حظيت أغنية جديدة عن «الفرعون الذهبي»، توت عنخ آمون، باللغة الإيطالية بانتشار واسع، وتصدَّرت «التريند» على موقع «إكس» في مصر، السبت، مع تعليقات متنوعة تشير إلى الاهتمام العالمي بكنوز «الفرعون الذهبي» وتاريخه الدرامي.
وتقول كلمات الأغنية التي تم تركيبها على صور بالرسوم المتحركة، وأخرى بتقنيات الذكاء الاصطناعي «توت عنخ آمون/ الملك الطفل/ في وادي النيل/ قدر عظيم/ كان في العاشرة/ على عرش مصر/ قناع من ذهب/ لغز مكتوب/ ابن أخناتون/ تعود الشمس إليه/ والفراعنة القدماء تستعيد كلماتها/ توت عنخ آمون/ يرقد في الصمت/ لكن اسمه أغنية/ توت عنخ آمون/ من الصحراء إلى العالم/ رؤية أبدية/ هوارد كارتر وَجَدَه عام 1922/ القبر هناك وكنوز تتلألأ/ أختام سليمة/ ينهض التاريخ بين الذهب والوجوه المرسومة/ قصيرة حياته/ لكن شهرته امتدت طويلاً/ وفي قلب النيل... تتردد الحكاية».
#اغنية_الملك_توت رفعت اسم المتحف المصري عالي pic.twitter.com/AssIl3M6dx
— محمد الكيومي (@Ymxc16Ok3pkVIhF) November 22, 2025
وأرجع الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر «شغف كثير من دول العالم بالملك توت عنخ آمون إلى احتفاظ مقبرته بكنوزها الفريدة كاملة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذا عكس مقابر ملوك المصريين القدماء الأخرى، التي نهبها اللصوص على مدى العصور، بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط بمصير الملك نفسه وموته في سن صغيرة نسبياً، وكذلك الغموض الذي أحاط بمصير مَن أسهموا في هذا الاكتشاف العظيم».
وحظيت كنوز الملك توت عنخ آمون باهتمام عالمي، وأُقيما معرضان لبعض مقتنياته في باريس عامَي 1967 و2019، وحقَّقا أرقاماً قياسية للزائرين وصلت في المعرض الأول الذي أُقيم تحت عنوان «توت عنخ آمون وزمانه» إلى مليون و240 ألف زائر، وفي المعرض الثاني وصل عدد الزوار إلى مليون و371 ألف زائر، وفق تصريحات سابقة لسفير مصر في باريس، ومندوبها الدائم بمنظمة «اليونيسكو».
وتولى توت عنخ آمون الحكم في سن صغيرة، وعمره نحو 9 أو 10 سنوات، وترجِّح الدراسات التاريخية والعلمية أنه ابن الملك أخناتون، وهناك شكوك حول طريقة موته في سن صغيرة؛ حيث تولى الحكم بين عاميَ 1334 و1325 قبل الميلاد، وتتضارب المرويات التاريخية والأبحاث العلمية حول وفاته بمرض الملاريا أو تعرُّضه للاغتيال.
وتشير الأغنية المنتشرة باللغة الإيطالية إلى حالة الانبهار التي تركها الملك الشاب بكنوزه وتاريخه الدرامي، وتوالت التعليقات التي تؤكد مدى تأثير قصته على الأوروبيين وتوضِّح شعبيته لديهم، وكيف تجعل مَن يشاهدها ويسمعها يحب التاريخ.
#اغنية_الملك_توت بتخلي أي حد يحب التاريخ pic.twitter.com/GOt5hLLTcF
— مصطفى الدمرداش طعيمه (@edwardpachec12) November 22, 2025
ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أن «منصات التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير في الإعلام العالمي، وتصل إلى الملايين والمليارات عبر العالم»، مشيراً إلى أن وجود أغنية باللغة الإيطالية على «إكس» عن الملك توت عنخ آمون، «يؤكد أن هذا الملك لا يكف عن إبهار العالم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «توت عنخ آمون اسمه فقط يدعو للانبهار. العالم كله يعرفه، خصوصاً أن مقبرته وُجدت كاملة، وقناعه الذهبي يعدّ أشهر قطعة أثرية في العالم، والإيطاليون تحديداً علاقتهم قوية جداً بالآثار المصرية، حتى إن متحف تورين بإيطاليا (وهو متحف مخصص للآثار المصرية) كان يضم ثاني أكبر عدد من الآثار المصرية، بعد المتحف المصري بالتحرير، هذا طبعاً قبل افتتاح المتحف المصري الكبير».
وخصَّص المتحف المصري الكبير الذي أُفتتح أول نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، قاعةً لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في مكان واحد، وهي أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، وتشهد إقبالاً كبيراً عليها من الزائرين، كما يشهد المتحف زخماً كبيراً وإقبالاً جماهيرياً لافتاً، ووصل متوسط عدد زوّاره يومياً إلى نحو 19 ألف زائر في الأيام الأولى لافتتاحه، وفق تصريحات متلفزة للرئيس التنفيذي لهيئة المتحف.
إيطاليا غنت لملكنا العظيم #اغنية_الملك_توت وده أكبر فخر لينا pic.twitter.com/oTHyZgQatE
— عبدلله (@abujassr1411) November 22, 2025
ولفت عامر إلى أن شغف العلماء ودول العالم بتوت عنخ آمون ليس بسبب إنجازات عسكرية، أو بناء معابد وتماثيل بالحجم نفسه لمَن سبقوه من ملوك تلك الفترة، ولكن بسبب الكنوز الأثرية مثل «القناع الذهبي»، الذي لا يوجد له مثيل.
ونبّه الشماع إلى «ضرورة الاستفادة من هذا (التريند)، مصريين ومسؤولين، من خلال العمل على دعم العلاقات السياحية البينية بين مصر وإيطاليا، مع إبراز متاحف ومواقع أثرية متنوعة تشبع الشغف الأوروبي بالآثار المصرية»، عادّاً هذا «التريند» يمكن أن «يكون نتيجة وامتداداً للحملة التسويقية الناجحة التي نفَّذتها مصر ترويجاً لمتحفها الكبير».





