يداهمنا موسم فيروس الأنفلونزا قريبا، ويأمل الأطباء في أن تكون حدة هذا الفيروس أقل خطورة من الموسم الماضي. ويحتل تصنيف موسم الأنفلونزا لعام 2017 - 2018 الفئة عالية الخطورة إزاء كل شريحة عمرية، حيث يتسبب في دخول مئات الآلاف من الناس إلى المستشفيات كما أنه يتسبب في وفاة ما يقرب من 200 طفل وعشرات الآلاف من البالغين – معظمهم يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر. ويقول الدكتور مارك بوزنانسكي، مدير مركز التطعيم المناعي لدى مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «كان عدد الحالات وشدة المرض خلال الموسم الماضي من المفاجآت بالنسبة لنا».
لماذا كان موسم الأنفلونزا الماضي شديدا لهذه الدرجة؟ يفسر الدكتور بوزنانسكي الأمر بقوله: «لم يكن لقاح الأنفلونزا على مستوى شدة الفيروس الحقيقي الذي أصاب الناس بالعدوى في الموسم الماضي»، إذ كان اللقاح فعالا بنسبة 40 في المائة فقط، مما يعني أن الناس الذين حصلوا على اللقاح كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 40 في المائة فقط ممن لم يتلقوا اللقاح فقط، وتحاول إدارة الغذاء والدواء الأميركية الوقوف على السبب وراء ذلك.
المزيج المخادع
إن التنبؤ بنوع سلالة الأنفلونزا التي سوف تشيع في الأجواء خلال موسم معين، وأي منها يجب أن يتحول إلى لقاح، لهو من الرهانات العصيبة. وينبغي إتمام تلك العملية خلال عدة شهور قبل شيوع الفيروس لأن الأمر يستغرق في الواقع الكثير من الشهور لإنتاج ما يكفي من اللقاحات التي تكفي مئات الملايين من الناس. يقول الدكتور بوزنانسكي عن ذلك: «تتغير فيروسات الأنفلونزا بصورة مستمرة، والفيروسات التي اختيرت قبل شهور كي تتحول إلى لقاحات قد تتبدل بحلول الوقت الذي يحل فيه الوباء».
ومن شأن اللقاح الثلاثي لهذا العام أن يغطي سلالتين من فيروس الأنفلونزا (إيه) وسلالة واحدة من فيروس الأنفلونزا (بي)، مع استبعاد سلالتين من فيروسات العام الماضي. ويضيف اللقاح الرباعي (الذي يغطي أربعة أنواع من فيروسات الأنفلونزا) فيروس الأنفلونزا (بي) إلى ذلك المزيج.
التطعيم باللقاح
يوصي الدكتور مارك بوزنانسكي بأن يحصل كبار السن على اللقاح الرباعي كلما أمكن، ويقول عن ذلك: «إنه أمر منطقي، وذلك لأن هذا اللقاح يحتوي على أغلب الأهداف». ولكنه يؤكد أن الحصول على التطعيم هو أكثر أهمية من نوع اللقاح نفسه، ويحض الناس على الحصول على أي لقاح متاح حيث تتوافر الفرصة لتفادي الإصابة بالمرض أو دخول المستشفى بسببه إن حصلت على اللقاح، رغم أن ذلك ليس «ضمانا أكيدا» لعدم الإصابة بالمرض على أي حال.
فما الذي يحدث إن لم تحصل على اللقاح؟ يعد ذلك مجازفة بالنسبة إلى كبار السن. ويقدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن السواد الأعظم من الوفيات المتعلقة بمرض الأنفلونزا (71 إلى 85 في المائة) وحالات دخول المستشفيات المتصلة بنفس المرض (54 إلى 70 في المائة) تحدث لدى الناس من عمر 65 عاما فأكثر.
كما أن بعض الناس عرضة بشكل خاص لمضاعفات الأنفلونزا إن كانوا مصابين بأمراض السكري، أو القلب، أو الرئة، أو الكلى، أو تناول عقاقير تعمل على تثبيط الجهاز المناعي في الجسم. ويعتبر تجاهل اللقاح ضد الأنفلونزا من الأمور المحفوفة بالمخاطر لدى الأطفال أيضا. فمن بين 179 حالة وفيات بين الأطفال بسبب الأنفلونزا خلال الموسم الماضي كانت نسبة 80 في المائة منهم لم يحصلوا على اللقاح ضد المرض.
خطوات مهمة
ما الذي ينبغي فعله؟ لا داعي للقلق بشأن نوعية لقاح الأنفلونزا المتاح لدى الطبيب أو الصيدلي الخاص بك، ما لم تكن لديك حساسية شديدة ضد البيض (أغلب اللقاحات محتضنة في البيض). وفي هذه الحالة، يمكنك الحصول على لقاح الأنفلونزا الخالي من البيض والمعروف باسم لقاح (فلوبلوك Flublok).
وخلافا لذلك، عليك التأكد بالحصول على اللقاح من موقع مسجل، وأن المنتج الدوائي حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (راجع الصيدلي أو الطبيب الخاص بك في ذلك).
علاوة على ما تقدم:
> لا تحصل على اللقاح أثناء المرض. يجب للجهاز المناعي أن يكون في حالة جيدة حتى يستجيب بصورة جيدة للقاح.
> تذكر أن الأمر يستغرق أسبوعين حتى يكون لقاح الأنفلونزا فعالا.
> احصل على الجرعة مبكرا قبل موسم الأنفلونزا وليس لاحقا (يستمر الموسم حتى مايو/ أيار)، لكي تمنح نفسك أفضل فرص الحماية الممكنة.
