حتى الآن لم تعلن النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية في زيمبابوي التي يتنافس فيها الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي - الجبهة الوطنية الذي يحكم البلاد منذ استقلالها في 1980، وحركة التغيير الديمقراطي المعارضة. لكن الزعيم الشاب للحركة نلسون شاميسا أعلن منذ صباح أمس الثلاثاء عن «فوز مدو» حققه في الاقتراع أمام رئيس الدولة المنتهية ولايته، إيمرسون منانغاغوا. وقال، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية «قمنا بعمل جيد» ضد إيمرسون منانغاغوا وحزب «زانو - الجبهة الوطنية»، مشيرا إلى أنه يستند إلى «أغلبية مراكز التصويت البالغ عددها أكثر من عشرة آلاف» في البلاد. وكتب في تغريدة على «تويتر»: «نحن مستعدون لتشكيل الحكومة المقبلة». وبسرعة رد منانغاغوا زعيم الحزب الحاكم والمساعد السابق لروبرت موغابي، بالتأكيد أنه ينوي مواصلة مسيرته. وكتب منانغاغوا على حسابه على «تويتر» أن «المعلومات التي تم الحصول عليها ميدانيا إيجابية جدا». وأضاف: «ننتظر بفارغ الصبر النتائج بموجب الدستور»، معبرا عن سروره «بنسبة المشاركة المرتفعة»، التي بلغت 75 في المائة قبل ساعة من إغلاق مراكز التصويت.
وتولى منانغاغوا الرئاسة خلفا لموغابي على إثر تحرك للجيش وللحزب. وهو يريد الحصول على الشرعية في السلطة عبر صناديق الاقتراع. وقبل الانتخابات، كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الاقتراع الرئاسي وإن كان الفارق بينه وبين خصمه قد تقلص مؤخرا بحسب استطلاع نشرت نتائجه قبل نحو عشرة أيام. وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الدورة الأولى، تنظم دورة ثانية في الثامن من سبتمبر (أيلول).
واتهم أمس الثلاثاء تنداي بيتي، وهو سياسي بارز في المعارضة الزيمبابوية، لجنة الانتخابات بتعمد تأخير الإعلان عن نتائج الانتخابات التي جرت الاثنين. وقال بيتي إن نيلسون تشاميسا، زعيم حزب «الحركة من أجل التغيير الديمقراطي» فاز في الانتخابات وأن اللجنة الانتخابية «تتعمد تأخير إعلان النتائج حتى تتمكن من العبث بها». وأضاف بيتي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية أن لديه معلومات عن «أن (نائب الرئيس كونستانتينو) تشيوينجا أمر باغتيال نيلسون تشاميسا وأنا»، لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى. وأكدت اللجنة الانتخابية أن الانتخابات لم تشوبها «أي عملية تزوير». وقالت رئيسة اللجنة بريسيلا شيغومبا: «نريد أن نظهر لشعب زيمبابوي أننا، نحن اللجنة الانتخابية، لن نسرق خيار» الناخبين. وأضافت: «أيا تكن نتائجنا، فإنها ستعكس تماما (...) ما قرره» الشعب.
وأضافت شيغومبا أن «عملية الفرز أوشكت على الانتهاء في جميع الأقاليم. المتبقي هو التأكد من النتائج قبل إعلانها». وقالت اللجنة إنها سوف تبدأ في إعلان النتائج الجزئية. ويشار إلى أن اللجنة ملزمة بإعلان النتائج كاملة بحلول السبت المقبل. وفد الاتحاد الأوروبي الذي شارك في لجان المراقبة لأول مرة سيصدر تقريره اليوم حول العملية الديمقراطية.
وقال ديوا مافهينجا، المسؤول بمنظمة هيومان رايتس ووتش إن عملية التصويت كانت سلمية بصورة كبيرة، على الرغم من بعض حوادث الترهيب في المناطق الريفية. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية: «القلق هو من احتمالية اندلاع أعمال عنف عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التي شهدت منافسة قوية».
وكان منانغاغوا الذي سعى إلى تأكيد قطيعته مع موغابي، وعد بانتخابات «حرة وعادلة» بينما شابت الانتخابات في العقدين الأخيرين أعمال عنف وتزوير. وليبرهن حسن نيته، دعا منانغاغوا للمرة الأولى مراقبين غربيين إلى مراقبة العملية الانتخابية. وخلال الحملة وعد منانغاغوا الذي كان نائبا للرئيس ووزيرا في عهد موغابي، بـ«زيمبابوي جديدة» وبإنعاش الاقتصاد الذي بات على حافة الإفلاس. وجعل شاميسا (40 عاما) الذي لا يمتلك خبرة واسعة، من عمره سلاحا أساسيا لإطاحة الحزب الحاكم منذ الاستقلال في 1980، وخلال الحملة تمكن هذا الخطيب من إثارة إعجاب الناخبين الشباب الذين يتطلعون إلى دم جديد. وفي شوارع هراري يشعر السكان بالقلق الثلاثاء من ردود فعل الحزب الحاكم في حالة هزيمته. وقالت تريسي كوبارا التاجرة البالغة من العمر 26 عاما: «من المستبعد أن يقبل حزب زانو - الجبهة الوطنية بفوز حركة التغيير الديمقراطي». وأضافت: «نعرف أن أشخاصا سيقتلون في الأرياف كما حدث في الماضي». وتابعت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن «حركة التغيير الديمقراطي لن تقبل» إذا هزمت أيضا، لكنها توقعت أن «ينزل الناس إلى الشوارع بالتأكيد لأنهم يتطلعون إلى التغيير».
المرشحان الرئيسيان للانتخابات الرئاسية في زيمبابوي واثقان من فوزهما
رئيسة لجنة المراقبة تؤكد: لن نسرق خيار الناخبين
المرشحان الرئيسيان للانتخابات الرئاسية في زيمبابوي واثقان من فوزهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة