شاهد... حريق هائل يدفع أشخاصاً للقفز من برج للشركات بدكا

رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق في مبنى ضخم بالعاصمة البنغلادشية (أ.ب)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق في مبنى ضخم بالعاصمة البنغلادشية (أ.ب)
TT

شاهد... حريق هائل يدفع أشخاصاً للقفز من برج للشركات بدكا

رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق في مبنى ضخم بالعاصمة البنغلادشية (أ.ب)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق في مبنى ضخم بالعاصمة البنغلادشية (أ.ب)

أسفر حريق هائل شب في برج يضم شركات في دكا عاصمة بنغلادش اليوم (الخميس) عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بحسب السلطات التي تخشى وجود عدد غير محدد من العاملين في المكان محاصرين بالنيران.
وقتل ستة أشخاص ألقوا بأنفسهم من المبنى المؤلف من 22 طابقاً وسط العاصمة هرباً من النيران، فيما توفي سابع جراء إصابته بحروق. وقالت خدمات الطوارئ إن 65 شخصاً نقلوا إلى مستشفيات المدينة.
وقبل المساء، كانت تسمع صرخات استغاثة المحاصرين الذين أمكن مشاهدتهم يلوحون بأيديهم عبر نوافذ المبنى، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت سابق، أظهرت صور نقلتها وسائل الإعلام ونشرت على مواقع التواصل العديد من الأشخاص يحاولون الهرب من ألسنة النيران عبر محاولة النزول من خلال الواجهة الزجاجية ولا سيما بالتعلق بالكابلات أو بأجهزة التكييف.
وظهر في فيديو شخص وهو يسقط لمسافة كبيرة لدى محاولته النزول من المبنى باستخدام كابل تلفزيون، ثم يرتطم بالأرض مثيراً صرخات ذعر بين الجموع المحتشدة في الشارع. ولم تعرف بعد أسباب الحريق.

وأفاد مسؤول كبير من رجال الإطفاء: «نجحنا بمنع تمدد الحريق إلى المباني المجاورة. لا يمكننا الدخول إليه في الوقت الحالي، لذا لا نستطيع تأكيد وجود قتلى في الداخل».
وانضمّت القوات الجوية والبحرية إلى رجال الإطفاء لمكافحة اللهب فيما حاولت مروحيات المساعدة في إطفاء الحريق.
وقال شوكت رحمن الذي يعمل في البناء: «عندما سمعت خبر اندلاع الحريق في المبنى، سارعت بالخروج»، مضيفاً: «العديد من زملائي لا يزالون محاصرين في المكتب».
وتجمّعت نحو مائة سيارة إسعاف في الموقع، واستخدم رجال الإطفاء سلالم طويلة لتكسير الزجاج وفتح منفذ لبعض المحاصرين في الداخل.
وأكد شهود أن الكثير من الأشخاص تمكنوا من النجاة بسبب مجازفتهم بالخروج حتى لا تحاصرهم النيران. وقال رجل طلب عدم الكشف عن اسمه: «قفز عمي وشخصان آخران من الطابق الذي حاصرته النيران. لقد أصيب بكسر في يده وساقه وبجرح في عينه».
وأفاد جيكو الذي كان يعمل في الطابق التاسع عشر إن النار اندلعت من مطعم في الطابق السادس. وتابع: «سارعنا بالجري نحو سطح المبنى ما إن سمعنا بالأمر واستخدمنا لوح خشب للانتقال إلى المبنى المجاور».
وتتكرر الحرائق وانهيارات المباني في بنغلادش، البلد الذي يقع في جنوب آسيا ويبلغ عدد سكانه 160 مليون نسمة، بسبب عدم التقيد بتدابير ومعايير السلامة.


مقالات ذات صلة

حريق ضخم في الوسط التاريخي لعاصمة البيرو

أميركا اللاتينية جانب من الحريق الضخم الذي اندلع في الوسط التاريخي للعاصمة ليما وامتد إلى العديد من المباني التجارية (أ.ف.ب)

حريق ضخم في الوسط التاريخي لعاصمة البيرو

أعلنت السلطات البيروفية الأربعاء أنّ مئات من عناصر الإطفاء يواصلون مكافحة حريق ضخم اندلع ليل الإثنين في الوسط التاريخي للعاصمة ليما وامتد إلى العديد من المباني.