> اتخذ الاحتياطات الأساسية لتفادي الإصابة بالأنفلونزا وانتشارها، مثل غسل اليدين مرارا وتكرارا (بالصابون والماء الدافئ أو المواد المطهرة لليدين إن كان الصابون غير متاح)، وتغطية الفم والأنف على الدوام في حالات السعال أو العطس.
الإصابة بالمرض
في بعض الأحيان، فإن أفضل المحاولات لتجنب الإصابة بالأنفلونزا – حتى بعد الحصول على اللقاح – قد تكون غير ناجحة. إذ ينتقل المرض سريعا من شخص إلى آخر، وغالبا أثناء الحديث، أو السعال، أو العطس من شخص مصاب بالمرض. ويمكن للقطرات المحملة بفيروس العدوى الانتقال لمسافة تصل إلى 6 أقدام. ويمكن الإصابة بالمرض عن طريق التلامس مع أحد الأسطح التي تحتوي على الفيروس مثل مقابض الأبواب ثم ملامسة الأنف أو الفم عفويا.
تأكد من مراقبة أعراض الأنفلونزا على الدوام مثل الضعف العام، والتعب، وآلام الجسم، والتهاب الحلق، والاحتقان، والحمى.
في حالة الإصابة بالمرض، يجب الاتصال بالطبيب خلال يوم أو يومين للاستعلام عن العقاقير المضادة للفيروسات التي يمكن الحصول عليها. وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الأوقات الراهنة بتناول الكثير من هذه العقاقير، مثل: اوسيلتاميفير oseltamivir (تاميفلو Tamiflu)، أو بيراميفير peramivir (رابيفاب Rapivab)، أو زاناميفير zanamivir (ريلينزا Relenza).
وخلافا لذلك، اعتن بنفسك جيدا: الزم الراحة التامة، وتناول الكثير من السوائل، مع البقاء في المنزل. ولسوف يغادر الفيروس جسمك خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر. فإن برح مكانه ولم يرحل – أو إذا لاحظت أعراضا أخرى مثل ضيق التنفس، أو السعال مع البلغم الملون، أو صعوبة في التنفس، أو ارتفاع في درجة الحرارة (39 مئوية أو 103 فهرناهيت) - تواصل مع الطبيب مرة أخرى على الفور. يمكن لمرض الأنفلونزا أن يؤدي للإصابة بالالتهاب الرئوي أو مضاعفات صحية أخرى غير محمودة العواقب. فلا تزد من وطأة الأمر على نفسك وراجع طبيبك على الفور.
أفضل الطرق لغسيل اليدين
يستلزم قتل الجراثيم غسل اليدين لمدة لا تقل عن خمس ثوان بالصابون.
• غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية يقلل من عدد البكتيريا على اليدين بنسبة تقارب 90 في المائة تقريبا.
• التأكد من تنظيف سطح اليدين جيدا جدا، بما في ذلك ظهر اليد وباطنها، والأطراف، والأظافر، والإبهام، والفراغات ما بين الأصابع. ثم الغسيل بالماء جيدا بعد ذلك.
• احذر الوقوع في خطأ عدم تجفيف اليدين بشكل صحيح بعد الغسيل. الأيادي المبتلة أكثر عرضة لانتشار الجراثيم من الأيادي الجافة.
هل نحتاج إلى تطعيمات أخرى؟
* عند الحصول على لقاح الأنفلونزا، من الجيد وقتها التحقق من أن التطعيمات التي حصلت عليها هي الأحدث على قائمة اللقاحات المتاحة لذلك المرض. وينبغي وضع اللقاحات التالية في الاعتبار:
> لقاح القوباء المنطقية: توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بالحصول على جرعتين من لقاح القوباء المنطقية الجديد، حتى وإن حصل الناس على اللقاح القديم (زوستافاكس) قبلا، وذلك بالنسبة لكافة البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما وأكثر.
يوفر اللقاحان الحماية من فيروس جدري الماء النطاقي المسؤول عن الإصابة بمرض القوباء المنطقية وكذلك مرض جدري الماء. واكتشفت فاعلية لقح القوباء المنطقية واستمراره لفترة أطول من لقاح (زوستافاكس Zostavax) القديم. ومع ذلك، فإن لقاح القوباء المنطقية أكثر عرضة من لقاح (زوستافاكس) في إحداث أعراض جانبية مؤقتة مثل الحمى وآلام العضلات.
> لقاح الكزاز (التيتانوس Tetanus): من المرجح ضرورة الحصول على جرعة معززة من لقاح الكزاز إن لم تتذكر المرة الأخيرة التي تلقيت فيها هذا اللقاح، إذ أنه يحمي من أمراض تشنج العضلات (مثل الكزاز) الذي قد يحدث من التعرض للكدمات الشديدة.
> لقاح المكورة الرئوية Pneumococcal vaccine: توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالحصول على جرعتين من لقاح المكورة الرئوية – والذي يحمي من الالتهاب الرئوي، وتجرثم الدم، والتهاب السحايا – للبالغين من عمر 65 عاما وأكثر. ويوصي المركز بالحصول على جرعة من لقاح (PCV13) أولا، تعقبها جرعة من لقاح (PPSV23) بعد 6 إلى 12 شهرا لاحقا. فإن كنت حصلت بالفعل على جرعة من لقاح (PPSV23) بالفعل، فيمكن الحصول على جرعة من لقاح (PCV13) بعد ذلك بعام كامل. وإن كنت حصلت على جرعة من لقاح (PCV13) قبل بلوغ 65 عاما، فلن تكون في حاجة إلى جرعة أخرى.