إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- جفاف الجلد
> لماذا يحصل جفاف الجلد في فصل الشتاء وكيف أتعامل معه لدى والدتي؟
وداد - الرياض.
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظي أن المعاناة من جفاف وخشونة الجلد في فصل الشتاء ومع تدني رطوبة الأجواء والبرودة الشديدة، هي من الحالات الشائعة، وخصوصا لدى كبار السن. وهو ما بالتالي يُؤدي إلى حالة من التهيج والرغبة في حكّ الجلد. وهذا يبدو بشكل أوضح في جلد اليدين والساقين، ولكن حتى جلد الظهر والوجه عُرضة لذلك الجفاف.
ومع التقدم في العمر تفقد طبقة الجلد بعض مكوناتها وخصائصها، مثل المرونة والنضارة وانتشار الغدد العرقية والأوعية الدموية والأعصاب، وبالتالي تتدنى درجة الرطوبة في أنسجة طبقة الجلد الخارجية، كما تتدنى كمية الدهون المُرطبة التي تغطي الجلد عادة بغطاء رقيق لحمايتها من الجفاف. كما تعتري خلايا الجلد تغيرات تُبطيء من قدراتها على الانقسام وإعادة تكوين طبقات من الخلايا الخارجية التي تعيد الحيوية والنشاط والنضارة لطبقة الجلد الخارجية، وبالتالي تقل سماكة الطبقة الرقيقة للجلد الميت المغلفة للجلد كوسيلة للوقاية والحماية والعزل من تأثيرات التغيرات المناخية.
ويضاف إلى ذلك ضعف الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد، التي تقل كميتها وقدرتها على تروية طبقات الجلد بالكميات اللازمة من الدم. كما تتدنى قدرات أعصاب الجلد في تنظيم ضبط حرارة الجسم والإحساس باللمس أو الألم. وهو ما قد يُؤدي إلى تدني استجابة جهاز مناعة الجسم في التغلب على أي التهاب ميكروبي أو التخلص من تهيج جلدي ناتج عن تعرض الجلد لأحد المواد الخارجية أو سرعة التئام إصابات الخدوش الجلدية وغيرها. وهناك عوامل أخرى تُساهم في تفاقم هذه المشكلة، مثل استخدام أنواع قوية من الصابون أو الشامبو وغيرها من المنظفات كالكحول في العطور والمستحضرات الأخرى للعناية للبشرة.
وما تقدم كله يتطلب بذل الجهد في العناية بالجلد لدى الشخص الكبير في السن، من أجل سلامة الجلد وتحسين بنيته والحفاظ على رطوبته ونظافته. وبالإضافة إلى التغذية الجيدة والاهتمام بأي أمراض مزمنة مرافقة كمرض السكري وغيره، فإن الاهتمام المباشر بالبشرة للتغلب والوقاية من جفاف الجلد يكون عبر أمرين أساسيين، الأول تقليل تعرض الجلد لما يُهيجه، والثاني المحافظة على ترطيبه.
وأحد أهم جوانب الوقاية من جفاف الجلد هو تقليل الاستحمام، وخصوصا الاستحمام بالماء الحار أو باستخدام الصابون أو الشامبوهات القوية التي تعمل على تقشير وإزالة طبقة الدهن الخارجية للبشرة. ولذا كثيراً ما تنصح المصادر الطبية باستحمام الجسم كله مرة كل يومين، مع الحرص على التنظيف اليومي لمناطق الإبطين ومناطق الأعضاء التناسلية دون بقية الجسم، وذلك يومياً باستخدام الإسفنج والماء والصابون، لأن هذه المناطق أقل عرضة للإصابة بالجفاف ويلزم تنظيفها يومياً. إضافة إلى تقليل استخدام مناديل التنظيف المعطرة المحتوية على الكحول أو غيره من المواد المنظفة التي تؤدي إلى جفاف الجلد، وأيضاً تجنب ملامسة الجلد بشكل مباشر الملابس المُهيجة، كالملابس الداخلية أو الجوارب المصنوعة من الصوف. كما يجدر الحرص على استخدام مرطبات البشرة بشكل متكرر أثناء اليوم، وخصوصا بعد غسل اليدين، مع الحرص على تجنب الأنواع المُعطرة منها لأنها تزيد في تهيج البشرة.

