اليونان تطلب دعماً أوروبياً لتخليص البنوك من الديون المتعثرة

اليونان تطلب دعماً أوروبياً لتخليص البنوك من الديون المتعثرة
TT

اليونان تطلب دعماً أوروبياً لتخليص البنوك من الديون المتعثرة

اليونان تطلب دعماً أوروبياً لتخليص البنوك من الديون المتعثرة

قالت مصادر مطلعة، إن الحكومة اليونانية قدمت للمفوضية الأوروبية خطة لمساعدة البنوك اليونانية في التخلص من ديونها المتعثرة في محاولة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي اليوناني.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن البنوك اليونانية تعاني من ديون مشكوك في تحصيلها قيمتها 88.6 مليار يورو (100 مليار دولار) منذ الأزمة المالية التي تفجرت في اليونان عام 2010. وتقلص هذه المحفظة الكبيرة من الديون المعدومة قدرة البنوك اليونانية على تقديم القروض للشركات والمستهلكين وتهدد بعرقلة النمو، في حين يبدو أن التعافي الاقتصادي لليونان يكتسب قوة دفع.
ونقلت وكالة الأنباء عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها القول: إن الخطة اليونانية تتشابه مع النموذج الإيطالي، حيث يتم نقل الديون المتعثرة من حسابات البنوك إلى مؤسسات خاصة تمول العملية من خلال طرح سندات للمستثمرين. كما تتضمن الخطة منح ضمانات حكومية للشرائح الأقل مخاطرة من هذه الديون.
يأتي ذلك في حين ارتفعت أسعار أسهم البنوك اليونانية بنسبة 2 في المائة خلال العام الحالي، بعد أن كانت قد تراجعت بنسبة 50 في المائة في 2018 بسبب الشكوك في قدرتها على التخلص من ديونها المتعثرة بالسرعة المطلوبة.
ورغم أن البنوك اليونانية تجاوزت اختبارات القدرة على تحمل الضغوط المالية التي أجراها البنك المركزي الأوروبي في العام الماضي، فإن هذه البنوك تخضع لضغوط من الأجهزة الرقابية لخفض حجم محفظتها من الديون المشكوك في تحصيلها.
يذكر أن هذه الخطة الحكومية هي واحدة من مقترحات عدة تستهدف حل مشكلة الديون المتعثرة لدى البنوك اليونانية، حيث يطور البنك المركزي اليوناني خطة تتيح للبنوك اليونانية تحويل مستحقاتهم لدى الضرائب إلى صندوق خاص يتولى بعد ذلك طرح سندات في الأسواق واستخدام حصيلتها في شراء الديون المتعثرة من هذه البنوك.
في الوقت نفسه، فإن لدى الحكومة خطة أخرى لضخ نحو مليار يورو إلى البنوك خلال السنوات الخمس المقبلة من خلال دعم جزء من أقساط القروض العقارية للأسر اليونانية.
والأسبوع الماضي، قالت مصادر مصرفية: إن «ألفا بنك» اليوناني يستعد لبيع شريحتين من الديون المشكوك في تحصيلها بقيمة 3.5 مليار يورو (4 مليارات دولار) تقريباً. ونقلت «بلومبرغ» عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها القول: إن الشريحة الأولى وتسمى «نبتون» قيمتها 1.5 مليار يورو، وهي مضمونة بأصول خاصة بشركات صغيرة ومتوسطة، مضيفة: إن البنك يدرس توريق هذه الديون (تحويلها إلى أوراق مالية قابلة للتداول)، لكنه ربما أيضاً يبيعها مباشرة.
وتقدر قيمة الشريحة الثانية التي أطلق عليها البنك اسم «أوريون» بنحو ملياري يورو، وهي عبارة عن قروض عقارية سكنية مضمونة بأوراق مالية. ومن المتوقع طرح هذه الديون للبيع خلال النصف الثاني من العام الحالي، بحسب المصادر.
وذكرت «بلومبرغ»، أن القرارات الخاصة بتوقيت وشكل طرح الديون للبيع تتوقف على نتيجة المقترحات التي قدمتها الحكومة لتسهيل التخلص من الديون المتعثرة. كما ينتظر البنك صدور قانون جديد بشأن تعديل قواعد الإفلاس الشخصي.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.