أوكرانيا تعلن عن تدمير قافلة عسكرية روسية عبرت أراضيها.. وموسكو تنفي

بوتين يلتقي رئيس فنلندا لبحث الحد من تأثيرات العقوبات على بلاده

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس فنلندا سولي نينيستو خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه أمس في منتجع سوتشي (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس فنلندا سولي نينيستو خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه أمس في منتجع سوتشي (أ.ب)
TT

أوكرانيا تعلن عن تدمير قافلة عسكرية روسية عبرت أراضيها.. وموسكو تنفي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس فنلندا سولي نينيستو خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه أمس في منتجع سوتشي (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس فنلندا سولي نينيستو خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه أمس في منتجع سوتشي (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا أمس أنها دمرت قسما من قافلة عسكرية روسية عبرت أراضيها في توغل أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين، لكن روسيا نفت أي تدخل لقواتها في أوكرانيا. كما اتهم الحلف الأطلسي روسيا بالتورط في «زعزعة استقرار» شرق أوكرانيا.
وأبلغ الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «المدفعية الأوكرانية دمرت جزءا كبيرا» من قافلة عسكرية صغيرة دخلت البلاد. إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت دخول قافلة عسكرية روسية إلى أراضي أوكرانيا. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الجنرال ايغور كوناشينكوف المسؤول في الوزارة قوله: «لم تعبر أي قافلة عسكرية روسية الحدود بين روسيا وأوكرانيا»، مضيفا بسخرية أن القوات الأوكرانية «تدمر أشباحا».
من جهته، دعا وزراء الاتحاد الأوروبي روسيا أمس إلى «الوقف الفوري» لجميع أشكال الأعمال العدائية بالقرب من الحدود الأوكرانية بعد تقارير عن دخول القافلة الروسية العسكرية.
وفي بيان في نهاية اجتماع مخصص لبحث الأزمة في العراق، قال الوزراء إن على روسيا «الوقف الفوري لجميع أشكال الأعمال العدائية وخاصة تدفق الأسلحة ودخول المستشارين العسكريين والمسلحين في منطقة النزاع، وسحب قواتها من الحدود». كما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا إلى «احترام وحدة أراضي أوكرانيا».
ونفت روسيا التهم بأنها أرسلت معدات عسكرية إلى أوكرانيا، في أحدث نفي للاتهامات الغربية بأنها تبعث السلاح إلى الانفصاليين الموالين للكرملين الذين أطلقوا تمردا ضد كييف في أبريل (نيسان) الماضي. إلا أن الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن دعم الأنباء عن توغل روسي.
على صعيد متصل, أثار إعلان عدد من قيادات مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في جنوب شرقي أوكرانيا الكثير من الجدل، الذي احتدم حول مغزى هذه الاستقالات، في توقيت تتصاعد فيه وتيرة الأزمة، سواء في الداخل الأوكراني أو على صعيد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا من جانب، وروسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي وواشنطن من جانب آخر.
وتعليقا على هذه الاستقالات أشارت صحيفة «آر بي كي» اليومية الروسية إلى «تباين الأسباب الرسمية التي ساقها أصحاب هذه الاستقالات لتبرير قراراتهم، في الوقت الذي عزاها فيه خبراء آخرون إلى احتمالات أن تكون مرتبطة برغبة روسيا في أن تنأى بنفسها عما يجري في منطقة الدونباس في جنوب شرقي أوكرانيا» تمهيدا للتسوية المناسبة. وكانت الصحيفة الروسية كشفت، كما أشار موقع «نيوز رو» عن أن اثنين من زعماء حركة المقاومة الذين تقدموا باستقالاتهم، وهما إيغور ستريلكوف (غيركين)، القائد العام لقوات المقاومة في دونيتسك، وألكسندر بوروداي، رئيس حكومة جمهورية دونيتسك التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن أوكرانيا، يحملان الجنسية الروسية.
وذكرت الصحيفة أنه بعد رحيل هاتين القيادتين فإنه لم يبق من المواطنين الروس، ضمن صفوف قيادة الحركة الانفصالية، سوى مراد بشيروف، رئيس حكومة لوغانسك الذي سبق أن شغل منصب السكرتير الصحافي لمقاطعة نيجني نوفغورود الروسية. وبررت المصادر الروسية هاتين الاستقالتين بالقول إن موسكو ترغب في استبدال الشخصيات الروسية بمواطنين أوكرانيين منعا للأقاويل التي تؤكد سيطرة ممثلي موسكو على الأوضاع في المنطقة. وحول هذا الوضع أشارت إذاعة «فيستي» الأوكرانية إلى أن التغييرات في قيادة دونيتسك مسألة «سياسية تقنية بحتة»، قد تكون مرتبطة بتعليمات من جانب الكرملين حول استبدال القيادات الروسية بأخرى أوكرانية، وهو ما أكدته على نحو غير مباشر مصادر في الحكومة الروسية، على حد قول موقع «نيوز رو».
ورغم ذلك، فقد كشف هذا المصدر على أن المواطنين الروسيين ستيرلكوف وبوروداي يواصلان البقاء في منطقة الدونباس، حيث يمارسان عددا من المهام المرتبطة بإدارة شؤون الجمهورية الانفصالية. وذكرت الإذاعة الأوكرانية «فيستي» أن الشائعات التي يتناقلونها وراء أسوار الكرملين تقول إنه لا أحد ينوى التفريط في مقاطعات جنوب شرقي أوكرانيا التي تحمل اليوم اسم «نوفوروسيا» (روسيا الجديدة) في القريب العاجل، حيث ونقل موقع «نيوز رو» عن الخبير العسكري أناتولي المريد توقعاته التي قالت باحتمالات تطور الأمور في الفترة المقبلة وفق سيناريوهين، أولهما احتمالات التفريط في المدن الكبرى، والثاني يتمثل في احتمالات تطوير الهجوم المضاد.
من جانبه، كشف بوروداي عن أسباب رحيله عن منصبه بقوله إنه انتهى من مهمته في إعداد كوادر السلطة، وأضاف أنه سيعود إلى موسكو للتفرغ لما يتعلق بتهيئة الظروف الملائمة لتقديم كل أشكال الدعم إلى هذه المنطقة، والبحث عن الحلول المناسبة للحيلولة دون استمرار العمليات العسكرية التي باتت أشبه بالحرب الأهلية بين السلافيين وبعضهم.
وفي تطور آخر بحث الرئيس بوتين مع جوزيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية في اتصال هاتفي «حالة العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي على ضوء توقيع السلطات الأوكرانية على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي». وقالت مصادر الكرملين إن «بوتين وباروسو اتفقا خلال مكالمتهما الهاتفية على مواصلة الاتصالات حول هذا الموضوع، وعقد لقاء شخصي بينهما قريبا لبحث مجمل الأوضاع حول هذا الموضوع».
وعلى صعيد العقوبات المتبادلة بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبية جرت أمس في سوتشي مباحثات الرئيس فلاديمير بوتين وضيفه الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الرئيس الفنلندي المفاجئة بناء على طلبه، تتعلق بمحاولات الحد من التأثيرات السلبية للعقوبات سواء من جانب الاتحاد الأوروبي وواشنطن، أو من جانب الحكومة الروسية بشأن صادرات المنتجات الزراعية والغذائية من بلدان الاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا واليابان.



