«نفور جيني» من السكريات... يحصن الجسم من السمنة والسكري

بكتيريا الأمعاء تحول فصائل الدم إلى فصيلة «أو» الكريمة

«نفور جيني» من السكريات... يحصن الجسم من السمنة والسكري
TT

«نفور جيني» من السكريات... يحصن الجسم من السمنة والسكري

«نفور جيني» من السكريات... يحصن الجسم من السمنة والسكري

قال علماء أميركيون، إن الأفراد الذين يعانون من تشوه جيني نادر يسمى «إيسنتشال فركتوزوريا»، يفتقدون الإنزيم الأولي اللازم للتمثيل الغذائي لسكر الفركتوز. ويوجد سكر الفركتوز طبيعياً في العسل والفواكه والخضراوات.
- نفور من السكريات
وقال الباحثون في جامعة دنيفر الأميركية، إنهم لم يعثروا على أي عواقب صحية ضارة لفقدان هذا الإنزيم، ووجدوا فقط حالة من النفور إلى المواد الحلوة. بل ويبدو أن هذا الفقدان يقدم فوائد مهمة لأن أخطار السمنة أو مرض السكري من النوع الثاني لا تهدد المصابين به. ويتم توارث هذا العيب الجيني لدى واحد من 130 ألف شخص، أي نحو 8 في المليون!
ويقول ريتشارد جونسون الباحث في الجامعة «عندما اتصلت بالأشخاص المصابين بهذا العيب لم أجد أياً منهم مصاباً بالسكري من النوع الثاني». وتتوجه فرق الأبحاث العلمية وشركات صناعة الأدوية لدراسة هذا العيب الجيني بهدف إيجاد وسائل للحد من السمنة والسكري.
إلا أن من الصعوبة العثور على المصابين، خصوصاً أن غالبيتهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يلجأون إلى الأطباء، بحيث إن «فايزر» إحدى كبريات شركات الأدوية لم تستطع «اصطياد» مصاب واحد بهذا العيب الجيني. إلا أن الشركة طورت مع ذلك عقاراً مصمماً على أساس العيب الجيني، مخصصاً لعلاج الكبد الدهني غير الكحولي.
وقال موري برنباوم، نائب رئيس «فايزر» المشرف على الأبحاث الداخلية للشركة في نيويورك في حديث نقلته «واشنطن بوست»، «إننا نأمل في درء حدوث حالة مقاومة الجسم للأنسولين ودرء السمنة».
ولا يتمكن الجسم البشري فرز الكثير من الفركتوز؛ لذا فإنه يتناوله من الأطعمة والأشربة الحلوة. ويرتبط تناول كميات كبيرة من الفركتوز بحدوث أمراض في الكبد منها حالات الكبد الدهني، وكذلك مرض السكري. ويقوم الجسم بالتمثيل الغذائي للفركتوز بواسطة إنزيم الفركتوز المسمى «فروكتوكينايز».
ويؤدي منع عمل هذا الإنزيم إلى تقليل خطر ظهور هذه الأمراض. وقد اكتشف الباحث جونسون من جامعة دنيفر، أن الفئران التي منع فيها عمل هذا الأنزيم انحسرت لديها الدهون وقلّ الوزن كما قلّ لديها مستوى الغلوكوز والأنسولين في مقارنة بأقرانها التي تناولت طعاماً غنياً بالفركتوز.
ويقول خبراء «فايزر»، إن المرحلة الثانية من تجاربهم على عقار لعلاج الكبد الدهني قد انتهت حديثاً، وإنهم يعتقدون أن العقار سينجح أيضاً في علاج الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفركتوز، وذلك رغم عدم علمهم بمقدار الدهون التي تتراكم في الكبد بسبب تناول الفركتوز.
- بكتيريا الأمعاء
على صعيد آخر، قال باحثون في بريتيش كولومبيا، إنهم نجحوا في توظيف بكتيريا الأمعاء لتحويل فصيلتي الدم «إيه» و«بي» إلى فصيلة «أو» الكريمة بفاعلية أكبر بمحو 30 مرة من فاعلية الوسائل المدروسة، وهو ما سيوفر المزيد من احتياجات التبرع بالدم.
وتجدر الإشارة إلى أن الصليب الأحمر أصدر نداء استغاثة للتبرع بالدم في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، خصوصاً من فصيلة «أو». وقدم الباحثون تقريراً عن أبحاثهم أمس أمام المؤتمر الـ256 للجمعية الكيميائية الأميركية.
وقال ستيفان وذرز، المشرف على البحث «لقد كنا مهتمين خصوصاً بالإنزيمات التي تسمح لنا بإزالة مولد المضاد (إيه) ومولد المضاد (بي) من خلايا الدم، وإن نجحنا في التخلص من هذه الأشياء التي هي سكريات بسيطة فسيكون بمقدورنا تحويل الدم من فصيلتي (إيه) و(بي) إلى (أو)».
وأخذ العلماء في استخلاص الحمض النووي من أعداد كبيرة متنوعة من بكتيريا الأمعاء للبحث عن الجينات التي تولد إنزيمات تسهّل عمليات إزالة مولدات المضادات «ايه» و«بي». ويأمل العلماء في اختبار عدد من الإنزيمات في تجارب إكلينيكية في مركز أبحاث الدم في الجامعة.


مقالات ذات صلة

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

يوميات الشرق المقر الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) في ميريلاند (رويترز)

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) يوم الخميس تغييرات جديدة والتي بموجبها سيتعين على الأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة اتباع قواعد جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

دون الحديث عن الأسماك، فإن عالم مأكولات الحيوانات البحرية متنوع بشكل كبير، ويكاد أن يكون واسعاً مثل سعة المحيطات نفسها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

كشفت دراسة لعلماء من السويد عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين، وكذلك إزالة اللحمية وخطر الإصابة باضطرابات نفسية مرتبطة بالقلق في وقت لاحق من الحياة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 معلومات عن برد الشتاء وتفاعل حرارة الجسم معه

6 معلومات عن برد الشتاء وتفاعل حرارة الجسم معه

رغم أجواء الشتاء المفعمة بالأنشطة الترفيهية، فإن المرء لا يزال عُرضة للبرد داخل المنزل وخارجه في فصل البرودة.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك أورام الفكين... تحديات التشخيص والعلاج

أورام الفكين... تحديات التشخيص والعلاج

تعد أورام الفك من التحديات الطبية المعقدة التي تتطلب عناية متخصصة وتشخيصاً دقيقاً، نظراً لتأثيرها الكبير على الوظائف الحيوية مثل البلع، والمضغ، والتنفس

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».