«زيكا» يمكن أن يحارب سرطان الدماغ

الفيروس يسبب تشوّهات في عيون الأطفال

برازيلية وطفلها الذي ولد مصاباً بتشوهات بسبب فيروس «زيكا» (أ. ف. ب)
برازيلية وطفلها الذي ولد مصاباً بتشوهات بسبب فيروس «زيكا» (أ. ف. ب)
TT

«زيكا» يمكن أن يحارب سرطان الدماغ

برازيلية وطفلها الذي ولد مصاباً بتشوهات بسبب فيروس «زيكا» (أ. ف. ب)
برازيلية وطفلها الذي ولد مصاباً بتشوهات بسبب فيروس «زيكا» (أ. ف. ب)

أدى الانتشار الوبائي لفيروس "زيكا" قبل سنتين إلى ذعر في أنحاء العالم واستنفار للأجهزة الصحية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، خصوصاً أن إصابة الحوامل به تؤدي إلى ولادة أطفال بأدمغة مشوّهة. غير أن باحثين من الصين والولايات المتحدة اكتشفوا أن لقاحاً مطوراً مضاداً لفيروس "زيكا" الذي ينقله البعوض يمكن أن يمنع نمو الأورام الدماغية.
وأورد موقع "ساينس نت.سي ان" أن الدراسة التي نشرتها مجلة " إم بيو" التابعة للجمعية الأميركية للميكروبيولوجيا، قادها تشين تشنغ فنغ من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين، ومان جيانغ هونغ من المركز الوطني للتحليل الطبي الحيوي في الصين، وشي بي يونغ من جامعة تكساس الأميركية.
ويعد ورم غليوبلاستوما الشكل الأكثر شيوعا من أورام الدماغ، وهو مرض صعب لا تحقق العلاجات والتدخلات الجراحية والشعاعية والكيميائية لعلاجه سوى محدودة. ويبلغ متوسط وقت بقاء المرضى المصابين على قيد الحياة نحو 14 شهراً، خصوصاً أن تكرار عودة الورم بعد استئصاله سكون شبه محتّم.
ووجدت دراسة سابقة أن الخلايا الجذعية لهذا الورم لعبت دوراً أساسياً في تطور الإصابة بأمراض الدماغ المميتة وتكرارها. وفي 2017، اكتشف باحثون من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين وجامعة تكساس أن فيروس "زيكا" يمكن أن يقتل خلايا السلائف العصبية، والخلايا الجذعية العصبية. ثم طوروا لقاح فيروس "زيكا" المعدل وراثياً لكي يقتل الخلايا الجذعية للورم لأن له خصائص مشابهة للخلايا الجذعية العصبية.
وحقن الباحثون الفئران باللقاح، فلم يسبب أي سلوك غير طبيعي أو تلف في الدماغ والأعضاء الأخرى، مما يثبت أن اللقاح آمن. ثم وجدوا أن أحجام الأورام انخفضت بشكل كبير، وأن الخلايا الجذعية للورم أصيبت وماتت في أدمغة الفئران، من غير أن تتضرر الخلايا السليمة.
وبعد تحاليل معمقة للتجارب تبيّن أن فيروس "زيكا" المعدّل يؤدي إلى استجابة المناعة لمحاربة الفيروس، فتحصل التهابات تقتل الخلايا الجذعية للورم.
وسيعمل الباحثون على تطوير اللقاح لكي يصير جاهزاً للاختبار على البشر، على أمل أن يكون سلاحاً فعّالاً في مواجهة سرطان الدماغ.
من جهة أخرى، بيّنت دراسة لجامعة كاليفورنيا الأميركية، أن حوالى ربع الرضع الذين تعرضوا لفيروس "زيكا" في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في 2015 و2016، أصيبوا بتشوهات في العيون. ونصح الباحثون بفحص جميع الرضّع الذين ولدوا أثناء تفشي الفيروس.


مقالات ذات صلة

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

الولايات المتحدة​ ستيفانيك وترمب في نيوهامشير 19 يناير 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تشكيل فريقه الذي سيحيط به في البيت الأبيض، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك أن تتسلّم منصب مندوبة بالأمم المتحدة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاريس وبايدن في المؤتمر الحزبي الديمقراطي في 19 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

هاريس وبايدن: وجهان لعملة واحدة؟

يستعرض تقرير واشنطن، ثمرة التعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، مواقف هاريس الفعلية في ملفات السياسة الداخلية والخارجية وما إذا كانت ستصبح امتدادا لسياسات بايدن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاريس وترمب خلال المناظرة في 10 سبتمبر 2024 (أ.ب)

هل نجحت المناظرة الرئاسية في إقناع الناخبين المترددين؟

مواجهة نارية جمعت بين مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب؛ سعيا من خلالها لاستقطاب أصوات الناخبين المترددين... فهل نجحا في ذلك؟

رنا أبتر (واشنطن)
أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية  (أرشيفية - رويترز)

سيارة تصدم قافلة مهاجرين في المكسيك وتقتل 3 أشخاص

صدمت سيارة قافلة مهاجرين كانت متّجهة نحو الولايات المتحدة على طريق سريع في جنوب المكسيك ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم فتاة، وفق ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.