المناخ والماء في طليعة المخاطر في الدول العربية

التوقعات الاستراتيجية لسنة 2019

الطاقة المستدامة أحد الخيارات المستقبلية المهمة
الطاقة المستدامة أحد الخيارات المستقبلية المهمة
TT

المناخ والماء في طليعة المخاطر في الدول العربية

الطاقة المستدامة أحد الخيارات المستقبلية المهمة
الطاقة المستدامة أحد الخيارات المستقبلية المهمة

المخاطر الأمنية التي يغذيها تغير المناخ سوف تطغى على منطقة الشرق الأوسط سنة 2019. وفي أوروبا سيسيطر العداء بدلاً من الوحدة، فيما تتعثر الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. هذه بعض التحديات العالمية المتوقعة في تقرير عن «التوقعات الاستراتيجية لسنة 2019»، عنوانه «نحو عالم تتعادل فيه الأرباح والخسائر». صدر مؤخراً عن مجموعة الاستشارات الخاصة بالمخاطر (Risk Advisory Group)، وهي شركة استشارية مستقلة مقرها لندن.
يقدم التقرير الموجّه إلى الشركات العالمية والحكومات والمنظمات الدولية، محصلة التقييمات المشتركة لمحللين متخصصين واستخباراتيين إقليميين. وهو يتضمن أكثر من 260 توقعاً حول مجموعة من القضايا ذات الصلة بالأمن والأزمات والمخاطر الجيوسياسية في كل منطقة. كما يوفر العشرات من مؤشرات الإنذار المبكر للمراقبة المستمرة خلال عام 2019.
يتوقع التقرير أن تزداد قوة ونفوذ الحكومات والحركات الاستبدادية واليمينية والقومية. وهذا يؤدي إلى إضعاف التعاون الدولي في التصدي، على المدى الطويل، للتحديات المشتركة مثل تغير المناخ وتدهور البيئة وندرة المياه، في الوقت الذي يجب أن تكون محور الاهتمام. وسيطيل هذا الوضع أمد انعدام الأمن وعدم الاستقرار، ويحد من التنمية ويقود إلى الهجرة.
يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها اللاعب الأقوى ضمن النظام الدولي وقائدة النظام الليبرالي القائم على القواعد، تقع في وسط مركز المخاطر العالمية. لكن الرئيس ترمب أظهر اهتماماً قليلاً في قيادة هذا النظام والحفاظ عليه وفق قواعد مستقرة وثابتة. في حين أن القوى الكبرى الأخرى، وفي طليعتها الصين، التي ترغب في إعادة تعريف القواعد بما يتناسب مع مصالحها، تدعو إلى التشكيك في أهمية هذا النظام، وتقوم ببناء البدائل.
وفقاً للتقرير، قام ترمب في غضون عامين بقلب عقود من السياسة الخارجية الأميركية رأساً على عقب، وباتت الثقة بالتزام الولايات المتحدة بالمعاهدات والحلفاء والمؤسسات التي أضفت الشرعية على الهيمنة الأميركية تتآكل. على المديين القريب والمتوسط، من المرجح أن يزيد هذا من صعود الصين والحدّ من نفوذ أميركا. أما في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، فتدرس الحكومات أيّاً من التحالفات وأشكال الحكم تخدم مصالحها بشكل أفضل.
في الوقت نفسه، ألهم ترمب، أو على الأقل أعطى جرعة من الجرأة، لموجة من القومية اليمينية والوطنية في الداخل والخارج. وهذا يفتح ويوسّع خطوط الصدع داخل الدول الغربية وفيما بينها. وتركز توقعات التقرير للأمن والاستقرار في أوروبا على صعود اليمين المتطرف، والانقسامات التي تحدثها مثل هذه السياسات، والمخاطر التي تغذيها.

