«إيسيسكو» تتبنى خطة لمعالجة القضايا التربوية في العالم الإسلامي

TT

«إيسيسكو» تتبنى خطة لمعالجة القضايا التربوية في العالم الإسلامي

صادق المؤتمر الثالث عشر للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة (إيسيسكو) في ختام أعماله، أمس، بمقر المنظمة في العاصمة المغربية الرباط، على مشروع الخطة متوسطة المدى للأعوام 2019 - 2027 وخطة العمل الثلاثية للسنوات 2019 - 2021، التي ستركز على إيجاد المقاربات والآليات المناسبة لمعالجة القضايا الجديدة، التي برزت في المجالات التربوية والعلمية والتكنولوجيا الاتصالية والاجتماعية.
وتروم خطة عمل «إيسيسكو» الثلاثية للسنوات (2019 - 2021)، التي اطلعت «الشرق الأوسط» على خطوطها العريضة، تحقيق هدفين استراتيجيين أساسيين، يتمثل أولهما في استثمار العمل الإسلامي المشترك في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية والاتصال، بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
أما الخطة الثلاثية، التي أشاد المشاركون في المؤتمر بمضامينها، فتضع ترسيخ ثقافة الجودة والابتكار في المنظومات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية للدول الأعضاء، هدفاً استراتيجياً ثانياً لها، وذلك من خلال التركيز على استهداف فئتي النساء والشباب، حيث تطمح المنظمة لجعل هاتين الفئتين «محركين قويين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة».
كما طالب المؤتمر بتوجيه البرامج والمشاريع، التي تضمنتها الخطة الثلاثية، لخدمة أولويات الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية واحتياجاتها، كما حث على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل الآليات التنفيذية للخطة، وذلك بما يتماشى مع أهداف المنظمة ورسالتها الحضارية. وخلال اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر الثالث عشر للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة، دعا مدير عام «إيسيسكو» عبد العزيز بن عثمان التويجري، أيضاً، إلى مواصلة جهود واتصالات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مع غير الأعضاء في «الإيسيسكو» للالتحاق بالمنظمة، وذلك بهدف الاستفادة من «برامجها وتطوير التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف مجالات البناء الحضاري للأمة الإسلامية».
وأعلن المؤتمر عن ترحيبه بإدماج المؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين الطفولة، وذلك ضمن مؤتمر إسلامي يُعنى بقضايا الشؤون الاجتماعية، ويعقد بالاشتراك بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي و«إيسيسكو»، وبتعاون مع مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي.
كما أعلن المؤتمر الثالث عشر لمنظمة «إيسيسكو»، الذي جعل «القدس الشريف» عنواناً لدورته، أن الدورة المقبلة (14) ستعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور في النصف الثاني من عام 2021.
يذكر أن المؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عرف حضور عدد من وزراء التربية والتعليم العالي والثقافة والاتصال في الدول الأعضاء، البالغ عددهم 54 دولة، بالإضافة إلى 3 دول تحمل صفة مراقب، وهي «جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة تايلاند، ودولة قبرص التركية»، وكذا ممثلين عن هيئات ومنظمات إقليمية ودولية مختصة في قضايا التربية والتعليم والثقافة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.