أهم الأحداث الطبية لعام 2017

إنتاج دم صناعي وعلاجات واعدة لمرضى ألزهايمر وسرطان اللوكيميا

أهم الأحداث الطبية لعام 2017
TT

أهم الأحداث الطبية لعام 2017

أهم الأحداث الطبية لعام 2017

أصبح التطور في التكنولوجيا، ومن ضمنها التكنولوجيا الطبية، أسرع من محاولات ملاحقته. ومثله مثل كل المجالات الأخرى شمل التطور في المجال الصحي إنجازات كبيرة سواء على المستوى الأكاديمي والعلمي أو على المستوى التقني وتعاظم دور التقنيات الحديثة في التشخيص والتوصل إلى أنواع مختلفة من العلاج استفادت من هذا التقدم. وفيما يلي نستعرض أهم الأحداث الطبية التي شهدها هذا العام
- دم صناعي
> دم صناعي. على الرغم من أن الفكرة تبدو خيالية ومستحيلة فإنها لم تعد كذلك. ومثلما نجح العلماء في تحقيق إنجازات في الأطراف الصناعية وتصميم مُنظمات عمل القلب، وغيرها من الأعضاء الصناعية التي استبدلت عمل الأعضاء الأصلية في حالات الأمراض المستعصية ومكنت أصحابها من مواصلة الحياة بعد تلف العضو، تمكن العلماء في هذا العام من التوصل إلى إنتاج دم صناعي من الخلايا الجذعية stem cells في المختبرات. وسوف تتم تجربته بالفعل على مجموعة صغيرة من المتطوعين تحت إشراف هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا NHS.
ويقول العلماء إنه في حالة نجاح التجارب وتقبل الجسم للدم الصناعي وعدم حدوث تفاعلات مناعية، فان الهدف الحالي وقصير الأمد هو خلق كريات دم حمراء قادرة على علاج أمراض الدم المتعددة مثل أنيميا الخلايا المنجلية. وأن الهدف على المدى البعيد علاج الأمراض النادرة المتعلقة بالدم مثل اللوكيميا أو الأمراض المناعية.
> مبيض صناعي. شهد هذا العام توصل العلماء إلى تصميم مبيض صناعي قادر على العمل بشكل طبيعي بديلا عن المبيض الفعلي. وعلى الرغم من أن هذه التجربة الناجحة تمت على الفئران فإنها تعطى أملا كبيرا للكثير من النساء اللائى يعانين من العقم ويمكن أن تغير من شكل الهندسة الوراثية بشكل كامل.
وتم تصنيع المبيض من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مادة الجيلاتين لخلق المبيض القادر على احتواء بويضة وإطلاقها بحيث تصبح مستعدة للتخصيب ومن ثم الحمل. وتعتبر هذه التقنية إنجازا غير مسبوق خاصة في حالة نجاحها على الإنسان لأنها سوف تمكن العلماء من تصنيع أي عضو يصيبه خلل في جسم الإنسان واستخدام الخلايا الجذعية في عمله وطباعته بشكل مجسم.
وأكد العلماء المشرفين على التجربة أن المبيض الصناعي قام بوظائفه بشكل كامل بل وقامت الفئران بإفراز لبن الرضاعة بشكل طبيعي تبعا لتسلسل هرموني سليم وهو الأمر الذي يعطى أملا كبيرا في نجاح هذه التجربة في السيدات.
- ألزهايمر والسكري
> علاج ألزهايمر بالموجات الصوتية. في هذا العام قام العلماء بإجراء تجارب علاجية على البشر المرضى بمرض ألزهايمر باستخدام الموجات الصوتية. وكانت هذه المحاولات قد بدأت في عام 2015 على يد علماء أستراليين قاموا بإجراء تجاربهم على الفئران المصابة بمرض ألزهايمر. ويلاحظ أن الموجات الصوتية قادرة على إذابة تجمعات البروتين الموجود حول الخلايا العصبية amyloid plaques في المخ والمميزة لمرض ألزهايمر. وكلمة الأميوليد تطلق على بقايا البروتين التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي وتتراكم حول الخلايا. وعند إجراء التجارب على الفئران بعد تعرضها لهذه الموجات تمكن معظمها بنسبة 75 في المائة من اجتياز اختبارات معينة متعلقة بالذاكرة، وهو الأمر الذي يثبت تحسنها واستعادتها لذاكرتها.
وفى حالة نجاح هذه التجارب على الإنسان سوف تحقق إنجازا كبيرا لأن هناك واحداً من كل 3 أشخاص كبار السن سوف يصاب بالمرض حسب جمعية مرض ألزهايمر Alzheimer’s Association. كما أن العلاج بالموجات الصوتية يعتبر رخيصا جدا مقارنة بالأدوية الأخرى.