- ألم الصدر
> عمري 42 سنة، وأتناول دواء لألم الصدر واضطراب نبض القلب، هل له أضرار بعيدة المدى؟
محمد. أ - الرياض
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي أن عند وجود حالة أمراض شرايين القلب، نتيجة للتضيقات في مجاري الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب، فإن الأعراض تتفاوت حسب مدى تسبب تلك التضيقات في الشرايين القلبية بأي مضاعفات على عضلة القلب. ولذا فإن وجود تضيقات فقط في الشرايين قد يتسبب بألم في الصدر عند بذل الجهد البدني أو حصول انفعال عاطفي مثلاً. وهذا المستوى يختلف عن تسبب تلك التضيقات بالجلطة القلبية التي تؤدي إلى تلف أجزاء من عضلة القلب، وهو التلف الذي قد يُقلل من قوة القلب في ضخ الدم إلى الجسم، وقد يرفع من احتمالات حصول اضطرابات في نبض القلب والشعور بالخفقان، وقد يتسبب بضيق التنفس حال بذل المجهود، إضافة إلى الشعور بالألم في الصدر. وقد تُرافق مشكلة الشرايين القلبية حالة ارتفاع ضغط الدم.
ولأسباب طبية متعددة، ووفق ما دلت عليه النصائح الطبية المبنية على الأدلة والبراهين العلمية، فإن الأطباء قد يصفون للمُصابين بأمراض الشرايين القلبية تناول أحد أنواع الأدوية من فئة أدوية «مُحاصرات البيتا»، والتي تعمل على تحسين انتظام إيقاع نبض القلب وخفض ارتفاع ضغط الدم وإعطاء القلب مزيداً من الراحة حال بذل الجهد البدني، وهي كلها تفيد في تخفيف المعاناة من آلام الصدر واضطرابات النبض المرافقة لحالات أمراض تضيقات الشرايين القلبية. والعقار الذي ذكرته في رسالتك ونصحك الطبيب بتناوله، والذي تشعر بالتحسن عند تناوله والانزعاج عند التوقف عن ذلك، هو من فئة أدوية محاصرات البيتا.
هذه النوعية من الأدوية المفيدة وفق تقييم الطبيب للحاجة إلى تناولها ووفق شعور المريض بالتحسن مع تناولها، هي أدوية مفيدة للقلب وللجسم على المدى البعيد، وفي الغالب لا تتسبب بأي مخاطر صحية، طالما تابع المريض مع الطبيب في العيادة وفق نصائحه وطالما أجرى المريض الفحوصات التي يطلبها الطبيب منه.

استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
[email protected]


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات
TT

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة نُشرت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة المختلفة في سن مبكرة أثناء فترة المراهقة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب. وبالتالي يكون هؤلاء الأطفال مدفوعين لتعاطي هذه المواد أكثر من غيرهم الذين يتمتعون ببنية مخية طبيعية.

دراسة المخ

الدراسة التي تم تمويلها من المعاهد الوطنية الصحية (NIH) بالولايات المتحدة وقام بها باحثون من جامعة واشنطن Washington University بسانت لويس أجريت على ما يقرب من 10 آلاف مراهق من جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تمت متابعتهم عن طريق تحليل بيانات تم جمعها من دراسة سابقة (وهي: دراسة التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study التي تُعد أكبر دراسة طولية لتطور المخ في الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة)، التي يدعمها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات التابع للمعاهد الوطنية للصحة (NIDA).

قام الباحثون بعمل مراجعة وتقييم لأشعة الرنين المغناطيسي التي أجريت على المخ لـ9804 أطفال عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 9 و11 عاماً. وبطبيعة الحال لم يكن هناك أي طفل قام بتجربة أي مادة مخدرة.

وبعد ذلك قام الباحثون بتتبع المشاركين على مدى ثلاث سنوات لمعرفة بدء تعاطي المواد المختلفة وركزوا على مراقبة تعاطي الكحول والنيكوتين و / أو نبات القنب بشكل أساسي؛ لأن هذه المواد على وجه التحديد تعد الأكثر شيوعاً في مرحلة المراهقة المبكرة في الولايات المتحدة. وهذه المتابعة كانت من خلال سؤال المراهقين وذويهم بشكل مباشر، أو من خلال السجلات التي تفيد بتورط هؤلاء الطلاب في تجربة هذه المواد.

وتضمنت الأسئلة استخدام أي مواد غير مشروعة أخرى (مثل الأدوية العصبية من دون وصفة طبية والأقراص المخدرة). ثم قام الباحثون بعمل مقارنة بين صور الرنين المغناطيسي الخاصة بالمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة بأنواعها المختلفة قبل بلوغهم سن 15 عاماً بأقرانهم الذين لم يقدموا على تجربة المخدرات، لمعرفة إذا كانت هذه الفرضية (ارتباط تشريح المخ بزيادة القابلية للمخدرات) صحيحة أم لا.

