشيفية - واس)

وبعد انتهاء إفطار العيد يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل، ويحرص المشاركون في الإفطار على تذوق جميع الأطباق التي غالباً ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحياناً القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصاً في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.
وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجدداً في بعض المدن والقرى بعد أن اختفت منذ خمسة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية، منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما تم إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عقود عدة تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب، وحلّت محلها هدايا كألعاب الأطفال أو أجهزة الهاتف المحمول أو النقود.