موضة الموسم تتحدى بالألوان الساطعة قتامة الخريف والشتاء

أصفر الخردل في عرض مايكل كورس  -  اقتراح من «فالنتينو»  -   الأحمر في عرض رونالد فان در كامب
أصفر الخردل في عرض مايكل كورس - اقتراح من «فالنتينو» - الأحمر في عرض رونالد فان در كامب
TT

موضة الموسم تتحدى بالألوان الساطعة قتامة الخريف والشتاء

أصفر الخردل في عرض مايكل كورس  -  اقتراح من «فالنتينو»  -   الأحمر في عرض رونالد فان در كامب
أصفر الخردل في عرض مايكل كورس - اقتراح من «فالنتينو» - الأحمر في عرض رونالد فان در كامب

«هل أنا في فصل الصيف أو الربيع؟ سؤال يسهل طرحه عندما تُطالعنا أزياء الخريف والشتاء الحاليين من واجهات المحلات. إلى عهد قريب كان ارتداء زي أبيض أو زهري من الألوان غير المألوفة عندما تكون درجات الحرارة منخفضة. لكن على ما يبدو فإن هذه الفكرة لم يعد لها مكان في قاموس الموضة العصرية، بعد أن اختلطت كل المواسم ببعضها وأصبحت كل الألوان مباحة. لا تختلف شتاء أو صيفا لا سيما بعد أن اعتمدتها دور أزياء كبيرة وتروج لها من خلال تصاميم لا يمكن مقاومة إغراءاتها. فاللون الأصفر الفاقع مثلا ذوب قتامة الرمادي كذلك البرتقالي والوردي وغيرهم من الدرجات المشعة. وهكذا أكدت عروض كل من «لانفان» و«بوتيغا فينيتا» و«روكساندا» و«بالمان» وغيرهم كثيرون أن الأصفر بتدرجاته، رفيق مثالي للمرأة هذا الشتاء سواء جاء على شكل بنطلون أو جاكيت أو فستان.
البرتقالي أيضا وجد له مكانة هذا الشتاء. الجميل فيه أنه يتدرج من الدافئ المطفي إلى المشع، كما رأينا في عروض كل من «بيربري» و«برادا» و«أوسكار دي لا رونتا» وجيريمي سكوت، وكل ما على المرأة تنسيقه بطريقتها وبحسب ما يتناغم مع بشرتها. من جهته لم يعد الزهري الذي قد يذكرنا بدمية «باربي» مرادفا للطفولة، بل دخل إلى خزانة المرأة الأنيقة من أوسع الأبواب. الفضل يعود إلى دار «فالنتينو» و«فندي» و«جيورجيو أرماني». وبحسب خبيرة الأزياء اللبنانية سارة كيروز، فإن للأبيض أيضا مكانته التي لن يتزحزح عنها «لقد فاجأتنا دار ألكسندر ماكوين باعتمادها له في تنورات شتوية مُغرية» بل ظهر أيضا في معاطف من الكشمير والصوف. ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن كل هذه الألوان الساطعة لن تُلغي أهمية الأسود. قد يتراجع بعض الشيء لكنه لن يختف تماما لأنه الورقة الرابحة دائما، بحيث يدخل كل المناسبات دون قيد، كما أكدت عروض مصممين من أمثال ألبيرتا فيريتي وإيزابيل ماران وشانيل.


مقالات ذات صلة

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

لمسات الموضة صرعات الموضة (آيماكستري)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

منذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء بين المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

في ظل التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوُّق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً ومشوقاً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

«أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.