بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- فيتامين (دي) واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
ظلت أهمية فيتامين «دي: D» مرتبطة، فقط، بالكساح ولين العظام زمناً طويلاً، إلى أن تكشف للعلماء ارتباط نقصه بكثير من المشكلات الصحية في الجهاز العظمي العضلي وبعض السرطانات والاضطرابات النفسية والعصبية. وواصل العلماء دراساتهم لكشف مزيد من أسرار هذا الفيتامين، إلى أن أثبتوا ارتباطه باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (attention deficit hyperactivity disorder (ADHD.
ووفقاً لما نشر حديثاً، فقد أجرى فريق من الباحثين تحليلاً تلوياً (meta – analysis) لـ13 دراسة قائمة على الملاحظة، منها 4 دراسات مستقبلية بهدف مقارنة مستوى فيتامين (دي) في دم الأطفال، والإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. شملت التسع دراسات الأولى 10334 طفلاً ومراهقاً، وشملت الأربع دراسات المستقبلية 4137 مشاركاً.
أظهرت النتائج التي نشرت في الأول من شهر يناير (كانون الثاني) عام 2018 في مجلة «المستجدات في التغذية» Advances in Nutrition، انخفاضاً ملحوظاً في مستويات فيتامين (دي) في الدم، لدى الأطفال المصابين بمتلازمة ADHD مقابل مجموعة التحكم. ووجد في نتائج خمس دراسات منها أدلة تدعم العلاقة بين مستويات فيتامين (دي)، لفترة ما حول الولادة، وزيادة خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الحياة المستقبلية بشكل كبير. أما عن نتائج الدراسات المستقبلية الأربع، فقد أظهرت أن انخفاض مستويات فيتامين (دي) في مصل الأم أو الحبل السري، كان مرتبطاً بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في السنوات المتأخرة من حياتهم.
وعلق الباحثون بأن نقص فيتامين (دي) منتشر بشكل كبير بين الأطفال؛ وبالتالي، ينبغي النظر في التدخلات الوقائية بزيادة التعرض لأشعة الشمس وتناول فيتامين (دي) في وقت مبكر من الحياة، وأن يعطى أولوية عالية. وأضافوا الحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات وعمل التجارب الميدانية ذات التدخل المجتمعي، لمزيد من التحقق من العلاقة بين فيتامين (دي) وهذا المرض.
- التطعيمات في الحج
سئلت مراراً – بصفتي طبيباً أعمل في المجال الصحي – عن أهمية أخذ التطعيمات مثل تطعيم الإنفلونزا والحمى الشوكية، ولماذا التركيز على التطعيم في مواسم محددة مثل الحج والعمرة وعند السفر؟
أمر منطقي أن يتم التساؤل عما نشك في جدواه أو نجهل حقيقته، إنما من غير المنطقي أن يصر البعض على عدم أخذ هذه التطعيمات تشكيكاً في جدواها، أو بناء على سماع إشاعات ضدها، أو قراءة مقالات غير مبنية على أسس علمية، أو لا هذا ولا ذاك وإنما هو إهمال وتقاعس تجاه صحتنا وصحة من يجاورنا.
إن مسألة التطعيم ضد الأمراض المعدية - سواء الإنفلونزا أو الحمى الشوكية أو الحمى الصفراء أو شلل الأطفال - تتعدى الحرية الشخصية، وتعتبر واجباً دينياً على كل من نوى أداء فريضة الحج، وواجباً وطنياً علينا - كمواطنين – يجب أن نلتزم به من أجل حماية أنفسنا والمجتمع وأفراده، من أمراض قضت على ملايين البشر سابقاً، وما زالت تهدد فئات منهم في الوقت الحالي.
إن ضرر الإصابة بهذه الأمراض لا يقتصر على الشخص المصاب نفسه؛ بل يتعداه إلى غيره، وقد يؤدي إلى إزهاق الأرواح، لذلك فمسألة الخيار في أخذ اللقاحات أصبحت ثانوية.
إن موسم الحج يأتي في وقت تشهد فيه دول العالم زيادة في عدد الإصابات بالأمراض المعدية، كما أن النشاط العام لبعضها كالإنفلونزا يزداد عنفاً سنة بعد سنة، بسبب تغير أنماط الفيروس باستمرار.
وعليه، فقد قامت وزارة الصحة بحملات ميدانية للتعريف بأهمية أخذ التطعيمات من قبل جميع القادمين لأداء الحج، كما دعت إلى ضرورة تحصين المواطنين والمقيمين على حد سواء، لكبح جماح هذه الأمراض والحد من انتشارها.
وتؤكد وزارة الصحة على أن التطعيم آمن، ويعطى وفقاً لتوصيات مراكز مراقبة الأمراض (CDC)؛ خاصة للفئات المعرضة للزحام، ولذوي الخطر الأعلى في المجتمع للإصابة بالأمراض، وهم:
- مرضى السكري، المصابون بأمراض القلب المزمنة، أو أمراض الكلى والكبد، وأمراض الجهاز العصبي المركزي المزمنة.
- المرضى الذين يعانون من الربو أو الأمراض الرئوية المزمنة الأخرى.
- المصابون بضعف جهاز المناعة، سواء الوراثي والمكتسب (من الأورام وبعض الأدوية والعقاقير مثل الكورتيزون).
- الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- الذين يتناولون علاج الأسبرين لفترة طويلة.
- النساء الحوامل.
- الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات.
- الفئة العمرية 50 سنة فأكثر.
- جميع العاملين في الرعاية الصحية من أطباء وفنيين وطاقم التمريض.
- الحجاج والمعتمرون قبل الذهاب لأداء مناسك الحج والعمرة.

- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
TT

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أجريت الدراسة بقيادة باحثين من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وشملت نحو 3480 من التوائم، من جميع أنحاء الولايات المتحدة وأستراليا والدنمارك والسويد، والذين خضعوا لمسح حول نظامهم الغذائي ومزاجهم.

وكان جميع المشاركين في سن 45 عاماً وما فوق، مع فترات متابعة تصل إلى 11 عاماً.

ويرى الباحثون أن إجراء الدراسة على التوائم أمر مفيد بشكل خاص، لأن التوائم متشابهون للغاية من الناحية الجينية، وبالتالي فإن أي اختلافات تتعلق بالصحة - مثل أعراض الاكتئاب في هذه الحالة - من المرجح أن ترجع إلى متغيرات مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وظروف المعيشة.

كما أن عمر المشاركين في الدراسة مهم أيضاً، إذ تميل الاضطرابات الاكتئابية إلى أن تصل إلى ذروتها لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً، ويشير هذا البحث إلى أن تناول مزيد من الفاكهة والخضراوات قد يكون طريقة بسيطة لمعالجة ذلك.

ووجد الفريق فرقاً واضحاً في أعراض الاكتئاب بين أولئك الذين تم تصنيفهم على أنهم يتناولون كمية كبيرة من الفاكهة والخضراوات (حصتين أو أكثر في اليوم)، وأولئك الذين يتناولون كمية منخفضة من هذه الأطعمة (حصة أو أقل).

إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا لا يزالون يتناولون كميات أقل من المستوى الموصى به عموماً من الخضراوات والفواكه، وهي 5 حصص على الأقل في اليوم.

حقائق

300 مليون

شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب

وكتب الفريق في دراسته التي نشرت بمجلة «ساينتيفيك ريبورت»: «إن اكتشاف هذه الدراسة للارتباط الوقائي بين تناول الفاكهة والخضراوات بشكل أكبر وأعراض الاكتئاب يتوافق مع معظم الأدلة السابقة».

وأضافوا: «نحن نعلم أن الفاكهة والخضراوات مفيدة لكثير من الجوانب المختلفة لصحتنا. وقد سلطت الدراسات السابقة الضوء بالفعل على الروابط بين النظام الغذائي والاكتئاب، وبين الاكتئاب وصحة الأمعاء، وأكدت نتائج دراستنا هذا الأمر».

ومن المعروف أن الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تدعم الصحة العامة، بما في ذلك صحة المخ.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب. وكشفت دراسة نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.