الاقتصاد الألماني يعود للنمو في الربع الأول... لكن ثقة مجتمع الأعمال تتراجع

TT

الاقتصاد الألماني يعود للنمو في الربع الأول... لكن ثقة مجتمع الأعمال تتراجع

ساهم الاستهلاك الخاص ونشاط الإنشاءات، وتماسك الصادرات على غير المتوقع، في إعادة الاقتصاد الألماني إلى مسار النمو في أول ربع من العام الحالي.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني التفصيلية، الصادرة أمس، نمو اقتصاد ألمانيا خلال الربع الأول من العام الحالي وفقاً للتقديرات الأولية، بـ0.4 في المائة مقارنة بالربع الأخير من العام السابق، بعد استقراره من دون أي نمو فصلي خلال الربع الأخير من العام الماضي وانكماشه بمعدل 0.2 في المائة خلال الربع الثالث في 2018. وجاء معدل النمو المعلن أمس متفقاً مع التقديرات الأولية الصادرة يوم 15 مايو (أيار) الحالي.
وأشارت البيانات إلى نمو الإنفاق الاستهلاكي الخاص في ألمانيا خلال الربع الأول من العام الحالي بأسرع وتيرة منذ 2011، بمعدل 1.2 في المائة، ليساهم بـ0.6 في المائة من النمو.
وزادت الاستثمارات في الإنشاءات بـ1.9 في المائة لتساهم بـ0.2 في المائة في النمو. ورغم التوتر التجاري، فإن الصادرات زادت بقوة أكبر من الواردات وساهم صافي التجارة بـ0.2 في المائة في النمو الإجمالي.
وبلغ معدل النمو السنوي لأكبر اقتصاد في منطقة اليورو خلال الربع الأول من العام الحالي 0.7 في المائة، مقابل 0.6 في المائة سنوياً خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وتقول «رويترز» إن الرؤية بشأن النمو الألماني لا تزال ضبابية مع زيادة العوائق التجارية وعدم يقينية أنشطة الأعمال المرتبطة بالخروج البريطاني من الاتحاد. وخفضت الحكومة توقعاتها للنمو إلى 0.5 في المائة هذا العام.
وما يؤكد على استمرار ضبابية الرؤية تزامن بيانات النمو مع نشر نتائج مسح عكست تدهور ثقة الشركات الألمانية على نحو يفوق المتوقع في مايو الحالي، بما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في منطقة اليورو يخسر قوة الدفع بعد التوسع القوي الذي حققه في بداية العام.
وقال «معهد إيفو» إن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض إلى 97.9 نقطة من قراءة مؤكدة عند 99.2 نقطة في الشهر السابق.
وكان متوسط التوقعات بشأن مؤشر مناخ الأعمال يذهب إلى تسجيل قراءة بـ99.1 نقطة.
وقال كليمنس فوست، رئيس المعهد: «الاقتصاد الألماني ما زال يفتقر إلى الزخم»، مضيفاً أن انخفاض تقييم المديرين لأوضاع الأعمال الحالية كان السبب الرئيسي في تراجع ثقة الشركات.
كما كشف مسح آخر نشرت نتائجه أمس أن النشاط في قطاعي الخدمات والصناعات التحويلية الألمانيين تراجع في مايو الحالي مما يرجع إلى تأثير النزاعات التجارية المستمرة دون حل على ألمانيا.
وانخفض مؤشر «آي إتش إس ماركت» لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 44.3 نقطة من 44.4 نقطة في أبريل (نيسان) الماضي؛ وهو الشهر الخامس على التوالي الذي تقل فيه القراءة عن مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش.
وانخفضت القراءة الأولية لمؤشر «ماركت» لمديري المشتريات في قطاع الخدمات إلى 55.0 نقطة من 55.7 نقطة في الشهر السابق. ويعد ذلك أول انخفاض بعد ارتفاع لأربعة أشهر متصلة، مما يشير إلى أن القطاع، الذي كان يمد الاقتصاد بزخم النمو مع فتور الصناعات التحويلية، يبدي مؤشرات على تعرضه لضغوط.
لكن المسح انطوى على دلالات على أن الأسوأ ربما انتهى بالنسبة لشركات الصناعات التحويلية الألمانية، وهو ما تبدى في تباطؤ معدلات انكماش الإنتاج وطلبيات التوريد الجديدة ومبيعات التصدير.
نتيجة ذلك، ارتفعت القراءة الأولية لمؤشر «آي إتش إس ماركت المجمع» لمديري المشتريات، الذي يرصد النشاط في قطاعي الخدمات والصناعات التحويلية، إلى 52.4 نقطة وهو أعلى مستوى في 3 أشهر. ويشكل القطاعان معاً أكثر من ثلثي الاقتصاد.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات المحلية المصنفة. إلا إن رأت أن هذه الزيادة قد تؤثر بشكل أكبر على هوامش ربحها بشكل عام وقدرتها التنافسية، حيث ستظهر التكلفة الإضافية في البيانات المالية للشركات بدءاً من الربع الأول من العام الحالي.

