أدان مركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر، الألعاب الترفيهية الإلكترونية، واعتبرها سبباً أساسياً للعنف في المجتمعات المسلمة. وقال المركز إن «انتشار المواد التي تحض على العنف في وسائل الإعلام المختلفة، والألعاب الترفيهية الإلكترونية، وغياب القدوة المنضبطة في سلوكها وتفكيرها، من أسباب العنف داخل الأسر على اختلاف بيئاتها ومستوياتها في المجتمعات المسلمة».
وأرجع المركز عوامل أخرى للعنف الأسري مثل العوامل النفسية التي ترجع إلى الشخص ذاته كالإحباط، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، وسوء تنشئة الزوج أو الزوجة، كنشأتهما في بيئة تلجأ إلى العنف وتستخدمه. وتعاطي المواد المخدرة التي تفقد الإنسان عقله، وتحكمه في تصرفاته، وتودي به إلى ارتكاب أعمال عنف في محيط أسرته ومجتمعه. والأنا وحب الذات، وهذه الصفة التي تدفع صاحبها إلى حب التملك والسيطرة. وضعف الوازع الديني، والبعد عن الأخلاق الحميدة التي حث الإسلام أتباعه على الاتصاف بها، ومنها الرحمة والرفق والحلم.
وأكد المركز في تقرير حديث عن «العنف الأسري... أسبابه وعلاجه»، أن الإسلام لا يقر التعامل بطريق العنف بين الناس عامة، وبين أفراد الأسرة الواحدة خاصة؛ وأن العنف لا يصلح أن يكون علاجاً لمشكلة، أو وسيلة لإصلاح؛ بل إن وجد في أسرة فهو خطر يهدد تماسكها، وسلامة أطفالها، ويضر بصحة أفرادها البدنية والنفسية.
وأشار التقرير إلى أن انتشار حوادث العنف الأسري في المجتمع، لا سيما إن وصل الأمر للتعذيب أو التشفي، ليؤذن بخطر داهم، لا بد أن ينتبه له الجميع... ورأي الشرع الإسلامي في هذا الشأن واضح لا تهاون فيه: «فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المثلة» وهي: التنكيل والتشويه، وتعد جريمة وحشية حرمها الإسلام أشد التحريم لما فيها من عنف وقسوة وإهدار لكرامة الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن للعنف الأسري أنواعاً، أهمها، العنف المتبادل بين الزوجين، الذي تقع النساء ضحيته في أغلب الأحيان، مخالفة لما أمر به الإسلام من صيانة المرأة وإكرامها، والعنف ضد الأولاد؛ وهو من الأسباب الكبرى لفساد المجتمع، والعنف المالي ضد أفراد الأسرة من قبل رب البيت، المتحكم في مقدراتهم، وصاحب القوامة عليهم.
وسبق أن أعلن المجلس القومي للمرأة بمصر في إحصائية سابقة له، عن وجود نحو 1.5 مليون امرأة مصرية تتعرض للعنف الأسري سنوياً، من خلال دراسة ميدانية قام بإجرائها، وأن 70 في المائة من حالات الاعتداء على الزوجات سببها أزواجهن، و20 في المائة من الآباء تجاه بناتهم، و10 في المائة من الإخوة.
وعن مظاهر العنف الأسري في المجتمعات المسلمة، أرجعها التقرير إلى التعدي على أحد أفراد الأسرة بالضرب، كضرب الزوج زوجته، مما يسبب الإضرار البدني والنفسي؛ بل أحياناً يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة القتل. وعقوق الأبناء لآبائهم. والتفكك الأسري، وفقدان لغة الحوار، واتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة. وارتفاع نسب الطلاق. وتشريد الأطفال، وارتفاع ظاهرة أطفال الشوارع. وانعدام الأخلاق الإسلامية في التعامل بين أفراد الأسرة.
واقترح التقرير حلولاً للعنف الأسري تتمثل في نشر توعية مجتمعية تحذر من العنف الأسري وتبين خطورته على النشء، وتماسك الأسرة والمجتمع؛ من خلال المؤسسات التعليمية والإرشادية. وإصدار مواد تعالج هذه الظاهرة. وتفعيل قانون تجريم العنف الأسري حتى يلقى كل مخطئ جزاءه.
«الأزهر للفتوى» يُدين الألعاب الترفيهية الإلكترونية
اعتبرها سبباً للعنف في المجتمعات المسلمة
«الأزهر للفتوى» يُدين الألعاب الترفيهية الإلكترونية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة