نوع غير معتاد من النوبات القلبية

لا يسببها انسداد الشرايين التاجية

نوع غير معتاد من النوبات القلبية
TT

نوع غير معتاد من النوبات القلبية

نوع غير معتاد من النوبات القلبية


س: هل يمكن الإصابة بنوبة قلبية حتى وإن لم يكن هناك انسداد في شرايين القلب؟
ج: نعم من الوارد حدوث ذلك، حيث يشير الأطباء إلى النوبات القلبية التي تحدث من دون وجود انسداد في شرايين القلب، وهو ما يعرف باحتشاء عضلة القلب myocardial infarction) وتعني النوبة القلبية) من دون انسداد في الشريان التاجي.
- الأعراض
عندما تحدث هذه الحالة، يشعر الشخص بنفس أعراض النوبة القلبية مثل الإحساس بالضغط على الصدر أو الألم في منتصف الصدر (أو في الذراعين، أو الفك، أو الرقبة، أو المعدة) وصعوبة في التنفس. ويعاني المصابون بنوبة قلبية كذلك من ارتفاع في مستويات بروتين موجود في الدم يطلق عليه التروبونين troponin، وهو ما يشير إلى مشكلات في القلب ويوظف في تشخيص النوبة القلبية. لكن الاختبار الذي ينفذ لاحقاً، وهو التصوير بأشعة سينية لشرايين القلب، لن تظهر دلائل على تراكم طبقات دهنية تسد أياً من شرايين القلب.
إن الإصابة بـ«احتشاء عضلة القلب من دون انسداد في الشريان التاجي» يعد أكثر انتشاراً بين النساء، وبين الشباب أكثر من الكبار. في الحقيقة، لا يعلم الأطباء كثيراً عن هذه المشكلة، ومن أسباب ذلك أن أبحاث القلب ركزت بدرجة كبيرة على علاج الانسدادات الحادة في الشرايين. لكن هناك قلق متزايد من هذه المشكلة، ولذلك أصبح «احتشاء عضلة القلب» مجالاً هاماً للبحث والدراسة.
- أسباب النوبة
لكن ما نعرفه هو أن هذه الأزمات القلبية غير المعتادة قد تحدث نتيجة لكثير من الأسباب الدقيقة. في بعض الحالات، فإن الرنين المغناطيسي على القلب قد يساعد في كشف السبب الرئيسي. ومن ضمن الأسباب أيضاً التشنج في الشريان التاجي، اي التشنج المفاجئ لعضلة أحد جدران شرايين القلب. وقد يحدث التشنج نتيجة للتعرض لنوبة برد، أو ضغط عاطفي شديد، أو تدخين التبغ، أو تعاطي الإمفيتامين أو الكوكايين. وهناك سبب محتمل آخر هو انسداد الأوعية الدموية، وهو ما يشير إلى مرض قلبي يؤثر على الأوعية الدقيقة التي تتفرع من الشريان التاجي الكبير. قد يحدث انسداد في تلك الأوعية بسبب ألواح دهنية لا تظهرها الأشعة السينية، وقد تتسبب في حدوث تشنج، مما يخفض من تدفق الدم إلى عضلة القلب.
يمكن أن يحدث «احتشاء عضلة القلب من دون حدوث انسداد في الشريان التاجي» كذلك نتيجة لتمزق في أحد الأوعية الدموية للقلب، وهو ما يعرف باسم «تسلخ الشريان التاجي». ورغم احتمال حدوث تلك الحالة النادرة للأصحاء، فإن هناك بعض العوامل التي تشكل خطرا ًكبيراً منها الفترة التي تعقب الولادة، وبذل مجهود بدني كبير، أو وجود مرض وراثي يؤثر على الأوعية الدموية.
إن الأشخاص الذين يعانون من «احتشاء عضلة القلب من دون انسداد في الشريان التاجي»، أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب التقليدية مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم. لكن هناك بعض حالات «احتشاء عضلة القلب» التي تحدث نتيجة لتجلط الدم الذي يحدث انسداداً في شريان في القلب (تخثر الدم في الشريان التاجي، مما يتطلب إجراء عملية القسطرة).
في النهاية، قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب في عضلة القلب من ارتفاع نسبة البروتين المذكور، وهي الحالات التي تندرج أيضاً تحت مظلة «احتشاء عضلة القلب من دون انسداد في الشريان التاجي».

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
TT

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

في جامعة يوتا، استخدم العلماء علاجاً جينياً جديداً أظهر أنه يعكس آثار قصور القلب، في دراسة أُجريت على حيوانات كبيرة.

في الدراسة، وُجد أن الخنازير التي تعاني من قصور القلب لديها مستويات منخفضة من «مُدمِج الجسور القلبية 1 (cBIN1)»، وهو بروتين قلب مهم.

وفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، حقن العلماء فيروساً غير ضار في مجرى دم الخنازير لنقل جين «cBIN1» إلى خلايا قلبها.

