السعودية ستستخدم طاقتها النفطية الفائضة بالتنسيق مع المنتجين

تبقي على 1.5 مليون برميل يومياً للاستجابة لأي أزمة طارئة في السوق

السعودية ستستخدم طاقتها النفطية الفائضة بالتنسيق مع المنتجين
TT

السعودية ستستخدم طاقتها النفطية الفائضة بالتنسيق مع المنتجين

السعودية ستستخدم طاقتها النفطية الفائضة بالتنسيق مع المنتجين

هل ستستخدم المملكة كامل طاقتها الإنتاجية الفائضة، التي تقدر بنحو 2 مليون برميل يومياً استجابة لمطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي طالب المملكة ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بضخ 2 مليون برميل يومياً من أجل سد عجز الإمدادات في العالم وخفض أسعار النفط؟
لقد كان هذا السؤال هو الشغل الشاغل للمحللين النفطيين والمسؤولين في قطاع النفط سواء داخل أوبك أو خارجها على مدى الأيام الأربعة الماضية، حيث كان هناك قلق من أن تقوم السعودية بالعزف منفردة عبر زيادة إنتاجها بكمية أكبر من المتفق عليها خلال آخر اجتماع لأوبك الشهر الماضي.
وجاء بيان مجلس الوزراء السعودي بالأمس ليؤكد على أن المملكة متمسكة بسياستها النفطية المسؤولة والثابتة، حيث أعلنت المملكة أنها ستستخدم طاقتها الإنتاجية الفائضة لسد أي نقص في الأسواق «عند الحاجة لذلك»، إلا أنها لم تعلن عن أي كميات محددة سوف تقوم بضخها. والأهم من ذلك هو أنها سوف تقوم بذلك إذا ما دعت الحاجة إليه «من خلال التنسيق مع باقي المنتجين». واتفقت أوبك وحلفاؤها على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً ابتداء من الأول من يوليو (تموز) الحالي من أجل خفض نسبة الالتزام الكلية للمنتجين الداخلين في اتفاق تخفيض الإنتاج من مستوى 147 في المائة إلى 100 في المائة، مع تعهد السعودية بزيادة «محسوبة» في الإمدادات.
وبالأمس جددت السعودية وروسيا موقفهما من الاتفاق، حيث قالت وزارة الطاقة السعودية إن وزير الطاقة خالد الفالح تحدث هاتفياً مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أول من أمس الاثنين، وبحثا الحاجة إلى تعديل عملية المراقبة الحالية «لتعكس الهدف المتفق عليه الذي يقضي بتعديل متوسط الالتزام الإجمالي إلى 100 في المائة، وفقا للإعلان الصادر عن الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك، والذي يقدر بزيادة قدرها مليون برميل يومياً».
ويأتي هذا الإعلان بمثابة تأكيد آخر على أن المملكة ما زالت متمسكة بالاتفاق الأخير في فيينا. ويوم السبت أعلن الرئيس الأميركي ترمب على «تويتر» أنه اتفق مع المملكة أن تقوم برفع إنتاجها لتعويض النقص المحتمل في الأسواق بسبب الانقطاعات في فنزويلا والأخرى الناتجة عن الحظر على إيران والذي قدره ترمب بمليوني برميل يومياً.
ولم تؤكد المملكة في بيانها الذي أصدرته يوم السبت أي التزام بمستوى معين، حيث اكتفت بأنها سوف تزيد الإنتاج متى ما كان هناك حاجة إليه لمواجهة أي نقص محتمل في السوق. ومن المعروف أن المملكة تبقي على طاقة فائضة بما لا يقل عن 1.5 مليون برميل يومياً في كل الأوقات من أجل الاستجابة لأي أزمة طارئة في السوق النفطية.
وهاجمت إيران المملكة من خلال تصريحات مسؤوليها - بناء على تصريحات ترمب - حيث اعتبرت أن أي زيادة كبيرة من السعودية خارج الكميات التي تم الاتفاق عليها في فيينا الشهر الماضي تجاوزاً للاتفاق.
وبحسب بيان وزارة الطاقة بالأمس، اتفق الوزيران السعودي والروسي على «أن تكلف اللجنة الفنية المشتركة بصياغة واقتراح إجراءات مناسبة وعرضها على اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة إنتاج النفط».
وأظهرت بيانات لوكالة بلومبيرغ أن السعودية زادت إنتاجها في يونيو (حزيران) بنحو 330 ألف برميل يومياً، وهذه أعلى زيادة شهرية في إنتاج المملكة خلال خمس سنوات ليصل إلى 10.3 مليون برميل يومياً.