مقتل 20 في سقوط حافلة من جسر قرب البندقية

مكان وقوع الحادث قرب البندقية (أ.ف.ب)
مكان وقوع الحادث قرب البندقية (أ.ف.ب)
TT

مقتل 20 في سقوط حافلة من جسر قرب البندقية

مكان وقوع الحادث قرب البندقية (أ.ف.ب)
مكان وقوع الحادث قرب البندقية (أ.ف.ب)

أسفر سقوط حافلة مساء الثلاثاء من على جسر في البندقية عن "20 قتيلا على الأقل بينهم طفلان"، وفق ما أفاد متحدث باسم البلدية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب أجهزة الإطفاء "اشتعلت النيران" في الحافلة بعدما سقطت من على جسر يربط بين منطقتي ميستري ومارغيرا. وجاء في منشور لرئيس البلدية لويجي برونيارو أن "مأساة ضربت مجتمعنا هذا المساء"، واصفا المشهد في موقع التحطّم بأنه "مروّع".
وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن "أحر تعازيها". وجاء في بيان أصدرته "أنا على تواصل مع رئيس البلدية لويجي برونيارو و(وزير النقل) ماتيو سالفيني من أجل متابعة مستجدات هذه المأساة".


التحديات الأوروبية في غرناطة

رئيس وزراء إسبانيا في مؤتمر صحافي بمدريد الثلاثاء (د.ب.أ)
رئيس وزراء إسبانيا في مؤتمر صحافي بمدريد الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

التحديات الأوروبية في غرناطة

رئيس وزراء إسبانيا في مؤتمر صحافي بمدريد الثلاثاء (د.ب.أ)
رئيس وزراء إسبانيا في مؤتمر صحافي بمدريد الثلاثاء (د.ب.أ)

تتزين غرناطة، عروس الحمراء، منذ أسابيع، لاستضافة قمة رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل، تسبقها القمة السياسية الأوروبية التي تضمّ أعضاء النادي الأوروبي إلى جانب الدول غير الأعضاء، بما فيها المملكة المتحدة التي تستضيف القمة التالية العام المقبل.

أكثر من 7 آلاف عنصر من الشرطة والقوات المسلحة انتشروا في أرجاء المدينة التي انطفأ فيها تألق المسلمين المديد في الأندلس منذ نيف و5 قرون، يسهرون على أمن ما يزيد على 2000 مندوب عن الدول المشاركة و2400 صحافي، وفق بيانات المكتب الإعلامي لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وتشكّل هاتان القمتان المحطة الرئيسية خلال رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد، بينما لا تزال حكومة بيدرو سانتشيز تتولّى تصريف الأعمال بانتظار تكليفه مجدداً لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات العامة الأخيرة، التي فاز فيها الحزب الشعبي المحافظ، واعتذار زعيمه عن تشكيل الحكومة بعد فشله في الحصول على الأغلبية الكافية في مجلس النواب.

وكعادتها في مثل هذه الظروف، امتنعت المصادر الرسمية الأوروبية عن تأكيد حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن أوساطاً إسبانية مطلعة أكّدت لـ«الشرق الأوسط» أن زيلينسكي سيشارك في إحدى الموائد المستديرة ضمن القمة السياسية الأوروبية، وينتظر أيضاً أن يخاطب وجاهياً قمة المجلس الأوروبي يوم الجمعة، حيث ستكون توسعة الاتحاد الأوروبي الطبق الرئيسي على مائدتها.

وتضمّ القمة السياسية، وهي الثالثة بعد الأوليين اللتين عُقدتا في سلوفاكيا وتشيكيا، 3 موائد مستديرة، حول الرقمنة، والطاقة والنظام الدولي المتعدد الأطراف.

ومن اللافت أن الحكومة الإسبانية قررت، بعد تردد واتصالات مكثفة مع الشركاء الأوروبيين، دعوة كوسوفو للمشاركة في القمة السياسية، علماً أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بها كدولة، بسبب تمنع إسبانيا التي تخشى أن يكون مثل هذا الاعتراف مدخلاً وأساساً لمطالبة إقليم كتالونيا يوماً بالاستقلال. وتقرر في نهاية المطاف اعتماد صيغة عدم وضع رايات وطنية أو أسماء الدول المشاركة أمام الوفود، تحاشياً لوضع اسم كوسوفو أو رايتها.

وتتناول قمة المجلس الأوروبي الملفات الثلاثة الرئيسية التي تشغل الدول الأعضاء منذ سنوات، وهي: توسعة الاتحاد، والهجرة، والاستقلالية الاستراتيجية.

ويستفاد من مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» أن ثمة توافقاً واسعاً بين الدول الأعضاء حول ضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات الداخلية اللازمة في المؤسسات الأوروبية وطرائق عملها، كي تكون جاهزة لانضمام الأعضاء الجدد.

وفي طليعة هذه الإصلاحات تعديل نظام وضع موازنة الاتحاد وتحديد أعباء الدول الأعضاء، واعتماد قاعدة الأغلبية في آلية اتخاذ القرار داخل المجلس التي تقتضي حالياً التوافق التام، ما يعطي أي دولة حق تعطيل أي قرار تعترض عليه.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين خلال الاجتماع الأسبوعي للمفوضية في ستراسبورغ الثلاثاء (إ.ب.أ)

ويشير مشروع البيان الختامي الذي تقول مصادر المجلس إنه بات يحظى بتأييد غالبية كبيرة من الدول الأعضاء إلى «أن توسعة الاتحاد من شأنها تعزيز السيادة الأوروبية، فضلاً على كونها استثماراً جيواستراتيجياً في السلم والأمن والاستقرار والرفاهية في القارة». ويشدد البيان على ضرورة استيفاء الدول المرشحة كل الشروط اللازمة للانضمام إلى الاتحاد، ويدعوها إلى تكثيف الجهود وتسريعها من أجل إنجاز الإصلاحات.