> جهاز لتوصيل الإنسولين بالجسم. هذا العام شهد تطورا في علاج مرض البول السكري من النوع الأول Type 1 diabetes الذي يعانى فيه المرضى من نقص إفراز الإنسولين أو عدم إفرازه بشكل كامل نتيجة لخلل في البنكرياس سواء لخلل جيني أو مناعي. ومن المعروف أن هرمون الإنسولين ينظم لمستوى الغلوكوز في الدم.
وتوصل العلماء هذا العام إلى جهاز يعتبر بمثابة بنكرياس صناعي سوف يساعد بقدر كبير في التحكم في نسبة الغلوكوز للمرضى. ويتكون الجهاز من مضخة صغيرة وأداة مراقبة لقياس الغلوكوز في الدم بشكل مستمر يتم تثبيته على الجلد بشريط لاصق، وتبعا للقراءة التي يحددها الجهاز والتي تعكس مستوى الغلوكوز تقوم المضخة بإفراز الإنسولين للتحكم في كمية الغلوكوز سواء بزيادة الإفراز في حالة القراءات المرتفعة أو العكس في حالة هبوط الغلوكوز.
وهذا الجهاز يوفر على المريض وخز الإنسولين وأيضا الوخزات المتكررة لمعرفة مستوى السكر بالجسم، فضلا عن التعرض لأزمة نقص الغلوكوز نتيجة لجرعة خاطئة أو عدم تناول وجبة كافية، وهو الأمر الذي سوف يتم تلافيه. وأشار العلماء إلى أن الجهاز سوف يحافظ على نسب ثابتة في المستوى الطبيعي للغلوكوز. وبدأت بالفعل أعداد من المرضى في استخدامه هذا العام وتتوقع الهيئات العلمية بالولايات المتحدة زيادة هذه الأعداد بشكل كبير في العام المقبل، مما يمكن أن يحمل أملا لاختراعات مماثلة لمرضى البول السكري من النوع الثاني.
- إيقاع الساعة البيولوجية
حصلت أبحاث العلماء المتعلقة بدراسة حركة الجزيئات في الخلية التي تتحكم في عمل الساعة البيولوجية circadian rhythm في جسم الإنسان على جائزة نوبل في الطب لهذا العام نظرا لأهميتها الكبيرة في فهم الأبعاد الكاملة لعمل الساعة البيولوجية للإنسان وإمكانية التحكم فيها مستقبلا للمساعدة في علاج بعض الأمراض.
والساعة البيولوجية هي الآلية التي تنظم نشاط الإنسان واستيقاظه وتركيزه وميله إلى النعاس على مدار اليوم، بمعنى أنه في الطبيعي يكون الإنسان أكثر نشاطا وتيقظا في الصباح وأكثر ميلا للنعاس في المساء نتيجة لعملية متكاملة في الجسم تنظم عمل هرمونات وتتحكم في الضغط ودرجة الحرارة لكي تتواءم مع حركة دوران الكرة الأرضية بحيث يكون قمة التركيز والنشاط البدني والذهني في بداية اليوم.
وهذا ما يوضح أن توقيت الدراسة يكون صباحا ولهذه الساعة الطبيعية أو البيولوجية من المرونة ما يكفي لتغيير ذلك مع الوقت. وعلى سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يعملون ليلا ويضطرون للسهر يميلون إلى النعاس في بداية اليوم ويزيد التركيز في المساء وهو ما يحدث للمسافرين لفترات طويلة تختلف بها ساعات الليل والنهار. وكنتيجة للتجارب التي أجراها العلماء على ذبابة الفاكهة تم اكتشاف جين معين مسؤول عن التحكم في الساعة البيولوجية وعندما تم إحداث طفرة في هذا الجين فقدت الحشرة ساعتها البيولوجية.
- توقف التنفس ومراقبة القلب
> علاج جديد لتوقف التنفس أثناء النوم. يعتبر توقف التنفس أثناء النوم Sleep Apnea واحدا من أهم الأعراض التي تمثل مصدر قلق للملايين من المرضى حول العالم حيث يحدث توقف عن التنفس لفترات متقطعة أثناء النوم. وهذه الفترات تتراوح مدتها بين عدة ثوان وعدة دقائق، وهو عرض مزمن يلازم المريض طيلة حياته وعلى الرغم من أنه عرض بسيط فإنه يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة لاحقا مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ويعاني الشخص المصاب من عدم النوم بانتظام مما يؤدى إلى الشعور بالنعاس أثناء النهار. والعلاج الحالي عن طريق كمامة يرتديها المريض أثناء النوم قادرة على فتح ممر الهواء من خلال تقنية معينة ولكن دائما كانت المشكلة أن المرضى لا يفضلون ارتداء تلك الكمامات.