«الشرق الأوسط» (ليما)
الولايات المتحدة​ العلم الأميركي يلوح في السماء بينما تلتهم النيران أحد المصانع في بنسلفانيا (أ.ب)

أميركا: حريق يُغلق المدارس ويبقي السكان بمنازلهم في بنسلفانيا

كشف مسؤولون أميركيون أنه تم إغلاق المدارس وصدر أمر للسكان بالبقاء في منازلهم اليوم الثلاثاء بعد اندلاع حريق كبير في منشأة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة نشرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة «إكس» لجانب من موقع تشرنوبيل بعد استهدافه من قبل روسيا (صفحة زيلينسكي على إكس) play-circle 00:37

زيلينسكي: مسيَّرة روسية استهدفت موقع تشرنوبيل النووي بأوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن طائرة مسيَّرة روسية استهدفت موقع تشرنوبيل النووي في أوكرانيا، الليلة الماضية، وقال إن مستويات الإشعاع لم ترتفع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجال الإطفاء يتلقون التعليمات أثناء تجمعهم بمركز القيادة بجوار مبنى بلدية الدائرة الثانية عشرة في باريس (أ.ف.ب)

3 قتلى في حريق بدار للمسنين قرب باريس

أعلن رئيس بلدية باريس أن 3 أشخاص على الأقل قُتلوا بسبب حريق اندلع في دار للمسنين بالقرب من المدينة اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ حريق باليساديس يجتاح حياً وسط رياح قوية في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس الثلاثاء 7 يناير 2025 (أ.ب)

خبراء: التغير المناخي فاقم خطر اندلاع حرائق لوس أنجليس في أميركا

ساهم تغير المناخ في زيادة احتمالية حدوث حرائق الغابات الكبرى التي أودت بحياة 29 شخصاً على الأقل في يناير (كانون الثاني) في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ميغان ماركل تبرع في خَفق البيض وتُخفق في إقناع الجمهور

تقدّم ميغان ماركل في أحدث مشاريعها برنامجاً تظهر فيه كطبّاخة وربة منزل ماهرة (نتفليكس)
تقدّم ميغان ماركل في أحدث مشاريعها برنامجاً تظهر فيه كطبّاخة وربة منزل ماهرة (نتفليكس)
TT

ميغان ماركل تبرع في خَفق البيض وتُخفق في إقناع الجمهور

تقدّم ميغان ماركل في أحدث مشاريعها برنامجاً تظهر فيه كطبّاخة وربة منزل ماهرة (نتفليكس)
تقدّم ميغان ماركل في أحدث مشاريعها برنامجاً تظهر فيه كطبّاخة وربة منزل ماهرة (نتفليكس)

من المثير للاهتمام رؤية دوقة ساسكس، ميغان ماركل زوجة الأمير هاري، وهي تربط مئزراً حول خصرها وتدهن سمكةً بالزيت، أو تغمّس أصابعها في عجينة الـ«فوكاتشا»، أو تقطف العسل وسط قفران النحل.

في برنامجها الجديد على «نتفليكس»، «مع الحب، ميغان» (With Love، Meghan) تفوّقت الممثلة الأميركية السابقة على نفسها في المطبخ. جمعت كل ما استطاعت تعلّمه من وصفاتٍ واستعرضته في الحلقات الـ8.

طبق الكيش بالطماطم من إعداد ميغان ماركل (إنستغرام)

المُشاهَدة سلسة إذ تتراوح مدّة الحلقة الواحدة ما بين 27 و37 دقيقة. كما أنّ الصورة جذّابة نظراً لجمال المكان الذي صُوّر فيه البرنامج، وللأناقة المنبعثة من الطعام ومن كل تفصيلٍ محيطٍ به؛ بدءاً بالصحون والأكواب وليس انتهاءً بملعقة الطبخ الخشبيّة، مروراً طبعاً بملابس «الطبّاخة» البسيطة وذات الألوان الهادئة.