وبعد انفصال المملكة المتحدة، تقف 8 دول مرشحة على أعتاب الاتحاد الأوروبي، هي أوكرانيا ومولدوفا وألبانيا والبوسنة والجبل الأسود (مونتينيغرو) ومقدونيا الشمالية وصربيا وتركيا، إضافة إلى دولتين تستعدان للترشح هما جورجيا وكوسوفو التي ما زالت هناك دول أعضاء عدة في الاتحاد لا تعترف بها بوصفها دولة.

وكانت رئيسة المفوضية، أورسولا فون در لاين قد أعلنت مؤخراً أمام البرلمان الأوروبي أن توسعة الاتحاد باتت من الأولويات الاستراتيجية الملحة التي تقتضي إجراء إصلاحات داخلية في طريقة عمل المؤسسات، وتستدعي من الدول المرشحة تكثيف الجهود لاستيفاء شروط الانضمام إلى الاتحاد، لكنها طرحت أيضاً فكرة المباشرة باستيعاب أعضاء جدد من غير انتظار الإصلاحات في المؤسسات الأوروبية.


وزيرة الداخلية البريطانية قلقة من «إعصار» الهجرة

وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تلقي كلمتها في مانشستر (أ.ف.ب)
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تلقي كلمتها في مانشستر (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الداخلية البريطانية قلقة من «إعصار» الهجرة

وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تلقي كلمتها في مانشستر (أ.ف.ب)
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تلقي كلمتها في مانشستر (أ.ف.ب)

حذرت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، الثلاثاء، من «إعصار آتٍ» في ملف الهجرة، متهمة المعارضة العمالية بالسعي «لفتح الحدود».

في اليوم الثالث لمؤتمر حزب المحافظين في مانشستر (شمال غرب إنجلترا) رأت وزيرة الداخلية ذات الأصول الهندية، أن «رياح التغيير التي نقلت والديها عبر أقطار العالم في القرن العشرين لا تقارن بالإعصار الآتي».

وأضافت أن «الطلب سيتجاوز العرض دائما» ملوحة بشبح وصول ملايين المهاجرين الإضافيين إلى الشواطئ البريطانية في تدفق «يخرج عن السيطرة ولا يمكن التعامل معه» ما لم تتصرف الحكومة التي ستتولى السلطة العام المقبل «بشكل حاسم».

وفي خطاب سخرت فيه من الخطر الداهم الذي تجسده في نظرها المعارضة العمالية، شددت وسط تصفيق حاد على «الحدود القوية» التي يدافع عنها المحافظون، والغياب المفترض للحدود مع حزب العمال الذي يتصدّر استطلاعات الرأي للانتخابات التشريعية المقبلة.

وأشادت بالانخفاض بنسبة 20% في أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة مقارنة بالعام الماضي، وبحسب أحدث الأرقام بلغ عددهم 25 ألفا منذ يناير (كانون الثاني».

وندّدت برافرمان التي كانت من أشد المنتقدين للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي نقضت المشروع البريطاني لترحيل المهاجرين الوافدين إلى الأراضي البريطانية بشكل غير نظامي، إلى رواندا، بـ«القواعد الدولية الجديرة بأن تطبق في عصر آخر»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.


ما هي خطط باكو لإقليم كاراباخ بعد استعادته؟

منظر عام لمدينة ستيباناكيرت مأخوذ من موقع عسكري سابق للانفصاليين الأرمن في قرية مختار (مكستار) التي استعادتها القوات الأذربيجانية مؤخراً خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أذربيجان في 3 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة ستيباناكيرت مأخوذ من موقع عسكري سابق للانفصاليين الأرمن في قرية مختار (مكستار) التي استعادتها القوات الأذربيجانية مؤخراً خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أذربيجان في 3 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

ما هي خطط باكو لإقليم كاراباخ بعد استعادته؟

منظر عام لمدينة ستيباناكيرت مأخوذ من موقع عسكري سابق للانفصاليين الأرمن في قرية مختار (مكستار) التي استعادتها القوات الأذربيجانية مؤخراً خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أذربيجان في 3 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة ستيباناكيرت مأخوذ من موقع عسكري سابق للانفصاليين الأرمن في قرية مختار (مكستار) التي استعادتها القوات الأذربيجانية مؤخراً خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أذربيجان في 3 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

تستعد باكو للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ الذي تم إخلاؤه من السكان، عقب النصر العسكري الذي حققته أذربيجان في هذا الجيب بعد ثلاثين عاماً من النزاع، ومغادرة الغالبية العظمى من الأرمن الذين كانوا يقطنونه، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

«إعادة اندماج»

بهدف استعادة سيادتها على المنطقة، أشارت الرئاسة الأذربيجانية في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) في بيان، إلى أن «إعادة الاندماج تتم حسب الدستور والقوانين والتزامات جمهورية أذربيجان الدولية، وفي إطار سلامة أراضي جمهورية أذربيجان وسيادتها».

وأكدت الرئاسة أنها تضمن «للجميع، التساوي في الحقوق والحرية والأمن، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء اللغوي»، وتعهدت توفير فرص «استخدام اللغة الأرمينية».

لكن في الواقع، غادر جميع الأرمن تقريباً البالغ عددهم 120 ألفاً ناغورنو كاراباخ، منذ أن أعلنت حكومة الجمهورية المعلنة من جانب واحد حلها اعتباراً من الأوّل من يناير (كانون الثاني) 2024.

في المناطق التي استولت عليها باكو سابقاً في عام 2020، لم يبق أو يعود أي من السكان الأرمن تقريباً.

كما تعهدت «بعودة عظيمة» لنحو 750 ألف أذربيجاني فروا من المنطقة والأراضي المجاورة لها وأرمينيا بعد انتصار الأرمن في حرب كاراباخ الأولى في التسعينات.

