بين الخطأ والصواب

عامل خطر جديد للتجلطات الوريدية

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

وُجد في دراسة حديثة أجريت على أكثر من مليوني شخص في دولة السويد أن خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية، (venous thromboembolism (VTE، مرتبط بطول الأشخاص، بحيث يكون الخطر أعلى عند الأكثر طولاً عن أقرانهم.
ووفقاً لنتائج هذه الدراسة التي نشرت في مجلة (الدورة الدموية: علم الوراثة القلبية الوعائية Circulation: Cardiovascular Genetics)، في ٦ سبتمبر (أيلول) الماضي، كان خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية (VTE) أقل بنسبة 65 في المائة لدى الرجال الذين يقل طولهم عن 158 سم، مقارنة بالرجال الذين يبلغ طولهم 186 سم أو أطول.
وبالنسبة للنساء، فقد وجد أن الأقل من 153 سم طولاً، وكن حوامل للمرة الأولى، انخفض لديهن خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية بنسبة 69 في المائة، مقارنة بالنساء اللاتي كان طولهن 180 سم أو أطول.
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن زيادة الطول ترتبط بزيادة خطر «VTE»، ولكن نتائجها كانت متباينة.
وقال الباحث الرئيسي في هذه الدراسةن الدكتور بينجت زولر، الأستاذ المساعد في جامعة لوند ومستشفى جامعة مالمو، في مالمو بالسويد، إن زيادة الطول لدى بعض البشر هو عامل لا يمكن التحكم فيه، وليس هناك شيء يمكننا فعله حيال ذلك. ومع ذلك، فإننا نلاحظ أن الطول لدى سكان العالم هو في ازدياد مستمر باضطراد، وبالفعل يمكن أن يسهم في حقيقة زيادة حدوث تجلط الدم لديهم.
واقترح د. زولر أنه يجب أن نبدأ في إدراج زيادة الطول في تقييم المخاطر، تماماً مثل زيادة الوزن، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات الرسمية لتحديد بالضبط كيف يمكن أن يتفاعل طول البشر مع اضطرابات الدم الموروثة وغيرها من الحالات.
الخمول يزيد الوفيات

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك شخصاً واحداً من كل 4 أشخاص بالغين (على الصعيد العالمي) يعيش حياة ركود لا يتحرك فيها بما فيه الكفاية. وأن مثل هذا الشخص قد يدعي أنه شخص نشط عندما يتحرك لفتح التلفزيون والجلوس أمامه، لا أن يمارس أي نوع من الأنشطة البدنية، كالتمارين في الصالات الرياضية. والأكثر من ذلك، أنه سيتعرض حتماً لمضاعفات آثار البقاء «جالساً»، بالإصابة باضطرابات في القلب والأوعية الدموية والسمنة المفرطة...إلخ. وقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة كمبريدج إلى أن المشكلات الصحية التي تنتج عن سلوك حياة الكسل والخمول لا يقل خطرها عن تلك التي ترافق السمنة.
إن الجلوس الطويل المفرط فيه يعتبر، سواء المتراكم على مدار ساعات اليوم أو المتجمع من نوبات جلوس طويلة دون انقطاع، عامل خطر كبير للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وفقاً لنتائج دراسة جديدة نشرت في حوليات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine).
ولإجراء هذه الدراسة، قام باحثون بتحليل بيانات عن 7.985 شخصاً من البالغين من ذوي البشرتين البيضاء والسوداء، ومن الفئة العمرية 45 عاماً أو أكثر، في الولايات المتحدة، لمعرفة العلاقة بين سلوك نمط الركود (الخمول والكسل وعدم الحركة) والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة، التي نشرت في الموقع الطبي «يونيفاديس» في 12 سبتمبر الماضي 2017، أن سلوك نمط الركود شكل نحو 12.3 ساعة يومياً على مدار 16 ساعة من الاستيقاظ. ووجد الباحثون أيضاً أن كلاً من مجموع الوقت الكلي للبقاء دون حركة والنوبات الطويلة للجلوس من دون حركة مرتبطان على حد سواء بارتفاع خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب التي لم تختلف حسب العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم، أو حتى عادات ممارسة التمارين الرياضية. وكان المشاركون الذين مارسوا نوبات جلوس قصيرة، لم تتعد مدتها 30 دقيقة دون حركة، أقل خطراً للوفاة.
وتساءل الدكتور ديفيد أ. ألتر (Dr David A. Alter)، من جامعة تورنتو، عن إمكانية إيجاد حلول تقي من المخاطر التي يشكلها سلوك الركود (الخمول والكسل وعدم الحركة). وقال إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن التدخلات التي تشجع على وجه التحديد على تجنب سلوك نمط حياة الركود كلياً، بدلاً من أن تروج لممارسة التمارين الرياضية وحدها، أو مزيج من ممارسة التمارين الرياضية مع أنشطة أخرى خلال نوبات سلوك الركود، هي التي ستكون مفيدة في معالجة هذه المشكلة بشكل صحيح.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

