أظهرت دراسة دولية نتائج واعدة لعلاج جديد يعتمد على حقنة شهرية تساعد مرضى الربو الشديد على تحسين أعراضهم وتقليل الحاجة إلى أقراص الستيرويدات اليومية، التي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة عند الاستخدام طويل الأمد.
وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة كينغز كوليدج لندن، أن العلاج الجديد يقدم طريقة موجهة ودقيقة لعلاج الالتهاب، بعكس الستيرويدات التي تؤثر على الجسم كله، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «The Lancet Respiratory Medicine».
والربو الشديد هو شكل مزمن من أمراض الجهاز التنفسي يتميز بتفاقم الأعراض بشكل متكرر، مثل ضيق التنفس، والسعال المستمر، وصفير الصدر، وصعوبة النوم بسبب الأزمات الليلية.
وغالباً لا يستجيب هذا النوع من الربو جيداً للعلاجات التقليدية؛ ما يجعل إدارة المرض صعبة ويستلزم متابعة طبية دقيقة للحد من النوبات وتحسين جودة حياة المرضى.
وتعد الستيرويدات فئة من الأدوية القوية التي تُستخدم لتقليل الالتهابات في الجسم، بما في ذلك الالتهاب الرئوي المرتبط بالربو، وتُعطى على شكل أقراص أو بخاخات أو حقن حسب شدة المرض. وعلى الرغم من فاعليتها، فإن الاستخدام طويل الأمد قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، زيادة خطر العدوى، وارتفاع مستوى السكر في الدم؛ ما يجعل الأطباء حذرين في وصفها بشكل مستمر.
وخلال الدراسة، تابع الباحثون أكثر من 300 مريض من 68 مركزاً طبياً في 11 دولة لمدة عام كامل، جميعهم يعانون الربو الشديد.
وتلقى المشاركون حقنة «تيزيبيلوماب» (tezepelumab) كل 4 أسابيع، مع متابعة دقيقة لأعراضهم وأدويتهم. ويعمل هذا الدواء البيولوجي على استهداف جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن الالتهاب في الرئة؛ ما يقلل من نوبات الربو ويحسّن وظائف الرئة.
وأظهرت النتائج، أن 90 في المائة من المرضى الذين تلقوا العلاج الجديد تمكنوا من تقليل جرعات الستيرويدات اليومية، كما أوقف أكثر من نصف المرضى أقراص الستيرويد تماماً دون تدهور الأعراض، كما وجد الباحثون أن ثلثي المرضى توقفوا عن التعرض لأي نوبات ربو خلال فترة الدراسة.
تحسّن ملموس
وكان التحسن في الأعراض ووظائف الرئة ملموساً بعد أسبوعين من بدء العلاج واستمر طوال العام، كما تحسنت جودة الحياة بشكل كبير، بما في ذلك النوم، النشاط اليومي، والقدرة على ممارسة الرياضة.
ووفق الباحثين، فإن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة لمرضى الربو الشديد؛ إذ سمح العلاج البيولوجي للغالبية بتقليل أو إيقاف الستيرويدات مع تحسين أداء الجهاز التنفسي. كما أن التحكم في الأعراض يمكّن المرضى من التنفس بشكل طبيعي، والنوم دون يقظة ليلية، وتقليل نوبات الربو اليومية؛ ما يسمح لهم باستعادة حياتهم بعيداً عن قيود المرض المزمن.
وأضاف الباحثون أن النتائج تفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول دمج هذه العلاجات مع بروتوكولات حديثة للربو، بما يعزز خيارات العلاج ويطورها في المستقبل.
