الميليشيات تطلق نجلي صالح وتتشبث بأبناء شقيقه في المعتقل

أقلتهما طائرة أممية من صنعاء إلى عمّان

الميليشيات تطلق نجلي صالح وتتشبث بأبناء شقيقه في المعتقل
TT

الميليشيات تطلق نجلي صالح وتتشبث بأبناء شقيقه في المعتقل

الميليشيات تطلق نجلي صالح وتتشبث بأبناء شقيقه في المعتقل

أفرجت الميليشيات الحوثية أمس عن نجلي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مدين وصلاح، من معتقلهما في صنعاء، وأبقت على نجلي شقيقه، محمد محمد عبد الله صالح، وعفاش طارق صالح.
وأعلنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أنها أصدرت تصريحا لطائرة أممية نقلت نجلي الرئيس السابق من صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وأوضح التحالف أنه سهل عملية نقل نجلي الرئيس السابق مدين وصلاح علي عبد الله صالح عبر طائرة أممية أقلتهما من مطار صنعاء الدولي إلى مطار الملكة علياء في الأردن. مبينا أنه أصدر التصريحات اللازمة لطائرة الأمم المتحدة.
وكانت الميليشيات الحوثية رفضت قبل أيام السماح بهبوط الطائرة الأممية في مطار صنعاء وأجبرتها على العودة إلى العاصمة الأردنية عمان، من دون أسباب معروفة، قبل أن تعود أمس وتسمح بهبوطها لإقلال نجلي صالح المعتقلين في سجونها منذ نحو 10 أشهر.
وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية رفضت إدراج بقية أقارب صالح ضمن الصفقة، سعيا منها إلى استثمار وجودهم في المعتقل للضغط على العميد طارق صالح الذي يقود قواته في مواجهة الجماعة في جبهة الساحل الغربي، خاصة أنه من ضمن المعتقلين نجله عفاش، وشقيقه محمد، المتهمين من قبل الجماعة بقتل العشرات من أنصارها أثناء عملية وأد الانتفاضة التي دعا إليها صالح وانتهت بمقتله.
وذكر الموقع الرسمي لحزب «المؤتمر الشعبي» (جناح صنعاء) الخاضع للميليشيات أن إطلاق نجلي صالح، جاء تتويجا لسلسلة من المفاوضات بين قيادات الحزب في صنعاء، مع الجماعة الحوثية، قادها كل من صادق أمين أبو راس، ويحيى الراعي، على حد زعم الموقع.
وأطلقت الجماعة أكثر من 4 آلاف معتقل من أتباع صالح والموالين له من مدنيين وعسكريين، بحسب مصادر في الحزب، كانت اعتقلتهم بعد تصفية صالح والتنكيل بأقاربه، في سياق سعيها إلى استمالة القيادات الموالية له للبقاء تحت جناحها الانقلابي، وتحويل حزب «المؤتمر الشعبي» إلى ذراع سياسية خادمة لأجندتها.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الأردنية في بيان على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن نجلي صالح وصلا إلى مطار الملكة علياء ولم يدخلا إلى عمان وإنما واصلا طريقهما إلى وجهة ثالثة لم يسمها المصدر.
وكان نحو 40 شخصا من أقارب صالح من الأطفال والنساء وصلوا بعد مقتله إلى الرياض ومسقط، بعد أن سهل لهم التحالف الداعم للشرعية مغادرة الأراضي اليمنية والخروج من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وصادف وجود مدين وصلاح إلى جوار والدهما صالح في صنعاء، وكانا شاهدين على مقتله، في حين كان نجله الأكبر أحمد علي عبد الله صالح لا يزال مقيما في دولة الإمارات العربية مشمولا بعقوبات مجلس الأمن التي فرضت عليه قيودا تمنعه من السفر إلى جانب تجميد أمواله.
ويتولى شقيقهما الآخر، خالد علي صالح، إدارة أموال العائلة وممتلكاتها في الخارج، بحسب ما أفادت به مصادر حزبية مقربة، وكان هو الآخر موجودا خارج البلاد مع شقيقيه الصغيرين، ريدان وصخر، أثناء المواجهات التي انتهت بمقتل والده على أيدي الميليشيات الحوثية في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017.
واستبعد مقربون من عائلة الرئيس السابق قيام نجليه مدين وصلاح المفرج عنهما أمس بأي نشاط سياسي أو عسكري في المدى القريب، كما هو حال أخيهما الأكبر أحمد علي الذي تحاول قيادات بارزة في حزب والده الدفع به إلى الواجهة لتولي أدوار سياسية في قيادة الحزب، وهو الأمر الذي لم يتسن حتى الآن للعقوبات الأممية المفروضة عليه.
وكان طارق صالح، وهو نجل شقيق صالح، أفلت من صنعاء، بعد مقتل عمه، قبل أن يبدأ في إعادة بناء القوات الموالية له بدعم من التحالف الداعم للشرعية، وينخرط في المعارك الدائرة بالساحل الغربي، في سياق سعيه للثأر من الجماعة الحوثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.