جندي أذربيجاني يقف في موقع عسكري سابق للانفصاليين الأرمن في قرية مختار (مكستار) التي استعادتها القوات الأذربيجانية مؤخراً خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أذربيجان في 3 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

الأمن: نزع السلاح

واجه انفصاليو ناغورنو كاراباخ لأكثر من ثلاثة عقود، وخاصة في حربين بين عامي 1988 و1994 وفي خريف 2020. ولم يعترف المجتمع الدولي قط بالجمهورية المعلنة من جانب واحد.

وبعد استسلام الانفصاليين في 24 سبتمبر (أيلول)، توقفت معظم الأعمال القتالية باستثناء حوادث متفرقة. وأشارت باكو أيضاً إلى خطر قيام حرب عصابات في مناطق معينة.

لكن أذربيجان تسيطر على المنطقة بحكم الأمر الواقع، وإن لم يدخل جيشها بعد المدن الكبرى.

وقال الكولونيل أنار إيفازوف، المتحدث باسم الجيش الأذربيجاني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم تعد هناك قوات مسلحة أرمينية غير شرعية في جبهات القتال. كما تم بالفعل تحرير العديد من القواعد، القواعد العسكرية».

وتقول أذربيجان إن «نزع السلاح قد اكتمل». وتمت مصادرة ترسانة تضم أكثر من ألفي بندقية و22 مدرعة وغيرها، وفقاً لتعداد أولي.

إلا أن التهديد الرئيسي لا يزال موجوداً، ويتمثل في الألغام المزروعة في المنطقة، ولم يتم الإعلان عن أي خطة لإزالة الألغام حتى الآن.

وتختلف التقديرات بشكل كبير بسبب عدم وجود خرائط دقيقة؛ إذ أبلغت أذربيجان عن «ملايين» الألغام، إلا أن مصادر أخرى تفيد بوجود ما لا يقل عن 100 ألف لغم.

وتحوم شكوك قليلة حول انسحاب قوات حفظ السلام المؤلفة من ألفي جندي نشرتهم روسيا في عام 2020، والتي ستكون «موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني»، وفقاً للكرملين.

منظر عام للعاصمة السابقة لإقليم ناغورنو كاراباخ والمعروفة عند الأرمن باسم ستيباناكيرت وفي أذربيجان تُعرف باسم خانكيندي أذربيجان في 2 أكتوبر 2023 وقد نُشرت الصورة في 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

الاقتصاد: مصادرات وحزمة حوافز

ترك الأرمن وراءهم ممتلكاتهم ومنازلهم، بالإضافة إلى وسائل إنتاج؛ كالمصانع والحقول والماشية. وحول مصيرها، أوضحت الرئاسة الأذربيجانية أن «قضايا الملكية سيتم تنظيمها وفقاً للقانون»، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وتنوي باكو جعل «البنية التحتية الاجتماعية والمادية بمستوى سائر البلاد»، وتعميم عُملتها هناك.

وسيتم ربط الجيب بالمؤسسات الوطنية. وكانت شركات المياه والكهرباء والاتصالات في باكو من أولى الشركات التي بدأت عملياتها في الإقليم.


بوتين يكثف جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين يكثف جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

فرضت المواقف والأحداث الأخيرة التي جرت في الولايات المتحدة وبولندا وسلوفاكيا، وتصريحات الرئيس المكسيكي المنتقدة للولايات المتحدة، حول أوكرانيا، أجواء متشائمة عما إذا كان الحلفاء الغربيون سيلتزمون بدعم كييف في حربها ضد روسيا. وكثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا، إذ تزامنت تلك التطورات مع التقارير التي تتحدث عن مساعي الرئيس الروسي لتقويض وحدة الغرب، وخططه لتكثيف الدعاية والعمل الاستخباري، للتأثير على الرأي العام الغربي عموماً، والأميركي على وجه الخصوص، فضلاً عن محاولته فتح جبهات جديدة لتقويض الثقة بجدوى استمرار دعم أوكرانيا.

ورغم أن «الجبهة الغربية» لا تزال «موحدة» بشأن أوكرانيا، فإنها أظهرت «تصدعات» أكثر من أي وقت مضى، فيما تجهد كييف لدعم هجومها المضاد، وإزالة الشكوك المحيطة بقدراتها، ومساعيها لاجتثاث الفساد، أحد أبرز القضايا التي تهدد الثقة بها.

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وإلى يمينه وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا في كييف، يوم الاثنين (إ.ب.أ)

تصلب مواقف

وبعد نحو 19 شهراً على بدء الحرب، عرقل مشرعون جمهوريون في واشنطن محاولة لإطلاق شريحة كبيرة من المساعدات الأميركية لأوكرانيا، بعد 9 أيام فقط من زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن للمطالبة باستمرار الدعم. ويشير هذا الوضع إلى أن تصلب المواقف بين أجنحة الجمهوريين، ليس مجرد خلاف أو مزايدات في اللعبة السياسية الدائرة في واشنطن، بخلاف ما أشار إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما طالب الجمهوريين يوم الأحد بوقف ما وصفه «ألاعيبهم» على هذا الصعيد.

وفيما كان الجمهوريون يصوتون بـ«لا» في الكونغرس، انتخب الناخبون في سلوفاكيا رئيس وزراء موالياً لروسيا، روبرت فيكو، الذي تعهد بعدم إرسال «رصاصةواحدة» من الذخيرة إلى أوكرانيا، معلناً استعداده للتعاون مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لمعارضة مزيد من الدعم الأوروبي لكييف.

كما أصدرت بولندا، التي كانت ذات يوم أكثر حلفاء كييف موثوقية، الإعلان الصادم في 20 سبتمبر (أيلول) بأنها لن ترسل الأسلحة بعد الآن. وانتقد الرئيس المكسيكي، أندريس أوبرادور، المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، واصفاً إياها بأنها «غير عقلانية»، وكثّف انتقاداته للمجهود الحربي، حاثاً واشنطن على تخصيص مزيد من الموارد لمساعدة دول أميركا اللاتينية بدلاً من ذلك.

قلق أوروبي

تشعر أوروبا بالقلق بشأن ما يمكن توقعه من واشنطن. ففي حين يتفق أغلب دول الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا، فإن المساعدات المقدمة لكييف مرتبطة بمراجعة أوسع لميزانية الاتحاد الأوروبي طويلة الأجل، التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها. وبما أن جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين تحتاج إلى دعم الاتفاق، فقد يكون من الصعب إقراره بحلول نهاية العام، وهو الوقت الذي ينفد فيه الدعم الحالي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

ورغم ذلك، بدا أن هذه العلامات التحذيرية لا ترقى إلى مستوى تحول عميق في السياسة في واشنطن أو بروكسل، حيث تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، رغم ما جرى مؤخراً من تجميد حزمة المساعدات الجديدة. ويظل أغلب الزعماء الأوروبيين داعمين بقوة لأوكرانيا، حيث من المقرر التوقيع على نحو 50 مليار يورو من الدعم المستمر للبلاد في الأشهر المقبلة، واستعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم 25 مليار يورو من المساعدات العسكرية أيضاً، بحسب تصريحات نسبت إلى دبلوماسيين، يوم الاثنين.