مقالات ذات صلة

تعطل الإمدادات من كازاخستان يرفع أسعار النفط

الاقتصاد صورة تُظهر أنابيب النفط الخام والصمامات خلال جولة في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في فريبورت بتكساس (رويترز)

تعطل الإمدادات من كازاخستان يرفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار خام برنت، يوم الثلاثاء، معززة مكاسب الجلسة السابقة بعد هجوم بطائرة مسيرة على محطة ضخ نفط في روسيا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي (رويترز)

نوفاك: «أوبك بلس» لا يدرس تأجيل زيادة في إمدادات النفط مقررة خلال أبريل

قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس وزراء روسيا، إن تحالف «أوبك بلس» لمنتجي النفط لا يدرس تأجيل زيادات شهرية في الإمدادات من المقرر أن تبدأ خلال أبريل (نيسان) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

بلومبرغ: «أوبك بلس» يدرس إرجاء زيادة لإمدادات النفط مقررة في أبريل

نقلت وكالة «بلومبرغ نيوز»، اليوم الاثنين، عن مندوبين أن تحالف «أوبك بلس» يدرس إرجاء سلسلة زيادات شهرية للإمدادات، من المقرر أن تبدأ في أبريل (نيسان) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يركب دراجة في مصفاة شركة «بهارات» للبترول المحدودة في مومباي (رويترز)

النفط يتراجع مع احتمال التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا

هبطت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط آمال في اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا ينهي العقوبات التي أحدثت اضطرابات في تدفق الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مصفاة نفط في روسيا (رويترز)

نوفاك: روسيا التزمت تماماً باتفاق «أوبك بلس» لتخفيضات الإنتاج في يناير

قال نائب رئيس الوزراء الروسي، إن بلاده التزمت تماماً باتفاق مجموعة «أوبك بلس» لتخفيضات إنتاج النفط في يناير وتعتزم الاستمرار في التزامها الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فرنسا تزيد وارداتها من الغاز الروسي 81 % خلال عامين

منشأة للغاز الطبيعي في فرنسا (رويترز)
منشأة للغاز الطبيعي في فرنسا (رويترز)
TT

فرنسا تزيد وارداتها من الغاز الروسي 81 % خلال عامين

منشأة للغاز الطبيعي في فرنسا (رويترز)
منشأة للغاز الطبيعي في فرنسا (رويترز)

زادت فرنسا، إحدى الدول الأوروبية الأفضل تجهيزاً بمحطات الغاز الطبيعي المسال، وارداتها من الغاز الروسي بنسبة 81 في المائة بين عامي 2023 و2024، ودفعت 2.68 مليار يورو (2.80 مليار دولار) لروسيا، وفق ما أفاد معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي الثلاثاء.

ولفتت المحللة في المركز المخصّص للأبحاث آنا ماريا جالر - ماكاريفيتش، إلى أن فرنسا تدير خمس محطات لإعادة التغويز، ما يمنحها أهمية في هذا المجال.

وقالت: «لا نعرف وجهة الغاز الطبيعي المسال بعد ذلك، ربما يُصدّر إلى ألمانيا» التي لم تكن تضم أي محطات قبل عام 2022، وتبقى قدرتها على الاستيراد نصف قدرة فرنسا. على سبيل المثال، استقبلت محطة دنوكيرك في فرنسا 27 في المائة من الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي العام الماضي.

ويصل 85 في المائة من واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى أوروبا عبر فرنسا وإسبانيا وبلجيكا.

ولجأ الاتحاد الأوروبي إلى الغاز الطبيعي المسال ليحل بديلاً من الغاز الذي كان يتم نقله عبر خطوط أنابيب أُغلق معظمها بسبب الحرب في أوكرانيا.

ويُنقل الغاز الطبيعي بواسطة سفن في شكل سائل، ويُفرّغ في المواني ثم يُعاد تحويله إلى غاز لضخه في شبكات الغاز الأوروبية.

وجمعت آنا ماريا جالر - ماكاريفيتش بيانات كثيرة وتوصلت إلى مصادر الإمدادات الفرنسية بالغاز الطبيعي المسال: ثلثها روسي، وثلثها أميركي، و17 في المائة منها يأتي من الجزائر.

ويحول الاعتماد الكبير على الغاز الطبيعي المسال الروسي، دون تحقيق هدف المفوضية الأوروبية المتمثل في تخلي القارة عن الغاز الروسي بحلول عام 2027، وقالت المحللة: «علينا بالتالي أن نواصل خفض الطلب على الغاز».

وتراجع خفض استهلاك الغاز الذي بدأ خلال الأزمة التضخمية في عام 2022، وخفضت فرنسا استهلاكها حينها بنسبة 20 في المائة، لكن منذ عام 2024 لم يشهد الطلب انخفاضاً.

وقالت آنا ماريا جالر - ماكاريفيتش: «تم التخلي عن بعض تدابير توفير الطاقة»، مثل عزل المباني للحد من استهلاك الغاز خلال الشتاء.