- التوقعات الإقليمية
يسلط كل قسم إقليمي الضوء على الموضوعات والاتجاهات التي يعتقد المؤلفون أنها ستحدّد الأحداث خلال العام. وفيما تحتوي هذه على توقعات محددة، فهي تهدف أيضاً إلى أن تكون منظاراً يمكن من خلاله تفسير أسباب وتأثيرات المخاطر في عام 2019. وقد تم اختيار تصريح من قائد سياسي أو مفكّر، اعتبر المؤلفون أنه يمثّل أفضل التوقعات لاتجاهات المخاطر، كتقديم لكل منطقة من المناطق التسع المشمولة في التقرير.
بالنسبة إلى الشرق الأوسط، يُعد تغير المناخ العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى مخاطر أمنية. وقد اختار المؤلفون اقتباساً من نجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، الذي يلفت الانتباه إلى أنه: «رغم عدم إحراز تقدم حقيقي في العديد من البلدان، لا سيما تلك التي تواجه الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار، فإن البعض الآخر قد خطا خطوات واسعة نحو التحول إلى مسار أكثر استدامة، مع توجيه الموارد المالية الرئيسية نحو الاستثمارات في البنية التحتية البيئية». وهو حدّد تغيّر المناخ وندرة المياه عاملين رئيسيين في تحريك النزاعات. وفي حين يُعتبر الاتجاه العام في المنطقة مستقراً، فمن المتوقع أن تتحسن مؤشرات المخاطر الاستراتيجية في البحرين والعراق وفلسطين وقطر وسوريا، بينما ستبقى على حالها في الأردن والكويت وعُمان ولبنان والسعودية والإمارات واليمن.
وكممثل عن شمال أفريقيا، نقل التقرير عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله: «لن نسمح بحدوث أزمة نقص مياه في مصر. فنحن لن نحافظ على حصتنا من النيل فحسب، بل سنستخدمها إلى أقصى حد ممكن». وفي حين يرى التقرير أن هناك احتمالاً لتسخير موارد جديدة، فإنه يتوقع أن تظل المخاطر نفسها قائمة في عام 2019. الاتجاه العام في شمال أفريقيا عامة هو استمرار للوضع الراهن، مع تحسن في تونس فقط، واستقرار في تشاد وجيبوتي ومصر والمغرب، في حين تتراجع المؤشرات في الجزائر وليبيا ومالي وموريتانيا والسودان.
ويتنبأ التقرير بأن تحركات أميركا الشمالية في الحرب على الإرهاب لن تحقق الفوز السهل، خصوصاً مع الصراعات بين الحلفاء، التي أثارها الرئيس دونالد ترمب، والذي نقل عنه قوله: «لدينا 151 مليار دولار من العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي. وفوق كل ذلك، يستخدمون حلف شمالي الأطلسي للضغط علينا». ولإظهار الموجة المتنامية من الشعوبية في أوروبا نفسها، يستخدم التقرير تصريحاً مناهضاً للهجرة من ماتيو سالفيني، نائب رئيس وزراء إيطاليا، الذي يقول: «نحن بحاجة إلى تطهير شامل أيضاً في إيطاليا. في كل شارع وكل حي وكل مربّع».
يبدأ قسم أوراسيا بجملة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «كما تعلمون، التجسس، مثل الدعارة، هو واحد من المهن الأكثر أهمية في العالم». وهنا يتوقع التقرير أن تتجه المنطقة بثبات نحو مستقبل غير مستدام. وبينما يكون هناك تحسّن في مولدوفا وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان، فإن أذربيجان وروسيا البيضاء ومنغوليا وروسيا وأوكرانيا تبقى على حالها. بالنسبة إلى جنوب آسيا، اختار التقرير عنوان «مواجهة المسيرة الصينية»، وافتتح قسم آسيا والمحيط الهادئ بعنوان «الديمقراطية في الميزان»، مع اقتباس مثير للجدل لرئيس الوزراء التايلندي برايث تشان أوشا، الذي يقول: «الديمقراطية التايلندية لن تموت أبداً، لأنني جندي ذو قلب ديمقراطي. لقد توليت السلطة لأني أريد أن تعيش الديمقراطية». أما التحدي الأكبر في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فسيكون إمكان استيعاب الأزمة في فنزويلا.
وقال نجيب صعب إنه في حين أن وجهات نظره المنشورة، سواء في تقارير «أفد» أو مقالاته الدورية، والتي استند إليها تقرير «التوقعات الاستراتيجية»، تدعم الاستنتاج بأن تغير المناخ والمياه والبيئة هي المخاطر الرئيسية في المنطقة، فهو لم يكن جزءاً من فريق المؤلفين الذين أعدوا تقرير التوقعات الاستراتيجية لعام 2019، ولم يشارك في التحليلات، وقد لا يوافق على بعضها. لكنه أعرب عن ارتياحه لأن المؤلفين اعتبروا أن توقعاته تعبّر عن المخاطر الاستراتيجية المستقبلية.


