بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

ألم أسفل القدم
تنتشر آلام القدمين عند فئات المجتمع ذوي الأوزان الزائدة، أو الرياضيين عند عودتهم لمزاولة الأنشطة بعد فترة من الراحة.
غالبا ما ينشأ ألم القدم بسبب إصابة في وتر العرقوب Achilles tendon الذي يربط عظم الكعب بعضلات الساق في الجزء الخلفي من الكاحل، وقد يكون السبب تمزق الوتر أو التهابه وهي ترجمة للمصطلح الطبي اعتلال الأوتار tendinosis or tendinopathy.
وهناك سببان رئيسيان لآلام وتر العرقوب، إما قطع الوتر، أو تمزقه. والتمزق قد يكون جزئيا، بحيث تبقى بعض الألياف سليمة، أو كاملا، بحيث يحدث فصل كامل لألياف الوتر.
وعادة ما يكون الالتهاب أو التمزق ناتجاً عن الإجهاد المفرط أو المتكرر على الكاحل والقدمين، فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة التي تتطلب تغييرات مفاجئة في السرعة أو الاتجاه، مثل كرة التنس وكرة القدم، غالباً ما يتعرضون لإصابات في هذا الوتر.
ويمكن تلخيص عوامل خطر إصابة الأوتار أو تمزقها، في التالي:
> التغيرات المفاجئة في مستويات نشاط الشخص أو نوعها أو شدتها.
> النشاط المتكرر أو المفرط.
> استخدام الأحذية غير المناسبة، مثل الركض مرتديا أحذية مسطحة.
> التمرين على الأسطح غير المستوية.
> كبار السن، وزيادة الوزن، ووجود تشوهات في القدم مثل القدم المسطحة flat foot.
> عدم كفاية قوة العضلات في أسفل الساقين.
> تناول الفلوروكينولونات fluoroquinolones، وهو نوع من المضادات الحيوية، بدون استشارة الطبيب.
وتشتمل أعراض التهاب وتر العرقوب أو تمزقه على الشعور بصوت فرقعة في وقت الإصابة، ألم في كعب أو مؤخرة الساق، ألم يزداد سوءاً عند تحريك الكاحل أو القدم، تورم حول الكعب، تصلب في الساقين والكعب، صعوبة في المشي أو تحريك القدم.
وقد لا تتطلب حالة التمزق الجزئي في وتر العرقوب علاجاً طبيا، خاصة مع الأعراض الخفيفة، فقد تلتئم الإصابة بالراحة الكافية. ومع ذلك، يُنصح بمقابلة الطبيب لمعرفة الألم أو الإصابات الشديدة التي تعطل أداء الشخص العادي اليومي، ويجب على الأشخاص الذين يلاحظون ظهور صوت أو طقطقة في وقت الإصابة زيارة الطبيب على الفور. وعادة تنحصر خيارات العلاج في الراحة والعلاج الطبيعي.
ويمكن تقليل خطر إصابة هذا الوتر بمراعاة التالي:
> المحافظة على اللياقة البدنية الجيدة.
> تجنب التغييرات المفاجئة في نوع أو شدة التمارين البدنية.
> بناء كثافة التمرين تدريجيا.
> الإحماء بشكل صحيح قبل التمرين.
> ارتداء الأحذية المناسبة.
> تجنب التمرين أو التدريب على الأسطح غير المستوية أو الأسطح الصلبة مثل الخرسانة.

بكتيريا الأمعاء للعلاج
من المعروف أن الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد، يعانون من أعراض الجهاز الهضمي المزمن كحالة طبية مشتركة، وتشير إلى وجود محور بين القناة الهضمية والدماغ.
وأجرى الباحث د. هولماير وزملاؤه دراسة في مجلة (Archives of General Psychiatry 68. 1095–1102) على 192 مريضا، ووجد أن كلا من العوامل الوراثية والبيئية تساهم في مسببات التوحد. ويمثل الميكروبيوم (مجموع الميكروبات) الهضمي عاملاً بيئياً مهماً قد يكون له تأثير على الأعراض، وقد لاحظت مجموعات بحث عديدة أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم ميكروبيومات أمعاء مميزة مقارنة بالأطفال الآخرين.
وتدعم نتائج الدراسات الحديثة، الفعالية طويلة المدى وسلامة زرع الميكروبات المفيدة microbiota لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد ولديهم مشاكل في الجهاز الهضمي ومنها دراسة نشرت في مجلة «ساينتفيك ريبورتس (Scientific Reports 2019; 9: 5821) قام بها د. كانج دي دبليو، وزملاؤه، امتدت سنتين، شارك فيها 18 مريضاً في تجربة مفتوحة للعلاج، تم فيها نقل الميكروبات المفيدة للأمعاء.
وأشارت النتائج، أنه بعد عامين من العلاج، تم إعادة تقييم جميع المشاركين الـ18 الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، ولوحظت تحسينات كبيرة في كل من أعراض الجهاز الهضمي والأعراض السلوكية بالمقارنة مع القياسات الأساسية التي تم جمعها في بداية التجربة. وتم الحصول على فوائد الجهاز الهضمي في الغالب مع نهاية العلاج، وتحسنت أعراض التوحد بشكل كبير. وكان هناك انخفاض بنسبة 58 في المائة في مقياس تقييم أعراض الجهاز الهضمي. وقد لوحظ تحسن في أعراض الجهاز الهضمي لجميع الفئات الفرعية في مقياس التقييم وهي آلام البطن وعسر الهضم والإسهال والإمساك.
واستناداً إلى مقياس تصنيف التوحد في مرحلة الطفولة، كانت شدة اضطراب التوحد في فترة المتابعة لمدة عامين أقل بنسبة 47 في المائة من خط الأساس، مقارنة بنسبة انخفاض قدرها 23 في المائة في نهاية الأسبوع 10. وفي بداية هذه التجربة، كان 83 في المائة من المشاركين مصنفين بالحالة الحادة من اضطراب التوحد. وبعد عامين، تم تصنيف 17 في المائة فقط بالحالة الحادة من الاضطراب، و39 في المائة كانوا في المدى الخفيف إلى المعتدل، و44 في المائة من المشاركين كانوا دون درجات الانقطاع التشخيصي لاضطراب التوحد.
هذه النتائج المشجعة تدل على أن هذا العلاج هو علاج واعد للأطفال الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية مع مشاكل في الجهاز الهضمي. ويوصي الباحثون باستمرار البحث المستقبلي بما في ذلك التجارب العشوائية مزدوجة التعمية والوهمية مع مجموعة أكبر من المرضى.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».