باحثو {هارفارد}: فوائد صحية عديدة لألياف الشوفان

باحثو {هارفارد}: فوائد صحية عديدة لألياف الشوفان
TT

باحثو {هارفارد}: فوائد صحية عديدة لألياف الشوفان

باحثو {هارفارد}: فوائد صحية عديدة لألياف الشوفان

> يقول الباحثون الطبيون بجامعة هارفارد إن النوع الرئيسي من الألياف القابلة للذوبان في الشوفان هو بيتا غلوكان، التي تم إثبات جدواها للمساعدة في إبطاء الهضم وزيادة الشعور بالشبع وكبح الشهية. ويمكن لبيتا غلوكان منع امتصاص كولسترول الطعام عبر التصاق تلك الألياف بالأحماض الصفراوية الغنية بالكوليسترول Cholesterol - Rich Bile Acids في الأمعاء، ثم نقلها عبر الجهاز الهضمي إلى خارج الجسم.
ويحتوي الشوفان الكامل أيضاً على مواد كيميائية نباتية تُدعى مركبات الفينول Phenolic Compounds ومركبات فيتوالاستروجين Phytoestrogens Compounds النباتية التي تعمل كمضادات للأكسدة لتقليل الآثار الضارة للالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض مختلفة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري.
كما يرتبط تناول الحبوب الكاملة للشوفان بفوائد في صحة القلب وخفض مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية، وأن تناول 3 غرامات من ألياف بيتا غلوكان يومياً من حبوب الشوفان الكاملة يقلل بشكل متوسط من مستويات الكوليسترول في الدم.
وبالنسبة إلى مرض السكري، قد تساعد ألياف بيتا غلوكان في منع حدوث ارتفاع حاد في مستويات كل من السكر في الدم والأنسولين في الدم بعد تناول الوجبة، وقد تفيد تلك الألياف في صحة الأمعاء عندما يتم تفتيت الألياف وتخميرها بواسطة البكتيريا المعوية.
ويضيفون قائلين إنه على الرغم من أن الشوفان غني بالكربوهيدرات الغذائية، فإنه يمكن دمج الحبوب الكاملة للشوفان في البرنامج الغذائي لمرضى السكري.
وبالنسبة إلى التحكم في الوزن، تجذب ألياف بيتا غلوكان الماء وتزيد من لزوجة وسماكة الطعام المهضوم، مما يزيد من حجم الطعام في الأمعاء. وهذا يبطئ عملية الهضم ويبطئ معدل امتصاص الأمعاء للمواد الغذائية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الشعور بالشبع. كما أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (المنتجة من البكتيريا التي تخمر ألياف بيتا غلوكان) قد تزيد الشعور بالشبع من خلال سلسلة من التفاعلات التي تنظم هرمونات الشهية.
ولصحة الجهاز الهضمي، تسهم الألياف في ترتيب عمل الأمعاء والوقاية من الإمساك وجعل الإخراج أسهل. ويفيد تخمر ألياف بيتا غلوكان الشوفان (في الأمعاء الغليظة) في زيادة تنوع الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية، وهذا بدوره قد يحسن من مشكلات الهضم مثل الإسهال والإمساك ومتلازمة القولون العصبي.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».