صورة وزعتها وكالة «سبوتنيك» لبوتين خلال لقائه جنوداً شاركوا في الحرب الروسية على أوكرانيا (أ.ف.ب)

بوتين ونظريات المؤامرة

في هذا الوقت، وفيما يتحدث مسؤولون أميركيون عن اقتناعهم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينوي محاولة إنهاء الدعم الأميركي والأوروبي لأوكرانيا، من خلال استخدام وكالات التجسس التابعة له لدفع الدعاية الداعمة للأحزاب السياسية الموالية لروسيا، وإثارة نظريات المؤامرة بالاعتماد على بعض التقنيات الجديدة، كشفت وثيقة أميركية رسمية أن مسؤولي الإدارة الأميركية يشعرون بقلق كبير بشأن الفساد المتفشي في أوكرانيا.

وبحسب صحيفة «بوليتيكو» التي حصلت على نص الوثيقة، فقد حددت الوثيقة خطة طويلة المدى تتضمن كثيراً من الخطوات التي ستتخذها واشنطن من أجل مساعدة كييف على استئصال المخالفات وإصلاح مجموعة من القطاعات في البلاد، لاستعادة الثقة بها. وأكد مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا تشعر بالإحباط لأن الولايات المتحدة وأوروبا ظلتا متحدتين إلى حد كبير بشأن الدعم العسكري والاقتصادي المستمر لأوكرانيا.

ومكّنت هذه المساعدات العسكرية أوكرانيا من مواصلة قتالها ضد روسيا، ووضعت أهداف روسيا الأصلية المتمثلة في السيطرة على كييف وأوديسا، خارج متناول أيديها، بل أوقفت هدفها الأكثر تواضعاً، المتمثل في السيطرة على منطقة دونباس، شرق أوكرانيا.

جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا (أرشيف - أ.ب)

إضعاف الدعم لأوكرانيا

لكن المسؤولين قالوا إن بوتين يعتقد أن بإمكانه التأثير في السياسة الأميركية لإضعاف الدعم لأوكرانيا، وربما استعادة تفوقه في ساحة المعركة. وقال المسؤولون إن الرئيس الروسي يبدو أنه يراقب عن كثب المناقشات السياسية الأميركية حول استمرار تقديم المساعدة لأوكرانيا. ومن المرجح أيضاً، وفق المسؤولين، أن تحاول موسكو استخدام نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لدعم المرشحين الموالين لروسيا في أوروبا، بهدف وقف المساعدة العسكرية الدولية لكييف، كما جرى في سلوفاكيا.

وقال مسؤولون إنه بالإضافة إلى الانتخابات الوطنية، قد تسعى روسيا للتأثير على تصويت البرلمان الأوروبي العام المقبل. وقال تقرير «نيويورك تايمز» إن روسيا استخدمت منذ فترة طويلة أجهزتها الاستخباراتية للتأثير على السياسات الديمقراطية بجميع أنحاء العالم. وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أن بوتين سيكون أكثر اهتماماً بالتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، مع إعلان بايدن مراراً وتكراراً دعمه لكييف، وتصريح ترمب من جهة أخرى بأن دعم أوكرانيا ليس مصلحة حيوية للولايات المتحدة.

أعلام أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في كييف يوم الاثنين (رويترز)

تشويه سمعة الناتو

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، تقوم روسيا باستمرار بعمليات معلوماتية تهدف إلى تشويه سمعة سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة، ومن المرجح أن تكثف جهودها في الأشهر المقبلة. وتقول بيث سانر، المسؤولة الاستخباراتية الكبيرة السابقة، إن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة الأخرى ستغير الطريقة التي تدير بها روسيا حملات التأثير على الناخبين.

وأضافت: «روسيا لن تتخلى عن حملات التضليل. لكننا لا نعرف كيف سيبدو هذا الأمر. يجب أن نفترض أن الروس أصبحوا أكثر ذكاء».

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه في حالة عدم تمكن روسيا من تحقيق أهدافها عن طريق نشر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، فإنها قد تقوم بخطوات تصعيدية قد تشمل تقديم دعم مالي إضافي للأحزاب السياسية الموالية لروسيا في أوروبا أو تنفيذ عمليات سرية في أوروبا تهدف إلى إضعاف الدعم للحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي تشير فيه بعض التقارير إلى نية روسيا افتعال مزيد من التوترات والصراعات وفتح جبهات جديدة في أوروبا ومناطق أخرى في العالم.

جندي أوكراني يفحص طائرة من دون طيار محملة بمواد متفجرة قبل إقلاعها على خط المواجهة في ضواحي كريمينا بأوكرانيا (أ.ب)

مكافحة الفساد

وجاء الكشف عن تلك المخاوف، بالتزامن مع الوثيقة الأميركية حول الفساد في أوكرانيا، التي شددت على وجوب ألا تؤجل كييف جهودها لمكافحته، محذرة من أن تلك الآفة باتت «تقوض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب في زمن الحرب». وتضمنت خطة الدعم الأميركية كثيراً من التفاصيل حول أهدافها في أوكرانيا، من خصخصة البنوك، وتشجيع مزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنجليزية، فضلاً عن حثّ جيشها على اعتماد بروتوكولات الناتو.

وكشف مسؤول أميركي مطلع أن كثيراً من المحادثات تدور خلف الكواليس، خصوصاً أن «الكسب غير المشروع في أوكرانيا» يشكل مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين وللرئيس بايدن.

ويعد هذا التنبيه الأكثر وضوحاً حتى الآن، لجهة حضّ الرئيس الأوكراني على المضي قدماً في مسيرة الإصلاح رغم الحرب والمعارك التي تخوضها قواته ضد الجيش الروسي. وقبل شهر تقريباً، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً تناول قضية الفساد، لكنه لم يسترعِ الانتباه، خصوصاً أن لهجته كانت «معتدلة، بل خفيفة» نوعاً ما.