لقد نجت الخنازير طوال مدة الدراسة التي استمرّت 6 أشهر، في حين كان من المتوقع أن تموت من قصور القلب دون العلاج الجيني.

فيما أطلق عليه الباحثون «التعافي غير المسبوق لوظيفة القلب»، بدا أن الحقن الوريدي يحسِّن وظيفة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يمكنه ضخها، مما «يحسِّن بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة».

كما بدت قلوب الخنازير «أقل اتساعاً وأقل نحافة» بعد العلاج، «أقرب في المظهر إلى قلوب طبيعية».

وفي حين أدت المحاولات السابقة لعلاج قصور القلب إلى تحسين الوظيفة بنسبة 5 في المائة إلى 10 في المائة فقط، فإن العلاج الجيني المُستخدَم في الدراسة الجديدة أدى إلى تحسُّن بنسبة 30 في المائة، وفقاً للباحثين.

تم نشر الدراسة، التي موَّلتها المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «npj Regenerative Medicine».

قال الدكتور تينغ تينغ هونغ، أستاذ مشارِك في علم الأدوية والسموم في جامعة يوتا، في البيان الصحافي: «على الرغم من أن الحيوانات لا تزال تواجه ضغوطاً على القلب لإحداث قصور القلب، فإننا رأينا في الحيوانات التي حصلت على العلاج تعافياً لوظيفة القلب، وأن القلب يستقر أو ينكمش أيضاً».

وأضاف: «نطلق على هذا إعادة البناء العكسي. إنه يعود إلى الشكل الذي يجب أن يبدو عليه القلب الطبيعي».

وقال هونغ لـ«فوكس نيوز»: «هناك علاج جديد محتمل لعلاج قصور القلب في الطريق».

وأشار هونغ إلى أن الباحثين فوجئوا عندما وجدوا أن العلاج الجيني نجح بشكل جيد للغاية في الحيوانات الكبيرة بجرعة منخفضة للغاية.

وقال المؤلف المشارِك روبن شو، دكتوراه في الطب، ومدير «معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب أمراض القلب والأوعية الدموية» في جامعة يوتا، إن الدراسة «غير المسبوقة» تبشِّر بـ«نموذج جديد» لعلاجات قصور القلب.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «نظراً لفعالية علاجنا، يمكن تقليص متلازمة قصور القلب المعقدة متعددة الأعضاء إلى مرض قابل للعلاج يتمثل في فشل عضلة القلب».

وأوضح أن «سمية العلاج الجيني تزداد مع الجرعة، لذا فإن جرعتنا المنخفضة تشير إلى أن نهج العلاج الجيني لدينا سيكون آمناً للمرضى».

وبينما تم استخدام العلاج الجيني تاريخياً للأمراض النادرة، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنه قد يكون أيضاً نهجاً فعالاً لـ«الأمراض المكتسبة»، وفقاً لشو.

وفي حين أقرَّ الباحثون بأنَّ الدراسة بها بعض القيود، أشار هونغ إلى أن «دراسات زيادة الجرعة وعلم السموم لا تزال مطلوبةً حتى ينتقل العلاج إلى الخطوة التالية (نحو موافقة إدارة الغذاء والدواء)».

وقال الباحثون إنه من غير المؤكد أيضاً ما إذا كان العلاج الجيني سينجح مع الأشخاص الذين حصلوا على مناعة طبيعية ضد الفيروس الذي يحمل العلاج.

وقال هونغ إن دراسة علم السموم جارية حالياً، ويخطط الفريق لبدء التجارب السريرية البشرية في خريف عام 2025.

أطباء القلب يشاركون

لم يشارك الدكتور جاسديب دالاواري، متخصص أمراض القلب التداخلية والمسؤول الطبي الإقليمي في «VitalSolution»، وهي شركة «Ingenovis Health» ومقرها أوهايو، في البحث، ولكنه شارك في رد فعله على النتائج.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «البحث في مرحلة الحيوان مثير للاهتمام دائماً، لكن التطبيق على موضوعات الاختبار البشرية ضروري من حيث فهم ما إذا كان هذا النهج سيكون له التأثير نفسه على البشر».

وأضاف: «مع ذلك، هناك كثير من التعديلات الجينية التي تحدث في أمراض مختلفة، مثل التليف الكيسي وخلل العضلات، التي تبحث عن تدخل مماثل - حقن الجينات الصحية على أمل إيجاد علاجات».

وأكد أن «العلاج الجيني والطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية هي المستقبل، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن هذا».

لاحظت الدكتورة جوهانا كونترايراس، متخصصة أمراض القلب المتقدمة وزراعة القلب في «مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب» في مدينة نيويورك، أن التدخلات الدوائية التقليدية يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على القلب و«الاحتقان الجهازي»، ولكن «في الغالب، لا تعالج إعادة تشكيل عضلة القلب الفاشلة».