نيكولا هوبز امرأة تتحدى الرجال في حراسة المرمى وإطفاء الحرائق

اقتحمت مجالين يهيمن عليهما الذكور وترى أن كرة القدم زادتها صلابة

نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق  -  هوبز إطفائية
نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق - هوبز إطفائية
TT

نيكولا هوبز امرأة تتحدى الرجال في حراسة المرمى وإطفاء الحرائق

نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق  -  هوبز إطفائية
نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق - هوبز إطفائية

كانت نيكولا هوبز تحرس مرمى نادي لندن بييز على ملعب «ذا هايف» يوم السبت الماضي عندما حقق فريقها أول فوز له هذا الموسم من دوري السوبر الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، وهي المباراة التي انتهت بالفوز على أكسفورد يونايتد بهدفين دون رد. وقبل هذه المباراة بـ24 ساعة كانت هوبز تجلس في قاعة فاخرة في العاصمة البريطانية لندن في حفل لتوزيع جوائز التميز في مجال إطفاء الحرائق والطوارئ لعام 2017، حيث كانت مرشحة لجائزة المرأة الأكثر تأثيرا في مجال إطفاء الحرائق لهذا العام.
ربما يكون من المثير للإعجاب أن تقتحم سيدة مجالا يهيمن عليه الذكور، لكن من النادر أن تقوم سيدة باقتحام مجالين للذكور في الوقت نفسه.
تلعب هوبز كرة القدم منذ صغرها، وقد انضمت إلى فريق للسيدات تحت 10 سنوات كان يدربه والدها، قبل أن تنتقل إلى نادي نورويتش سيتي وهي في الثانية عشرة من عمرها. والآن وبعدما بلغت الثلاثين من عمرها، أصبحت هوبز تمتلك خبرات هائلة وانضمت إلى نادي لندن بييز في أغسطس (آب) الماضي بعد ثماني سنوات مع دونكاستر روفرز بيليس، الذي ساعدته على الصعود للدرجة الأعلى عام 2015.
تلقت هوبز دورة في التدريب المهني، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ثم انضمت إلى خدمة مكافحة الحرائق في مقاطعة جنوب يوركشاير بعد بضع سنوات. وساعدتها كرة القدم على الاندماج سريعا في هذا العمل، حيث تقول: «إنه موضوع جيد للمحادثة، فإذا كان رجال الإطفاء يعرفون أنك تلعبين كرة القدم عند مستوى معين فإنهم يثقون في أنك ستكونين لائقة بما يكفي للقيام بعملك على أكمل وجه. إنه جنون لأن كل امرأة تدخل هذا المجال يجب أن تجتاز اختبارات اللياقة البدنية نفسها، لكن العمل في مجال كرة القدم يساعدك على كسب مزيد من الاحترام. لقد كان من الصعب للغاية في البداية أن أعمل في كلا المجالين: كرة القدم وإطفاء الحرائق».
وبعد أن لعبت في صفوف المنتخب الإنجليزي تحت 23 عاما، انضمت هوبز إلى خدمة إطفاء الحرائق، وهو ما عطل مسيرتها الدولية في كرة القدم. تقول هوبز: «كان يتعين علي أن أتوقف عن الانضمام للمنتخب الإنجليزي، لأنه لم يكن هناك الكثير من الدعم في هذه المرحلة، خصوصا أنني كنت أعمل في سن صغيرة. ومع وصول التقشف إلى ذروته، لم يكن هناك الكثير من الدعم من خدمة إطفاء الحرائق أيضا».
وتضيف: «كنت أعمل على تبديل فترات عملي مع زملائي. وكنت أتوسل إليهن وأهرب من بعض فترات عملي من أجل اللحاق بالمباريات، لكنني لم أستطع التكيف مع الفترات الطويلة التي يحتاجها الانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي».
وتعمل مكافحة الحرائق وكرة القدم على تعزيز قدرات الشخص في التعامل مع الضغوط في بيئة العمل. تقول هوبز: «عندما تعمل في مهنة يتابعك فيها الجمهور أو في فريق عمل فهذا يساعدك على معرفة نقاط قوة الآخرين وقدراتهم».
وتضيف: «ينطبق هذا المبدأ نفسه على فريق لندن بييز (الذي تسافر هوبز ثلاث ساعات للانضمام إليه). إنني أذهب إلى الملعب وأنا أعرف أنه يمكنني أن أثق بكل فرد من أفراد الفريق، وهذا أمر رائع. كلتا المهنتين تضع عليك الضغوط ولكن بطرق مختلفة».
وتقاتل هوبز من أجل أن تتمكن من مواصلة اللعب وممارسة الرياضة التي تعشقها. وينطبق الأمر نفسه على معظم جيل هوبز من اللاعبات. ومن المرجح أن تؤثر إعادة هيكلة دوري السوبر الإنجليزي لكرة القدم للسيدات على جيل هوبز خلال الموسم المقبل، وقد تكون هوبز نفسها إحدى ضحايا النظام الجديد. تقول هوبز: «إنه أمر صعب. اللعبة آخذة في النمو، وهذا شيء يجب القيام به، لكن هذا يعني محو جيل كامل من اللاعبات ممن هم في عمري نفسه واللاتي يعملن بكل قوة. يعني تغيير نظام الدوريات أن الطلب على لاعبات مثلي سيصبح أقل، لأن الفرق ستكون بحاجة إلى إيجاد لاعبات قادرات على اللعب خلال الساعات المطلوبة. أعتقد أن ذلك قد يدفعني إلى الاعتزال».
وكانت هوبز قد فكرت في الاعتزال من قبل عندما رحلت عن دونكاستر، لكن عندما علم المدير الفني لنادي لندن بييز، لوك سويندلهورست، بأنه يمكن الحصول على خدماتها تحرك بسرعة وضمها إلى النادي. تقول هوبز: «شعرت بأنني بحاجة إلى تحد جديد. فكرت في الاعتزال والتركيز على حياتي المهنية، ثم تواصل معي مسؤولو نادي لندن بييز. كنت أعرف لوك منذ فترة طويلة وقال لي: ما زلت قادرة على العطاء. وكنت قد لعبت موسمين جيدين للغاية مع دوني بيليس، وأعطاني الثقة لمواصلة المشوار».
ولحسن الحظ بالنسبة لهوبز، فحتى لو أجبرت على الاعتزال فإن ما ينتظرها خارج ملعب كرة القدم يساعدها على العودة لمتابعة المباريات للتغلب على «الأشياء المأساوية التي تراها كل يوم».
تقول هوبز: «يجب التعامل مع كرة القدم على أنها هواية، ولا يمكن أن تكون عملي الأساسي. أنت تعيش مرة واحدة فقط وترى العاملين في مجال الإطفاء وهم يصابون باستمرار، إنه شيء مخيف. كرة القدم ما هي إلا قطرة صغيرة في محيط ما أراه في عالم الإطفاء. أنت ترى لاعبين يحصدون الجوائز لتسجيلهم الأهداف في البطولات، وهناك أشخاص يخرجون كل ليلة لمساعدة المشردين لكن لا يحصلون على أي تقدير أو اهتمام».
لكن الشيء الجيد يتمثل في أن هوبز تحصل على التقدير المناسب... صحيح أنها لم تحصل على جائزة المرأة الأكثر تأثيرا في مجال الإطفاء، لكن من الواضح أن أعمالها خارج الملعب تحظى بمتابعة وملاحظة جيدة مثل تلك التي تحظى بها أفعالها داخل الملعب. تقول هوبز: «مجرد ترشيحي للجائزة هو شرف لي».
قد تكون الأمور أكثر إشراقا داخل الملعب من خارجه بالنسبة لهوبز. ويعني تحقيق الفوز في أول مباراتين - تحقق الأول بالفعل على واتفورد في كأس الاتحاد لكرة القدم للسيدات - أن فريق لندن بييز لديه فرصة للانقضاض على صدارة جدول الترتيب.
تقول هوبز: «إننا في وضع جيد للغاية. لم يضم الفريق سوى عدد قليل من اللاعبات، وكان من الصعب على الفريق أن يتحسس خطاه. لقد خسرنا بأربعة أهداف نظيفة أمام ريدينغ، لكننا نجحنا في الخروج بشباك نظيفة في شوط المباراة الأول، وهو ما ساعدنا على استعادة الثقة في أنفسنا، لأنه من الصعب أن تحافظ على نظافة شباكك أمام فريق مثل ريدينغ لمدة 45 دقيقة كاملة. وبعد ذلك، حققنا الفوز على واتفورد وأكسفورد. لقد بدأنا نشعر في نهاية المطاف بأننا فريق يلعب بشكل جماعي».