ورغم ذلك، تؤكد الوكالة في تقرير حديث اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الشركات الكبرى مثل «سابك» و«المراعي» و«الشركة السعودية للكهرباء» ستكون قادرة على إدارة هذه الزيادة في التكاليف دون تأثير ملموس على جودة الائتمان الخاصة بها. وبالنسبة لـ«سابك» و«المراعي»، لا يُتوقع أن تؤثر زيادة أسعار المواد الأولية بشكل كبير على ربحية الشركتين. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فإن الوكالة تشير إلى أن الحكومة قد تقدم دعماً استثنائياً في حال الحاجة.

تجدر الإشارة إلى أن «أرامكو السعودية» كانت قد أعلنت رفع أسعار الديزل إلى 1.66 ريال للتر، بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي. فيما أبقت على أسعار كل أنواع المحروقات الأخرى كما هي عند 2.18 ريال للتر البنزين 91، و2.33 للتر البنزين 95، و1.33 ريال للكيروسين، و1.04 لغاز البترول المسال.

وبحسب التقرير، من المتوقع أن يسهم هذا القرار «في تقليص تكاليف الدعم الحكومي، مع إمكانية إعادة توجيه المدخرات الناتجة لدعم مشاريع (رؤية 2030)، التي تتطلب تمويلات ضخمة تقدر بأكثر من تريليون دولار».

وفيما يتعلق بـ«سابك»، تتوقع الوكالة أن تتمكن الشركة من التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة على هوامش الربح بفضل الحصول على أكثر من نصف المواد الأولية بأسعار تنافسية من مساهمها الرئيسي «أرامكو»، وأن تظل قادرة على التفوق على نظيراتها العالمية في مجال الربحية. وعلى سبيل المثال، تقدر الشركة أن تكلفة مبيعاتها سترتفع بنسبة 0.2 في المائة فقط، ومن المتوقع أن تظل هوامش الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بين 15 و18 في المائة في الفترة 2024-2025، مقارنةً مع 14.9 في المائة خلال 2023.

أما «المراعي»، فتتوقع الوكالة أن تكون تكاليفها الإضافية بسبب زيادة أسعار الوقود نحو 200 مليون ريال في عام 2025، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة من أجزاء أخرى من سلسلة التوريد. ومع ذلك، تظل الشركة واثقة في قدرتها على الحفاظ على نمو الإيرادات والربحية، مع التركيز على تحسين الكفاءة التشغيلية والتخفيف من هذه الآثار، وفق التقرير. وبحسب التقرير، تشير النتائج المالية الأخيرة لـ«المراعي» إلى زيادة في الإيرادات بنسبة 9 في المائة خلال الـ12 شهراً حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2024، حيث بلغ إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 4.2 مليار ريال.

وتتوقع الوكالة نمواً في إيرادات الشركة بنسبة 6 إلى 12 في المائة عام 2025، بفضل النمو السكاني وزيادة الاستهلاك، بالإضافة إلى إضافة سعة جديدة ومنتجات مبتكرة. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فتشير الوكالة إلى أن الحكومة قد تغطي جزءاً من التكاليف الإضافية الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز، بما يعادل 6 إلى 7 مليارات ريال.