الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تجتمع في إسطنبول

انتخبت أمينا للسر وتبحث إجراء تعديلات التي تتبعها وزارتا الدفاع والخارجية

الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تجتمع في إسطنبول
TT

الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تجتمع في إسطنبول

الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تجتمع في إسطنبول

استكملت أمس الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» اجتماعاتها التي بدأتها الجمعة الماضي في إسطنبول. وفيما انتخب عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» المنتمي إلى «كتلة حماية المدنيين» نذير الحكيم، أمين سرّ للهيئة السياسية، كان موضوع «العلاقة الناظمة بين الائتلاف والحكومة السورية المؤقتة» إضافة إلى مشروع «تعديل النظام الأساسي للائتلاف»، البندين الرئيسين على جدول أعمال اجتماعات الهيئة أمس، على أن تتخذ القرارات النهائية بشأنهما في اجتماعات اليوم الاثنين، وفق ما أشار عضو المكتب التنفيذي في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».
ويشغل الحكيم الكثير من المهام في كل من «المجلس الوطني» و«الائتلاف». فهو عضو في الهيئة العامة والهيئة السياسية، ولجنة العضوية، ولجنة التعليم في الائتلاف، ومدير مكتب تركيا، ورئيس لجنة القمح. كما أنّه عضو في الهيئة العامة والأمانة العامة والمكتب التنفيذي ورئيس مكتب المجالس المحلية ومسؤول العلاقات مع تركيا في المجلس الوطني. وبينما يعرف عن الحكيم أنه عضو غير معلن في جماعة الإخوان المسلمين، ينشط في الكثير من المجالس واللجان والهيئات التي لها علاقة بإدارة أو تمويل أو تسليح مدينة حلب وريفها.
وفيما يتعلّق بجدول أعمال اجتماعات الهيئة السياسية، أوضح رمضان أنّه سيعرض مشروعا لمناقشة وإضافة تعديلات جوهرية في النظام الأساسي للائتلاف وتوسيع صلاحيات نواب الرئيس والهيئة السياسية إضافة إلى تشكيل لجان على مستوى الهيئة العامة تضم عددا من أعضاء الائتلاف لمتابعة الملفات واتخاذ القرارات.
وأشار إلى أنّ صلاحيات كل من الحكومة والائتلاف، سيكون لها حيز كبير من المناقشات، لا سيما فيما يتعلّق بتعيين الوزراء وحجب الثقة عن الحكومة، ومساءلة وزرائها، وكيفية التصويت على مشاريع القوانين التي تقدّم.
وأشار رمضان إلى أنّ الهيئة السياسية ستطرح موضوع وزارتي الخارجية والدفاع، في ضوء الانقسام بشأنهما ومطالبة البعض بأنّ تكونا تابعتين للائتلاف وليس للحكومة على غرار الوزارات الأخرى.
وكانت خلافات في الصلاحيات كانت قد ظهرت بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا ورئيس الحكومة أحمد طعمة، الشهر الماضي، على خلفية اتخاذ الأخير قرار حل المجلس العسكري، وإقالة رئيس هيئة الأركان عبد الإله البشير، ومن ثم إلغاء الجربا قرار طعمة على اعتبار أن الأمر خارج صلاحيات رئيس الحكومة. وهو الأمر الذي استدعى مطالبات من المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية وأعضاء في الائتلاف بحجب الثقة من طعمة. مع العلم أنّه وفقا للنظام الأساسي للائتلاف السوري، فإن الحكومة المؤقتة هي جهة تابعة للائتلاف ينتخب رئيسها وأعضاؤها من قبل الهيئة العامة.
وأعلن الائتلاف الوطني في بيان له أنّ الهيئة السياسية، التي جرى انتخابها في اجتماع أعضاء الهيئة العامة الأخيرة التي اختتمت أعمالها في التاسع من الشهر الحالي، بدأت أول اجتماعاتها السبت، وتضمن جدول الأعمال انتخاب أمين سر للهيئة السياسية، وعرض التقريرين السياسي والميداني.
ولفت البيان إلى أنّ الاجتماع تناول وضع خطة عمل للمرحلة المقبلة، وتوزيع المهام والوظائف بين الأعضاء لتنفيذ هذه الخطة وإرفاقها بخطة إعلامية مدروسة، وعرض ملخص عن اجتماع الدول الأعضاء لأصدقاء الشعب السوري. وناقش أعضاء الهيئة السياسية تصورات متعددة لتخفيف الاحتقان ضد السوريين في البلدان المضيفة وتحديدا تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر، إضافة إلى مناقشة خطة لزيارة جميع المخيمات في دول الجوار وقضاء العيد معهم، وتقديم كافة سبل الدعم للاجئين السوريين وإجراء اجتماعات معهم لعرض أفكار الائتلاف والاستماع لمشاكلهم. وجرى خلال الاجتماع توزيع ومناقشة تقارير الرئيس ونوابه والأمين العام، وتقارير اللجان المتوفرة، بالإضافة إلى البحث في الوضع السياسي والدولي، وإعادة النظر في وضع مؤسسات الائتلاف وإعادة تحديد أهدافها وطريقة عملها. واجتماعات إسطنبول التي تستمر لثلاثة أيام، تنتهي اليوم، هي الأولى التي تعقدها الهيئة السياسية بعد انتخاب عضو «الكتلة الديمقراطية» هادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف خلفا لأحمد الجربا، وذلك ضمن تسوية توافقية بين الكتل السياسية أفضت إلى انتخاب نصر الحريري المحسوب على كتلة «الحراك الثوري» أمينا عاما للائتلاف وكل من عضو «الكتلة الكردية» عبد الحكيم بشار نائبا أول للرئيس، ومحمد القداح عضو كتلة «المجالس المحلية» نائبا ثانيا، فيما احتفظت نورا الأمير بمنصبها كنائب ثالث لرئيس الائتلاف.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.