إعلامية مصرية متهمة بخطف أطفال

حبس ريهام سعيد 4 أيام... وخبراء ينتقدون أداءها المهني

ريهام سعيد اشتهرت بإثارة الجدل
ريهام سعيد اشتهرت بإثارة الجدل
TT

إعلامية مصرية متهمة بخطف أطفال

ريهام سعيد اشتهرت بإثارة الجدل
ريهام سعيد اشتهرت بإثارة الجدل

أوقفت النيابة المصرية أمس «مغامرات» الإعلامية المصرية المثيرة للجدل، ريهام سعيد، مقدمة برنامج «صبايا الخير» المذاع على قناة «النهار» الفضائية، بعدما أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات مع المنتج الفني، ورئيس تحرير البرنامج في اتهامهم بالتحريض على اختطاف أطفال.
واشتهرت «سعيد» بإذاعة حلقات وموضوعات مثيرة للجدل، ووُجهت إليها انتقادات عديدة من خبراء الإعلام ومشاهدين، طوال إذاعة برنامجها، وخاصة بعد واقعتي «إهانة اللاجئين السوريين»، و«فتاة المول».
ونسبت التحقيقات «أن معدة بالبرنامج، قامت بالتواصل مع شاب مصري يدعى إسلام، لاختلاق واقعة لخطف الأطفال وعرضهم للبيع، وقامت المعدة ومن خلال هذا الشاب بالاتصال بالعصابة وأبلغتهم بأنها تريد شراء طفلين، وتم الاتفاق على شراء طفلين مقابل 300 ألف جنيه».
وحسب التحقيقات فإنه «بعد تحديد الموعد وشراء الطفلين داهمت قوة أمنية المكان، وألقت القبض على أفراد العصابة الذين اتهموا ريهام سعيد، وفريق إعدادها بالتحريض على خطف الأطفال مقابل مبلغ مالي».
يشار إلى أن واقعة خطف الأطفال، الموجهة ضد ريهام سعيد، وطاقم برنامجها ليست الواقعة الأولى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فقد سبقتها وقائع أخرى، في سبتمبر (أيلول) عام 2015... صدمت ريهام سعيد الرأي العام بتصريحات أهانت فيها السوريين، عندما أذاعت حلقة عن توزيع مساعدات على بعضهم في أحد مخيماتهم بلبنان بصورة أثارت انتقادات حادة»، وتعرضت المذيعة المصرية لموجة هجوم شديدة قادها بعض الإعلاميين المصريين، ورواد مواقع التواصل، بعد حديثها الذي وُصف بأنه «غير حضاري».
إلى ذلك، ثار الرأي العام المصري قبل نهاية عام 2015 مرة أخرى ضد ريهام سعيد، بسبب ما فعلته مع الفتاة سمية عبيد، التي اشتهرت إعلاميا بـ«فتاة المول»، بعدما انتهكت خصوصيات الفتاة ونشرت صورا خاصة جدا لها في برنامجها أثناء حديثها عن واقعة تعرضها للتحرش من جانب شاب في أحد المولات، وهو ما دفع 6 شركات للانسحاب من رعاية برنامجها «صبايا الخير». وتقدم محامون ببلاغات ضد الإعلامية أدت لصدور حكم قضائي من محكمة جنح الجيزة بحبسها 6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه بعد اتهامها بالسب والقذف في حق الفتاة، والحبس سنة لاتهامها بالاعتداء على الحياة الشخصية وكفالة 15 ألف جنيه.
في السياق نفسه، قضت محكمة مصرية بمعاقبة «سعيد» أيضا بالحبس سنة مع الشغل، لاتهامها بالتعدي على مساعد مخرج بالضرب وإصابته بكدمات.
من جهتها، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، العميد الأسبق، لكلية الإعلام جامعة القاهرة: «قضية ريهام سعيد جنائية وليست مرتبطة بحرية التعبير أو الرأي، ورغم أن القضية لا تزال قيد التحقيقات، فإن ريهام عكفت طوال تاريخها المهني على إذاعة حلقات مثيرة للجدل، والاشمئزاز».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: قائلة: «المذيعة المصرية كانت تقوم باستغلال معاناة المواطنين للتشهير بهم والإيحاء بأنها إعلامية عظيمة وحنونة ووطنية». ولفتت إلى أن «وظيفة الإعلام الحقيقية هي تثقيف وإعلام الناس دون اللعب بمشاعرهم، واستغلال حاجتهم للمساعدات».
وتابعت: «خبراء الإعلام في مصر والمتابعين للشأن الإعلامي المصري، أعلنوا انزعاجهم الشديد من المستوى الإعلامي الرديء، الذي وصلت إليه القنوات الفضائية المصرية، ورغم طلباتهم المتكررة للجهات والمؤسسات المصرية المعنية، بضرورة ضبط المشهد، ووضع حلول للخروج من إعلام العشوائيات والقتل والإثارة، فإن شيئا من ذلك لم يحدث، والدليل على ذلك هو عودة برنامج هذه المذيعة إلى البث مرة أخرى بعد فترة توقف في عام 2015». ودعت القنوات الفضائية المصرية لوقفة مع النفس لتصحيح مسار الإعلام المصري، الذي لم يعهد مثل تلك الأخطاء والأزمات منذ نشأته».
إثارة الجدل، لا تقتصر على برنامج «سعيد» فقط، فقد قرر مجلس إدارة نقابة الإعلاميين في مصر، أخيرا، إحالة الإعلامية منى عراقي، مقدمة برنامج «انتباه»، المُذاع على قناة «المحور» للتحقيق أمام اللجنة القانونية بالنقابة على خلفية استخدامها بعض العبارات «غير اللائقة» على الهواء.
وقال حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين في بيان صحافي: «إن لجنة المتابعة والرصد بالنقابة رصدت الخطأ المهني والأخلاقي، الذي وقعت فيه (عراقي) على الهواء، أثناء تناولها لقضية (الاغتصاب الجنسي) قبل أن تقرر القناة إيقاف البرنامج، لحين انتهاء التحقيق معها».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يطالب العالم باليقظة لمواجهة مهربي البشر

أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي كلمة خلال افتتاح مؤتمر «الجمعية العامة للإنتربول» في غلاسكو ببريطانيا يوم 4 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء البريطاني يطالب العالم باليقظة لمواجهة مهربي البشر

قال رئيس الوزراء البريطاني إن عصابات تهريب البشر، الذين يرسلون المهاجرين عبر القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة، يشكلون تهديداً للأمن العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا جنود يوزعون زجاجات مياه على مجموعة كانت محتجَزة لدى تجار البشر في ليبيا (لقطة من فيديو نشره النائب العام الليبي)

ليبيا تعلن عن تفكيك شبكة للإتجار في البشر

أعلن مكتب النائب العام الليبي أن السلطات فككت شبكة ضالعة في الاتجار بالبشر في منطقة بجنوب غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
العالم العربي وزيرة التضامن ورئيسة لجنة مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (مجلس الوزراء المصري)

​مصر تتوسع في إنشاء دُور إيواء لضحايا «الاتجار بالبشر»

تعمل الحكومة المصرية على التوسع في إنشاء دور إيواء لدعم ضحايا جريمة «الاتجار بالبشر» من المصريين والأجانب بعد أن دشنت أول دار إيواء متخصصة قبل 4 سنوات.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا تزايد شكاوى التونسيين من تزايد أعداد المهاجرين السريين في شوارع جبنيانة والعامرة بولاية صفاقس (أ.ف.ب)

تونسيون يحذرون من تدهور الوضع الأمني بسبب تدفق المهاجرين

حذر المجتمع المدني في مدينتي جبنيانة والعامرة التونسيتين من تدهور خطير للوضع الأمني بسبب تدفق مهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتفشي أعمال العنف.

«الشرق الأوسط» (تونس)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».