رفض جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، اتهامات وجهتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» بوجود انتهاكات ترتكب بحق المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، بينما تسعى الأجهزة الأمنية في مدينة شحات (شمال شرق) إلى ضبط عصابة لتهريب المهاجرين مقابل مبالغ مالية.
وجاءت اتهامات منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، على خلفية انتقادها لموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من دعم خفر السواحل الليبي بـ6 قوارب، وقالت نقلاً عن الصحافة الفرنسية إن «ماكرون يعترف بأن الجرائم ضد الإنسانية ترتكب في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا»، وأضافت مسائلة: «لماذا يخطط لإرسال قوارب إلى خفر السواحل الليبي؟ هل لمساعدتها على إجبار المهاجرين على العودة إلى هذه الظروف القاسية؟».
ومضت المنظمة الدولية تقول، في «تغريدة» ثانية على حسابها عبر «تويتر»، أمس، إن فرنسا من خلال دعمها للقوات المحلية المسيئة «تعتبر مثل إيطاليا، ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، تسكب الزيت على نار الانتهاكات بحق المهاجرين المحتجزين في ليبيا»، وهي الاتهامات التي رفضها العميد أيوب قاسم، المتحدث باسم حرس السواحل الليبي.
وجدد قاسم رفضه لاتهامات «هيومن رايتس ووتش»، وتحدث في تصريحات صحافية عن تفاصيل عملية جلب المهاجرين من البحر إلى مراكز الاحتجاز، وقال بهذا الخصوص إن المنظمات الدولية والإنسانية دائماً تكون حاضرة في أثناء انتشال المهاجرين، ونقلهم داخل البلاد، لحين ترحيلهم.
ووجه قاسم اتهامات إلى المنظمة الدولية، ورأى أنها «تتمادى في انتقاد الأجهزة الليبية دون حيادية أو إنصاف»، مشيراً إلى «أهمية التصدي لها، خصوصاً أنها تتعمد تشويه ليبيا». وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي قد أعلنت قبل أيام أن بلادها بصدد منح 6 زوارق لحرس السواحل الليبي، لكن المنظمة الدولية رأت، في تدوينة أول من أمس، أن حرس السواحل سيستخدم القوارب «لاعتراض المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى بر الأمان. وإذا أمسكوا بهم، فسيحتجزونهم في ظروف تعسفية مسيئة، ويضربون ويحرقون، وبالتالي فإن الاتفاق الفرنسي من شأنه المساعدة على سوء معاملة المهاجرين»، الأمر الذي استقبله المتحدث باسم حرس السواحل الليبي باستهجان شديد، وقال إن هذه التقارير من وحي كاتبيها.
وسبق أن قال مصدر مسؤول بجهاز الهجرة غير المشروعة في العاصمة لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع الأجهزة المعنية بالهجرة تعمل وفق برنامج ثابت على راحة المحتجزين في جميع مراكز الإيواء التابعة له»، مضيفا أن «كثيراً من المهاجرين يتعمدون إثارة الشغب، خصوصاً ممن طالت مدة احتجازهم في مركز الإيواء، مما قد يحدث ردود أفعال مع الأفراد المكلفين بتأمين المراكز».
وجاءت تصريحات المصدر رداً على ما أعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن نحو 50 مهاجراً أصيبوا بعدما نظموا احتجاجاً تم قمعه داخل مركز احتجاز في العاصمة طرابلس.
وفي سياق قريب، أخضعت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن شحات، أمس، 14 مصرياً للتحقيق، بعد دخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة، فيما تواصل السلطات البحث عن عصابة تتاجر في تهريب البشر. وكانت مديرية أمن شحات قد قالت إن المضبوطين تسللوا إلى البلاد بواسطة ليبيين، بعد أن تم تهريبهم من مدينة إلى أخرى، بعدما تقاضوا 12 ألف جنيه مصري عن الفرد.
سلطات طرابلس تفنّد اتهامات بـ«ارتكاب جرائم» بحق المهاجرين
سلطات طرابلس تفنّد اتهامات بـ«ارتكاب جرائم» بحق المهاجرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة