- علامات نقص البروتينات
* ما كمية البروتينات التي يحتاجها الجسم وما علامات نقص تناولها؟
محمود عبد القادر - الدمام
- هذا ملخص أسئلتك حول البروتينات وأهمية تناولها وتأثيرات نقص تزويد الجسم بها، خصوصاً لدى البالغين متوسطي العمر؛ أي من أعمارهم تقارب الخمسين سنة.
البروتينات بالتعريف العلمي مجموعة من المركبات الكيميائية كبيرة الحجم، التي يتم بناؤها باستخدام أنواع مختلفة من الأحماض الأمينية، وتشترك في أنها تحتوي على عنصر النيتروجين. أي إن الأحماض الأمينية تشبه كتل الطوب المستخدمة في بناء الأنواع المختلفة من البروتينات.
وفي جسم الإنسان، تشكل البروتينات العنصر الأساسي في مكونات أنسجة العضلات والجلد والشعر والعظام والدم وأنسجة أخرى بأعضاء مختلفة من الجسم. وأيضاً يستخدم الجسم البروتينات لإنتاج أنواع من الهرمونات والإنزيمات وهيموغلوبين خلايا الدم الحمراء. وفي حالات محددة، قد يستخدم الجسم البروتينات في إنتاج الطاقة. ولذا، فإن نقص تزويد الجسم بالبروتينات له طيف واسع من التأثيرات الصحية السلبية متفاوتة الشدة.
وفي حالات نادرة، يحصل نقص شديد في مستوى البروتينات بالجسم نتيجة سوء التغذية. ولكن غالب حالات النقص تكون متوسطة الشدة وتنتج عن معايشة انتكاسات صحية أو اتباع نظام تغذية غير صحي.
ومن أجل الحفاظ على مستوى صحي جيد، يجدر الحرص على تناول أطعمة غنية بالبروتينات في غالب وجبات الطعام اليومي. وهناك كثير من الأطعمة الحيوانية والنباتية الغنية بالبروتينات. ومن أهم جوانب تقييم المصدر الغذائي للبروتين 3 أمور؛ الأول: مدى محتواه من أنواع الأحماض الأمينية، خصوصاً الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يقدر الجسم على صنعها. والثاني: بنية التركيبة البروتينية وقابليتها للهضم والتفتيت وسهولة امتصاص الأمعاء الأحماض الأمينية فيها. والثالث: مدى احتواء هذا المصدر الغذائي للبروتينات على عناصر غذائية أخرى مفيدة للجسم كالألياف ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات والدهون غير المشبعة... وغيرها من العناصر الغذائية الصحية.
والإنسان البالغ يحتاج كمية يومية من البروتينات بمقدار تقريبي يبلغ نحو غرام لكل كيلوغرام في وزن الجسم. أي إن الشخص الذي وزنه 70 كيلوغراماً يحتاج تقريباً إلى ما بين 60 و70 غراماً من البروتينات في اليوم. وهناك أشخاص يحتاجون فوق هذه الكمية، كالكبار في السن الذين لديهم ضمور في العضلات مع التقدم في العمر، والرياضيين، والحوامل، والذين أصابتهم وعكات أو خضعوا لعمليات جراحية.
وتتفاوت أنواع الأطعمة في محتواها من البروتينات. على سبيل المثال، فإن 85 غراما من سمك التونة أو السلمون تحتوي على 21 غراما من البروتينات، والوزن نفسه من لحم الدجاج أو الديك الحبش يحتوي على 20 غراما من البروتينات، وتوجد نحو 6 غرامات من البروتين في البيضة الواحدة. وفي 170 غراما من لبن الزبادي هناك 17 غراما من البروتينات، وفي نصف كوب من الجبن الأبيض 14 غراماً من البروتينات، و8 غرامات من البروتين في كل من نصف كوب من الفاصوليا المطهوة، وكوب من الحليب، وكوب من المعكرونة.
وبخلاف الحالة المرضية الناجمة عن النقص الشديد للبروتينات التي تسمى «كواشيوركور»، هناك علامات للنقص غير الشديد للبروتينات في الجسم، ما يتطلب الاهتمام بتناولها. ومن تلك العلامات تغيرات سلبية في المزاج، لأن الدماغ يستخدم مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية لنقل المعلومات بين الخلايا، وكثير من هذه الناقلات العصبية مصنوعة من الأحماض الأمينية التي تشكل اللبنات الأساسية للبروتين. ولذا؛ فإن نقص البروتين في الغذاء اليومي قد يعني أن الجسم لا يستطيع أن ينتج ما يكفي من تلك الناقلات العصبية، وهذا من شأنه أن يغير طريقة عمل الدماغ. وعلى سبيل المثال، فإنه ومع انخفاض مستويات الدوبامين والسيروتونين يشعر المرء بالاكتئاب أو عدم محبة الغير.
ومن العلامات الأخرى ظهور مشكلات في صحة الشعر والأظافر، وهي التي تتكون من بروتينات مثل الإيلاستين والكولاجين والكيراتين. وعندما لا يستطيع الجسم صنعها، نتيجة نقص البروتينات في الجسم، فقد يصبح الشعر هشاً أو رقيقاً، مع حصول جفاف وتقشر الجلد، وجفاف وتشقق فيما بين الأظافر والجلد المحيط بها.
وكذلك الشعور بالضعف والتعب العام، لأن الأبحاث تشير إلى أن أسبوعاً واحداً فقط من عدم تناول ما يكفي من البروتين يمكن أن يؤثر على كتلة العضلات المسؤولة عن حركة ووضعية الجسم في الوقوف والجلوس والمشي، خصوصاً لدى من تجاوز عمر ٥٥ سنة. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي نقص البروتين إلى فقدان كتلة العضلات، مما يؤدي بدوره إلى خفض قوة الجسم، ويجعل من الصعب الحفاظ على التوازن أثناء الحركة. كما يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم وتدني حصول الخلايا على كمية كافية من الأكسجين، مما يجعل المرء يشعر بالتعب طوال الوقت.
وأيضاً تؤدي قلة تناول البروتين إلى سهولة الشعور بالجوع وزيادة تناول الأطعمة.
والحقيقة أن هناك علاقة بين مدى تناول البروتينات في الطعام اليومي ووزن الجسم والشعور بالشبع والجوع. ولاحظت عدة دراسات طبية أن الحرص على تناول كمية كافية من البروتينات، يُسهم في ضبط وزن الجسم، كما يُسهم في تشكيل هيئة شكل الجسم بشكل يجعله أكثر تناسقاً في المظهر. والسبب ربما هو تأثير تناول البروتينات على الشهية والشعور بالشبع، مما يؤدي إلى انخفاض رغبة الإكثار في تناول الطعام.
ومن العلامات أيضاً سهولة الإصابة بالأمراض الميكروبية وبطء الشفاء حال الإصابة بالجروح أو الخدوش أو الكسور أو الالتواء في أربطة العضلات. ويجعل توافر الأحماض الأمينية في الدم جهاز المناعة قادراً على إنتاج الأجسام المضادة التي تعمل على تنشيط خلايا الدم البيضاء لمحاربة الفيروسات والبكتيريا والسموم، والتي تسهم في عمليات التئام الجروح والخدوش والكسور. وفي حال الإصابة بالجروح أو الخدوش، تتدنى قدرة الجسم على إنتاج ألياف الكولاجين اللازمة لعمليات الشفاء تلك حال عدم توفر البروتينات في الجسم. ومن جانب آخر يرتبط بطء شفاء الجروح بتدني كفاءة تكوين خثرة الدم التي تتشكل في المراحل الأولى من معالجة الجسم للجروح. ومن جانب ثالث يرتبط الأمر بتأثيرات نقص البروتين في الجسم على كفاءة عمل جهاز مناعة الجسم.
ولكن لاحظ أن هناك درجات متفاوتة في مدى نقص البروتينات في الجسم، وكثير من العلامات سابقة الذكر لا تظهر بالضرورة لدى كل من يتدنى تناولهم للبروتينات، كما أن لتلك العلامات أسبابا أخرى غير نقص تناول البروتينات. ولذا؛ فإن من الضروري مراجعة الطبيب وإجراءه التقييم الطبي من النواحي الإكلينيكية، ونتائج الفحوصات، ومراجعة نوعية التغذية اليومية.
استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]