تفاصيل اللحظات الأخيرة في طائرة الركاب الروسية المنكوبة

ارتباك... وصراخ في قمرة القيادة وتباين في وجهات النظر

صورة لإحدى الطائرات التابعة لنفس شركة الطيران صاحبة الرحلة المنكوبة (أ.ف.ب)
صورة لإحدى الطائرات التابعة لنفس شركة الطيران صاحبة الرحلة المنكوبة (أ.ف.ب)
TT

تفاصيل اللحظات الأخيرة في طائرة الركاب الروسية المنكوبة

صورة لإحدى الطائرات التابعة لنفس شركة الطيران صاحبة الرحلة المنكوبة (أ.ف.ب)
صورة لإحدى الطائرات التابعة لنفس شركة الطيران صاحبة الرحلة المنكوبة (أ.ف.ب)

باتت فرضية الخطأ البشري مقدمة على غيرها من الفرضيات في التحقيقات الجارية لكشف أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية الأحد الماضي بعد مرور سبع دقائق من إقلاعها.
ودلت الفحوص الأولية التي أجريت على محتويات الصندوق الأسود المستخدم لتسجيل مجريات الأحداث داخل قمرة القيادة، على أن قائدي الطائرة فشلا في مواجهة حالة طارئة وتعالت صيحاتهما داخل قمرة القيادة، فيما بدا أنه تباين في وجهات النظر أدى إلى ارتباك قاتل.
وكانت الطائرة وهي من طراز «أنطونوف 148» تقل 71 شخصا بينهم 6 من أفراد الطاقم، وانطلقت من مطار «دوموديدوفا» جنوب العاصمة الروسية، لكنها تحطمت في ظروف غامضة بعد مرور دقائق من إقلاعها، ما أسفر عن مقتل كل ركابها.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر قريبة من التحقيق أن البيانات التي تم فك تشفيرها من مسجل الصوت في الصندوق الأسود، دلت بوضوح على تعرض قائدي الطائرة إلى ارتباك أسفر عن ارتكابهما سلسلة أخطاء بعدما أدركا أنهما يواجهان موقفا طارئا. وبحسب التسجيلات فقد لاحظ الطياران في اللحظات الأولى أن عدادات السرعة تعطي قراءات مختلفة. وكشفت معلومات الصندوق الأسود أنهما لم يفهما سبب العطل الذي أصابها، لذلك ارتفع صراخهما بقمرة القيادة حين لم يتمكنا من مواجهة الوضع الحرج. وتشير البيانات التي تم فك تشفيرها من مسجل الصوت في الصندوق الأسود للطائرة إلى أن الطيارين سرعان ما لاحظا قراءات مختلفة للسرعة فورا بعد الإقلاع. ووفقا للمصدر فقد برز الذهول والصدمة في عبارات أطلقها الطياران عندما لاحظا أن العدادات أمامهما تعكس قراءة منخفضة للغاية عن السرعة التي يفترض أن تكون الطائرة قد وصلت إليها، ما أسفر عن اختلاف في الرأي حول آلية التصرف، وتعالت أصواتهما بصرخات متداخلة، فيما مالت الطائرة بشدة نحو الأرض.
وتفسر هذه التفاصيل المناورة الغريبة التي قامت بها الطائرة قبل تحطمها مباشرة، إذ كانت وصلت بحسب معطيات رادارات مركز المراقبة إلى ارتفاع 1800 متر، وسرعتها 600 كيلومتر في الساعة، لكنها هوت بقوة لمسافة 300 متر قبل أن تعود للصعود. وبعد عدة ثوان هوت بعدها بقوة وسرعة فائقة لترتطم بالأرض ما أسفر عن انفجارها. وكان التحقيق أثبت في وقت سابق أن الطائرة لم تتعرض لعامل خارجي، ما استبعد فرضية التفجير الإرهابي، خصوصا أن محركاتها ظلت تعمل بشكل طبيعي إلى لحظة ارتطامها بالأرض، كما أنها هوت ككتلة متماسكة، أي أنها لم تنشطر أو تتعرض لخلل خارجي. وبحسب معطيات التحقيق فإن الارتباك والخلاف في وجهات النظر بين الطيارين أفقدهما القدرة على التصرف السليم، ووفقا للمصدر فإن «الكارثة بدأت بالفعل على وقع الصرخات المتداخلة للطيارين اللذين فهما على ما يبدو أن الأمر قد قضي».
ولا يبدو مفهوما للمحققين حتى الآن أنهما لم يرسلا إشارة تحذير ولم يطلبا معونة، كما أنهما لم يقوما بتشغيل آلية تدفئة أجهزة استشعار الضغط الكامل، التي تقرأ منها أجهزة استشعار السرعة، وقال محققون: «لسبب ما لم يقوما بتشغيلها وفحصها والتحقق منها، على الرغم من التعليمات ذات الصلة». وكانت أجهزة التحقيق تمكنت في وقت سابق من تحديد السبب المرجح للكارثة في تجمد أجهزة تسجيل السرعة بسبب البرد، وقالت إن المشكلة ذاتها واجهتها طائرة أخرى خلال الأسابيع الأخيرة. لكن المعطيات التي قدمتها تسجيلات المحادثات في قمرة القيادة أضافت سببا أساسيا للكارثة هو فشل الطيارين في مواجهة المشكلة.


مقالات ذات صلة

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

أوروبا حطام طائرة شحن في باحة منزل قرب مطار فيلنيوس بليتوانيا (أ.ف.ب) play-circle 00:39

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

قال مسؤولون من المطار والشرطة والإطفاء إن طائرة شحن تابعة لشركة «دي إتش إل» تحطمت قرب مطار فيلنيوس في ليتوانيا.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)
أوروبا صورة مثبتة من مقطع فيديو يظهر تحطم الطائرة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

قال وزير الدفاع البلغارى أتاناس زابريانوف اليوم (الجمعة) إن طائرة تدريب عسكرية تحطمت في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل الطيارين.

«الشرق الأوسط» (صوفيا )
أوروبا زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف-16» (أ.ب)

تحطم طائرة أوكرانية من طراز «إف-16»

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرة أوكرانية من طراز «إف-16» تحطمت.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم قاذفة استراتيجية روسية فوق المياه المحايدة لبحر بيرنغ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من مقطع فيديو تم إصداره في 14 فبراير 2023 (رويترز)

طيار قتيل في تحطم القاذفة الروسية في سيبيريا

قُتل أحد طياري قاذفة روسية تحطمت في منطقة إيركوتسك في سيبيريا الروسية، على ما قال الحاكم المحلي إيغور كوبزيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.