مقالات ذات صلة

ترمب يخطف الأضواء في حفل قرعة كأس العالم 2026

رياضة عالمية ترمب مع رئيس وزراء كندا مارك كارني ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم (أ.ب)

ترمب يخطف الأضواء في حفل قرعة كأس العالم 2026

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهدف من حضوره قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 ليس الحصول على جائزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية انطلاق قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)

قرعة المونديال تنطلق على أنغام نشيد نسخة 1990

انطلقت مراسم قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في موعدها، الجمعة، على أنغام نشيد نسخة 1990.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية روبرتو كارلوس نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق (أ.ب)

روبرتو كارلوس يتمنى لقباً جديداً للبرازيل في المونديال

أكد روبرتو كارلوس، نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق، أن تتويجه بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان كان أكبر إنجاز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الكولومبي لويس دياز مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (إ.ب.أ)

«أبطال أوروبا»: تقليص عقوبة إيقاف لويس دياز

تقرر تقليص عقوبة الكولومبي لويس دياز، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني والبالغة 3 مباريات في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عربية طارق السكتيوي المدير الفني للمنتخب المغربي (رويترز)

السكتيوي: راضٍ عن التعادل مع عمان

أبدى طارق السكتيوي، المدير الفني للمنتخب المغربي، رضاه عن نتيجة التعادل السلبي التي حققها فريقه في مواجهة عمان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»