النفط يتذبذب بين «المخزونات الأميركية» و«مشاورات أوبك»

الفالح: السعودية ستستجيب لطلب ضعيف على النفط الخام

تتعرض سوق النفط لضغوط جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي
تتعرض سوق النفط لضغوط جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي
TT

النفط يتذبذب بين «المخزونات الأميركية» و«مشاورات أوبك»

تتعرض سوق النفط لضغوط جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي
تتعرض سوق النفط لضغوط جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي

تذبذبت أسعار النفط أمس حول مستويات إغلاق اليوم السابق، وبعد هبوط صباحي تأثراً بالإعلان عن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017. مما يذكي المخاوف من تخمة في المعروض العالمي، عادت الأسعار لتعويض مستوياتها والارتفاع قليلاً، مع ازدياد الحديث حول اتجاه محتمل لـ«أوبك» وحلفائها لخفض الإنتاج.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس إنه يتوقع طلبا ضعيفا على النفط في يناير (كانون الثاني) وإن المملكة سترد تبعا لذلك لتهدئة قلق الأسواق العالمية. وأضاف أن إنتاج أكبر مصدر للنفط في العالم في نوفمبر (تشرين الثاني) أعلى من مستويات أكتوبر (تشرين الأول)، وأنه ليس في مصلحة أحد أن يخلق تخمة في المعروض. وإنه من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط السعودي في يناير في ظل إعفاءات منحتها الولايات المتحدة لبعض الدول من العقوبات على إيران، بما يسمح لها بمواصلة شراء الخام الإيراني.
وقال الفالح إن سياسة المملكة لم تتغير وإنها تعمل باتجاه سوق متوازنة، وتابع: «لن نبيع نفطا لا يحتاجه الزبائن. لن نجعل السوق يساورها القلق... مثلما حدث في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، لكن في الوقت نفسه نحن نجعل من الواضح أنه ليس في مصلحة أحد أن يخلق تخمة على غرار تلك التي شهدناها قبل أعوام قليلة».
وقال وزير النفط السعودي «نضع في ذهننا مصالح الجميع ونفعل هذا بالكثير من العناية والمسؤولية، مع التوازن». وقال الفالح أيضا إنه يأمل بأن يبدأ تطبيق قانون سعودي جديد للتعدين في النصف الأول من 2019. والذي من المتوقع أن يعزز الإنتاج والاستكشاف في القطاع.
وكانت أسعار النفط اتجهت للانخفاض صباح أمس بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت 4.9 مليون برميل إلى 446.91 مليون برميل الأسبوع الماضي. وهذا هو أعلى مستوى للمخزون منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وظل إنتاج النفط الخام الأميركي عند مستوى قياسي يبلغ 11.7 مليون برميل يومياً، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
وتتعرض سوق النفط لضغوط أيضاً جراء ضعف الأسواق الآسيوية، مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي، في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية والتوترات التجارية.
ومن المتوقع أن تظل التداولات هادئة حتى يوم الاثنين، بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة اليوم. كما قد يتجه مزيد من النفط الأميركي إلى السوق مع التخلص من اختناقات في خطوط الأنابيب بالولايات المتحدة، في النصف الثاني من 2019. وتفوق الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط القدرة على نقل الخام الإضافي.
ولمواجهة الزيادة في الإمدادات، تدرس «أوبك» اتفاقاً لخفض الإنتاج خلال اجتماعها القادم في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وإن كان من المتوقع أن تعارض إيران العضو في المنظمة أي تخفيضات طوعية. وأحجمت روسيا، حليف «أوبك»، عن إظهار أي بوادر على عزمها المشاركة في أي خفض.
وأمس، ذكرت مصادر مطلعة أنه من غير المحتمل أن تشتري كوريا الجنوبية واليابان النفط من إيران في يناير (كانون الثاني)، إلا إذا جرى حل المشكلات المحيطة بالتأمين والشحن والمدفوعات. ونقلت وكالة أنباء «بلومبيرغ» عن المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن عمليات الشراء قد لا تستأنف على الفور، رغم أن الدولتين حصلتا على إعفاءات تمكنهما من شراء النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية.
وأضافت المصادر أن كوريا الجنوبية التي لديها إعفاء لاستيراد مكثفات، قد توقف عمليات شراء النفط الخفيف في يناير – فبراير (شباط)، فيما تحتاج للتصدي لقضايا الاستئجار والتأمين.
وقد يضطر المشترون للتعامل مع شركة الناقلات الوطنية الإيرانية، نظراً لأن الناقلات الأخرى قد تنأى بنفسها عن نقل النفط الإيراني، خوفاً من أن تقاطعها الشركات الأميركية. ولم تبدأ شركات كوريا الجنوبية بعد المفاوضات مع شركة النفط الوطنية الإيرانية.


مقالات ذات صلة

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)

أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

عكست أسعار النفط الانخفاضات المبكرة يوم الثلاثاء، مدعومةً بمخاوف من تقلص الإمدادات الروسية والإيرانية في مواجهة العقوبات الغربية المتصاعدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في المحيط الهادئ في سيل بيتش بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

أسعار النفط تواصل التراجع في ظل توقعات وفرة المعروض وقوة الدولار

واصلت أسعار النفط خسائرها للجلسة الثانية على التوالي يوم الثلاثاء بفعل تصحيح فني بعد صعود الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أناس يقفون على الرصيف مع منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

النفط يتراجع عن أعلى مستوى في 3 أشهر مع صعود الدولار

انخفضت أسعار النفط، يوم الاثنين، مع صعود الدولار ومخاوف بخصوص عقوبات قبيل بيانات اقتصادية مهمة للبنك المركزي الأميركي وتقرير الوظائف.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر
TT

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

أظهر تقرير التوظيف الوطني، الصادر عن منصة «إيه دي بي (ADP)» لإدارة الرواتب والموارد البشرية، يوم الأربعاء، تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة بشكل حاد، خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وارتفعت جداول الرواتب الخاصة بمقدار 122 ألف وظيفة، الشهر الماضي، بعد زيادتها بمقدار 146 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكان الاقتصاديون، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا ارتفاع التوظيف في القطاع الخاص بمقدار 140 ألف وظيفة. وجرى نشر تقرير «إيه دي بي»، الذي جرى إعداده بالاشتراك مع مختبر الاقتصاد الرقمي في ستانفورد، قبل تقرير التوظيف الأكثر شمولاً، والذي تجري مراقبته من كثب لشهر ديسمبر، من مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل الأميركية. ولا توجد علاقة بين تقرير «إيه دي بي»، وتقرير التوظيف الصادر عن مكتب إحصاءات العمل. فقد قللت بيانات «إيه دي بي» الأولية، في الغالب، من نمو الرواتب الخاصة، هذا العام. ومن المتوقع حدوث تباطؤ في نمو الوظائف بشهر ديسمبر، بعد أن جرى تعزيزه في شهر نوفمبر؛ بسبب الاضطرابات المتلاشية من الأعاصير وإضرابات عمال المصانع بشركة بوينغ وشركة طيران أخرى.

وأظهر مسحٌ، أجرته وكالة «رويترز»، أن الوظائف الخاصة ارتفعت بمقدار 135 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد ارتفاعها بمقدار 194 ألفاً في نوفمبر.

ومع المكاسب المتوقعة في التوظيف الحكومي، من المتوقع أن ترتفع الوظائف غير الزراعية بمقدار 160 ألف وظيفة، بعد ارتفاعها بمقدار 227 ألف وظيفة في نوفمبر. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.