الأثر النفسي للعلاقات المضطربة بين الإخوة

TT

الأثر النفسي للعلاقات المضطربة بين الإخوة

لا شك أن وجود أخ أو عدة إخوة للطفل يعتبر من الأمور الطيبة التي تترك في الأغلب أثراً نفسياً جيداً على الطفل، ولا تشعره بالوحدة، وتمده بالدفء العائلي، خصوصاً إذا كان عمر الإخوة متقارباً. ولكن الحقيقة أنه على الرغم من الإيجابيات الكثيرة للعلاقة الأخوية، إلا أن هناك بعض السلبيات التي ربما تتسبب في آثار نفسية سلبية، بل ومدمرة على بعض الأطفال، خصوصاً التي تكون مصحوبة بانتهاكات نفسية، والتي من الممكن أن تكون مقصودة أو غير مقصودة، وكذلك الاعتداء الجسدي (المقصود بالاعتداء الجسدي ليست المشاجرات اليومية التي تحدث بين كل أطفال العالم بالطبع، والتي تعتبر طبيعية تماماً، ولكن المقصود هو الإيذاء المتعمد والمتكرر والمؤلم من طرف أقوى على طرف أضعف جسدياً).

- عداءات الأخوة
بالطبع يمكن أن تكون هناك خلافات بين الإخوة بشكل طبيعي، وليس بالضرورة أن يكون الإخوة أصدقاء حتى إذا كانوا في المرحلة العمرية نفسها، لاختلاف الشخصيات والميول، ولكن تبقى العلاقة في الإطار الطبيعي. ويعتبر مؤشر الخطورة لخلل هذه العلاقة هو محاولة السيطرة من طرف على آخر وإخضاعه. وفي دراسة نشرت في مجلة «العنف بين الأشخاص» (Journal of Interpersonal Violence) قال الباحثون إن نسبة تتراوح بين 50 إلى 80 في المائة من المراهقين تحت عمر 18 عاماً أشاروا إلى أنهم يتعرضون لنوع من أنواع الاعتداء من قبل الإخوة (sibling abuse)، سواء كان هذا الاعتداء لفظياً أو جسدياً أو نفسياً، وفي بعض الأحيان يحدث اعتداء جنسي أيضاً. كما أشارت الدراسة إلى أن هذه الاعتداءات تتفوق على الاعتداءات من قبل الآباء على الأبناء، وأن هناك 3 من كل 100 مراهق يتعرضون لضرر بالغ في محيط الإخوة.
وأوضحت الدراسة أن الإحصاءات الدقيقة غير متوفرة، حيث إن معظم الأفراد الذين يتعرضون للعنف بين الإخوة في الأغلب لا يبوحون بمثل هذه الوقائع، أو أن الأمور تبدو كما لو كانت أصبحت طبيعية بعد مضي فترة من الزمن، ولكنها تترك أثراً نفسياً شديد السلبية على الطفل أو المراهق الضحية، حيث يفقد ثقته في أقرب المحيطين به، ويعاني من الاكتئاب واضطرابات الأكل، سواء فقدان الشهية أو العكس بزيادة الإقبال على تناول الطعام. وكذلك تحدث اضطراب ما بعد الصدمة (post – traumatic stress disorder) في حالات الضرب المبرح.
وفى الأغلب تكون الفتيات هن الأكثر عرضة لحدوث هذه الاعتداءات (خصوصاً في المجتمعات التي يمكن أن يمارس فيها الأخ الأكبر سلطات أبوية على الفتيات الأصغر عمراً)، وأيضاً يمكن أن يقوم المراهق المعتدى عليه بتناول المواد المخدرة.

