عرض جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لزواره أمس مخطوطات نادرة يتجاوز عمرها ألف عام. وقال مصدر بمشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المخطوطات مهمة جداً للعالم العربي والإسلامي وترجع إلى عصور قديمة، وقصد الأزهر من عرضها تعريف الأجيال الجديدة بالتراث العربي الزاخر بالمعرفة والعلوم، وإبراز إسهامات العلماء المسلمين في عالم الفلك وعلوم الدنيا».
ومن أبرز المخطوطات التي عرضها الجناح، مخطوطة «غريب الحديث» لأبي عبيد القاسم، وهي أقدم مخطوطة في مكتبة الأزهر، حيث يرجع تاريخ نسخها إلى عام 311 هجرياً. ومخطوطة «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» للقزويني، وأكثر ما يميز هذه المخطوطة مجموعة من الرسوم الملونة، ووضوح هذه الألوان رغم مرور مئات السنين على رسمها، فضلاً عما تعنيه هذه المخطوطة من استخدام الإنسان المسلم للصور وإيمانه بأهميتها في إيصال المعلومات وتوثيقها وتأكيدها في ذهن القارئ منذ قديم السنين... وتعد هذه المخطوطة أشهر كتاب إسلامي يتناول الكوزموغرافيا، كما يحتوي على رسومات تخطيطية كثيرة للكواكب وأكثر من 400 منمنمة ولوحة.
ومن بين مخطوطات جناح الأزهر مخطوطة «هداية أولي البصائر والإبصار إلى معرفة أجزاء الليل والنهار» للمؤلف السجاعي، وهي من المخطوطات المهمة والبارزة، حيث تهدف هذه المخطوطة التاريخية إلى تعليم فاقدي البصر كيفية معرفة الأوقات، ما يؤكد أن العلماء المسلمين دخلوا عالم الفلك وعلوم الدنيا وقدموا فيها علماً تعود فائدته على الجميع.
كذلك يضم جناح الأزهر مخطوطة خاصة برصد مراحل القمر لابن يونس المصري، وقد كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم، والمعروف أن وفاته كانت في عام 399 هجريا، 1009 ميلاديا بالقاهرة.
ويشارك الأزهر للعام الثالث على التوالي بجناح خاص به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقاً من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طوال أكثر من ألف عام... ويستهدف الأزهر بمشاركته بجناح في معرض الكتاب؛ التواصل مع جميع فئات المجتمع وتعريفهم بما يقوم به من جهود لإرساء السلام المجتمعي، ونشر صحيح الدين، ومحاربة الفكر المتطرف، والعمل على إرساء قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والثقافة المصرية، من خلال عشرات الإصدارات والمطبوعات التي تعكس الفكر والمنهج الأزهري المعتدل.
في غضون ذلك، يعرض جناح الأزهر بالمعرض «مصحفا شريفا» مرسوما باليد، وفي أولى صفحاته توجد مجموعة من المآذن بنقش يمكن قراءته من اليمين ومن اليسار: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد رسم هذا المصحف الرسام علي لطفي سنة 1313 هجريا... وأكثر ما يميز هذا المصحف أن راسمه جمع القرآن الكريم في 19 صفحة فقط.
الأزهر يطرح مخطوطات نادرة أمام زوار معرض القاهرة للكتاب
من بينها «عجائب المخلوقات»... و«هداية أولي البصائر»
الأزهر يطرح مخطوطات نادرة أمام زوار معرض القاهرة للكتاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة