قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تأكدت أن أعضاء «قوات الدعم السريع» والجماعات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان في دارفور عام 2023.
كما أعلنت واشنطن فرض عقوبات على قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» وذلك «لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني».
وتعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المعتمدة بعد الحرب العالمية الثانية، الإبادة الجماعية بأنها «الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إتنية أو عنصرية أو دينية».
«اغتصاب 550 امرأة»
وأكدت مسؤولة حكومية سودانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، توثيق تعرّض أكثر من 550 امرأة للاغتصاب من عناصر في «قوات الدعم السريع» منذ اندلاع الحرب مع الجيش في أبريل (نيسان) 2023.
وتأتي المعلومات التي كشفتها سليمة إسحق محمد الخليفة المسؤولة عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء «قوات الدعم السريع» بارتكاب «عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي» خلال الحرب. كما وثّقت بعثة تابعة للأمم المتحدة أدلة على «انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على أساس الجنس» في السودان.
وقالت سليمة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها وثّقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلون في قوات الدعم السريع بين أبريل 2023 وديسمبر (كانون الأول) 2024. وأضافت المسؤولة أن هذا الرقم يستند إلى تقارير لأخصائيين في الصحة النفسية ساعدوا الناجيات من الاغتصاب في المرافق الطبية، وبالتالي يمثل جزءا صغيرا من العدد الفعلي للهجمات على النساء خلال تلك الفترة.
وتابعت: «هناك عدة عوامل تمنع تسجيل كل الحالات وهي أن هناك ولايات معزولة تماما مع قطع الاتصالات وعدم تبليغ معظم النساء عن الاغتصاب بسبب الوصم الاجتماعي. وهناك أماكن لا توجد بها أصلا رعاية صحية». وقالت سليمة إسحق محمد الخليفة إنه بين سبتمبر (أيلول) 2023 وأبريل 2024، «وافقت السلطات على 36 عملية إجهاض لنساء اغتصبهن عناصر في (قوات الدعم السريع) معظمهن في العاصمة الخرطوم».
وفرضت الولايات المتحدة أيضاً عقوبات على سبع شركات مرتبطة بـ«قوات الدعم السريع» تتهمها بالمشاركة في تمويلها وشراء المعدات العسكرية لمصلحتها، والمساهمة تاليا في «استمرار النزاع في السودان».
ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة «حميدتي».
أدت الحرب إلى مقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح 12 مليونا وتسببت بما تصفه الأمم المتحدة بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ومنذ أسابيع، يحقّق الجيش تقدّماً نحو الخرطوم في مسعى لاستعادة السيطرة على العاصمة، بعدما دحرته «قوات الدعم السريع» منها في بدايات الحرب.