صحيح أن ميغان بذلت مجهوداً استعانت فيه بقدراتها التمثيليّة والتلفزيونية، إلا أنّ البرنامج مفتقدٌ لكثيرٍ من العفويّة والصدق. يبدو أن كل ما فيه تنفيذ لسيناريو معدٍّ مسبقاً. وما يُخسّره كذلك عنصر الواقعية، أنه لم يقترب بما يكفي من يوميّات إحدى أكثر الشخصيات النسائية إثارةً للاهتمام.

يقدّم البرنامج صورة جذّابة لكنه يفتقد عنصر العفويّة (نتفليكس)

بين حديقة الخضار ومطبخٍ ذي ديكور مثالي، تتنقّل ميغان لتقطف المكوّنات وتعدّ الأطباق. لكن سرعان ما يتبيّن أنه لا الحديقة حديقتها ولا المطبخ مطبخها ولا السكّين سكّينها. وهنا، تتّضح ملامح أولى الخيبات فيكتشف المُشاهد أنه تعرّض لخديعة. لم تفتح ميغان أبوابها للمُشاهدين، بل فضّلت أن تُبقي عائلتها ودارتها الشاسعة في مونتيسيتو كاليفورنيا، البالغ ثمنها لدى الشراء 15 مليون دولار، بعيدتَين عن الأنظار. وللغاية، جرى التصوير في منزلٍ مع حديقة وهو على بُعد أمتار من بيتها الزوجيّ.

أما مَن ينتظرون مشاركة من الأمير هاري، فلن يُشفى غليلهم سوى جزئياً جداً وذلك في الحلقة الأخيرة، حيث يطلّ بسرعة ليثني على زوجته ويتذوّق طعامها، إلى جانب مجموعةٍ من الأصدقاء ووالدة ميغان دورْيا.

لا يطل الأمير هاري في البرنامج سوى للحظات في الحلقة الأخيرة (نتفليكس)

في كلٍّ من الحلقات الـ8 تستضيف ميغان صديقاً أو شخصيةً معروفة لتشاركها الطبخ والطعام. لصديقها دانييل مارتن وهو أيضاً اختصاصي الماكياج الذي يعتني بها، تُعدّ السباغيتي مع الطماطم، وكعكة بالعسل. أما للشيف الشهير روي تشوي، فتخبز حلوى الدونات. بأيادي ميغان وعلى إيقاع البرنامج السريع، تبدو الوصفات بسيطة لكنّ المُشاهد العاديّ لن يتماهى حتماً مع ما يرى.

مَن يتابع الحلقات من داخل شقةٍ صغيرة في مدينةٍ تنقصها الحدائق الشاسعة، وإمكانيات الزراعة العضويّة، وتربية الدجاج والنحل، قد ينتابه شعور بالظلم أو ربما بالغيرة من حظ ميغان الذي تستعرضُه على الشاشة. أين المُشاهد العاديّ من تلك السكينة الأشبه بـ«دولتشي فيتا»؟ أين هو من كل تلك المكوّنات والأدوات الباهظة؟ المشروع التلفزيوني الذي أراد لنفسه البساطة تحت مسمّى العودة إلى الطبيعة، غرق في مظاهر الرفاهية.

تستضيف ميغان في الحلقات أصدقاء أو شخصيات معروفة (إنستغرام)

بين خفق البيض لتحضير العجّة، وكتابة قائمة الطعام بخطّ يدها الجميل، وترتيب الفراولة والأناناس والكيوي لإعداد قوس قزحٍ من الفاكهة، تبدو ميغان وكأنها ساعية نحو الكمال. لا تُخفي إعجابها بنفسها. تقول وهي تحضّر الدونات: «أريد أن أُذهل الشيف روي. ليس فقط بنكهة الدونات، بل بترتيبي، ومهاراتي المطبخيّة، ونظافتي».

كما لا تمرّ حلقة من دون أن تتكرّر عبارات الإطراء من قِبَل ضيوفها؛ هم يثنون عليها من دون توقّف. وهذا السعي نحو الكمال يُفقد البرنامج مزيداً من عفويّته وصدقه.

