ألمانيا تتجنب «الركود التقني» في الربع الأخير من 2018

أفلت اقتصادها من الانكماش وثبتت على نسبة 0 %

ألمانيا تتجنب «الركود التقني» في الربع الأخير من 2018
TT

ألمانيا تتجنب «الركود التقني» في الربع الأخير من 2018

ألمانيا تتجنب «الركود التقني» في الربع الأخير من 2018

أعلن المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاءات أمس أن الاقتصاد الألماني أفلت بالكاد من الانكماش في الربع الأخير من 2018، حيث ثبت على نسبة 0. 0 في المائة، بعد تراجع بنسبة 0.2 في المائة في الربع السابق.
وكان المحللون الذين استطلع موقع «فاكتسيت» آراءهم يتوقعون هذا الأداء الذي بلغ أقل من 0.1 في المائة. لكنه يسمح لألمانيا بالإفلات من تسجيل انكماش اقتصادي لفصلين متتاليين. ومن المتعارف عليه بين خبراء الاقتصاد أنه إذا انخفض الناتج المحلي ربعين سنويين متتاليين فإن ذلك يعني «ركودا تقنيا»، ولكن هذا الركود يكون خفيفا جدا، وذلك بخلاف إذا تقلص الناتج المحلي طوال العام مقارنة بالعام الذي سبقه.
وسجل الاقتصاد الألماني نموا بنسبة 1.4 في المائة خلال عام، بعدما راجع مكتب الإحصاء تقديرات سابقة أعلنها في يناير (كانون الثاني) (بلغت 1.5 في المائة)، ومقابل 2.2 في المائة في 2017. وخلال الربع الأخير من 2018، جاء الزخم الإيجابي من الطلب الداخلي مع استثمارات «أكبر بكثير من تلك التي سجلت في الربع الثالث من 2018 وخصوصا في المباني، وكذلك التجهيزات»، حسب مكتب الإحصاء.
وما ساعد أيضا على دعم الناتج هو استهلاك العائلات، بينما لم تسهم إيرادات مبادلات التجارة الخارجية في النمو.
وقال الخبير الاقتصادي في مصرف «آي إن جي» كارستن بريجسكي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه في المحصلة أفلتت ألمانيا من الانكماش بفارق ضئيل «وتتدبر أمرها بعدما تضررت». وأكد أوفي بوركيرت كبير الاقتصاديين في مجموعة «إل بي بي في» أن «الانكماش كان وشيكا لكن لم تحدث مشكلة في يوم عيد الحب». وأضاف أن الربع الأول من 2019 يمكن أن يسجل «وتيرة نمو متسارعة من جديد»، لكن الحذر واجب نظرا للمؤشرات على الضغوط الاقتصادية.
وقال المعهد الاقتصادي زد إي دابليو إنه من المرجح أن ينمو الاقتصاد الألماني خلال العام الجاري بشكل متواضع، ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو بـ1 في المائة. ويعاني اقتصاد البلاد من تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ومخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وغيرها من عوامل عدم اليقينية. وكان البنك المركزي الألماني قال هذا الشهر إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما يلحق أضرارا بالكثير من الشركات الألمانية.
وقال عضو مجلس إدارة البنك، يواخيم فوميرلينج، إنه على الرغم من ذلك فإن الهيئة الألمانية للرقابة المالية والبنوك الألمانية فعلت الكثير من أجل الاستعداد لخروج بريطانيا غير المنظم من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف فوميرلينج في تصريح لصحيفة «هاندلزبلات» الألمانية: «ولكن ما يقلقني هو أن الكثير من عملاء الشركات لدى البنوك لم ينشغلوا بالشكل الكافي بعواقب الخروج البريطاني على أعمالهم المالية».


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
TT

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد، حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته التي سجّلها قبل أكثر من عامين.

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يتتبع التضخم قبل أن يصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بأكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بـ0.3 في المائة الشهر السابق. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 3 في المائة في نوفمبر، وهي أكبر زيادة سنوية منذ فبراير (شباط) 2023، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وساعدت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في دفع التضخم بالجملة إلى الارتفاع في نوفمبر، وهو ما كان أعلى مما توقعه خبراء الاقتصاد، وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بنسبة 0.2 في المائة عن أكتوبر، و3.4 في المائة عن نوفمبر 2023.

ويأتي تقرير أسعار الجملة بعد يوم من إعلان الحكومة أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، ارتفاعاً من زيادة سنوية بنسبة 2.6 في المائة في أكتوبر.

وأظهرت الزيادة، التي جاءت مدفوعة بارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وكذلك تكلفة غرف الفنادق والبقالة، أن التضخم المرتفع لم يتم ترويضه بالكامل بعد.

وعلى الرغم من تراجع التضخم من أعلى مستوى له في 4 عقود عند 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، فإنه لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

ورغم الارتفاع المعتدل في التضخم الشهر الماضي، يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة القياسية الأسبوع المقبل للمرة الثالثة على التوالي. ورفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيس قصير الأجل 11 مرة في عامي 2022 و2023، إلى أعلى مستوى له في عقدين من الزمن، وذلك في محاولة للحد من التضخم الذي نشأ عن التعافي القوي غير المتوقع للاقتصاد بعد ركود «كوفيد-19». ومع التراجع المستمر في التضخم، بدأ البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) الماضي عكس تلك الزيادة.

وقد يقدم مؤشر أسعار المنتجين، الذي صدر يوم الخميس، لمحة مبكرة عن الاتجاه الذي قد يسلكه التضخم الاستهلاكي. ويراقب الخبراء الاقتصاديون هذا النمو، لأنه يتضمن بعض المكونات، خصوصاً الرعاية الصحية والخدمات المالية، التي تسهم في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.