الحكومة الروسية تعدل الميزانية مع «فائض تخمة» بفضل النفط والروبل

اعتمدتها قبل عام بعجز مع توقعات غير مريحة

تسبب انخفاض الروبل مقابل الدولار إلى جانب ارتفاع أسعار النفط في تحول الميزانية الروسية من خانة «العجز» إلى «الفائض» (رويترز)
تسبب انخفاض الروبل مقابل الدولار إلى جانب ارتفاع أسعار النفط في تحول الميزانية الروسية من خانة «العجز» إلى «الفائض» (رويترز)
TT

الحكومة الروسية تعدل الميزانية مع «فائض تخمة» بفضل النفط والروبل

تسبب انخفاض الروبل مقابل الدولار إلى جانب ارتفاع أسعار النفط في تحول الميزانية الروسية من خانة «العجز» إلى «الفائض» (رويترز)
تسبب انخفاض الروبل مقابل الدولار إلى جانب ارتفاع أسعار النفط في تحول الميزانية الروسية من خانة «العجز» إلى «الفائض» (رويترز)

بعد نحو عام على اعتمادها ميزانية عام 2018 مع عجز قدرته حينها بنحو 23 مليار دولار أميركي، أدخلت الحكومة الروسية تعديلات أمس على الميزانية لهذا العام، أشارت فيها إلى دخل إضافي يقدر بنحو 30 مليار دولار أميركي خلال عام 2018، وذلك بفضل ارتفاع سعر برميل النفط في السوق العالمية، وتراجع سعر صرف الروبل.
هذا ما جاء في وثيقة طرحتها الحكومة على البرلمان يوم أمس، وتتضمن تعديلات على الميزانية المعمول بها حالياً للعام 2018، وتشير فيها إلى ارتفاع دخل الميزانية حتى 18.948 تريليون روبل (نحو 315.8 مليار دولار)، والإنفاق حتى 16.809 تريليون روبل (280 مليار دولار)، ما يعني زيادة حجم فائض الميزانية الروسية بأكثر من أربع مرات، من 482 مليار روبل (8 مليارات دولار) وفق تعديلات على نص الميزانية أقرتها نهاية الربع الأول من العام الحالي، حتى 2.139 تريليون روبل (35.6 مليار دولار) بموجب التعديلات الحالية، ما يعني ارتفاع فائض الميزانية من 0.5 في المائة حتى 2.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الروسية جهداً كبيراً للتخفيف من الاعتماد على العائدات النفطية والتقليل من تأثير الوضع الجيوسياسي، لا سيما العقوبات الغربية ضد روسيا، على الاقتصاد الروسي، طرحت الحكومة على البرلمان أمس قانون تعديلات ميزانية 2018، مرفقا بملحق يكشف مدى تأثير تلك العوامل على الميزانية، ويؤكد أن الفضل في ارتفاع فائض الميزانية يعود بصورة رئيسية لأسعار النفط التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وكذلك لهبوط الروبل الروسي أمام العملات الصعبة، نتيجة العقوبات الأميركية.
وجاء في الملحق أن الزيادة في فائض دخل الميزانية يقدر بنحو 1.875 تريليون روبل روسي (31 مليار دولار)، يتم توفير الحصة الكبرى منها، وتقدر بنحو 1.1 تريليون روبل، بحسب ارتفاع أسعار النفط وفق التقديرات الرسمية، وذلك بعد أن عدلت الحكومة توقعاتها لأسعار النفط من 61.4 دولار للبرميل بموجب الميزانية المعمول بها حالياً، حتى 69.6 دولار للبرميل بموجب التعديلات.
فضلا عن ذلك، ستحصل الميزانية زيادة في الفائض يقدر بنحو 319 مليار روبل (5.3 مليار دولار) بفضل هبوط سعر الروبل منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، حين أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة عقوبات «موجعة» استهدفت كبار رجال الأعمال الروس والشركات التي يسيطرون عليها.
على ضوء هذا الوضع تم تعديل التوقعات الرسمية لسعر صرف الروبل من 58.6 حتى 61.7 روبل لكل دولار أميركي. وبموجب القوانين الروسية تدفع الشركات النفطية رسوم تصدير منتجاتها والنفط الخام للخزينة بالدولار الأميركي، ما يعني أن الميزانية تحصل بموجب التعديلات على أكثر من 3 روبلات إضافية من كل دولار يسدد كرسوم عن الصادرات النفطية.
وبعيداً عن النفط والغاز والعوامل الجيوسياسية، تشير تعديلات الميزانية إلى مساهمة مصادر أخرى في زيادة فائض الدخل، بنحو 293 مليار روبل، منها 111 مليارا كدخل إضافي من زيادة ضريبة القيمة المضافة، و98 مليارا إضافية من الضريبة على الأرباح، قالت وزارة المالية الروسية إنها عبارة عن «أرباح إضافية حققتها الشركات في قطاعات محددة من الاقتصاد، على خلفية هبوط سعر الروبل».
في الوقت ذاته فإن مساهمة نمو إنتاج النفط والغاز في زيادة حجم فائض الميزانية كانت محدودة، ولم تتجاوز 44 مليار روبل تحصلها الميزانية من نمو الإنتاج، و36 مليار روبل من نمو صادرات تلك الخامات، فضلا عن 29 مليار روبل حصيلة ارتفاع أسعار تصدير الغاز.
وتكشف التعديلات على الميزانية الروسية خلال العام الحالي مدى التغيرات التي طرأت على الوضع المالي - الاقتصادي في روسيا، تحت تأثير التحول الإيجابي في أسواق النفط العالمية بصورة خاصة.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الروسية كانت أقرت في نهاية العام الماضي ميزانية عام 2018، ضمن مشروع ميزانية سنوات 2018 - 2020. حينها دار الحديث عن عجز في ميزانية عام 2018 بنحو 1.332 تريليون روبل (23 مليار دولار تقريباً)، مع دخل 15.18 تريليون روبل، وإنفاق بقدر 16.51 تريليون روبل... إلا أنها، ومع نهاية الربع الأول من العام الحالي سارعت إلى مراجعة المؤشرات الرئيسية للميزانية، وأقرت في شهر يوليو (تموز) الماضي قانون تعديلات، قالت فيه: «تبين أن الوضع في سوق المواد الخام أفضل مما كان يُعتقد سابقاً. وتم تحسين التوقعات لأسعار النفط، مقارنة بالأسعار التي تم اعتمادها خلال صياغة الميزانية». وبالتالي أعلنت الحكومة حينها زيادة عائدات الميزانية بقدر 1.8 تريلون روبل، الجزء الرئيسي منها (1.76 تريليون روبل) عبارة عن دخل إضافي على العائدات النفطية. وبذلك ارتفع إجمالي الدخل حتى 17.07 تريليون روبل، مقابل ارتفاع الإنفاق حتى 16.59 تريليون روبل. وحسنت توقعاتها للتضخم من 2.8 حتى 4 في المائة نهاية العام، وأعلنت الحكومة حينها استبدال العجز من خلال فائض في الميزانية يبلغ 481.8 مليار روبل.



الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
TT

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس صالح الجاسر، تسجيل قطاع الطيران نمواً استثنائياً خلال عام 2024، حيث ارتفعت أعداد المسافرين بنسبة 15 في المائة، لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر، بزيادة نحو 24 في المائة على مستويات ما قبل الجائحة، فيما زادت أعداد الرحلات الجوية بنسبة 11 في المائة، إلى أكثر من 902 ألف رحلة.

وأضاف الجاسر خلال الاجتماع الـ15 للجنة التوجيهية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، المُنعقد في الرياض، الخميس، أن نطاق الربط الجوي شهد زيادة بنسبة 16 في المائة، حيث أصبحت المملكة مرتبطة بـ172 وجهة حول العالم تنطلق منها الرحلات وإليها، وسجل الشحن الجوي نمواً استثنائياً بنسبة 34 في المائة؛ ليصل لأول مرة إلى أكثر من مليون طن خلال عام 2024.

من جانبه، بين رئيس هيئة الطيران المدني، عبد العزيز الدعيلج، أن النجاح الذي تحقق خلال العام الماضي يعود إلى الجهود التكاملية لجميع العاملين في القطاع، مشيراً إلى أن الطيران المدني السعودي حقق نمواً قياسياً خلال عامي 2023 و2024، بعد إحرازه قفزات كبيرة في الربط الجوي وأعداد المسافرين وخدمات الشحن الجوي.

وقال: «إن هذا التقدم يعكس التزام منظومة الطيران السعودي بتحقيق مستهدفات (رؤية 2030) في قطاع الطيران، من خلال الاستراتيجية الوطنية للطيران المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية».

ولفت الدعيلج النظر إلى أن قطاع الطيران حقق منجزات استثنائية غير مسبوقة منذ اعتماد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، التي كانت بمنزلة محرك للتحول؛ حيث ساهمت في تعزيز النمو والابتكار؛ لتواصل ريادتها العالمية.

رئيس هيئة الطيران المدني عبد العزيز الدعيلج (واس)

وقد شهد قطاع الطيران المدني في المملكة تقدماً ملحوظاً منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، بما في ذلك خصخصة المطارات ونقل تبعيتها إلى شركة «مطارات القابضة»، وتأسيس شركة «طيران الرياض»، وإطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي والمخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد، وتدشين المنطقة اللوجيستية المتكاملة في مدينة الرياض التي تعد أول منطقة لوجيستية خاصة متكاملة في المملكة، واستقطاب كبرى الشركات العالمية في المنطقة ومنحها تراخيص الأعمال التجارية في المنطقة.

كما جرى إطلاق لائحة جديدة لحقوق المسافرين، وإجراء أكبر إصلاح تنظيمي في اللوائح الاقتصادية لقطاع الطيران خلال 15 عاماً، وإطلاق برنامج الاستدامة البيئية للطيران المدني السعودي وتفعيله، مع إطلاق خريطتي طريق التنقل الجوي المتقدم والطيران العام.

وحققت المملكة نسبة 94.4 في المائة في تدقيق أمن الطيران؛ لتحتل بذلك المركز السابع على مستوى دول مجموعة العشرين، في مجال قطاع أمن الطيران، وتحقيقها المرتبتين الـ18 والـ13 في معدل الربط الجوي الدولي خلال العامين السابقين، مقارنة بعام 2018، حيث كانت في المرتبة الـ27؛ وذلك وفقاً لتقرير مؤشر الربط الجوي الصادر عن اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا).

وكان الاجتماع الخامس عشر للجنة التوجيهية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للطيران، قد شهد حضور عدد من قادة قطاعي الرياضة والسياحة في المملكة، من بينهم الفريق المسؤول عن ترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم، لمناقشة دور قطاع الطيران المدني في الاستعداد لاستضافة المملكة لبطولة عام 2034، وغيرها من الأحداث العالمية الكبرى التي ستقام في المملكة خلال العقد المقبل.