وقال معظم الطلاب (90.2 في المائة) الذين شملتهم الدراسة إنهم قاموا بتجربة تناول الكحوليات مرة واحدة على الأقل قبل عمر الخامسة عشرة. وقالت نسبة كبيرة منهم إنهم قاموا بشرب الكحول بالتزامن مع التدخين سواء النيكوتين أو نبات القنب. وفي المقابل، قال الأطفال الذين قاموا بتجربة التدخين في البداية إنهم بدأوا أيضاً في تعاطي الكحول بعد فترة بسيطة من التدخين، ما يعني أن تجربة مادة معينة في الأغلب تؤدي إلى تجربة بقية المواد.

اختلافات تشريحية

قام العلماء بتقييم الاختلافات التشريحية الظاهرة في الأشعة تبعاً لمقاييس معينة مثل الحجم الكلي للمخ، والسمك، وكذلك النتوءات الموجودة، وعمق طيات المخ depth of brain folds واهتموا بشكل خاص بطبقات القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية من المخ المليئة بالخلايا العصبية. وهي مسؤولة عن العديد من العمليات الإدراكية والعاطفية، مثل التعلم والإحساس والذاكرة واللغة والانفعالات العاطفية واتخاذ القرار (من المعروف أن هذه المقاييس والخصائص ترتبط بالتباين في القدرات المعرفية وردود الفعل والتوصيلات العصبية من شخص لآخر).

ووجد الباحثون اختلافات واضحة في بنية خلايا المخ للمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة قبل سن 15 عاماً وأقرانهم الذين لم يقوموا بتجربة المواد. وعلى سبيل المثال، كانت هناك زيادة في حجم المخ الكلي، وأيضاً زيادة في حجم القشرة المخية للمراهقين الذين قاموا بتعاطي المواد المختلفة، سواء المخدرات أو الكحوليات. وأيضاً كان هناك ما يقرب من 39 اختلافاً إضافياً بين مخ الذين جربوا المواد وأقرانهم في الكفاءة الوظيفية للخلايا وسمك القشرة المخية. وقال الباحثون إنهم وجدوا في بعض الحالات اختلافات في شكل الخلايا وبنيتها بطريقة فريدة من نوعها تبعاً لطبيعة المادة المستخدمة.

الإدمان لا يحدث فقط بسبب الانحراف السلوكي بل ربما لسبب قهري

وأظهر تحليل حديث آخر للبيانات الخاصة بالدراسة نفسها (التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study) أن أنماط التوصيلات العصبية في المخ في مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن تتنبأ ببدء تعاطي المواد المخدرة في الشباب، وهو الأمر الذي يؤكد أن إدمان هذه المواد ليس فقط بسبب الانحراف السلوكي والمشاكل النفسية، ولكن ربما لسبب قهري مرتبط بشكل المخ والخلل الوظيفي في خلاياه.

أوضحت الدراسة أن هذه النتائج تعد بالغة الأهمية في لفت النظر إلى ضرورة وضع الأسباب البيولوجية في الحسبان عند التعامل مع مشاكل إدمان المراهقين وإقدامهم على تجربة أنواع معينة من المواد الضارة، ونصحت الدراسة أيضاً بضرورة عمل مسح عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي للأطفال، وتوفير الدعم النفسي للأطفال الأكثر عرضة لتجربة هذه المواد تبعاً للتغييرات التشريحية في مخهم، وعمل دورات توعية باستمرار لهم، وتحذيرهم من عواقب الإدمان، وعلاجهم في حالة تعرضهم بالفعل لهذه المواد.

وفي النهاية، أكد الباحثون أن بنية المخ وحدها لا يمكنها التنبؤ بتعاطي المواد المخدرة أثناء المراهقة، ولا يجب استخدام هذه البيانات بوصفها أداة تشخيص قاطعة، ولكن يجب أن يتم التعامل معها بوصفها عامل خطورة إضافياً مثل: «البيئة، والاستعداد الوراثي الجيني، والتعرض لأحداث مأساوية في الطفولة»، خاصة في حالة وجود اختلافات واضحة في بنية المخ التشريحية في مرحلة الطفولة، قبل أي استخدام لهذه المواد.

* استشاري طب الأطفال.