مقالات ذات صلة

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري سامح شكري (إ.ب.أ)

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

أكد رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) سامح شكري اليوم (السبت) أن «الغالبية العظمى» من الدول تعتبر مشاريع القرارات التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ «متوازنة» بعدما انتقدها الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير خارجية مصر سامح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن «الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازنا وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع يقول «على الأطراف أن تظهر تصميمها وأن تتوصل إلى توافق».

«الشرق الأوسط» (شرم الشيخ)
بيئة البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

شهدت سنة 2021 الكثير من الكوارث والخيبات، لكنها كانت أيضاً سنة «الأمل» البيئي. فعلى الصعيد السياسي حصلت تحولات هامة بوصول إدارة داعمة لقضايا البيئة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. كما شهدت السنة العديد من الابتكارات الخضراء والمشاريع البيئية الواعدة، قد يكون أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقتها السعودية. وفي مجال الصحة العامة، حقق العلماء اختراقاً كبيراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تطوير اللقاحات وبرامج التطعيم الواسعة، رغم عودة الفيروس ومتحوراته. وفي مواجهة الاحتباس الحراري، نجح المجتمعون في قمة غلاسكو في التوافق على تسريع العمل المناخي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

أعلنت فرقة «كولدبلاي» البريطانية، الخميس، عن جولة عالمية جديدة لها سنة 2022 «تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة»، باستخدام الألواح الشمسية وبطارية محمولة وأرضية تعمل بالطاقة الحركية لتوفير كامل الكهرباء تقريباً، فضلاً عن قصاصات «كونفيتي» ورقية قابلة للتحلل وأكواب تحترم البيئة. وذكرت «كولدبلاي» في منشور عبر «تويتر» أن «العزف الحي والتواصل مع الناس هو سبب وجود الفرقة»، لكنها أكدت أنها تدرك «تماماً في الوقت نفسه أن الكوكب يواجه أزمة مناخية». وأضاف المنشور أن أعضاء فرقة الروك الشهيرة «أمضوا العامين المنصرمين في استشارة خبراء البيئة في شأن سبل جعل هذه الجولة تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة» و«

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

انخفضت انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بشكل كبير العام الماضي حيث أجبر وباء «كورونا» الكثير من دول العالم على فرض الإغلاق، لكن يبدو أن هذه الظاهرة الجيدة لن تدوم، حيث إن الأرقام عاودت الارتفاع بحسب البيانات الجديدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتسببت إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس التاجي في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7 في المائة على مدار عام 2020 - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق - وفق دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في المجلة العلمية «نيتشر كلايميت شينج». لكن مؤلفيها يحذرون من أنه ما لم تعطِ الحكومات الأولوية للاستثمار بطرق بيئية في محاولاتها لتعزيز اقتصاداتها الم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة 5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن وزير الخارجية السابق جون كيري سيكون له مقعد في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يخصّص فيها مسؤول في تلك الهيئة لقضية المناخ. ويأتي تعيين كيري في إطار التعهدات التي قطعها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح في مواجهة تغيُّر المناخ العالمي ودعم قضايا البيئة، بعد فترة رئاسية صاخبة لسلفه دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاقية باريس المناخية وألغى العديد من اللوائح التشريعية البيئية. وعلى عكس ترمب، يعتقد بايدن أن تغيُّر المناخ يهدّد الأمن القومي، حيث ترتبط العديد من حالات غياب الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.