بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- الرضاعة الطبيعية وفقدان وزن الأم
في الوقت الذي تتخلى فيه بعض الأمهات عن ممارسة الرضاعة الطبيعية مع أبنائهن، تطالعنا نتائج إحدى الدراسات أن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر يرتبط بشكل مستقل بالاحتفاظ بصغر محيط الخصر للأم المرضعة لمدة عقد من الزمن بعد الولادة.
وقد قام باحثون في الولايات المتحدة، بفحص بيانات عدد من النساء (678 امرأة) من أولئك المسجلات في مجموعة الحمل والولادة والصحة المجتمعية (POUCH) في أميركا، وكن مشاركات أيضاً في الدراسة الكبيرة المتوسعة التي أجريت باسم (POUCHmoms) والتي امتدت من 7 إلى 15 سنة بعد الولادة، وتم فيها فحص العلاقة بين مدة الرضاعة الطبيعية ومحيط الخصر.
وبعد المتابعة التي كان متوسط مدتها 11 سنة، وجدوا أن المرأة التي أرضعت طبيعيا لمدة أطول من ستة أشهر اكتسبت خصرا كان محيطه أصغر بنحو 4.4 سم مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن إطلاقا وأصغر بنحو 3.5 سم مقارنة مع أولئك اللاتي أرضعن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أقل.
وعلق الباحثون القائمون على هذه الدراسة التي تم نشر نتائجها في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2018 في مجلة صحة المرأة (the Journal of Women›s Health) بأن هذه النتائج تشير إلى احتمال وجود حد زمني معين للتأثير الذي تحصل عليه النساء الأمهات على المدى الطويل من امتداد الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر يتمثل في تحسين شكل الجسم وتقليل الدهون في المنطقة المركزية من الجسم.
إلا أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من التحليلات للمدّة التراكمية التي تلتزم بها الأمهات في الإرضاع طبيعيا وذلك لفهم حجم العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والسمنة المركزية للجسم بمرور الوقت وأكثر من ذلك معرفة أهمية طول فترة الرضاعة الطبيعية لصحة القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي على المدى الطويل.

- خلايا جذعية لعلاج الشلل الرعاش
يقدر عدد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بـنحو 7 ملايين شخص حول العالم، 4 في المائة منهم فقط يصابون بالمرض قبل سن الـ 50 حيث تظهر الأعراض عادة في العمر ما بين 40 - 60 عاما، وتزداد نسبة الإصابة مع تقدم العمر. ومرض باركنسون (الشلل الرعاش) هو عبارة عن تلف جزء معين في النواة القاعدية للدماغ يدعى المادة السوداء، وهي المادة المسؤولة عن إفراز مادة «دوبامين» المسؤولة عن التوازن الحركي لدى الإنسان.
ورغم أن مرض باركنسون لا علاج شاف له، ما عدا الأدوية والتحفيز الجراحي لمناطق محددة في الدماغ تسهم في تحسين الأعراض، فإن العلماء جادون في البحث عن وسائل حديثة لعلاج المرض. وقد تحقق لهم ذلك باستخدام تقنيات الخلايا الجذعية لتطوير علاج بديل للخلايا، ويأملون في أن يؤدي زرع خلايا سليمة في الأجزاء التي تضررت من دماغ المرضى المصابين بمرض باركنسون إلى تخفيف أعراض المرض مثل الرعشة ومشاكل اختلال التوازن.
وتم التصريح أخيرا، في جامعة إدنبره عن ابتكار باحثين لخلايا جذعية مقاومة لمرض باركنسون باستخدام تقنية تسمى التجمع المنتظم للباليندروم القصير المتكرر (clustered regularly interspaced short palindromic repeats (CRISPR)).
وباستخدام هذه التقنية استطاع الباحثون تحرير جينات من بعض الخلايا المرتبطة بتكوين أجسام ليوي Lewy bodies، والتي عادة ما تُرى في خلايا دماغ مرضى باركنسون. تتحول الخلايا الجذعية إلى خلايا دماغية منتجة للدوبامين وتتم معالجتها باستخدام مادة كيميائية لحث أجسام ليوي.
ووفقاً للباحثين، فإن المرضى الأصغر سناً الذين يعانون من مرض باركنسون وكذلك المرضى الذين يعانون من شكل عدواني عنيف من هذا المرض قد يستفيدون من هذه التقنية بعد اختبارها بنجاح في التجارب السريرية.

- استشاري في طب المجتمع ومدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

[email protected]


مقالات ذات صلة

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

صحتك دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم (رويترز)

الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم

أظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مالكي الساعات الذكية يقولون إن هذه الأجهزة تجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بشأن صحتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
TT

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الغرسة، التي جرى تصميمها لتُزرَع تحت الجمجمة، ترسم خريطة لنشاط الدماغ، وترسل نبضات موجَّهة من الموجات فوق الصوتية «لتشغيل» مجموعات من الخلايا العصبية يمكنها تغيير نشاط المخ، وتحسين الحالة المزاجية.

وسيجري اختبار سلامة الغرسة على نحو 30 مريضاً في التجربة التي تبلغ تكلفتها 6.5 مليون جنيه إسترليني، والتي تُموِّلها وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع بالمملكة المتحدة «Aria».

وفي المستقبل، يأمل الأطباء أن تتمكن هذه الغرسة من إحداث ثورة في علاج حالات مثل الاكتئاب والإدمان واضطراب الوسواس القهري والصرع.

وقال جاك كارولان، المسؤول في وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع: «يمكن أن تساعد مثل هذه التكنولوجيا مجموعة أوسع بكثير من الناس مما كنا نعتقد، فيمكنها المساعدة في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، والصرع، والإدمان، واضطرابات الأكل. هناك كثير من الحالات التي نأمل أن نتمكن من علاجها باستخدام هذا النوع من التقنيات».

تأتي التجربة في أعقاب التقدم السريع في تكنولوجيا واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، حيث أطلقت شركة «نيورالينك»، التابعة لإيلون ماسك، تجربة سريرية على شريحة دماغية، مصممة لمنح المرضى المصابين بالشلل القدرة على استخدام الأجهزة الرقمية من خلال التفكير فقط.

ومع ذلك، تثير هذه التقنيات قضايا أخلاقية كبيرة حول ملكية البيانات وخصوصيتها وخطر التمييز، حيث قد تُستخدم بيانات الدماغ للحكم على مدى ملاءمة الشخص للتوظيف أو التأمين الطبي.

وقالت كلير إلويل، أستاذة الفيزياء الطبية بجامعة لندن: «قد تُشكل هذه الابتكارات سريعة التطور إنجازاً حقيقياً من منظور تقني، لكن ينبغي لنا أن نعمل على معالجة القضايا الأخلاقية العصبية المرتبطة بها. نحن الآن نصل إلى المسارات العصبية بطريقة لم نتمكن من القيام بها من قبل، لذا نحتاج إلى النظر بعناية في التأثير السريري لأي تدخُّل، والتأكد من أننا نتصرف دائماً بما يخدم مصالح المريض».

ومن المنتظر أن تبدأ التجارب على الغرسة الجديدة، في مارس (آذار) المقبل، وأن تستمر لمدة 3 سنوات.