- تنافس وإيذاء
تشير الدراسة إلى أن العلاقة بين الإخوة المتقاربين في العمر يغلب عليها التنافس لجذب الاهتمام، خصوصاً من الآباء أو الأصدقاء والأقارب، حيث إن هناك دائماً مقارنة مفروضة بحكم الوجود في المحيط الاجتماعي نفسه، سواء في الأداء المدرسي أو السلوك الاجتماعي وحتى المظهر (خصوصاً الفتيات إذا كانت هناك فروق واضحة في الجمال). ويجب على الآباء معرفة أن التطرق إلى المقارنة بين الإخوة من أكثر الأشياء المدمرة لعلاقة الأشقاء، وتسبب حدوث الكراهية بينهم. وعلى الرغم من أن الآباء في الأغلب يلجأون إلى عقد هذه المقارنات لتحفيز الطرف الأقل وتشجيعه، إلا أن هذه المقارنات تأتي بنتائج شديدة السلبية، حتى ولو كانت في إطار الدعابة المستمرة، وتترك المراهق في حالة نفسية أسوأ من مقارنته بالآخرين، لأنه في حالة الإخوة يوجد المنافس أمامه باستمرار، ولا يمكنه تجنبه أو تجاهله، وهو ما يمثل ضغطاً نفسياً زائداً عليه. وقد يقوم بتعويض ذلك بالاعتداء البدني أو النفسي على الأخ أو الأخت.
هناك بعض العلامات التي يجب أن يلاحظها الآباء في تعامل الإخوة مثل الضرب المتكرر وتعمد الإيذاء، وكذلك السخرية الدائمة أو تعمد الإهانة بشكل غير طبيعي، بالطبع هناك نوع من المزاح الطبيعي في العلاقة الإخوية، ولكن التعمد والكراهية يجب الالتفات لهما (على سبيل المثال لا يمكن تقبل الوشاية بأحد الأشقاء في المدرسة أو النادي بشكل يمثل اتهاماً يترتب عليه ضرر يلحق بالأخ أو إفساد علاقته بالآخرين بحجة الدعابة أو الهزار). وكذلك الاشتباك بالأيدي أو الضرب المبرح، خصوصاً في حال تكراره، وأيضاً بالنسبة الفتيات، ويجب أيضاً على الآباء ملاحظة النفور من أحد الإخوة تجاه الآخر أو الخوف الشديد، وعدم الرغبة في الوجود في المنزل بمفرده مع أحد الأشقاء، أو العكس الرغبة في ترك المنزل لفترات طويلة، أو تغير سلوك أحد الأبناء وشعوره الدائم بالقلق، وتغير عاداته الغذائية، وكذلك تغير مواعيد النوم والشعور بالأرق والإصابة بالكوابيس.
حذرت الدراسة الآباء من أن يتسببوا في حدوث المنافسة والكراهية بين الإخوة من خلال عدة أمور مثل المقارنة، أو إعطاء سلطات زائدة لأحد الإخوة، خصوصاً إذا كان هناك فرق واضح في العمر (بالطبع يقوم الأخ الأكبر بدور توجيه للإخوة الأصغر، ولكن من دون أن يتحول هذا الإحساس إلى السيطرة وفرض القرار). وأيضاً يجب على الآباء عدم تجاهل شكاوى الإخوة الأصغر أو الأضعف، والتعامل معها بجدية حتى لا تتفاقم، ويتم التدخل بحكمة ومنع طرف من السيطرة، وإيذاء الآخر، كما يتعين على الآباء أن يكونوا موجودين باستمرار بالقرب من الأبناء، ومعرفة شخصية كل منهم وملاحظة مشكلاته، وأن تكون هناك قنوات حديث مفتوحة بين الآباء والأبناء، بحيث يشعر الجميع أن المنزل بيئة آمنة ومريحة.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

صحتك الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

في مطلع شهر ديسمبر من كل عام، يتجدد الاهتمام العالمي بمرضٍ لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح مرآة تعكس تطور العلم، وهو مرض متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS)

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك «رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

«رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

لا تتوفر إحصائيات عالمية محددة لمدى انتشار حالات الخوف من المستشفيات Hospitals Fears، لكن الكثير منا يذكر أشخاصاً عدة مروا في حياتهم ولديهم هذه المشكلة.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك  يوفر كل من التفاح والبرتقال معادن مهمّة مثل البوتاسيوم والفولات ومركبات نباتية مضادة للأكسدة تدعم صحة القلب وتقلل الالتهابات (بيكسباي)

التفاح والبرتقال: أيهما أغنى بفيتامين «سي» والألياف؟

يقدّم التفاح والبرتقال فوائد غذائية مهمّة لكنّ البرتقال يتفوّق بوضوح في محتواه من فيتامين «سي» فيما يتفوّق التفاح من حيث الألياف الغذائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أسلوب التربية الحازم... الأفضل في حماية الصحة النفسية للمراهقين

أسلوب التربية الحازم... الأفضل في حماية الصحة النفسية للمراهقين

الأساليب المختلفة للتربية تلعب دوراً مهماً في التأثير سلباً أو إيجاباً على الصحة النفسية للمراهقين.

