السعودية تستعيد امرأة استدرجت عن طريق مواقع التواصل إلى {قاعدة} اليمن

الرياض تتسلم ثمانية مطلوبين أمنيين من صنعاء

السعودية تستعيد امرأة استدرجت عن طريق مواقع التواصل إلى {قاعدة} اليمن
TT

السعودية تستعيد امرأة استدرجت عن طريق مواقع التواصل إلى {قاعدة} اليمن

السعودية تستعيد امرأة استدرجت عن طريق مواقع التواصل إلى {قاعدة} اليمن

أعلنت السلطات الأمنية السعودية، أمس، استعادتها ثمانية من المطلوبين للجهات الأمنية من اليمن، إضافة إلى امرأة سعودية، استدرجت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وخرجت من البلاد، بصورة غير شرعية، من دون إذن ولي أمرها، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن المرأة تأثرت بالفكر الضال عن طريق شقيقيها اللذين قتلا في مناطق القتال، وأن الثمانية الذين جرت استعادتهم قُبض عليهم لارتباطهم بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أنه امتدادا للتعاون الأمني مع الجمهورية اليمنية، وفي إطار الجهود الأمنية المشتركة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في البلدين الشقيقين، فقد تسلمت الجهات الأمنية في السعودية ثمانية سعوديين من المطلوبين للجهات الأمنية، بينهم اثنان ممن سبق إيقافهم، وأطلق سراحهم. وقال اللواء التركي «جرت استعادة زوجة أحد الموقوفين لدى الجهات الأمنية بالمملكة، بعد استدراجها من عناصر التنظيم الإرهابي باليمن، لمغادرة المملكة بطريقة غير نظامية دون علم ذويها أو زوجها».
وكانت الأجهزة الأمنية قبضت في نيسان (أبريل) الماضي على سيدتين سعوديتين، وهما مي الطلق وأمينة الراشد، ومعهما ستة أطفال، في منطقة قريبة من الحدود السعودية الجنوبية، في طريقهم إلى اليمن، وكان معهم ثلاثة أشخاص أحدهم يمني الجنسية قاموا بعملية التهريب سيرا على الأقدام، وذلك من أجل الانضمام للتنظيمات الإرهابية. وأوضح المتحدث الأمني أنه سيجري إخضاع العائدين، للأنظمة المرعية بالمملكة.
ولفت التركي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إلى أن ذوي المرأة العائدة كان لهم دور كبير في إقناعها بالعدول عن رأيها وفكرها، وعودتها مرة أخرى إلى البلاد، وذلك عبر التواصل معها هاتفيا، خصوصا أن المرأة خرجت إلى تلك المناطق المشتبه بها، من دون إخبار ذويها، مؤكدا أنها سلمت نفسها للجهات الأمنية في اليمن.
وذكر المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أن شبكات التواصل الاجتماعي كان لها دور أساسي في عزم المرأة على الهروب إلى اليمن، حيث جرى التنسيق معها، ونقلها إلى الحدود، ثم تهريبها إلى اليمن، وفقا لما أظهرته التحقيقات التي تجرى مع المرأة عن الأشخاص الذين تواصلوا معها، ومن قام بنقلها، وساعدها على التهريب إلى اليمن. وبين التركي أن اثنين من العائدين صدرت بحقهما أحكام شرعية من المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حيث جرى منعهم من السفر، إلا أنهم خرجوا بطرق غير مشروعة.
