التحالف يرصد 1080 خرقاً للانقلابيين منذ «اتفاق السويد»

TT

التحالف يرصد 1080 خرقاً للانقلابيين منذ «اتفاق السويد»

أكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أمس، مواصلة الميليشيات الحوثية انتهاكاتها بحق الشعب اليمني، وأن عدد خروقاتها منذ «اتفاق السويد» في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بلغ 1080 خرقاً. وجدد المالكي الذي كان يتحدث خلال الإيجاز الصحافي الأسبوعي للتحالف في الرياض، التزام التحالف باتفاق السويد، وبتحييد الأخطار التي يحاول الحوثيون إشاعتها أو التهديد بها. وأوضح المالكي أن القدرات التي تحوزها الميليشيات الحوثية تم تهريبها من النظام الإيراني.
وقال المالكي إن خروقات الحوثيين، منذ اتفاق استوكهولم حتى أمس، بلغت 1080 خرقاً، وإن الحوثيين مستمرون في حفر الخنادق واستخدام الأنابيب للاختباء، وتجريف الطرقات وقطعها، وهذا كله «يُظهر عدم جديتهم تجاه أي حل سياسي».
وبخصوص العمل الإنساني، أفاد المالكي بأن المنافذ اليمنية لا تزال تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، وأن الميليشيات تعيق وصول تلك المساعدات خصوصاً عبر ميناءي الحديدة والصليف، وتعطل تحرك المنظمات الأممية في الداخل اليمني. وحسب المالكي، بلغ عدد تصاريح تأمين تحرك المنظمات 241 تصريحاً تشمل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك خلال أسبوع واحد، فيما وصلت أوامر عدم الاستهداف إلى 448 أمراً خلال أسبوعين.
وأكد المالكي دعم التحالف لاتفاق السويد بنقاطه الثلاث: تسليم الموانئ للحكومة الشرعية، وفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإغاثية، وإعادة الانتشار. وأضاف: «ندعم جميع أطياف الشعب اليمني من أي اعتداء من الميليشيات. الجيش يتحرك الآن من حجة لحماية المدنيين، ومنع نقل الأسلحة للميليشيات».
وعلى صعيد الوضع الميداني، أفاد العقيد المالكي بأن العمليات مستمرة في مختلف الجبهات بباقم التابعة لمحافظة صعدة، «وهناك استعداد لتحريرها عبر الجيش الوطني المدعوم من التحالف». وأضاف: «تمت السيطرة على مواقع حيوية عدة في البقع والجوف، وتعز، ومحور نهم، وصرواح بمأرب».
وتطرق المتحدث باسم التحالف إلى بعض الأحداث الماضية فقال إنه تم يوم 23 يناير (كانون الثاني) الجاري، استهداف أحد المعسكرات الرئيسية في ذمار في ضوران آنس، في إطار عمل التحالف، مرجحاً سقوط أكثر من 270 قتيلاً من الحوثيين في هذا المعسكر. وتابع أن الحوثيين لم يعلنوا عن تلك الحصيلة «لإبعاد أي تأثير معنوي على مقاتليهم». وأشار المالكي إلى أن قوات الدفاع الجوي السعودي تصدت لمحاولة عمل إرهابي عدائي ضد المدنيين في مدينة أبها في الآونة الأخيرة، حيث اعترضت الدفاعات السعودية طائرة من دون طيار من نوع «قاصف» الإيرانية. كذلك، أكد المالكي أن التحالف استهدف مواقع «الدرون» الحوثية، ومنظومتها الرقابية، حيث استهدفت القوات الجوية أحد مواقع طائرات من دون طيار الخميس الماضي، وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية للموقع القريب من منطقة سكنية ومحطة غاز البروبين، وكذلك تحييد الخطر عن مواقع المدنيين الذين يتخذهم الحوثيون دروعاً بشرية.
وأشار العقيد تركي المالكي إلى أن مشروع «مسام» لنزع الألغام قدم الكثير من المبادرات للشعب اليمني، وأنه تم نزع أكثر من 33 ألف لغم، معرباً عن عزائه ومواساته لما تعرض له خبراء نزع الألغام وما قدموا من تضحيات للإنسانية.
وبخصوص الجندي السعودي موسى عواجي الذي كان أسيراً لدى الحوثيين وأُطلق سراحه في الآونة الأخيرة، قال المالكي إن الجندي عواجي يتلقى العلاج حالياً داخل المملكة بسبب سوء وضعه الصحي الذي تدهور في أثناء فترة الأسر. ولفت إلى أنه تمت إعادة 9 أطفال يمنيين جنّدتهم الميليشيات، حيث تم تسليمهم إلى الشرعية عبر الصليب الأحمر. وأكد المالكي تطلع التحالف للعمل مستقبلاً لحماية الأطفال وإعادة تأهيل الأطفال المجندين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.