د. هاني رمزي عوض (له تأثير إيجابي )
صحتك استشارات: مُسجِّل مزروع لرصد نبضات القلب - إزعاج غازات البطن

استشارات: مُسجِّل مزروع لرصد نبضات القلب - إزعاج غازات البطن

متى ينصح الطبيب باستخدام المسجل المتواصِل المزروع لنبضات القلب؟

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

7 أطعمة تحافظ على الشباب بعد سن الستين

تناول الأطعمة الصحية وفي مقدمتها الخضراوات يعزز الحيوية والنشاط بعد الستين (جامعة هارفارد)
تناول الأطعمة الصحية وفي مقدمتها الخضراوات يعزز الحيوية والنشاط بعد الستين (جامعة هارفارد)
TT

7 أطعمة تحافظ على الشباب بعد سن الستين

تناول الأطعمة الصحية وفي مقدمتها الخضراوات يعزز الحيوية والنشاط بعد الستين (جامعة هارفارد)
تناول الأطعمة الصحية وفي مقدمتها الخضراوات يعزز الحيوية والنشاط بعد الستين (جامعة هارفارد)

يشير خبراء التغذية إلى أن الحفاظ على الشباب بعد سن الستين لا يعتمد على «سر خفي» أو وصفة معقدة، بل على تكرار مجموعة بسيطة من الأطعمة عالية التأثير حتى تصبح جزءاً أساسياً من الروتين اليومي.

وأضافوا أن العوامل الوراثية، والنوم، وإدارة التوتر، تلعب دوراً مهماً، لكن الغذاء يظل «الرافعة اليومية» التي يمكن لمعظم الناس التحكم بها؛ فاللافت أن الأشخاص الذين يحتفظون بالطاقة، ونضارة البشرة، وصفاء الذهن، في الستينات والسبعينات، يعتمدون على أطعمة غير فاخرة ولا رائجة، لكنهم يكررونها باستمرار، وفق ما نشره موقع مجلة «VegOut» الأميركية، الخميس.

وبحسب خبراء التغذية، فهناك 7 أطعمة يومية يمكنها أن تدعم النشاط والطاقة والحيوية بعد الستين، وهي:

التوت

يضع الخبراء التوت بأنواعه في مقدمة هذه القائمة؛ لما يحتويه من ألياف وسوائل ومركبات نباتية قوية تقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما من أبرز محركات الشيخوخة.

ويُعد التوت خياراً عملياً وسهل الدمج في الوجبات اليومية، سواء مع الشوفان أو الزبادي النباتي أو في العصائر، مع التأكيد على أن التوت المجمّد بديل اقتصادي وفعّال.

الخضراوات الورقية

تحتل الخضراوات الورقية، مثل السبانخ والكرنب والخس، مكانة خاصة، فهي أطعمة عالية القيمة الغذائية؛ إذ توفر كماً كبيراً من الفيتامينات والمعادن مقابل سعرات حرارية قليلة، وهو أمر مهم مع تغير الشهية والتقدم في العمر.

البقوليات

تُعد الفاصوليا والعدس من الأطعمة الأساسية لدى من يحافظون على شبابهم؛ لكونها مصدراً غنياً بالألياف والبروتين والكربوهيدرات بطيئة الامتصاص. وتدعم هذه العناصر صحة الأمعاء والعضلات، وتمنح طاقة مستقرة تقلل نوبات الجوع المفاجئة والإرهاق.

المكسرات

تتميز المكسرات بغناها بالدهون الصحية والمعادن، وتمنح إحساساً بالامتلاء والرضا بعد الأكل. ويكفي تناول حفنة صغيرة يومياً، سواء بمفردها أو مع الفاكهة أو ضمن الوجبات.

الأطعمة المخمّرة

تحتوي الأطعمة المخمّرة مثل الميسو (عجون ياباني تقليدي يُصنع من فول الصويا المخمّر)، والكيمتشي (خضراوات مخللة ومخمّرة)، والزبادي النباتي، على بكتيريا نافعة. وتدعم هذه الأطعمة صحة الجهاز الهضمي والمناعة، وتساعد على استقرار الطاقة والمزاج مع التقدم في السن.

الحبوب الكاملة

تُعد الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والكينوا والأرز البني والشعير، من مصادر الطاقة المستدامة والغنية بالألياف؛ إذ تساعد على تحسين الهضم والشعور بالامتلاء، وتُعد خياراً أفضل من الحبوب المكررة.

زيت الزيتون

يُعد زيت الزيتون البِكر الممتاز من الدهون الصحية المهمة لصحة القلب، كما يحسّن طعم الخضراوات، ويجعل الالتزام بالغذاء الصحي أسهل. ويُفضّل استخدامه باعتدال وإضافته إلى الطعام بعد الطهي.

ووفق الخبراء، فإن الشباب بعد الستين لا يعني الحرمان أو التعقيد، بل الالتزام بعادات غذائية بسيطة ومتكررة؛ إذ يمكن جعل هذه الأطعمة الصحية جزءاً شبه يومي من النظام الغذائي، ومع الوقت سيظهر أثرها على الصحة والحيوية.


الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة
TT

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، يتجدد الاهتمام العالمي بمرضٍ لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح مرآة تعكس تطور العلم، وعدالة الأنظمة الصحية، ووعي المجتمعات، وهو مرض متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS) الناتج عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث يتوقف العالم أمام اليوم العالمي لمكافحة هذا المرض، لا بوصفه مناسبة صحية عابرة، بل باعتباره محطة سنوية لمراجعة مساره بوصفه أحد أكثر الأمراض تأثيراً في تاريخ الصحة العامة الحديث.

ومنذ اكتشاف فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، قبل أكثر من أربعين عاماً، في أوائل ثمانينات القرن الماضي، شكّل المرض تحدياً طبياً، واجتماعياً، وإنسانياً غير مسبوق، لا بسبب نقص المعرفة العلمية، بل نتيجة التفاوت في الوصول إلى الرعاية الصحية، واستمرار الوصمة الاجتماعية، وتأخر التشخيص في بعض الفئات، إلى أن نجح العلم في تغيير صورته من حكمٍ بالموت إلى حالة صحية يمكن التعايش معها، شريطة الاكتشاف المبكر، والالتزام بالعلاج.

وحسب أرقام برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز (UNAIDS Global AIDS Update 2023)، فإن هناك ما يزيد على 39 مليون شخص حول العالم يعيشون حالياً مع فيروس (HIV)، مع انخفاض واضح في معدلات الوفيات مقارنة بالعقود السابقة، بفضل التوسع في العلاج المضاد للفيروسات.

فيروس «إتش آي في»

قبل أن نتحدث عن الصورة السريرية، والتشخيص، والعلاج، لا بد أن نتعرف على الخصائص البيولوجية، والتأثير المناعي للفيروس، ونفهم ما يفعله داخل الجسم. إن فيروس نقص المناعة البشري (Human Immunodeficiency Virus، HIV) ينتمي إلى الفيروسات القهقرية، ويتميز بآلية معقدة تسمح له بمهاجمة الجهاز المناعي من الداخل، وإضعافه بشكل تدريجي عبر استهداف الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة (CD4)، وهي حجر الأساس في تنسيق الاستجابة المناعية ضد العدوى. وبعد دخوله إلى الخلية، يقوم الفيروس بدمج مادته الوراثية داخل نواة الخلية المصابة، ما يسمح له بالبقاء لفترات طويلة، والتكاثر بصمت.

وقد أوضحت دراسات حديثة، من بينها دراسة ديكز وزملائه المنشورة في «Nature Reviews Disease Primers. updated clinical perspectives cited 2021–2023»، أن هذا الاندماج الجيني، والاستنزاف التدريجي لخلايا (CD4) هما العاملان الأساسيان في تطور المرض، والسبب الرئيس في صعوبة القضاء التام على الفيروس، حتى مع أحدث العلاجات، إذ يتحول الفيروس (HIV) إلى ما يشبه «الضيف الدائم» داخل الخلايا المناعية، مؤدياً إلى فقدان الجسم قدرته على مقاومة العدوى الشائعة، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بعدوى وأورام لا تظهر عادة لدى الأشخاص ذوي المناعة السليمة، ما يمهد الطريق لظهور متلازمة نقص المناعة المكتسبة.

• متى وكيف تتحول العدوى إلى إيدز؟ في العيادات اليومية، كثيراً ما نلاحظ خلط المرضى بين الإصابة بالفيروس، ومرحلة الإصابة بالإيدز، وهذا يضاعف الخوف بلا سبب. فالإيدز ليس اسماً آخر للفيروس، بل مرحلة متقدمة من المرض تُشخَّص إكلينيكياً عند حدوث تدهور مناعي شديد يصل إلى مستوى خطير.

ويُشخَّص الإيدز، وفقاً للتعريف المعتمد عام 2023 من منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز مكافحة الأمراض الأميركية (CDC)، في إحدى الحالتين التاليتين:

- انخفاض عدد خلايا (CD4) إلى أقل من 200 خلية/مل، أو:

- ظهور عدوى انتهازية، أو أورام محددة مرتبطة بنقص المناعة، مثل الالتهاب الرئوي الانتهازي بالمتكيسة الجؤجئية (Pneumocystis (carinii) jirovecii pneumonia)، أو ساركوما كابوزي، أو بعض أنواع اللمفوما، وتؤكد البيانات السريرية، والإرشادات العلاجية الحديثة أن هذه المرحلة يمكن تجنبها بالكامل تقريباً إذا تم تشخيص العدوى مبكراً، وبدأ المريض العلاج في الوقت المناسب.