وهذا العام تم التوصل إلى تقنية تعتمد على تنبيه الأعصاب من خلال زرع شريحة تحفز فتح الممر الهوائي ويتم التحكم فيها عن طريق ساعة يتم لبسها في اليد. وهذه التقنية تعمل على تحقيق التزامن بين كمية الهواء المتنفس وحركة اللسان وتستخدم ما يشبه مستشعرا للتنفس breathing sensor ومحفزا يعمل ببطارية صغيرة. وأظهرت نتائج إيجابية في التجارب الإكلينيكية وينتظر أن تنال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA العام المقبل.
> حزام للرياضيين لمتابعة القلب. في هذا العام تمت موافقة FDA على حزام يتم ربطة حول الصدر قادر على عمل رسم للقلب بكفاءة عن طريق مستشعر إلكتروني ويتم ارتداؤه دون أسلاك أو جيل المستخدم في رسم القلب. وهذا الجهاز أو الحزام لا يقوم فقط برصد حركة القلب من خلال الرسم ولكن أيضا يقوم بقياس معدل النبضات وسرعتها وعدد مرات التنفس ودرجة حرارة الجسم. ويختلف هذا الحزام عن بقية الأجهزة التي ترصد النبض والعمليات الحيوية في الجسم بأنه يحتوي على «رسام القلب الإلكتروني» electrocardiography ويمكن أن يفيد الرياضيين بشكل خاص حيث إنه يحتوى على أقطاب كهربائية موجودة في الجزء المبطن للحزام، ويواجه الجلد. ومن خلال العرق الذي يعمل كموصل للشحنات الكهربائية يتم رصد حركة القلب ويتم إرسال هذا الرسم إلى مستقبل يحتوى على معالج إلكتروني microprocessor قادر على تحليل هذه البيانات وإعادة إرسالها مرة أخرى إلى الهاتف الجوال أو الكومبيوتر المحمول عن طريق تقنية البلوتوث مما يمكن الطبيب المعالج من متابعة الرياضي وحالته الصحية.
- أمراض السرطان
> الهندسة الوراثية لعلاج اللوكيميا. في هذا العام تمت موافقة FDA على طريقة حديثة لعلاج أشهر الأمراض السرطانية في الأطفال وهو اللوكيميا. وهذه الطريقة تعتمد بشكل أساسي على الخلايا المناعية «تي» الموجودة في الجسم T cells بعد عمل ما يشبه إعادة برمجتها باستخدام العلاج الجيني لكي تكون قادرة على إنتاج نوع معين من البروتين على سطحها (مستقبل) chimeric antigen receptors أو اختصارا CAR - T.
وهذه المستقبلات غير موجودة في الخلايا العادية، وذلك ما يجعلها قادرة على التعرف ومحاربة الخلايا السرطانية بشكل أكثر كفاءة من خلال «الأنتيجينات» (مولدات المضادات) الموجودة على سطح الخلايا السرطانية ودون تدخل علاجي خارجي.
وتتميز هذه الطريقة عن بقية أنواع العلاج الإشعاعي والكيميائي بأنها تكون لمرة واحدة فقط حيث إن الخلايا الطبيعية تنقسم داخل الجسم وتتعامل مع المرض بشكل طبيعي كما لو كان عدوى عادية ميكروبية أو فيروسية، وهو الأمر الذي يجنب المريض الأعراض الجانبية الكبيرة للعلاج الإشعاعي والكيميائي والجراحي. وهذه الطريقة تستغرق نحو 3 أسابيع فقط منذ بداية عزل الخلايا المناعية من الجسم في أحد المختبرات وحتى إعادتها للطفل مرة أخرى. وتعدت نسبة النجاح بهذه الطريقة 80 في المائة في التجارب الإكلينيكية وينتظر أن تغير شكل علاج اللوكيميا مستقبلا.
> تفادي سقوط الشعر عند علاج السرطان. رغم الكثير من الصدمات النفسية التي تصيب مرضى السرطانات المختلفة يعتبر تساقط الشعر بشكل كامل أثناء العلاج بالكيميائي Chemotherapy من أكثر الأعراض المؤلمة نفسيا خاصة في السيدات. وفى الأغلب تلجأ المريضات إلى ارتداء شعر مستعار. وفى هذا العام حصلت تقنية جديدة يمكنها تفادي سقوط الشعر من فروة الرأس أثناء فترة العلاج على موافقة FDA في هذا العام وينتظر أن يبدأ العمل بها بداية من العام المقبل. وهذه التقنية تعمل على تبريد فروة الرأس Scalp Cooling قبل وأثناء وبعد جلسة العلاج الكيميائي وبذلك تحافظ على الشعر دون تساقط ويتم التبريد عن طريق سائل مبرد يمر خلال ما يشبه غطاء رأس. ويعمل هذا السائل على انقباض الأوعية الدموية vasoconstriction الموجودة في جلد فروة الرأس وخفض التفاعل الكيميائي مما يقلل من احتمالية تأثر خلايا بصيلات الشعر بالدواء الكيميائي.
وهذا الغطاء ترتديه السيدة قبل الجلسة بنصف ساعة وأثنائها وبعد الانتهاء منها بـ90 دقيقة؟ ويوضح الخبراء أن عوامل مثل وقت التعرض وعدد مرات العلاج وجرعة ونوع الكيميائي جميعها لها بالغ الأثر في النتيجة خاصة وأن التجارب الإكلينيكية أظهرت أن نحو 50 في المائة من السيدات اللاتي ارتدين غطاء الرأس لم يتساقط شعرهن.
> جهاز لعلاج الشلل الرعاش. على الرغم من ظهور الجهاز منذ فترة في أوروبا فإن FDA لم توافق على العلاج به إلا في هذا العام بعد النتائج الإكلينيكية الناجحة والدراسات الكثيرة التي تمت لمعرفة أعراضه الجانبية لعلاج مرض الشلل الرعاش Parkinson’s، وهو مرض يصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن اإفراز مادة الدوبامين dopaminergic ويتسبب في رعشة في الأطراف تتدرج في الحدة من مريض إلى آخر وفى الأغلب يصيب كبار السن.
وعلى الرغم من تسمية المرض بالشلل في اللغة العربية فإنه لا يسبب الشلل بشكل فعلي ولكن يؤثر بشكل كبير على الحركة ويجعلها أبطأ وغير طبيعية. والعلاج الحالي عبارة عن أقراص دوائية تقلل من حدة الأعراض ولكنها لا تعالج المرض تماما، فضلا عن تغيير نمط الحياة والتعضيد النفسي.
والجهاز الذي تمت الموافقة عليه عبارة عن شريحة إلكترونية مبرمجة بشكل خاص لتناسب كل مريض على حدة يتم زرعها وتسبب إثارة المناطق التي حدث بها الخلل في المخ وبالتالي تحسن الأعراض، وهذه الشريحة يمكن إعادة شحنها كل 15 عاما.
- نقل الرأس بين الحقيقة والخيال
فى نهاية عام 2016 أعلن الطبيب الإيطالي سيرجيو كانفارو Sergio Canavero الذي أصبح شهيرا جدا، عن اعتزامه إجراء عملية نقل رأس كاملة إلى إنسان Head Transplant في هذا العام 2017 خاصة وأنه نجح، حسب مزاعمه، في إجراء تلك العملية على فئران التجارب بمساعدة أطباء صينيين. وفى نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام أعلن الطبيب عن نجاحه في إجراء الجراحة المرتقبة التي أجراها على جثة إنسان في الصين والتي كان مقدرا لها أن تستغرق 36 ساعة ولكنه صرح بأنها استغرقت 18 ساعة فقط وذلك بفضل مهارة الأطباء الصينيين المعاونين له، على حسب قوله.
وعلى الرغم من التصريحات واهتمام الصحافة بالموضوع فإن الحقيقة أنه ليس هناك أي دليل علمي على نجاح هذه العملية أو حتى مجرد إجرائها، ولم يتم نشر أي تفاصيل عن تلك العملية أو فيديو لها في أي من الدوريات العلمية المعنية بمثل هذه الأمور، خاصة وأن نجاح عملية بهذا الحجم يعد معجزة علمية بكل المقاييس وباستثناء تصريحات الطبيب لا يوجد ما يشير إلى هذا الحدث بل إن هناك انتقادا كبيرا من أطباء الأعصاب في العالم لمثل هذه التصريحات نظرا للعدد الهائل من المعوقات الطبية لإجراء عملية مثل هذه.
- خريطة للخلايا البشرية
> شهد هذا العام البداية الرسمية للمشروع العلمي الطموح الذي يستهدف عمل خريطة للخلايا البشرية كاملة Human Cell Atlas وذلك بعد عام كامل من التخطيط للمشروع والذي سوف يستغرق عدة أعوام ويتشارك فيه علماء من جميع أنحاء العالم وجميع التخصصات العلمية من علماء الخلايا والأطباء والباحثين ومهندسي التكنولوجيا.
ولكي نعرف ضخامة المشروع يكفي أن نعلم أن عدد الخلايا البشرية يبلغ 37 تريليون خلية على وجه التقريب. ويأمل العلماء في الانتهاء من هذه الخريطة في غضون أعوام قليلة على غرار خريطة الجينات البشرية التي تم عملها من قبل في 20 عاما؟
ومن المعروف أن الخلية هي وحدة البناء الأساسية في أي عضو في جسم الإنسان، وكل عضو يتكون من ملايين الخلايا ورصد ومعرفة هذه الخلايا سوف يسهم بالتأكيد في علاج كثير من الأمراض وفهم أسباب حدوثها وإمكانية تلافيها.


مقالات ذات صلة

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».