لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «سيبراني» لـ«الشرق الأوسط»: مركزا مراقبة عن بُعد للقطاعات الحسّاسة

TT

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

«سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي)
«سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي)

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية، خلال مشاركتها في معرض «بلاك هات 2024» بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، شمال العاصمة السعودية الرياض، عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني، كما جرى تطويرها بواسطة مهندسين سعوديّين ليعمل كل منتج على وظائف مختلفة تسهم في تعزيز القطاع.

لأول مرة في السعودية... تقنيات لحماية البيانات الحسّاسة

وفي التفاصيل، عبّر لـ«الشرق الأوسط» طارق البسام، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «سيبراني»، عن اعتزاز وفخر الشركة التابعة لـ«أرامكو» الرقمية، بإطلاق منتجات سعودية، ومطوّرة بأيادٍ سعودية من قِبَل مهندسين مختصين في الأمن السيبراني، مضيفاً أن المنتجات تختص بـ«حماية البيانات والأنظمة الحسّاسة والتشغيلية ونعتز بهذا الأمر لأنه يأتي لأول مرة في هذه المجالات الحساسة في السعودية».

100 ألف مستخدم

وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، كشف البسّام عن أن «سيبراني» أطلقت منتجاً متخصصاً في حماية البيانات، يستخدمه أكثر من 100 ألف مستخدم في السعودية، وأعربت عن تطلّعها في تقديمه للعملاء في السعودية وخارجها، بما يتواءم مع طموحاتها؛ لأن تكون «سيبراني» شركة دولية.

مراقبة سيبرانية عن بُعد لمنشآت ومصانع

إلى جانب ذلك، كشف البسّام عن إطلاق منصة متخصصة في «البيانات والتهديدات الاستباقية» لتكون متخصّصة في مجال الطاقة وشركات الزيت والبتروكيماويات، ووفقاً للبسام «ستقدّم المنصة خدماتها لعملائنا في القطاع في السعودية وخارجها»، كما لفت إلى إطلاق «سيبراني» مركزين للمراقبة عن بُعد لأول مرة، أحدهما سيكون في الرياض، والآخر في الظهران، وقال: «اليوم ولأول مرة عن بُعد نراقب ونتابع أعمال حماية مجال الأمن السيبراني لجهات ومنشآت حسّاسة، ومصانع، وما يماثلها، في ينبع وبقيق وشمال السعودية، من مركز الرياض ومركز الظهران».

طارق البسام الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «سيبراني» كشف لـ«الشرق الأوسط» عن مركزي مراقبة عن بُعد في الرياض والظهران (تصوير: تركي العقيلي)

ويعمل مركزا العمليات الأمنية المدارة (SOC) في كل من العاصمة السعودية الرياض، ومنطقة الظهران شرقي البلاد، على مدار الساعة لضمان الاستجابة الفورية لمختلف التهديدات السيبرانية والحماية من الحوادث الأمنية، كما تعمل بشكل متكامل لضمان مراقبة مستمرة وفعّالة للأنظمة لتوفير حماية شاملة ضد التهديدات الرقمية، حيث يضمن وجود مراكز عمليات أمنية في مدينتين مختلفتين استمرارية الخدمة في حالة حدوث أي طارئ في أحد المواقع، وفقاً لمهندسين تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط».

وعن الجوانب الأمنية السيبرانية التي تركِّز عليها «سيبراني»، أشار البسام إلى اهتمامهم بـ«آلية الاتصال الآمن حيث إنها من متطلبات العملاء والجهات الحساسة اليوم»، وأردف: «طوّرنا منتجاً متخصصاً في هذا المجال يهتم بالتشفير، وهو منتج سعودي مطوّر من مهندسين سعوديين».

تقنيات ومنصات وأدوات تقنية أمنية

وحصلت «الشرق الأوسط» على نماذج من المنتجات التي أطلقتها «سيبراني»، تمثّلت في تقنية ‏(CyLnx) وهي حل التوجيه الذكي الآمن الذي يعتمد على نموذج الثقة المعدومة، وصُمِّم لتسريع وحماية متطلبات الاتصال في المؤسسات، ومنصة‏ التواصل الآمنة (CyComm) التي تقدِّم تطبيقات مؤمّنة من الدرجة العسكرية، مع أجهزة حصرية للأجهزة المحمولة والحاسوبية، إلى جانب منصة التعاون‏ (CyWatch) التي تُتيح للموظفين الإبلاغ عن الثغرات الأمنية في تطبيقات وأنظمة الشركة، مع مكافآت مالية تشجيعية. ‏وأخيراً أداة (CyMark) خفيفة الوزن، التي تحتوي على علامة مائية فريدة مرتبطة بتقنيات التشفير لتتبع مصدر أي تسريبات.