• طرق الانتقال. ينتقل فيروس (HIV) عبر سوائل جسدية محددة تحتوي على تركيز عالٍ من الفيروس، وتشمل: الدم، والسائل المنوي، والإفرازات المهبلية، وحليب الأم. وتتمثل طرق الانتقال المؤكدة علمياً في الاتصال الجنسي غير المحمي، أو مشاركة الإبر الملوثة، أو الانتقال من الأم المصابة إلى طفلها في حال عدم تلقي العلاج الوقائي.

في المقابل، تؤكد منظمة الصحة العالمية بالحقائق العلمية القاطعة (WHO HIV Factsheet 2024) أن الفيروس لا ينتقل عبر المصافحة، أو العناق، أو مشاركة الطعام، أو استخدام المرافق العامة، ومنها دورات المياه العامة، وهي معلومات أساسية لا تزال بحاجة إلى تعزيز مستمر لمواجهة المخاوف غير المبررة، والوصمة الاجتماعية التي يعاني منها المصابون.

• الصورة السريرية. تمر الإصابة بفيروس (HIV) غالباً، بصمت، عبر عدة مراحل. ففي المرحلة الأولى (الحادة)، قد يعاني المصاب من أعراض عدوى فيروسية عامة تشبه الإنفلونزا، مثل الحمى، والتعب، وتضخم العقد اللمفاوية، وغالباً ما تُهمل هذه الأعراض، أو تُشخَّص خطأً، أو تمر دون تشخيص. ثم يدخل المرض مرحلة الكمون السريري، التي قد تمتد لسنوات طويلة دون أعراض واضحة، رغم استمرار تكاثر الفيروس، وتراجع المناعة تدريجياً. ومع غياب الفحص الدوري، يصل بعض المرضى إلى مرحلة الإيدز دون إدراك إصابتهم، وهو ما يُعد أحد أكبر التحديات الصحية.

وفي تقارير حديثة لمراكز مكافحة الأمراض (CDC HIV Surveillance Report 2023)، تمت الإشارة إلى أن نسبةً من المصابين لا يتم تشخيصهم إلا في مراحل متقدمة، ما يعكس أهمية تعزيز ثقافة الفحص المبكر، حتى في غياب الأعراض.

التشخيص والعلاج والوقاية

• التشخيص المبكر مفتاح السيطرة. شهدت تقنيات التشخيص المخبري لفيروس (HIV) تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث تعتمد الفحوصات الحديثة على الكشف المتزامن عن الأجسام المضادة، والمستضدات الفيروسية، إضافة إلى قياس الحمل الفيروسي (viral load) في الدم. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الفحص المبكر لا يساهم فقط في تحسين نتائج العلاج، بل يقلل أيضاً من انتقال العدوى على مستوى المجتمع.

ولا يقتصر التشخيص على إثبات وجود الفيروس، بل يشمل تقييم الحالة المناعية، وتحديد مرحلة المرض، ما يسمح بوضع خطة علاجية دقيقة، ومتابعة طويلة الأمد، تهدف إلى الحفاظ على جودة الحياة، ومنع تطور المضاعفات.

لكن واقع الممارسة الطبية، والعمل الميداني في التوعية الصحية، يظهران لنا أن بعض المرضى ما زالوا يصلون إلى العيادة في مراحل متقدمة، ليس لغياب العلاج، بل الخوف من الوصمة، أو من نظرة المجتمع، وهو ما يؤكد أن المعرفة الحقيقية لم تعد طبية بحتة، بل اجتماعية بالدرجة الأولى.

• العلاج. يُعد العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (Antiretroviral Therapy – ART) إنجازاً طبياً غير مسبوق، ونقطة تحول كبرى في تاريخ الإيدز. فقد أدى استخدام العلاج المركب إلى انخفاض حاد في معدلات الوفيات، والمضاعفات بشكل دراماتيكي، وإلى تحسن ملحوظ في متوسط العمر المتوقع للمصابين. ويعمل العلاج على خفض الحمل الفيروسي إلى مستويات غير قابلة للكشف، مع الحفاظ على استقرار الجهاز المناعي.

وقد أثبتت دراسات واسعة النطاق (Cohen MS et al. New England Journal of Medicine.2020–2022) ومعها التجربة السريرية اليومية أن الشخص الذي يصل إلى حمل فيروسي غير قابل للكشف، ويلتزم بالعلاج، لا ينقل العدوى جنسياً، وهو ما يُعرف علمياً بمبدأ «غير قابل للكشف= غير قابل للانتقال» (Undetectable = Untransmittable – U=U). كما أسهم التطور في تركيبات العلاج الحديثة في تقليل الآثار الجانبية، وتحسين درجة الالتزام الدوائي، إذ أصبحت معظم الأنظمة العلاجية تُؤخذ مرة واحدة يومياً، ما انعكس إيجاباً على الاستمرارية العلاجية، وجودة الحياة. وتشير الإرشادات العلاجية الحديثة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن البدء المبكر بالعلاج، بغض النظر عن عدد خلايا (CD4)، يُعد عاملاً حاسماً في تقليل المضاعفات طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب، والاضطرابات العصبية المرتبطة بالعدوى المزمنة.

ولم يعد الهدف العلاجي مقتصراً على إنقاذ الحياة فحسب، بل امتد ليشمل الحفاظ على الصحة النفسية، والقدرة على العمل، والاندماج الاجتماعي الكامل.

• الوقاية. حديثاً، لم تعد الوقاية من (HIV) تعتمد فقط على التوعيرة السلوكية، بل أصبحت تشتمل اليوم على تدخلات دوائية فعالة، وفق الإرشادات الطبية (WHO PrEP Guidelines Update 2022)، ومنها العلاج الوقائي قبل التعرض (PrEP)، وبعد التعرض (PEP)، والتي أثبتت فعاليتها العالية عند استخدامها بالشكل الصحيح. كما أسهمت برامج الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في انخفاض كبير في إصابات الأطفال عالمياً، خاصة في الدول التي وفرت رعاية متكاملة للأمهات المصابات.

وتؤكد نماذج الصحة العامة أن الدمج بين الوقاية والعلاج هو السبيل الأكثر فعالية للسيطرة على الوباء.

• الوصمة الاجتماعية. رغم كل هذا التقدم العلمي، لا تزال الوصمة الاجتماعية -العائق الذي لا يُرى- من أخطر التحديات غير الطبية المرتبطة بالإيدز. فقد أظهرت تقارير برنامج (UNAIDS Stigma Index 2021–2023) أن الخوف من الوصم والتمييز يؤدي إلى تأخير التشخيص، والعلاج، ويؤثر سلباً على الصحة النفسية، وجودة الحياة للمصابين.

وربما كان هذا هو الجانب الأقل حديثاً عنه، رغم كونه الأكثر تأثيراً، حيث تتجلى أهمية الإعلام الصحي المسؤول في أن نقل المعرفة بلغة علمية إنسانية -بعيداً عن التخويف، أو الوصم- يُصحّح المفاهيم، ويُعزز ثقافة التعاطف.

رسالة اليوم العالمي للإيدز

يمثل اليوم العالمي لمكافحة الإيدز فرصة حقيقية لتجديد الالتزام بأن القضاء على المرض باعتبار أنه تهديد صحي عالمي لم يعد حلماً بعيد المنال، بل أصبح هدفاً قابلاً للتحقيق إذا توفرت الإرادة السياسية، والتمويل الكافي، والعدالة في الوصول إلى العلاج، والتثقيف المجتمعي المستمر. لقد قدم العلم الأدوات، ويبقى الرهان على الوعي المجتمعي، ومكافحة الوصمة، وضمان العدالة في الوصول إلى العلاج. ومن واقع الخبرة المهنية في العمل الصحي، يتضح أن التحدي الأكبر لم يعد في نقص المعرفة الطبية بقدر ما يكمن في كسر حاجز الخوف والوصمة لدى المجتمع.

لقد غيّر العلم وجه الإيدز، ونجح في صناعة مستقبل لا يكون فيه الإيدز حكماً بالإقصاء، أو الخوف، بل حالة صحية يمكن السيطرة عليها بوعي، ومعرفة، وإنسانية، والعيش معها بكرامة.

وفي ديسمبر من كل عام، تتجدد الرسالة الأهم: الإيدز مرض يمكن الوقاية منه، والسيطرة عليه، والتعايش معه... إذا كسرنا الصمت، وأزلنا الوصمة، وتمسكنا بالعلم.