رئيسة المفوضية الأوروبية تقترح حزمة مالية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحضر اجتماعاً للمفوضية الأوروبية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحضر اجتماعاً للمفوضية الأوروبية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

رئيسة المفوضية الأوروبية تقترح حزمة مالية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحضر اجتماعاً للمفوضية الأوروبية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحضر اجتماعاً للمفوضية الأوروبية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم (الثلاثاء) إنها قدمت اقتراحا لقادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة السبع بحزمة مساعدات مالية جديدة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، أضافت فون دير لاين عبر حسابها على منصة «إكس» (تويتر سابقا) أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين الزعماء، أكدوا خلاله على الدعم الأوروبي «الراسخ» لأوكرانيا.

وقالت إنها قدمت «مقترحا جديدا بتقديم 50 مليار يورو مساعدات مالية مرتبطة بخطة أوكرانيا للإصلاح والاستثمار». وأضافت أنه سيتم تسليم أوكرانيا مليون طلقة ذخيرة أخرى بحلول مارس (آذار) 2024.


خبراء: تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا سيكون «مدمراً» لكييف

جنود أوكرانيون يقودون دبابة وسط تدريبات عسكرية في كييف (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يقودون دبابة وسط تدريبات عسكرية في كييف (أ.ف.ب)
TT

خبراء: تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا سيكون «مدمراً» لكييف

جنود أوكرانيون يقودون دبابة وسط تدريبات عسكرية في كييف (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يقودون دبابة وسط تدريبات عسكرية في كييف (أ.ف.ب)

يحذّر خبراء من أن القوات الأوكرانية ستواجه قريباً نقصاً في الذخيرة والمعدات الرئيسية إذا نجح الجمهوريون المناصرون للرئيس السابق دونالد ترمب في وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأصر كبار المسؤولين الأميركيين مراراً على أن الولايات المتحدة ستدعم كييف «طالما لزم الأمر»، فيما تعهدت واشنطن بتقديم أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، أي أكثر من نصف المساعدات الإجمالية المقدمة من كل الجهات الغربية المانحة.

لكن الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس، السبت، لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأميركية لم يتضمّن أي مساعدات جديدة لأوكرانيا في زمن الحرب، وذلك بموجب تسوية بين الديمقراطيين والجمهوريين الداعين إلى خفض الإنفاق.

وقال المستشار في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» مارك كانسيان: «سيكون الأمر مدمراً بالنسبة إلى الأوكرانيين» إذا توقفت المساعدات الأميركية. وأضاف: «سيضعف الجيش الأوكراني ثم قد ينهار في نهاية المطاف».

زوّدت الولايات المتحدة كييف بترسانة ضخمة من الأسلحة لمساعدتها في القتال واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وهي تتضمن خصوصا ذخائر أسلحة خفيفة وقذائف مدفعية وقاذفات صواريخ متطورة ودبابات ومعدات إزالة ألغام.

وأوضح كانسيان: «تحتاج الجيوش في الحروب إلى تدفق مستمر للأسلحة والإمدادات والذخيرة لتحل مكان ما دُمّر واستُنفد». وإذا قُطعت المساعدات الأميركية تماما، وهو أمر يصر البيت الأبيض على أنه لن يحدث، فإن التأثير لن يكون فوريا؛ إذ إن المساعدات المعلنة في السابق ما زالت ستسلّم لأوكرانيا. وتابع كانسيان: «قد تمر أسابيع قبل أن نرى تأثير ذلك على ساحة المعركة»، وقد لا يكون بإمكان موسكو الاستفادة من الوضع؛ لأن «الروس مرهقون للغاية في هذه المرحلة».

وبعيداً عن خطوط المواجهة، من شأن وقف المساعدات الأميركية أن يترك ثغرات في الدفاعات الجوية لأوكرانيا والتي تتألف من منظومات من دول عدة تغطي ارتفاعات مختلفة، ويجب إعادة تزويدها ذخيرة بشكل منتظم. وتؤدي هذه الدفاعات دوراً رئيسياً في حماية المدنيين الأوكرانيين والبنى التحتية من الهجمات الروسية المتكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ.

جنود أوكرانيون يتجهزون لقصف مواقع روسية في منطقة خاركيف (أ.ب)

الوفاء بالالتزامات

قال جيمس بلاك، مساعد مدير مجموعة أبحاث الدفاع والأمن في مؤسسة «راند يوروب»: «لا يمكنكم... استبدال نظام بنظام آخر إذا كانا يعملان بطريقة مختلفة». وأضاف: «إذا أزلتم المكوّن الأميركي، فأنتم حتما تقللون من فاعلية» هذا النظام المترابط.

وقدّمت عشرات الدول، خصوصا في أوروبا، مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ورغم أنه يمكنها زيادة الدعم، فإن الفراغ الذي قد يخلفه وقف المساعدات الأميركية سيشكل مشكلة كبرى على المدى الطويل. وقال بلاك: «سيستغرق الأمر سنوات وعقودا من الجهد حتى تصل أوروبا إلى مستوى تستطيع فيه أن تحل مكان الولايات المتحدة بوصفها قوة عسكرية أو قوة في الصناعة الدفاعية»، وذلك «ليس جدولاً زمنياً مريحاً لأوكرانيا التي تحتاج إلى دعم خلال... الأسابيع والأشهر المقبلة».

وما زالت الخطوات المقبلة للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، غير واضحة. وأوضح رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، الذي كان أعضاء حزبه الجمهوري وراء إلغاء المساعدة لكييف من مشروع القانون الذي تم التوصل إليه لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأميركية، الأحد، أنه «سيحرص على أن الأسلحة ستوفَّر لأوكرانيا».

لكن الزعيم الجمهوري حذّر من أن «الحزم الكبيرة» من المساعدات لن يتم الإفراج عنها إلا إذا عُزّز الأمن على الحدود الأميركية - المكسيكية. وقال لشبكة «سي بي إس»: «لن يحصلوا على حزم كبيرة إذا لم تكن الحدود آمنة».

من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي أدى دورا رئيسيا في تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا ثم في تنسيق المساعدات، الكونغرس في نهاية الأسبوع إلى الوفاء بوعوده. ودعاهم، في بيان، إلى احترام «التزام الولايات المتحدة وعودها تقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل للأوكرانيين الذين يقاتلون للدفاع عن بلادهم».