بينما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن المرأة (تحتفظ الصحيفة باسمها) تأثرت بالفكر الضال عن طريق شقيقيها، اللذين قتلا في منطقة تشهد صراعات وقتالا ويوجد فيها أصحاب الفكر التكفيري، وظلت تحمل الفكر بعد مقتل شقيقيها، حتى هروبها بطريقة غير مشروعة. وقالت المصادر إنه لم يسبق للمرأة العائدة أن شاركت في تجمعات غير مشروعة، جرت في منطقتي الرياض والقصيم، كونها تسكن بعيدة عن هاتين المنطقتين، أو تعرضت للإيقاف من قبل الجهات الأمنية، وليست ممن يطالبون بإطلاق سراحهم من السجناء من دون أن تعرض ملفاتهم على المحكمة الجزائية المتخصصة، وذلك كون زوج المرأة العائدة موقوفا على ذمة قضية أمنية.
وأشارت المصادر إلى أن ذوي المرأة العائدة عانوا من الفكر الضال بعد انضمام ابنيهما إلى التنظيمات الإرهابية، وتعرضهما للقتل، حيث لم تضمد جراح فراقهما، حتى تبلغوا عبر اتصال من ابنتهم بوجودها باليمن، بعد خروجها بطريقة غير مشروعة. وأكدت المصادر أن العائدين الثمانية قبض عليهم في مناطق يوجد فيها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث ثبتت لدى الأجهزة الأمنية اليمنية تنقلاتهم، وجرت مراقبتهم ومن ثم تسليمهم.
يذكر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خطط منذ 2006 على استدراج النساء السعوديات إلى صفوف التنظيم، أو تسهيل أمر نقلهن إلى دولة أخرى تشهد قتالا، إذ ابتدأت «القاعدة» بتسهيل خروج وفاء اليحيى ومعها ثلاثة من أبنائها إلى اليمن في طريقهم إلى العراق عبر سوريا، حيث وهبت نفسها إلى القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (آنذاك)، ويعتقد أنها قتلت هناك، فيما لحقت بهم وفاء الشهري، ومعها أبناؤها من زوجين سابقين دون أن تبلغهما، حيث لحقت بزوجها الثالث القتيل سعيد الشهري، نائب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (آنذاك)، وحاولت هيلة القصير (حكم عليها بالسجن 15 عاما) الهروب إلى اليمن، حيث انتقلت من القصيم إلى عسير بواسطة مهربين، ولم يستطع المهربون إكمال طريقهم بسبب التشديد الأمني.
وتمكنت السعودية أروى بغدادي، العام الماضي، والتي كانت موقوفة لأسباب أمنية وأطلقت بكفالة، من الفرار من المملكة إلى اليمن لتنضم إلى تنظيم القاعدة هناك. وتأكد ذلك بعد تخلفها عن حضور جلسات خصّصتها لها المحكمة الجزائية المتخصصة، إذ تواجه تهما وجهتها إليها هيئة التحقيق والادعاء العام، لتورطها مع عناصر «القاعدة» في السعودية، حيث أوضحت السعودية الهاربة أروى عصام بغدادي، في حسابها على موقع «تويتر»، أنها «نفرت» إلى أرض اليمن، والتحقت بـ«مجاهدي اليمن»، ومعها شقيقها أنس وزوجته وابنة شقيقها محمد (قتل في مواجهات أمنية في وادي الدواسر). وهربت من السعودية ريما الجريش إلى اليمن، بعد أن دفعت بابنها معاذ (16 عاما) إلى القتال في صفوف تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، خصوصا أن زوجها يحاكم إثر تورطه في علاج مطلوبين أمنيا وتوفير المواد الطبية، لأنه يعمل في أحد المراكز الطبية في مدينة بريدة، حيث وقفت الجهات المختصة مع الأسرة بتقديم مساعدات مالية وعينية محدودة، تعينها على التصرف بشؤون أسرتها الصغيرة ومقاومة العيش.
يذكر أن السلطات السعودية تسلمت من اليمن، منذ ستة أشهر، 29 من المواطنين السعوديين المطلوبين للجهات الأمنية في السعودية، من بين هؤلاء 11 شخصا ممن سبق إيقافهم وإطلاق سراحهم، إضافة إلى تسعة أشخاص من الخاضعين للمحاكمة بالرياض وهم مطلقو السراح.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.