*استشاري طب المجتمع


استثمار دول الخليج في الصحة العالمية مصلحة ذاتية مستنيرة

استثمار دول الخليج في الصحة العالمية مصلحة ذاتية مستنيرة
TT

استثمار دول الخليج في الصحة العالمية مصلحة ذاتية مستنيرة

استثمار دول الخليج في الصحة العالمية مصلحة ذاتية مستنيرة

بفضل القيادة المبكرة من الشركاء العالميين، تجاوزت التعهدات الأولى للتجديد الثامن لموارد الصندوق العالمي (لمكافحة الإيدز والسل والملاريا) 11.6 مليار دولار أميركي، وهو مؤشر رائع على التضامن في وقت يسود فيه عدم اليقين العالمي. ولا يزال هناك متسع من الوقت لتقديم المزيد من الالتزامات. ويؤكد هذا الزخم المبكر على فهم مشترك: تعزيز الأمن الصحي العالمي يعود بالنفع على كل منطقة وكل اقتصاد وكل مجتمع.

عند عودتي من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقطر، تذكرت أن الأثر المتنامي لدول الخليج لا يُقاس فقط من خلال التجارة أو التدفقات الاستثمارية، بل أيضاً من خلال الأفكار حول كيفية بناء عالم أكثر أماناً وعدلاً. يميل قادة دول الخليج إلى المضي قدماً بدلاً من التراجع، في وقت تتعرض فيه التعددية لضغوط شديدة، ويواجه التمويل الصحي العالمي أصعب اختبار له منذ عقود.

إن رسالتهم واضحة: العمل الجماعي في مجال الصحة ليس عملاً خيرياً، بل استراتيجية، وحجر الزاوية للاستقرار الاقتصادي والأمن الإقليمي والمرونة العالمية.

منذ عام 2002، خفضت شراكة الصندوق العالمي معدل الوفيات الناجمة عن الإيدز والسل والملاريا، مجتمعةً، بنسبة 63 في المائة، وهو ما أدى إلى إنقاذ حياة أكثر من 70 مليون شخص. وفي دول الجامعة العربية وحدها، تم إنقاذ حياة أكثر من 738000 شخص. وارتفعت نسبة تغطية علاج فيروس نقص المناعة المكتسب البشري من 1 في المائة في عام 2002 إلى 75 في المائة في عام 2023. كما تضاعفت تغطية علاج السل ثلاث مرات. وتشمل هذه النتائج كلاً من الفلاحين القادرين على زراعة أراضيهم، والمدرسين العائدين إلى أقسامهم، والأسر المساهمة في مجتمعاتها المحلية.

غير أن ما تحقق من تقدّم على مدى عقود بات الآن عرضة للتقويض. إذ يتزامن تراجع التمويل مع ازدياد مقاومة الأدوية، وانتشار أنواع البعوض الغازية، وتداعيات تغير المناخ والنزاعات. ملايين الأرواح في خطر.

ما أثار إعجابي خلال الزيارة التي قمت بها هو إدراكي أن نموذج الصندوق العالمي القائم على قيادة البلدان هو بالضبط ما تتطلبه هذه اللحظة. تظل شراكتنا في البيئات الهشة -السودان واليمن والصومال- هي شريان الحياة عندما ينهار كل شيء آخر. نحن نوفر أجهزة أشعة سينية رقمية محمولة مزودة بتقنيات بالذكاء الاصطناعي لتشخيص مرض السل في مناطق الحرب، كما نقوم بتوزيع ناموسيات معالَجة بمبيدات الحشرات في مخيمات النازحين، وضمان وصول علاج الفيروس المسبب للإيدز إلى أولئك الذين لا يحصلون على الخدمات الصحية.

وفي البلدان المستقرة التي تسعى إلى تحقيق أجندات تنموية طموحة، يعمل الصندوق العالمي كمحفز ومسرِّع. نحن نعزز النظم الصحية، ونبني القدرات المحلية، وننشئ منصات للابتكار تدعم التحول على نطاق أوسع.

وتُشرف المنصات الوطنية التي تضم الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية على أكثر من 95 في المائة من تمويلنا. ونتكيف مع الوضع، سواء كان البلد يواجه أزمة حادة أو يسير نحو الازدهار.

وقد تعهدت المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة بتقديم أكثر من 350 مليون دولار إلى الصندوق العالمي منذ عام 2002. والعائد على الاستثمار مغرٍ: كل دولار يولِّد 19 دولاراً من العائدات الصحية والاقتصادية. وفي دول منظمة التعاون الإسلامي، حقق استثمارنا البالغ 24 مليار دولار مكاسب اقتصادية تجاوزت 400 مليار دولار -مع متوسط تكاليف تشغيلية لم يتجاوز 6 في المائة من تعهدات المانحين.

