أميركا والهند تجريان محادثات «تفصيلية» بشأن وقف واردات نفط إيران

أميركا والهند تجريان محادثات «تفصيلية» بشأن وقف واردات نفط إيران
TT

أميركا والهند تجريان محادثات «تفصيلية» بشأن وقف واردات نفط إيران

أميركا والهند تجريان محادثات «تفصيلية» بشأن وقف واردات نفط إيران

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس إن الولايات المتحدة والهند تجريان «محادثات تفصيلية جدا» بخصوص طلب واشنطن وقف واردات النفط الهندية من إيران كلية. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العام الحالي بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بعدما قرر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع ست قوى عالمية في عام 2015. ومنذ ذلك الحين تحاول الولايات المتحدة إقناع الدول بعزل إيران اقتصاديا. وقال المسؤول للصحافيين، في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء الخارجية والدفاع من البلدين في العاصمة الهندية «نطالب جميع شركائنا، وليس فقط الهند، بوقف واردات النفط من إيران تماما، وأنا متأكد من أن هذا سيكون جزءا من محادثاتنا مع الهند».
وأضاف: «هناك محادثات تفصيلية جدا بين الولايات المتحدة والهند بخصوص المسائل الفنية المرتبطة بالوقف التام (لواردات النفط من إيران) وهذه المحادثات ستستمر». وقال مسؤول هندي لوكالة «رويترز» في الشهر الماضي إن الهند لن توقف وارداتها من إيران لكنها ستصوغ الشكل النهائي لاستراتيجيتها بشأن مشتريات الخام بعد اجتماع رفيع المستوى بين وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، مايك بومبيو وجيم ماتيس، ونظيريهما الهنديين، سوشما سواراج ونيرمالا سيثارامان.
وتراجعت واردات النفط الهندية من إيران في أغسطس (آب) بنحو الثلث في ظل انتظار شركات التكرير الحكومية تصريحا من الحكومة لشراء النفط باستخدام ناقلات وتغطية تأمينية إيرانية.
وتستعد سوق النفط العالمي بالفعل لفقد ما لا يقل عن مليون برميل يوميا من إمدادات الخام الإيراني بدءا من أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، حين تدخل العقوبات الأميركية على طهران حيز التطبيق. وارتفعت أسعار النفط ثلاثة في المائة منذ أعلنت الحكومة الأميركية عن العقوبات في مايو (أيار).
وصعدت أسعار النفط العالمية أمس بدعم من تراجع الدولار ودلالات على قوة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، وإن كانت الضبابية ما زالت تكتنف آفاق الطلب بسبب اضطرابات الأسواق الناشئة وتصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات رئيسية، نحو 0.1 في المائة الخميس. غير أنه صعد 3.3 في المائة منذ بداية العام الحالي واستفاد من تخارج المستثمرين من أصول الأسواق الناشئة. ونتيجة لذلك، يشهد كبار مستهلكي النفط ارتفاعا سريعا في فواتير وارداتهم.
وبحلول الساعة 09:42 بتوقيت غرينتيش ارتفع خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 39 سنتا إلى 77.66 دولار للبرميل، لكنه يظل دون ذروة الثلاثاء قرب 80 دولارا. وزاد الخام الأميركي في العقود الآجلة 12 سنتا إلى 68.85 دولار للبرميل.
وأول من أمس، أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بدعم من قوة الاستهلاك التي دفعت المصافي إلى تعزيز إنتاجها.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنها تتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى 100 مليون برميل يوميا للمرة الأولى هذا العام.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.