وفي فعالية الأمن السيبراني الأكثر حضوراً في العالم «بلاك هات» بنسختها الحاليّة، رصدت «الشرق الأوسط» إقبالاً لافتاً من خبراء ومهتمين وزوّار على جناح «سيبراني»، شاركت في المحتوى العلمي للمعرض بتقديم عدد من الجلسات وورشة عمل تتمحور حول أهمية الأمن السيبراني لقادة الأعمال والشراكات الاستراتيجية والأساسية، قدّمها محمد الوشمي، المدير التنفيذي لخدمات الأمن السيبراني، فضلاً عن المشاركة في مسرح الإيجاز الخاص بالمؤتمر حول مراقبة أمان التقنيات التشغيلية وكيفية التعامل مع الحوادث الأمنية الطارئة، إلى جانب تقديم إيجاز حول الجيل المقبل من مراكز العمليات الأمنية.

إطلاقات منتظرة على هامش «بلاك هات»

وكان متعب القني، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، كشف لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء، عن إطلاقات منتظرة للشركات خلال أيام المعرض، إلى جانب الكشف عن التحديات الأمنية التي تواجه قطاع الأمن السيبراني، عادّاً أن «بلاك هات» يوفّر المكان للشركات المختصة لتقديم الحلول السيبرانية للقطاعات كافة.

وتتواصل أعمال النسخة الثالثة من «بلاك هات» التي من المقرر أن تستمر حتى 28 من الشهر الحالي، بتنظيم من «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، وشركة «تحالف» إحدى شركات الاتحاد، بالشراكة مع «إنفورما» العالمية، وصندوق الفعاليات الاستثماري.


مقالات ذات صلة

«أديس القابضة» تجدّد عقد منصة بحرية مع «أرامكو» بـ429 مليون دولار

الاقتصاد إحدى منصات «أديس» (الشركة)

«أديس القابضة» تجدّد عقد منصة بحرية مع «أرامكو» بـ429 مليون دولار

وقّعت شركة «أديس القابضة» عقد تجديد مع شركة «أرامكو السعودية» لإحدى منصاتها البحرية، بقيمة متراكمة تبلغ 1.61 مليار ريال (429 مليون دولار)، وذلك لمدة عشر سنوات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مهندسون في «أرامكو» أثناء مزاولة أعمالهم (الشركة)

«أرامكو السعودية» ضمن أدنى شركات الطاقة من حيث الانبعاثات الكربونية

أعلنت «أرامكو السعودية» عن إنجازات تتعلق بالاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، في تأكيد على مكانتها كإحدى شركات الطاقة الأقل في الانبعاثات الكربونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الحي المالي في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الشركات الأوروبية تتراجع أمام تقدم أميركي وصيني

تفوقت الشركات الكبرى من الولايات المتحدة وآسيا على كبرى الشركات الأوروبية من حيث الإيرادات والأرباح العام الماضي، وفق دراسة أجرتها شركة «إرنست آند يونغ».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)

«أرامكو السعودية» توقِّع 34 مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركات أميركية

وقّعت «أرامكو السعودية» -من خلال مجموعة شركاتها- 34 مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركات أميركية كبرى، في مجالات مختلفة، وذلك بقيمة محتملة تقارب 90 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيسة التنفيذية لـ«وودسايد» ميغ أونيل تتحدث خلال الجمعية العمومية للشركة (رويترز)

«وودسايد» و«أرامكو» توقعان اتفاقية لشراء حصة بمشروع لويزيانا للغاز المسال

أعلنت شركة «وودسايد إنرجي» الأسترالية يوم الأربعاء، أنها أبرمت اتفاقية غير ملزمة مع «أرامكو» لاستكشاف فرص استثمارية.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)

دراسة تحذّر من تفوّق الذكاء الاصطناعي في الإقناع أثناء المناظرات

أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات جماعية بعد التشاور (أرشيفية - رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات جماعية بعد التشاور (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تحذّر من تفوّق الذكاء الاصطناعي في الإقناع أثناء المناظرات

أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات جماعية بعد التشاور (أرشيفية - رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات جماعية بعد التشاور (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسة علمية حديثة أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على الإنسان في قدرته على الإقناع أثناء المناظرات، ما يثير تساؤلات ملحّة حول تداعيات ذلك على الحياة السياسية والانتخابات في العالم.