[email protected]


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
TT

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)

كشفت دراسة حديثة أن الشعور بالوحدة قاتل؛ لأنه يزيد من البروتينات التي تسد الشرايين وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

وجدت جامعة كمبردج البريطانية أن التفاعلات مع الأصدقاء والعائلة قد تحافظ على صحتنا؛ لأنها تعزز جهاز المناعة لدينا وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع (2)، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

ودرس العلماء دماء تعود لأكثر من 42 ألف شخص مسجلين في البنك الحيوي البريطاني، وهو مشروع مراقبة صحية طويل الأمد، بحثاً عن الاختلافات الداخلية في الأشخاص المعزولين اجتماعياً.

وحسب الفريق درجات العزلة الاجتماعية والوحدة للأفراد بناءً على ما إذا كانوا يعيشون بمفردهم، ومدى تكرار اتصالهم بالآخرين اجتماعياً، وما إذا كانوا يشاركون في الأنشطة الاجتماعية. كما قاموا بقياس ما إذا كانوا «يشعرون» بالوحدة.

ووجد الفريق خمسة بروتينات كانت وفرتها ناتجة عن الوحدة. ويرتبط أحد البروتينات، وهو «ASGR1»، بارتفاع نسبة الكولسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين تلعب بروتينات أخرى تم تحديدها أدواراً في تطور مقاومة الإنسولين وتصلب الشرايين وتطور السرطان.

وقال الدكتور تشون شين من قسم علوم الأعصاب السريرية بجامعة كمبردج ومعهد العلوم والتكنولوجيا للذكاء المستوحى من الدماغ، بجامعة فودان في الصين: «نعلم أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مرتبطان بتدهور الصحة، لكننا لم نفهم قَطّ السبب. سلط عملنا الضوء على عدد من البروتينات التي يبدو أنها تلعب دوراً رئيساً في هذه العلاقة، مع زيادة مستويات بعض البروتينات على وجه الخصوص كنتيجة مباشرة للوحدة».

وقد وجدت دراسات سابقة أن العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة يمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة، في حين أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب بنسبة 30 في المائة. ومع ذلك، لم يكن العلماء متأكدين حتى الآن مما يدفع هذه الظاهرة.

كان أحد البروتينات المنتجة بمستويات أعلى نتيجة للوحدة هو «ADM». وقد وُجد أن مستويات «ADM» العالية مرتبطة بحجم دماغ أصغر في بعض المناطق، وزيادة خطر الوفاة المبكرة.

كما وجد الفريق 175 بروتيناً مرتبطاً بالعزلة الاجتماعية، يتم إنتاج العديد منها استجابة للالتهابات والعدوى الفيروسية، فضلاً عن ارتباطها بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع (2) والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة.

«الاتصال الاجتماعي يحافظ على صحتنا»

قالت الدكتورة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي بجامعة كمبردج: «تؤكد هذه النتائج أهمية الاتصال الاجتماعي في الحفاظ على صحتنا... يبلّغ المزيد والمزيد من الأشخاص من جميع الأعمار عن شعورهم بالوحدة».

وتابعت: «لهذا السبب وصفت منظمة الصحة العالمية العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بأنها مشكلة صحية عامة عالمية... نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لمعالجة هذه المعضلة المتنامية وإبقاء الناس على اتصال لمساعدتهم على تحسين صحتهم».

وأضاف البروفسور جيانفينج فينغ من جامعة وارويك البريطانية: «إن البروتينات التي حددناها تعطينا أدلة على البيولوجيا التي تدعم سوء الصحة بين الأشخاص المعزولين اجتماعياً أو الوحيدين، مما يسلط الضوء على سبب لعب العلاقات الاجتماعية دوراً مهماً في الحفاظ على صحتنا».