اكتشف العلماء أكبر انفجار لثقب أسود رُصد على الإطلاق، يُضيء بضوء يعادل 10 تريليونات من ضوء الشمس.
ووفق «سي بي إس نيوز»، يمكن أن تأتي هذه الانفجارات من الضوء والطاقة الناتجَيْن عن عوامل متعدّدة، مثل تشابك المجالات المغناطيسية أو الاضطرابات في الأقراص الغازية الساخنة المحيطة بالثقوب السوداء. وتساعد هذه الانفجارات في إلقاء مزيد من الضوء على فَهْم العلماء للثقوب السوداء بصورة أفضل.
وهي صدرت عن ثقب أسود فائق الكتلة يقع على مسافة 10 مليارات سنة ضوئية، مما يجعله أبعد انفجار يُرصَد حتى الآن. ويعود الحدث إلى زمن كان فيه الكون صغيراً نسبياً؛ علماً بأنّ السنة الضوئية تُساوي نحو 6 تريليونات ميل.
رُصد الحدث الكوني عام 2018 بواسطة كاميرا في مرصد «بالومار» في كاليفورنيا. واستغرق نحو 3 أشهر ليصل إلى ذروة سطوعه، قبل أن يبدأ بالتلاشي منذ ذلك الحين. وربما حدث ذلك لأنّ نجماً كبيراً اقترب كثيراً من الثقب الأسود، فتمزَّق إلى أشلاء.
وقال مؤلّف الدراسة ماثيو غراهام من معهد «كاليفورنيا للتكنولوجيا»، الجهة المُشغّلة لمرصد «بالومار»: «في البداية، لم نُصدّق فعلاً الأرقام المتعلّقة بالطاقة»؛ ونُشرت النتائج الجديدة في مجلة «نيتشر أسترونومي».
وتحتوي كلّ مجرّة كبيرة تقريباً، بما في ذلك مجرّتنا «درب التبانة»، على ثقب أسود فائق الكتلة في مركزها. فالجاذبية الهائلة لهذا الثقب، المحاط بمجالات مغناطيسية قوية، هي التي تمنح «درب التبانة» شكلها الحلزوني المميّز.
ولا يزال العلماء غير متأكدين من كيفية تشكُّل الثقوب السوداء فائقة الكتلة.
لكن دراسة هذه الأجرام العملاقة قد تساعد الباحثين على فَهْم أعمق للمنطقة النجمية المحيطة بالثقوب السوداء فائقة الكتلة. كما يتيح هذا الاكتشاف للعلماء «استكشاف تفاعل الثقوب السوداء فائقة الكتلة مع بيئاتها في مرحلة مبكرة من الكون»، وفق جوزيف ميخائيل من مركز «هارفارد - سميثسونيان» للفيزياء الفلكية، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.
وكان العلماء قد اكتشفوا أقدم ثقب أسود معروف حتى الآن في مارس (آذار) 2024. وقد تشكَّل هذا الثقب فائق الكتلة عندما كان عمر الكون البالغ 13.8 مليار سنة لا يتجاوز 430 مليون سنة. ويقع الثقب في مركز مجرة بعيدة، وينمو بقوة، وفق ما قاله الباحثون.
وعام 2023، اكتشف باحثو «ناسا» ثقباً أسود فائق الكتلة آخر، كان قد تشكَّل قبل نحو 13.2 مليار سنة، أي إنه أقدم بنحو 40 مليون سنة من الثقب الذي أُعلن عنه عام 2024. وهو أكبر بنحو 10 أضعاف من الثقب الأسود في مجرّة «درب التبانة».
وفي الوقت عينه، يقع أقرب ثقب أسود فائق الكتلة على بُعد نحو 1600 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ حجمه نحو 10 أضعاف حجم الشمس.