عاصمة كاراباخ «مدينة أشباح»... والبعثة الأممية «مصدومة»

مطعم مهجور في عاصمة كاراباخ ستباناكيرت الاثنين (أ.ف.ب)
مطعم مهجور في عاصمة كاراباخ ستباناكيرت الاثنين (أ.ف.ب)
TT

عاصمة كاراباخ «مدينة أشباح»... والبعثة الأممية «مصدومة»

مطعم مهجور في عاصمة كاراباخ ستباناكيرت الاثنين (أ.ف.ب)
مطعم مهجور في عاصمة كاراباخ ستباناكيرت الاثنين (أ.ف.ب)

لم يطل انتظار رد الفعل الروسي بعد مصادقة البرلمان الأرميني الثلاثاء على نظام روما الأساسي، الذي يمهد لانضمام أرمينيا إلى محكمة الجنايات الدولية، في خطوة وصفت بأنها تشكل تحديا جديدا لموسكو.

ومع أن الخطوة كانت متوقعة لكن أوساطا روسية كانت تأمل حتى اللحظة الأخيرة، في أن تؤجل يريفان عملية التصويت في البرلمان، على خلفية احتدام جدل داخلي واسع، انعكس في تحذيرات المعارضة الأرمينية من الإقدام على خطوة قد «تقوض نهائيا العلاقة مع موسكو»، وفقا لتصريح نائب أرميني.

برلمان أرمينيا خلال جلسته الثلاثاء (إ.ب.أ)

ورأى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن مصادقة البرلمان الأرميني على نظام روما الأساسي «قرار غير صائب»، مذكرا بأن بلاده «أثارت أسئلة كثيرة حول الخطوة أمام الجهات الرسمية الأرمينية».

ولفت الناطق الرئاسي إلى أنه «سوف تنشأ أسئلة إضافية موجهة للقيادة الحالية لأرمينيا؛ وقد تم إرسالها إلى الجانب الأرميني مقدماً».

وكانت موسكو أعربت عن استياء بسبب عدة خطوات من جانب يريفان وصفت بأنها «عدائية» وكان بينها تأكيد رئيس الوزراء نيكول باشينيان رغبة بلاده في أن تلعب أوروبا دورا أوسع في جهود ترتيب الوضع لاحقا في كاراباخ، في تجاهل لدور روسي محتمل. وكذلك على خلفية انتقاد باشينيان «التحالفات السابقة» التي قال إنها لم تساعد أرمينيا على مواجهة التحديات وحماية أمنها الوطني، في إشارة مباشرة إلى عضوية أرمينيا في منظمة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو. وأعرب دبلوماسيون روس عن قناعة بأن القيادة الأرمينية «خضعت لضغوط غربية من أجل الانسحاب من المنظمة».

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يلقي كلمة في البرلمان (أرشيفية: أ.ف.ب)

وجدد بيسكوف، الثلاثاء، موقف بلاده حيال محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت قبل أشهر مذكرة توقيف ضد الرئيس فلاديمير بوتين. وقال إن موسكو أعربت دائما عن شكوك تجاه عمل هذه المحكمة، وأبلغت الجانب الأرميني بتداعيات خطوة الانضمام على العلاقات الثنائية.

وزاد أن بلاده «لا تتفق نهائيا مع منطق رئيس الوزراء باشينيان، الذي جادل بضرورة اعتماد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لتعزيز متطلبات أمن أرمينيا».

في الأثناء نقل فريق بعثة أممية زارت كاراباخ، تفاصيل عن مشاهداتهم في مدن الإقليم الذي بات خاليا من سكانه تقريبا.

وقال مسؤولون في البعثة إن المنطقة تحولت إلى «مدينة أشباح مهجورة».

سيارتان من قافلة للصليب الأحمر تعبران حاجزاً للقوات الروسية إلى كاراباخ (أ.ف.ب)

ونقلت وسائل إعلام عن ماركو سوتشي، رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قوله إن «بضع مئات فقط من الأشخاص بقوا في عاصمة كاراباخ، بعد أيام من انتهاء العملية العسكرية الأذرية تجاه الإقليم الذي كانت تسكن فيه غالبية أرمنية».

أضاف المسؤول الأممي: «كاراباخ تحولت إلى مدينة مهجورة تماماً. المستشفيات لا تعمل؛ غادرت الطواقم الطبية. غادرت سلطات مجلس المياه. كما غادر مدير المشرحة... هذا السيناريو سريالي للغاية».

وكانت أرمينيا أعلنت أن الغالبية الكبرى من السكان البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة غادروا المنطقة وانتقلوا إلى الأراضي الأرمينية. واتهمت يريفان باكو بتنفيذ سياسة «تطهير عرقي» وهو الأمر الذي دحضته أذربيجان بقوة، وأعلنت أن سكان المنطقة غادروا بحرية ولم يواجهوا أي ضغوط.

اللافت أنه مع وصول أول بعثة للأمم المتحدة إلى المنطقة يوم الأحد كان السكان قد غادروها.

علم روسي وصورة الرئيس فلاديمير بوتين في عاصمة كاراباخ ستباناكيرت الاثنين (رويترز)

وقال كثير من الأرمن الذين فروا من كاراباخ إنهم شعروا بأن زيارة البعثة الدولية جاءت متأخرة للغاية. وكتب أرتاك بيجلاريان، وهو مسؤول أرمني سابق في الإقليم: «تبقى بضع مئات من الأشخاص على الأكثر، معظمهم من المسؤولين وموظفي خدمات الطوارئ والمتطوعين وبعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة».

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض، ضمن أول مهمة للأمم المتحدة تصل إلى المنطقة منذ 30 عاماً، سعى إلى تحديد الاحتياجات الإنسانية للأشخاص المتبقين.

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مع وزيرة الصحة الأرمينية آناهيت آفانسيان في مركز طبي في يريفان الثلاثاء (أ.ف.ب)

وفي تقرير حول زيارتها، أكدت الأمم المتحدة، الاثنين، أن «البعثة صدمت بالطريقة المفاجئة التي غادر بها السكان المحليون منازلهم والمعاناة التي تسببت بها هذه التجربة».

في المقابل، انتقدت يريفان عدم صدور إدانة أممية ضد أذربيجان على خلفية زيارة البعثة.

وقال سفير أرمينيا المتجول إدمون ماروكيان إن البعثة الأممية «أعلنت أنها لم تجد انتهاكات (...) ما يسمى ببعثة الأمم المتحدة في كاراباخ تشوه سمعة المنظمة كمؤسسة وتفعل كل شيء لإضفاء الشرعية على التطهير العرقي والاعتقالات التعسفية».

