الصين تحذر أميركا من رد انتقامي في حال تصاعد الحرب التجارية

الأجواء لا تزال ودية في مفاوضات «نافتا»

الرئيس شي جينبينغ في ختام القمة الصينية الأفريقية الأخيرة.
الرئيس شي جينبينغ في ختام القمة الصينية الأفريقية الأخيرة.
TT

الصين تحذر أميركا من رد انتقامي في حال تصاعد الحرب التجارية

الرئيس شي جينبينغ في ختام القمة الصينية الأفريقية الأخيرة.
الرئيس شي جينبينغ في ختام القمة الصينية الأفريقية الأخيرة.

هدد متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أمس بأن الصين سترد على الرئيس الأميركي دونالد ترمب إذا ما مضى وطبّق رسوما جديدة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وقال المتحدث جاو فنج: «ستتخذ الصين التدابير المضادة وفقا للإجراءات الأميركية».
وقد تُقرر الولايات المتحدة فرض رسوم، ستطال نحو 40 في المائة من إجمالي الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، بعد انتهاء فترة تلقي تعليقات الجمهور أمس الخميس.
وتهدد الحكومة الصينية بالرد على الرسوم برسوم أخرى على واردات أميركية إلى الصين بقيمة 60 مليار دولار.

وكان الجانبان قد تبادلا بالفعل فرض رسوم على سلع بقيمة 50 مليار دولار من كل منهما. وقال جاو إن الصين لديها «الثقة والقدرة والسبل للحفاظ على النمو الثابت والصحي للاقتصاد».
وكان وفد تجاري صيني سافر إلى واشنطن الشهر الماضي لإجراء مباحثات، وصفتها وزارة التجارة الصينية بأنها «بناءة». إلا أن وسائل إعلام أميركية نقلت عن ترمب القول إنه ليس مستعدا لإبرام اتفاق تجاري مع بكين.
وتتهم الولايات المتحدة الصين باتباع ممارسات غير عادلة، وخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا. ويسعى ترمب إلى تقليص العجز التجاري بين البلدين، والذي وصل العام الماضي إلى 375 مليار دولار.
من جهة أخرى واصلت إدارة الرئيس الأميركي مفاوضاتها مع كندا في محاولة للتوصل إلى تسوية حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).
وتحدثت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، مساء الأربعاء في ختام سلسلة لقاءات أجرتها في واشنطن مع الممثل الأميركي للتجارة، روبرت لايتزر، عن «تقدم» في المحادثات التي تجريها في واشنطن في أجواء هادئة رغم الإساءات اللفظية التي قالها ترمب مؤخراً، لكنّها حذّرت في الوقت نفسه من أن الأمور مرهونة بخواتيمها.
وقالت: «عقدنا لقاء جديدا بناء ومهما مع السفير روبرت (لايتزر) وفريقه. الأجواء لا تزال ودّية».
وفي إشارة إلى «حسن نية وإرادة» المفاوضين الكنديين والأميركيين، أكدت أن اتفاقاً «جيداً بالنسبة لكندا وللولايات المتحدة وللمكسيك ممكن حتماً».
وقبل أكثر من عام فرض ترمب بشكل أحادي على كندا والمكسيك معاودة التفاوض حول «نافتا»، معتبرا أن الاتفاقية «كارثية» بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي وتسببت بعجز تجاري كبير حيال المكسيك وصل إلى 63.6 مليار دولار عام 2017.
وبينما أعلنت واشنطن التوصل إلى اتفاق مع المكسيك، فإن إدارة ترمب لم تتمكن بعد من التفاهم مع حكومة جاستن ترودو.
ومن المواضيع الشائكة في هذه المفاوضات مسألة الإبقاء في الاتفاق الجديد على آلية تتيح التحكيم في الخلافات التجارية بين شركاء المعاهدة وهو أمر منصوص عليه في الفصل 19 من الاتفاقية الموقّعة في 1994، وفي حين يريد الأميركيون التخلّص من هذه الآلية فإن الكنديين يريدون الإبقاء عليها.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أكّد الثلاثاء أن بلاده «لن تتزحزح» عن ثوابتها في المفاوضات الجارية بينها وبين الولايات المتحدة على اتفاقية تجارية جديدة تشمل أيضا المكسيك، محذرا من أنه لن يوقّع على أي اتفاق لا يتضمن آليّة لتسوية النزاعات التجارية ويحمي القطاع الثقافي في بلاده.
كذلك فإنّ مواقف البلدين تتعارض حول مسألة أخرى هي بند «الاستثناء الثقافي» الذي يتمسّك به الكنديّون ويريد الأميركيون التخلّص منه، ذلك أنّ هذا البند يؤمن الحماية بصورة خاصة لقطاعي الإنتاج الثقافي والإعلام المرئي والمسموع في كندا.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.