الدراسة التي نُشرت في مجلة «Nature Human Behaviour» أشرف عليها فريق بحثي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، وخلصت إلى أن النماذج اللغوية المتقدمة، وعلى رأسها «تشات جي بي تي - 4»، باتت قادرة على بناء حجج مقنعة تتفوق في أحيان كثيرة على نظيرتها البشرية، لا سيما عند توفر معلومات شخصية عن الطرف الآخر.

روبوتات تقنع وتُصوّت؟

أعرب فرانشيسكو سالفي، الباحث الرئيسي في الدراسة، عن قلقه من الاستخدامات المحتملة لهذه التكنولوجيا في المجال السياسي، قائلاً: «يمكن تخيّل جيوش من الروبوتات تستهدف الناخبين المترددين برسائل مصممة بعناية، تبدو واقعية تماماً». وأضاف: «هذه التأثيرات قد تكون خفية، ومن شبه المستحيل تتبعها أو دحضها في الوقت الفعلي».

الدراسة شملت 900 مشارك وزّعوا على ثلاث مجموعات، حيث ناظر بعضهم فريقا من المشاركين، فيما واجه آخرون الذكاء الاصطناعي، بينما خُصصت مجموعة ثالثة للمقارنة. وغطت المواضيع المطروحة في المناظرات قضايا متنوعة، من ارتداء الزي المدرسي، إلى قضايا أكثر حساسية مثل تقنين الإجهاض.

ووفقاً للنتائج، فإن الذكاء الاصطناعي حقق أداء مماثلاً للبشر في حالات غابت فيها المعلومات الشخصية. غير أن تفوقه بدا جلياً عندما أُتيح له استخدام بيانات عن الطرف الآخر، مثل العمر أو التوجه السياسي، حيث فاز في 64 في المائة من الحالات.

قدرة على التخصيص... وسلاح ذو حدين

ويعزو الباحثون تفوق الذكاء الاصطناعي إلى قدرته على تخصيص الحجج بما يتلاءم مع خلفية المتلقي، وهو ما أكده سالفي بقوله: «كأنك تتحاور مع شخص لا يجيد طرح الحجج فحسب، بل يعرف أي نوع منها يناسبك بالضبط».

ولم تخلُ الدراسة من الإشارة إلى بعض الجوانب الإيجابية المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي الإقناعي، مثل المساهمة في تقليل انتشار نظريات المؤامرة، والتخفيف من حدة الاستقطاب السياسي، أو حتى تشجيع الأفراد على اتباع نمط حياة صحي.

لكن القلق الأبرز ظل يدور حول مخاطر التوظيف غير الأخلاقي لهذه القدرات. وحذّر البروفسور مايكل وولدريدج، الباحث في الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد، من أن استقطاب المراهقين من قبل جماعات متطرفة لم يعد سيناريو خيالياً، بل واقع بات ممكناً مع تطور هذه النماذج.

وأضاف: «كلما ازداد تطور الذكاء الاصطناعي، اتسع نطاق إساءة استخدامه»، مشدداً على ضرورة تحرك الجهات التشريعية والتنظيمية بشكل استباقي، لا أن تكتفي بردود الأفعال المتأخرة.

عودة شبح التلاعب الجماهيري؟

من جانبه، رأى البروفسور ساندر فان دير ليندن، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة كمبردج، أن الدراسة تعيد إلى الواجهة التساؤلات حول إمكانية التلاعب بالرأي العام من خلال محادثات شخصية مصممة اعتماداً على نماذج لغوية قوية.

وأكد أن نتائج دراسات سابقة، بينها أبحاثه، تشير إلى أن قوة الإقناع في هذه النماذج ترتكز بشكل أساسي على المنطق والتحليل، لا بالضرورة على المعلومات الشخصية، في وقت لم تُجمع فيه الأوساط العلمية بعد على طبيعة العلاقة الدقيقة بين تخصيص الرسائل وزيادة فعاليتها.

الذكاء الاصطناعي يفتح أبواباً واسعة للجدل حول مستقبل الخطاب العام، وحدود ما يمكن أن تفعله الآلة في تشكيل القناعات والقرارات... ومعها مستقبل الديمقراطية.