وأكد أن يريفان «تنتظر صدور التقرير النهائي حول زيارة البعثة إلى كاراباخ».

في غضون ذلك، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى أرمينيا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء، ووزير الخارجية أرارات ميرزويان، فضلًا عن ترتيب لقاءات مدرجة على جدول أعمالها مع بعض اللاجئين الذين فروا من كاراباخ.

وقبل الرحلة قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن كولونا تؤكد دعم فرنسا لسلامة أراضي أرمينيا. وشددت الوزيرة على إيلاء اهتمام خاص «للبحث مع السلطات الأرمينية حول التفاصيل الملموسة لتعزيز تعاوننا في كل المجالات».

واستبقت باريس الزيارة بإعلان إرسال مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للنازحين من كاراباخ.


زيلينسكي يزور الجبهة الشرقية... وموسكو تؤكد «فشل» الهجمات الأوكرانية

TT

زيلينسكي يزور الجبهة الشرقية... وموسكو تؤكد «فشل» الهجمات الأوكرانية

الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الجبهة في منطقة دونيتسك بأوكرانيا في 6 ديسمبر 2021 (رويترز)
الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الجبهة في منطقة دونيتسك بأوكرانيا في 6 ديسمبر 2021 (رويترز)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أنه زار الجبهة الشرقية، في المنطقة التي تضم بلدتي كوبيانسك وليمان اللتين يستهدفهما هجوم روسي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وكتب زيلينسكي على تلغرام «اليوم نزور ألويتنا التي تقوم بمهمة قتالية في واحدة من أكثر المناطق سخونة، كوبيانسك وليمان»، وأرفق المنشور بمقطع فيديو يظهر فيه مع الجنود فيما يبدو أنه ملجأ محصن. وأشار زيلينسكي إلى أنه «ناقش الوضع العملياتي في ساحة المعركة والقضايا الدائرة والاحتياجات مع قادة الألوية والمقاتلين».

ومنذ يونيو (حزيران)، تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في شرق البلاد وجنوبها، لكن في قطاع كوبيانسك، القوات الروسية هي من تتولى الهجوم. وفي أغسطس (آب)، دعت السلطات الأوكرانية السكان الذين يعيشون بالقرب من كوبيانسك إلى إخلاء هذه المناطق. وفي 20 سبتمبر (أيلول)، قال الجيش إنه يخشى من وقوع هجمات روسية جديدة في المنطقة. وكان زيلينسكي قد زار الجبهة مرات عدة منذ بداية الغزو الروسي، ولا سيما باخموت التي شهدت أعنف المعارك وأكثرها فتكاً.

من جهتها، أعلنت موسكو الثلاثاء أن محاولات كييف لخرق الدفاعات الروسية على الخطوط الأمامية في شرق وجنوب البلاد «فشلت»، بعد أربعة أشهر على بدء الهجوم الأوكراني المضاد.

أطلقت كييف هجوما مضادا طال انتظاره في يونيو لكنها أقرّت بأنها حققت تقدما بطيئا فيما وجدت قواتها نفسها في مواجهة مواقع دفاعية روسية متطوّرة وعميقة.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لمسؤولين عسكريين روس رفيعين «فشلت محاولات العدو لخرق دفاعاتنا في منطقتي فربوفويه ورابوتينو على جبهة زابوريجيا». واستخدمت الأسماء الروسية للقريتين الواقعتين على خط الجبهة في الجنوب، حيث تؤكد القوات الأوكرانية أنها خرقت النقاط الأصعب للدفاعات الروسية واستعادت عدة قرى.

ولفت شويغو أيضا إلى أن الجيش الروسي «صدّ جميع الهجمات في اتجاه سوليدار - باخموت» على الجبهة الشرقية في منطقة دونيتسك. وأعلن الكرملين ضم كل من منطقتي دونيتسك وزابوريجيا العام الماضي، إلى جانب منطقتين أخريين في أوكرانيا رغم تواصل القتال.

وقال شويغو «أضعفت قواتنا بشكل كبير إمكانيات العدو القتالية وألحقت أضرارا كبيرة»، مشيدا بالجنود الروس لقتالهم بـ«بسالة وحزم» وإبداء «بطولة حقيقية». وشدد شويغو على أن موسكو لم تخطط لتعبئة عسكرية جديدة بعدما أدت خطة روسيا المفاجئة لاستدعاء قوات احتياط إلى موجة فرار كبيرة من البلاد العام الماضي.


زيلينسكي يزور الجبهة الشرقية في أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي يزور الجبهة الشرقية في أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أنه زار الجبهة الشرقية في المنطقة التي تضم بلدتي كوبيانسك وليمان اللتين يستهدفهما هجوم روسي، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكتب زيلينسكي على «تلغرام»: «اليوم نزور ألويتنا التي تقاتل في واحدة من أكثر المناطق سخونة، كوبيانسك وليمان»، وأرفق المنشور بمقطع فيديو يظهر فيه مع الجنود فيما يبدو أنه ملجأ محصن.

وفي وقت سابق اليوم، قالت قيادة الدفاع الجوي الأوكرانية، اليوم، إن قواتها أسقطت 29 طائرة من دون طيار (درون)، وصاروخ إسكندر، في هجمات جوية ليلية جرت في الشرق والجنوب، حيث لم تتمكن سوى طائرتين من دون طيار فقط من المرور. وأضافت قيادة الدفاع الجوي الأوكرانية أن الطائرتين الدرون اللتين تمكنتا من المرور، هما من الطراز الإيراني «شاهد131/136». ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

ووقعت الهجمات في منطقة دنيبروبتروفسك في الشرق وفي منطقة ميكولاييف القريبة من ساحل البحر الأسود في الجنوب، حيث لحقت أضرار بمبنيين في منطقة دنيبروبتروفسك، بسبب حطام الصاروخ. كما أبلغت السلطات الأوكرانية عن تجدد القصف المدفعي الروسي.

وكان رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دنيبروبتروفسك الأوكرانية، سيرهي ليساك، كتب في وقت سابق عبر موقع «فيسبوك»، إن الدفاعات الجوية أسقطت 13 طائرة مسيرة وصاروخ كروز، أطلقتها روسيا على منطقة دنيبروبتروفسك خلال الليل، مضيفاً أن القوات الروسية شنت هجمات على البنية التحتية.