مصر: اكتشاف ورشة معمارية أثرية في أسوان

البعثة المصرية ـ السويدية عثرت على تمثال شبيه لأبي الهول

مصر: اكتشاف ورشة معمارية أثرية في أسوان
TT

مصر: اكتشاف ورشة معمارية أثرية في أسوان

مصر: اكتشاف ورشة معمارية أثرية في أسوان

أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف ورشة لصناعة العناصر المعمارية في منطقة جبل السلسلة الأثرية، شمال مدينة أسوان، (جنوب مصر)؛ مما يغيّر المفهوم السائد عن المنطقة باعتبارها منطقة محاجر كانت تستخدم لتقطيع الأحجار في عصر الدولة الحديثة، والعصر اليوناني الروماني، إلى مدينة متكاملة تحتوي على معابد وورش تصنيع التماثيل، ومقابر للعمال، ومساكن لهم.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي أمس: إن «البعثة الأثرية المصرية - السويدية المشتركة العاملة بمنطقة جبل السلسلة برئاسة الدكتورة ماريا نيلسون، عثرت على ورشة لصناعة العناصر المعمارية، تعود إلى عصر الدولة الحديثة، (3500 سنة)»، مشيرة إلى أن «هذه العناصر المعمارية تشمل الأعمدة والتماثيل مختلفة الأحجام، والمقصورات الملكية».
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن «البعثة عثرت على تمثال ضخم يعرف باسم الكريوسفينكس، (على غرار أبو الهول، لكنه برأس كبش وجسد أسد بدلاً من رأس إنسان)، ويبلغ طوله 5 أمتار، وارتفاعه 3.5 متر، وعرضه 1.5 متر»، مشيراً إلى أن «تصميم التمثال يشبه الأسلوب المتبع في تصميم تمثال (الكريوسفينكس)، الموجود جنوب معبد خونسو بالكرنك، ويعود لعهد الملك أمنحتب الثالث، من الأسرة الثامنة عشرة».
وقال عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة: إن «المكتشفات تضمّ لوحة مستديرة فارغة، وتمثالاً صغيراً على هيئة ثعبان الكوبرا ملفوفة، من المرجح أنها صنعت لتتويج رأس تمثال، إضافة إلى جزء من تمثال آخر صغير الحجم على هيئة كبش، ومئات من الكسرات الحجرية عليها كتابات هيروغليفية، تنتمي إلى الناووس المهدم الخاص بالملك أمنحتب الثالث، وبقايا تمثال لصقر، وأجزاء من مسلة من بينها الهُريم الخاص بها».
وأوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهم ما يميز هذا الكشف هو التأكيد على أن منطقة جبل السلسلة لم تكن فقط منطقة محاجر، تُقطّع فيها الأحجار وتُنقل لبناء المعابد والتماثيل، والمقصورات، بل كانت ورشة متكاملة يتم فيها تصنيع المقصورات والتماثيل ونقلها»، مشيراً إلى أن «المنطقة لها قيمة دينية عبر العصور منذ عصر ما قبل التاريخ، وحتى العصر العربي الإسلامي، حيث صممت مبانيها على شكل معابد، كان يستخدمها العمال في هذه الورشة للتعبد».
وقال سعيد: إنه «بعد اكتشاف الورشة والمعابد ومقابر العمال، والمقصورات الموجودة في المنطقة يجري البحث حالياً عن مساكن العمال، حيث يعتقد أن هذه المنطقة كانت مدينة متكاملة»، مشيراً إلى أن من «بين أهم ما تم العثور عليه في الكشف الأخير تمثال أبو الهول، وهو تمثال نادر جداً، شبيه بالتمثال الموجود في معبد خنسو، حيث يضع أبو الهول تاجاً على رأسه، إضافة إلى أن البعثة عثرت أيضاً على أماكن شبيهة بالكهوف كانت عمال الورشة يستخدمونها للراحة».
ووصفت الدكتورة ماريا نيلسون، الكشف بـ«المهم»، قائلة: إن «هذا الكشف يسلط الضوء على منطقة جبل السلسلة، ويؤكد أنها لم تكن فقط منطقة محاجر، لكن كان يوجد بها ورش لصناعة مختلف العناصر المعمارية». وكانت البعثة السويدية قد كشفت في وقت سابق عن 58 مقبرة صخرية للعمال في منطقة السلسلة، على بعد نحو 20 كم شمال مدينة كوم إمبو الأثرية، ويعتقد أنها كانت منطقة محاجر أثرية استخدمت حجارتها في بناء المعابد في عصور الدولة الحديثة، والعصر اليوناني الروماني.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.