قوس قزح الفاكهة كما أعدّته ميغان ماركل في الحلقة 2 من برنامجها الجديد (نتفليكس)

إلى جانب الوصفات اللذيذة، تطلّ ميغان بمظهر ربّة المنزل المتعدّدة المواهب. فهي لا تكتفي بقطف الخضار من الحديقة، وإطعام الدجاج، وتحضير السلطات والأطباق الصحية، وتزيين الحلوى كما لو أنها ترسم لوحة. تكرّر أنها تهوى التفاصيل، وللغاية فهي تستمتع بتحضير الهدايا لضيوفها؛ من صناعة شمع العسل الطبيعي، إلى تحضير خلطة أملاح الاستحمام، وترتيب أكياس الشاي العضوي، وتنسيق الأزهار، وغيرها من الحِرَف المنزلية الصغيرة.

هذه أنشطة تتكرّر في الحلقات كافةً، مع العلم بأنّ البرنامج يعاني من التكرار، ما يُفقد «With Love، Meghan» عنصر المفاجأة. فإضافةً إلى البنية التلفزيونية التي لا تسمح لنفسها بالخروج عن النص، كثيرةٌ هي الأفكار والعبارات المتكرّرة على لسان نجمة العمل.

تكثر عبارات الإطراء والثناء المتبادلة بين ميغان وضيوفها (نتفليكس)

في كل حلقة تقريباً، ستسمعونها وهي تتغزّل بلون صفار البيض، أو تنثر الأزهار المجفّفة على الأطباق، أو تعلن حبّها للطعام الحارّ. تعيد في كل مرة التذكير بطبق الخضار النيئ الذي تحضّره يومياً لزوجها وطفلَيها. تحرص ميغان كذلك على التذكير بأنها ابنة كاليفورنيا وبماضيها المتواضع ووظائفها القديمة؛ من عاملة في محل للمثلجات ونادلة في حانة، وليس انتهاءً بتعليم تغليف الهدايا.

من بين تلك المواقف المتكرّرة، تبرز التلميحات التي تريد لها ميغان ظاهراً بريئاً، والتي تخفي بين سطورها رسائل مباشرة إلى خصومها المعروفين؛ أي العائلة البريطانية المالكة. كأن تقول وهي تثني على كعكة العسل التي تحضّرها: «هي جميلة جداً من الداخل ولن تعرفوا كم أنها طيّبة، إلّا بعدما تذهبون عميقاً وتتعرّفون عليها أكثر».

تكثر في البرنامج التلميحات والرسائل المبطّنة من ميغان إلى خصومها (نتفليكس)

في الحلقة الأخيرة، تُطلق ميغان حكمةً وهي تُخرج حلوى البسكويت من الفرن: «نحن لا نسعى وراء الكمال، بل وراء الفرح». غير أنّ برنامجها يناقض ذلك، فهو افتقر إلى عنصر التسلية واقتصر التركيز فيه على السعي وراء التميّز.

لكن عندما يتّضح السبب يبطل العجب. إذ ثمة مشروع أكبر خلف With Love، Meghan، وهي المنتجات الغذائية التي أطلقتها دوقة ساسكس تحت اسم As Ever، والتي جاء البرنامج بمثابة حملة ترويجيّة لها. وتضمّ المجموعة العسل الطبيعي، والشاي، والأزهار المجففة الصالحة للأكل، وخلطات البسكويت والكريب.

المنتجات الغذائية التي أطلقتها ميغان ماركل باسم As Ever (نتفليكس)

من المنطقيّ أن يوسّع هاري وميغان مشاريعهما التجارية، فالعقد الذي وقّعاه مع منصة «نتفليكس» مقابل 100 مليون دولار قد يكون على شفير النهاية. الوثائقيات وحلقات البودكاست التي قدّمها الثنائي حتى اليوم لم تكن على درجة كافية من الإقناع الجماهيري، ولم تلاقِ أصداءً مشجّعة على الاستمرار في مجال الإنتاج التلفزيوني.