لبنانيتان تفوزان بجائزة اليونيسكو «من أجل المرأة في العلم»

الباحثة اللبنانية الدكتورة اليز نجيم الحائزة زمالة برنامج «لوريال يونيسكو من أجل المرأة في العلم»  -  الباحثة كارين جعفر المتخصصة في علم الأحياء والبيولوجيا الجزيئية
الباحثة اللبنانية الدكتورة اليز نجيم الحائزة زمالة برنامج «لوريال يونيسكو من أجل المرأة في العلم» - الباحثة كارين جعفر المتخصصة في علم الأحياء والبيولوجيا الجزيئية
TT

لبنانيتان تفوزان بجائزة اليونيسكو «من أجل المرأة في العلم»

الباحثة اللبنانية الدكتورة اليز نجيم الحائزة زمالة برنامج «لوريال يونيسكو من أجل المرأة في العلم»  -  الباحثة كارين جعفر المتخصصة في علم الأحياء والبيولوجيا الجزيئية
الباحثة اللبنانية الدكتورة اليز نجيم الحائزة زمالة برنامج «لوريال يونيسكو من أجل المرأة في العلم» - الباحثة كارين جعفر المتخصصة في علم الأحياء والبيولوجيا الجزيئية

في إطار تشجيعها ومساندتها للمواهب الصاعدة من النساء في مجال العلوم، أقامت منظمة اليونيسكو في لبنان، حفلا تكريميا فازت خلاله 7 نساء عربيات بزمالة برنامج «لوريال يونيسكو» لبلاد المشرق العربي ومصر.
هذا التكريم الذي بات تقليدا سنويا تقيمه المنظمة العالمية للسنة الرابعة على التوالي، يأتي ضمن برنامج لوريال «النساء في مجال العلوم» ويكافئ الباحثات على إنجازاتهنّ الرئيسية خلال مسيرتهنّ المهنيّة، لمساعدتهنّ على مواصلة أبحاثهنّ التي تشمل هندسة الحاسبات والبيئة الميكروبية وعلوم الأدوية والأحياء المجهرية والبيولوجيا الجزيئية.
وأقيم في المعهد العالي للأعمال الحفل الرابع لبرنامج «لوريال يونيسكو من أجل المرأة في العلم» برعاية الرئيس سعد الحريري، وتمّ خلاله تكريم 7 نساء عربيات برعن في مجال العلوم، وبينهن اللبنانيتان دكتورة اليز نجيم (باحثة في المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان) وكارين جعفر (حاصلة على درجة ماجستير في علم الأحياء ومرشحة دكتوراه في برنامج الخلية والبيولوجيا الجزيئية في الجامعة الأميركية). فيما توزعت الجوائز الخمس الأخرى على المصريتين الدكتورة منة الله الصيرفي والدكتورة بسمة مصطفى والعراقية الدكتورة أروى الشويخ والسورية نور غضبان والأردنية الدكتورة أريج أبو حماد.
وتجدر الإشارة إلى أن جوائز المواهب الصاعدة التي تندرج في هذا البرنامج تشمل العالمات في جميع مناطق العالم بما فيها أوروبا وأفريقيا والمحيط الهادئ وآسيا وأميركا اللاتينية والشمالية إضافة إلى العالم العربي وقد تمّ إطلاقها في عام 1998.
«لا شك بأن هذه الجائزة تعطينا دعما معنويا إلى جانب الإفادة المادية التي تتضمنها (10 آلاف دولار). كما تكمن أهميتها في تسليط الضوء على دور المرأة في هذا المجال حيث يستصعب البعض نجاحها فيه». تقول الباحثة اللبنانية المكرمة في هذا الحفل دكتور اليز نجيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» وتضيف: «وضعت أصبعي على إيجاد أدوية لأمراض بكتيرية تصاب بها أشجار الأرز، ومنها انتقلت إلى شجر الصنوبر لإيجاد طرق بيولوجية لمكافحة الحشرات التي تقضي عليها. فاليوم صرنا في مرحلة متقدمة تتعلق بعملية السيطرة على المشكلات المرضية في الأحراش والغابات اللبنانية، وهو إنجاز في حد ذاته نأمل أن نتوصل من خلاله إلى تثبيت مكانة الشجرة المعمرة.» ودكتور اليز التي هي أم لولدين وحامل في طفلها الثالث، ترى أنه من المعيب قصّ أجنحة المرأة في القرن الـ21 وتقييدها في واجباتها المنزلية فقط. «أشكّل نموذجا للمرأة العاملة الناجحة في عملها وفي منزلها، وأقول لهؤلاء الذين يتصورون المرأة العلمية بأنها صارمة وجدية وتضع النظارات، بأنهم مخطئون في تخيلاتهم هذه، فهي امرأة حنونة تنضح أنوثة وعلما ما يكفيها أن تتنافس مع الرجال من خلال قدراتها الفكرية».
أما الباحثة كارين جعفر والتي أدّت أبحاثها لاكتشاف اثنين من الجينات التي تلعب دروا أساسيا في نمو وتطوير الكلى، فقد أشارت في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأنه لو يتمّ الاستعانة بقدرات المرأة في مجال العلوم لاجتزنا شوطا لا يستهان به من الاكتشافات والأبحاث المفيدة للعالم. وأضافت: «هذه الجائزة تثبت ما أقوله وتحفّز المرأة على تقديم الأفضل في هذا المجال في وجود من يقدّرها ويدعمها. فهي ليست محدودة التفكير والقدرات كما يعتقد البعض وفي استطاعتها إحداث الفرق في هذا المجال تماما كالرجل». وعما إذا هي لديها أحلام وطموحات مستقبلية معينة أجابت: «بالطبع أتمنى أن أواصل أبحاثي ودراساتي في الخارج وأن أستطيع ابراز وجه لبنان العلمي على أحد المنابر العالمية كحصد جائزة نوبل مثلا، وما يقوم به برنامج «النساء في مجال العلم» (لوريال يونيسكو) يزودنا بالثقة بالنفس والتميز وهما محفزان أساسيان للنجاح».
تجدر الإشارة إلى أن برنامج «لوريال يونيسكو» حقق حتى الآن تقدما كبيرا في دور ومشاركة المرأة في العلم. وقد بلغ العدد الإجمالي للباحثات المكرمات في العالم 2820 وقد حصل 2723 منهن على زمالة البرنامج من 115 دولة حول العالم ومن بينهن أكثر من 100 عالمة من العالم العربي. كما حصلت 97 باحثة على درجة تكريم عالية لنجاحهن في مجال العلوم ومن بينهن اثنتان حازتا على جائزة نوبل العالمية.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

أعلن وزير الثقافة السعودي عن نجاح المملكة في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».