يقدّم كلُّ شريكٍ قدراتٍ متفرّدة. كانت الكويت أول دولة تدعم الصندوق العالمي، حيث كانت رائدة في القيادة الإنسانية التي ألهمت المنطقة. وتعمل الإمارات العربية المتحدة على توسيع نطاق الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية مع التركيز على الأطفال. وتتصدر المملكة العربية السعودية، بصفتها دولة رائدة في مجموعة العشرين، والابتكار في مجال تمويل الرعاية الصحية ونماذج التمويل المستدامة. كما لعبت قطر دوراً أساسياً في تعزيز البرامج المخصصة للنساء والأطفال، كما كانت رائدة في تطوير آليات تمويل مبتكرة.

وتجتمع هذه النُّهُج التكميلية لتجعل من دول الخليج مختبراً للحلول التي يمكن تكييفها على الصعيد العالمي.

تتدفق استثمارات دول الخليج في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية بشكل طبيعي إلى برامج الصندوق العالمي، فالآن تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل صور الأشعة السينية للصدر للكشف عن مرض السل في ثوانٍ معدودة، بمستوى يضاهي الخبراء المتخصصين. نحن نطرح أدوات طويلة المفعول للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب البشري، وناموسيات من الجيل التالي، ونخفض التكاليف من خلال الاستفادة من قوتنا في تشكيل السوق. وعلى مدى العقدين الماضيين، خفضنا التكاليف السنوية لعلاج فيروس العوز المناعي البشري من 10 آلاف دولار للشخص الواحد إلى 35 دولاراً فقط.

وهو ما يوسع نطاق الابتكار الذي تقوده دول الخليج ليشمل الفئات الأكثر هشاشة على المستوى العالمي، مما يعزز كرامة الإنسان والاستقرار الإقليمي.

وبصفتي رئيسة مجلس الإدارة، ألتزم بتوطيد هذه الشراكات. إن القيادة التي عاينتها لا تعكس فقط الالتزام المالي، بل أيضاً المشاركة الفكرية والرؤية الاستراتيجية. ويقدم الخليج وجهات نظر فريدة من نوعها، تشكَّلت بفضل موقعه على مفترق طرق القارات، وخبرته في التعامل مع التحولات السريعة، وفهمه للهشاشة والمرونة.

أريد تعزيز صوت دول الخليج داخل تحالفنا، ليس فقط بصفتها مانحة، بل بصفتها شريكة في صياغة الحلول. وهذا يعني تمثيلاً أكبر في هياكل الحوكمة، ومشاركة أعمق في التوجه الاستراتيجي، وشراكات تستفيد من خبرات دول الخليج في مجالات التكنولوجيا واللوجيستيات والابتكار، إذ يُكلَّل عمل الصندوق العالمي بالنجاح عندما يعكس تنوع شركائه.

إذا تراجعنا الآن فستكون المخاطر جسيمة. ستؤدي الصدمات المناخية والنزاعات إلى عودة الملاريا إلى القرن الأفريقي. وستظهر سلالات مقاومة، كما أن خفض التمويل قد يفتح ثغرات خطيرة مع اشتداد التحديات.

يسعى التجديد الثامن لموارد الصندوق العالمي إلى جمع 18 مليار دولار لإنقاذ ما يناهز 23 مليون شخص وتجنب ما يصل إلى 400 مليون إصابة بين عامي 2027 و2029. وستشكل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وحدها نحو 70 في المائة من حالات العدوى التي تم تجنبها ونحو 40 في المائة من الأرواح التي تم إنقاذها.

ما لمسته في دول الخليج يمنحني الثقة: إعادة تأكيد التعددية في وقت تتعرض فيه للضغوط على الصعيد العالمي؛ والإيمان بأن الرخاء والأمن لا ينفصلان عن التضامن العالمي؛ وفهم أن الاستثمار في الفئات الهشة هو مصلحة ذاتية مستنيرة.

إن تجديد هذا الالتزام وتوسيع نطاقه من شأنه أن يعزز دور الخليج بوصفه قائداً عالمياً في مجالات الصحة والابتكار والاستقرار. والأمر يتعلق بتشكيل مستقبل لا يموت فيه طفل بسبب لدغة بعوضة، ولا يُفقد شاب بسبب فيروس نقص المناعة المكتسب البشري، ولا يُحرم مدرس من الحياة بسبب مرض السل.

إن استثمار دول الخليج في الصحة العالمية هو في المقام الأول استثمار في ازدهارها وأمنها. بفضل شراكة دول الخليج الكاملة في صياغة استجابتنا الجماعية، يمكننا القضاء على الأمراض المُعدية الأكثر فتكاً في العالم بصفة نهائية.

- رئيسة مجلس إدارة الصندوق العالمي (2023-2026)

- السيدة الأولى السابقة لبابوا غينيا الجديدة.